وفاة الإعلامي سعيد الزهراني: رحلة إعلامية وإنسانية مؤثرة

فجع الوسط الإعلامي في محافظة الطائف والمملكة العربية السعودية بخبر وفاة الإعلامي سعيد بن عبدالله الزهراني، مدير مكتب صحيفة المدينة بالطائف، الذي فارق الحياة صباح الأربعاء إثر تدهور حالته الصحية بعد تعرضه لجلطة دماغية مفاجئة نقل على أثرها إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، حيث أدخل إلى العناية المركزة قبل أن يعلن عن وفاته.

مسيرة حافلة بالعطاء الإعلامي

امتدت تجربة سعيد الزهراني المهنية لعقود طويلة داخل المشهد الإعلامي المحلي، وعرف بحضوره الميداني واهتمامه الدائم بتغطية القضايا المحلية في محافظة الطائف.

تولى خلال مسيرته مناصب إدارية وصحفية مهمة، أبرزها إدارة مكتب صحيفة المدينة بالطائف، كما شغل سابقاً منصب مدير إدارة الطوارئ والأزمات في صحة الطائف، ما جعله شخصية تجمع بين الإعلام والخدمة العامة.

عرفه زملاؤه بمهنيته العالية وقدرته على إدارة العمل الصحفي في الميدان، وكان حريصاً على إبراز قضايا المواطنين وتسليط الضوء على مشكلات الخدمات العامة في المنطقة. ترك الزهراني بصمة واضحة في الوسط الصحفي المحلي من خلال عمله الدؤوب ومتابعته الدقيقة للأحداث.

سبب وفاة سعيد الزهراني

أشارت تقارير محلية إلى أن الأزمة الصحية التي ألمت به بدأت قبل أيام قليلة من وفاته، بعد تعرضه لجلطة دماغية أدخلته في غيبوبة تامة.

نقل على إثرها إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي حيث تلقى العلاج في العناية المركزة، لكن حالته تدهورت رغم محاولات الفريق الطبي لإنقاذه، ليعلن لاحقاً عن وفاته صباح الأربعاء، وسط حالة من الحزن في الأوساط الإعلامية والطبية التي عرفته عن قرب.

تعازي واسعة من الوسط الإعلامي

عقب إعلان وفاته، توالت رسائل النعي من الصحف السعودية ومؤسسات الإعلام المحلي، كما عبر عدد من زملائه الصحفيين عن حزنهم العميق وصدمتهم برحيله، مشيدين بتفانيه في العمل ودوره البارز في خدمة المجتمع.

كما نعته شخصيات محلية ومسؤولون في محافظة الطائف، مؤكدين أنه كان مثالاً للجدية والانضباط، وصوتاً صادقاً يعكس نبض الشارع المحلي.

أُديت صلاة الجنازة عليه في جامع العباس بعد صلاة العصر، بحضور جمع من الزملاء والأصدقاء والمحبين، بينما فتح بيت العزاء في منزل الأسرة وسط مشاعر تأثر كبيرة.

شخصية جمعت بين الإعلام والعمل الإداري

لم يكن الزهراني مجرد صحفي، بل كان أيضاً شخصية فاعلة في إدارة العمل العام، إذ شارك في لجان ومبادرات محلية تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات الصحية والارتقاء بالوعي المجتمعي.

ساهم بخبرته في إدارة الأزمات والطوارئ، ما أكسبه احتراماً كبيراً داخل الأوساط الرسمية، خصوصاً في الفترات التي واجهت فيها المحافظة ظروفاً صحية أو بيئية استثنائية.

كما شارك في عدد من المبادرات التطوعية والأنشطة الاجتماعية والخيرية، مما جعل اسمه يرتبط بالعطاء والمسؤولية الاجتماعية، سواء من خلال تغطياته الإعلامية أو عبر عمله الميداني المباشر.

إرث إعلامي وإنساني خالد

رحيل سعيد الزهراني يعيد التذكير بدور الإعلاميين الميدانيين الذين يكرسون حياتهم لنقل الحقيقة وخدمة مجتمعاتهم بعيداً عن الأضواء. فقد مثل نموذجاً للإعلامي الملتزم بقضايا الناس والمخلص في عمله، تاركاً خلفه إرثاً مهنياً يحتذى به في الوسط الصحفي المحلي.

وينتظر أن تخصص الصحف السعودية خلال الأيام المقبلة مساحات لتكريم مسيرته وتوثيق أبرز محطاته، تخليداً لذكراه وتقديراً لما قدمه من عطاءات أثرت المشهد الإعلامي في الطائف والمملكة.