إلى إليسا.. هنيئاً لك ما تحصدينه!!

تستمر النجمة اللبنانية إليسا بمفاجأة جمهورها ومحبيها بتوجيه رسائلها السياسية والاجتماعية من خلال أعمال تخطط لها بذكاء وتقدمها من دون إلتفاتة إلى الوراء. 

 

نعم..تقول كلمتها وتمضي وهذا ما يجعلك إما تحبها أو تنفر منها، لكنك بالتأكيد لا تستطيع إلا أن تحترمها لأنها أثبتت وعلى مر السنوات بأنها لم تساوم أو تساير مهما كانت تكلفة ذلك عليها، ومهما كانت الانتقادات التي واجهتها. الأمر الذي يفسره البعض على أنه فظاظة وتكبر، لكن!! هذا ما شكل علامتها الفارقة. 

 

لا اكشف الجديد في هذا الإطار ولست في وارد تقديم واجب الولاء والتبجيل وإطلاق شهادة حسن سلوك للنجمة اللبنانية، لكني أغتنم فرصة إطلاقها لعملها الجديد "يا مرايتي" لأكون تلك النظرة المنصفة بين الحق والظلم... 

 

لقد استطاعت إليسا بفضل ذكاء اختيارها للمخرجة المتميزة جداً آنجي جمال ولفكرة الكليب أن تكسب مرة جديدة الرهان، بعد أن كسبته في "موطني" الذي كسرت بنجاحه عين كثر من منتقديها. فعلى الرغم من أحقية انتقادهم لطريقة لفظها، لكن يا ليتهم ركزوا على جوهر العمل بكل ما يحمله من قيم وطنية وإنسانية وثورية تناسيناها أو نسيناها في وطننا العربي، بقدر ما ركزوا على قشور القشور ولم يلتفتوا إلى نجاحها في إعادة إحياء هذا النشيد وتعريف الجيل الجديد عليه. 

 

وبالعودة إلى العمل "يا مرايتي"  فقد أجادت الّجمال من خلال تفاصيل الصغيرة التي أبرزتها (رفع صوت التلفاز للولدين كي لا يسمعا صراخ والدهم على والدتهم وتعنيفه المعنوي والجسدي لها... طريقة نظرات وهروب إليسا لدى رؤية زوجها لرجل اصطدم بها عن غير قصد في الشارع ومسارعتها لاصطحاب ابنها والوصول إلى المنزل لتؤمن على طفليها قبل وصول الزوج، وغيرها العديد من التفاصيل الأخرى) أن تخرجه إلى العلن كتحفة فنية وكفيلم قصير يوثق العنف الذي تعانيه المرأة.

 

كذلك استطاعت إليسا أن تجعل العمل المصور بحجم النجاح والتأثير الذي حققته الأغنية في النفوس منذ إطلاقها. فقد أدت دورها التمثيلي بنجاح ملحوظ واستطاعت أن توصل رسالتها وأن تقول لكل امراة عانت... لا ليست هذه النهاية اكسري صمتك ولا تكسري صورتك وشخصيتك وكيانك.

 

استعين بمقولة "إننا نصنع مصائرنا، إننا نصبح ما نفعله" لأقول لإليسا هنيئاً لك ما تحصدينه... ولمنتقديها، أكثروا من استفزازكم لها لكي تستمر بتقديم مثل هكذا أعمال مميزة.