إماراتية حلقت شعرها تضامناً مع مرضى السرطان خلود المالح

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 23 ديسمبر 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
إماراتية حلقت شعرها تضامناً مع مرضى السرطان خلود المالح
ما أحوجنا في لحظات الضعف والإنكسار إلى من يقف بجانبنا ويشد من أزرنا ويمسك بأيدينا ليوصلنا إلى بر الأمان، وهذا ما أجادته سيدة الأعمال الإماراتية خلود المالح، الحاصلة على الرعاية الفضية لجمعية الإمارات لمتلازمة داون، والعضوة في جمعية مكافحة السرطان، عندما قصّت شعرها بالكامل تضامناً مع المصابين بالسرطان أمام مرأى الجمهور الداعم لحملة «معاً لمكافحة السرطان» في وافي مول بدبي، مما أحدث صدمة مفاجئة لهم. «ليالينا» التقت خلود المالح وأجرت معها هذا الحوار والذي تحدثت فيه عن مرض السرطان وهذه الوقفة التضامنية وتداعياتها، وطبيعة عملها في مجال تنظيم المعارض ذات الأبعاد الإنسانية والخيرية.
 
إماراتية حلقت شعرها تضامناً مع مرضى السرطان خلود المالح
 

قبل أن نتحدث عن دورك في مجال العمل الإنساني والخيري، ماذا تبقى لك من عالم تصميم الأزياء؟

منذ 15 عاماً وأنا أعمل في مجال تصميم الأزياء ومازلت ولكن بصورة محدودة نوعاً ما ومختلفة، وما تبقى لي زبائني والعديد من الأصدقاء والمعارف، فما أقوم به اليوم هو دمج عالم تصميم الأزياء مع العمل الإنساني والخيري من خلال تنظيم المعارض لمساعدة مصممات الأزياء في إبراز تصاميمهن، وتضمين هذه المعارض رسائل توعوية للمجتمع. ففي السابق كنت أشارك في المعارض كمصممة أزياء وعلى الرغم من ذلك أعمل على التنظيم وإنجاز كافة التفاصيل بما فيها حضور ضيوف الشرف والزوار أكثر من المنظمين أنفسهم، ومن هنا جاءت فكرة تنظيمي لمعارض خاصة بي تحمل أهداف خيرية.
 

ما الدافع وراء حبك للعمل الخيري؟ وهل كانت لك تجارب في هذا المجال بعيداً عن عدسة الكاميرا؟

لا أعلم ما هو الدافع، ولكن منذ طفولتي كنت أقتسم مصروفي المدرسي وأعطيه لأي أحد محتاج وهذا ما أخبرتني به والدتي، وأنا دائماً أسأل نفسي لو كنت في مكان هؤلاء الأشخاص وبنفس وضعهم المادي أو الصحي هل سأجد من يســاعدني أو يقف بجانبي؟!.  أنــا نشــأت على العمل الإنساني والتبرع للجهات الخيرية وزيارة دور الأيتام والمسنين والأطفال المصابين بالسرطان وتقديم الهدايا لــهم قبل أن يسلط الضوء من قبل وسائل الإعلام على خلود المالح كسيدة أعمال تقوم بتنظم المعارض الخيرية.
 
إماراتية حلقت شعرها تضامناً مع مرضى السرطان خلود المالح
 

ماعدد المعارض التي قمت بتنظيمها؟

بدأت العمل في مجــال تنظيم المعارض منذ سنة تقريباً، نظمت خلالها معرضين، الأول معرض «ليال» والذي خصص ريعه لدعم ذوي متلازمة داون، والثــاني معرض «معاً لمكافحة السرطان»، وقمنا أيضاً بزيارات لعدد من المراكز والمستشفيات، وشاركنا مؤخراً في فعاليـــــة مسيرة «العصا البيضــــاء» للإحتفال باليوم العالمي للمكفوفين. 
 

مــاذا يعني حصـــولك على الـــرعاية الفضية لــــجمعية الإمارات لمتلازمة داون؟

هناك 3 أنواع للرعاية ذهبية وفضية وبلاتينية، وهذا التصنيف بحسب قيمة المبلغ الذي يتم التبرع به أو منحه في كل عام لجمعية الإمارات لمتلازمة داون، وأنا أول شخص في الإمارات يحصل على مسمــــى راعي رسمي وهو عــــــادة ما يمنح للشركات والمؤسسات.
قد يعتقد البعض أنك مليونيرة بسبب حصـــــولك على الرعاية الفضية وتنظيمك للمعارض بمجهودك الشخصي المادي والمعنوي فما تعليقك؟
أنا لست مليونيرة، أنا موظفة في مجال الموارد البشرية، أقتطــــع من مرتبي الشهري جزءاً للعمل الخيري وتنظيم المعارض التي يأتي منها مردود مادي نتيجة مشاركة مصممات الأزياء لعرض تصاميمهن والذي يذهب ريعه لجهة خيرية، وتنظيم هذه المعارض على نفقتي الشخصية هو نهج قررت اتباعه في البداية فقط، لأنني لم أكن معروفة للناس والمؤسسات والجهات المعنية، وقد لا أجد من يؤمن بالفكرة ومدى جدواها. ولكن بعد النجــــاح الكبير للمعارض التي قمت بتنظيمها ووضوح الرؤية بالنسبة لطبيعة العمل، أنوي الاستعـــــــانة بمنسقة للتنظيم والبحث عن رعاة للمعارض.
 
إماراتية حلقت شعرها تضامناً مع مرضى السرطان خلود المالح
 

لنتحــــدث عن معرض «معاً لمكافحة السرطان» وقصــــك لشعرك بالكامــــــل، لمــاذا اختـــــرت هذه الطريقة لتتضامني بهــــا مع المصـــابين بالسرطان؟

لأن عمتي رحمة الله عليها عانت كثيراً جسدياً ونفسياً إثر إصابتها بمرض السرطان، وكانت تشعر بالحرج الشديد وترفض الجلوس معنا لتساقط شعرها بالكامل نتيجة العلاج الكيماوي، ووقتها تأثرت كثيراً بمعاناتها واتخذت قراراً بقص شعري لأقول لها ولكل من يعاني من هذا المرض أننا معهم نشعر بمعاناتهم، فلا داعٍ للخجل ولنواجه المرض بكل قوة وبأمل الشفاء، وأن الجمال الداخلي للإنسان أبقى وأهم من الجمال الخارجي. ولكنني حينها قررت تأجيل هذه الخطوة لأني لم أكن معروفة وقتها وخفت أن لا يتفهم الناس سبب حلقي لشعري، ووجدت في معرض «معاً لمكافحة السرطان» الفرصة المناسبة وذلك بالتزامن مع شهر أكتوبر الذي يصادف الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي. 
 

لماذا قررت مفاجأة الجمهور والأصدقاء بقصك لشعرك ولم تعلني عن ذلك مسبقاً؟

لأنني لم أكن أريد لأحد أن يؤثر عليّ فأتراجع عن هذه الخطوة لشدة اقتناعي بها وبضرورتها، حيث أخبرت عدداً قليلاً من الأصدقاء والأهل لأخذ رأيهم بالموضوع،  فأبدوا دعمهم للفكرة ولكن خوفهم عليّ هو أكثر ما كان يشغلهم، بأن لا أستطيع تقبل شكلي وأنا حليقة الرأس، ونظرة المجتمع لي، ومن أن أرهق نفسياً، لدرجة دعوني لتجربة بعض البرامج والمواقع الإلكترونية التي تقدم تصور لشكلي بدون شعر، ولكنني صممت على موقفي ولم أرغب حتى في تجربتها. 
 

كيف كانت ردود الفعل والأصداء بعد قصك لشعرك؟

هناك من دعم الفكرة وشجعني وخاصة الأشخاص الذين عانوا من مرض السرطان أو اختبره أحداً عزيزاً عليهم أو من أفراد عائلتهم أو فقدوا أحباء لهم. وفي المقابل هناك من استنكر وامتعظ من حلقي لشعري ونالني العديد من التعليقات السلبية مثل أنني متشبه بالرجال، ووصل الأمر ببعض المعارف وشخصيات لها مناصب هامة أن قطعوا علاقتهم بي. والحمد لله أن مقدار الدعم والتشجيع ومحبة الناس كانت أكبر بكثير، لدرجة أن لي صديقة لم أكن أعلم أنها مصابة بالسرطان كانت تخجل من أن  تخبرنا كصديقاتها وتخفي ذلك، وعندما حلقت شعري صارحتني بحقيقة مرضها.
 
إماراتية حلقت شعرها تضامناً مع مرضى السرطان خلود المالح
 
هناك من اتهمك بأنك تبحثين عن الشهرة ولفت الأنظار  فما تقولين لهم؟
 
لو كنت أبحث عن الشهرة كان بإمكاني القيام بشيء أسهل بكثير من قص شعري، وخاصة أنني لم أكن مصابة بالسرطان ولم أختبر فكرة أن أفقد شعري، مثل بعض الفنانات اللواتي أصبن بالسرطان وتعافين منه وقاموا بهذه الخطوة كنوع من الدعم والتشجيع لمرضى السرطان. الفكرة بالنسبة لي صعبة واستغرق مني الأمر شهرين لأتقبل شكلي الجديد. وأعتقد أن تساقط شعر مرضى السرطان يشكل بداية جديدة لهم، لأنه دليل على خضوعهم للعلاج وأملهم بالشفاء، وهذا الأمر ينطبق عليً أيضاً فقصي لشعري شكّل بداية جديدة لحياتي، لأنني إنسانة تعيش حياة بسيطة جداً وفي سلام، آخر ما أفكر به هو الشهرة، هذه البداية جعلتني أعيد حساباتي في الكثير من الأمور من مواقف وأشخاص وفي الحياة بشكل عام.
 
بإعتقادك ماذا يمثل الشعر بالنسبة للمرأة؟
كل ما أستطيع قوله أنني أحب شعري وأشتاق إليه وكنت أمتلك شعراً جميلاً أعتني به يومياً وأذهب للصالون لتصفيفه. ولكنني لست نادمة على هذه الخطوة وإن عاد بس الزمن للوراء كنت سأعود وأقص شعري بالكامل تضامناً مع مرضى السرطان.
 
من واقع معايشتك لمعاناة عمتك رحمها الله والتي توفيت بمرض السرطان ما النصيحة التي توجهينها لمرضى السرطان وللمجتمع؟
نتيجة زياراتي وتحاوري مع الأطباء كان أكثر ما يأكدون عليه هو أن يتمتع مريض السرطان بعزيمة قوية وبنفسية إيجابية وبروح صلبة متفائلة للقضاء على المرض، ولكن عندما تسيطر عليه فكرة الموت وخوفه على أولاده والأهل سيضعف ذلك من قدرته على الشفاء وسينتشر السرطان بصورة أكبر. وعلينا نحن أن نحتوي مرضى السرطان ونشملهم بالرعاية ونمتنع عن أذيتهم بالكلام الجارح. وأود أن أنوه هنا إلى محاضرة تواجدت فيها مؤخراً وكانت تدعو إلى تطبيق الفحص الإلزامي على كل فتاة وشاب يود التقدم بطلب الإلتحاق بالجامعة، نظراً لانتشار مرض السرطان وأهمية اكتشافه مبكراً لمكافحته.
 
إماراتية حلقت شعرها تضامناً مع مرضى السرطان خلود المالح
 
ماذا عن مشاريعك القادمة؟
أصبحت اليوم أتلقى اتصالات وطلبات من جهات ومؤسسات مجتمعية لتنظيم معارض لهم، مثل مركز لذوي الاحتياجات الخاصة في الفجيرة، ومن متابعين لي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم معارض للصم والبكم. وأنا عادة أختار شهر رمضان وفترة ما قبل عيد الأضحى لإطلاق معارضي ولكن إن صادفتني فكرة مميزة لها هدف نبيل قد أبادر في تنفيذها غير متقيدة بوقت معين.
 
لماذا تحرصين على دعوة فنانين و«بلوغرز» وكبار الشخصيات إلى معارضك كضيوف شرف؟
أدعو شخصيات لها جمهور ومتابعين، لأن معارضي تحمل أهداف خيرية وتوعوية للمجتمع فتصل بذلك لأكبر عدد من الناس، وليس كما يظن البعض بأنني أستعرض صداقتي ومعرفتي بهم. 
 
من الفنان الذي تطمحين لمشاركته في معارضك؟
تربطني علاقة طيبة بالكثير من الفنانين والذين يبدون دائماً اهتمامهم بالمشاركة بأي عمل خيري أو إنساني، ومن أود بالفعل دعوتهم للمشاركة في معارضي، الفنان حسين الجسمي والذي تواصلنا معه في أحد المعارض وأبدى رغبته بالمشاركة ولكن لسوء الحظ ونظراً لإرتباطاته لم يتمكن من ذلك، والفنانة أحلام الشامسي، لم أتواصل معها إلى الآن ولكنني أحبها شخصياً لما تتمتع به من طيبة قلب.
 
أنت من أكثر الإماراتيات شهرة على «انستغرام»، كيف تتعاملين مع الانتقادات أو التعليقات غير اللائقة؟
لا أهتم للتعليقات السلبية أو غير اللائقة، في بعض الأوقات أرد باحترام وبكلمة «شكراً»، فيخجلوا من أنفسهم ويبدون أسفهم واعتذارهم، وقد أضطر لمسح التعليقات التي تخدش الحياء ولكن لا ألجأ  للحظر أو عمل «بلوك» لصاحب التعليق، فبالنهاية كل شخص حر في التعبيـــر عن نفســـه ورأيه والطريقة التي يعكس بها شخصيتـــه وإن كـــان ما يكتبه لا يعجبني. ويجـــب أن لا نغفل عن شريحة كبيرة من الأطفال والمــــراهقين من المتابعين والذين تصدر عنهم تعليقات ليس لها علاقة بالموضوع المطـــروح  للنقاش أو غير مسؤولة أو لائقة، كما يستوقفني أشخاص يقومون بعمل حســـابات بدون هوية أو صورة فقط لسب الناس والتلفظ بأقذع الشتائم.
 
إماراتية حلقت شعرها تضامناً مع مرضى السرطان خلود المالح
 
لماذا أنشأتي حساباً لطفلتك «ليال» على انستغرام ؟
الانستغرام موقع لحفظ الصور ومعظم صوري تكون مع ليال فأحببت عندما تكبر أن تجد ألبوم صور لها ولذكرياتها وطفولتها موثقة ومحفوظة على الانستغرام. ليال معروفة للكثير من الناس وفي معارضي دائماً يسألونني عنها، فهي ليست بحاجة للشهرة.
 
ما أكثر شيء تحرصين على غرسه في تربيتك لابنتك ليال؟
ابنتي ليال تقضي معظم وقتها مع والدتي والتي أدين لها بالفضل في تربيتها وخاصة بعد انفصالي عن والدها وانشغالي في الكثير من الأعمال والداوم لساعات طويله، وأكثر ما أحرص عليه وأتمناه أن تتعامل مع الناس بطيبة قلب وتخشى الله وتسعى للخير ولا تنخدع بالمظاهر الكاذبة وتبحث عن الجوهر والجمال الداخلي.
 
ما الحلم الذي تتمنين تحقيقه؟
أتمنى انشاء مؤسسة للعمل الخيري والإنساني تقدم خدماتها للعالم العربي كله وليس فقط على مستوى وطني الحبيب الإمارات.
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار