الحمى النزفية

  • تاريخ النشر: السبت، 28 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 30 مايو 2022
الحمى النزفية

يشعر معظم الناس حول العالم بالقلق الشديد نتيجة تفشي الأوبئة والأمراض المعدية التي تهدد الحياة، فبعد مرور أكثر من عامين على انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) ظهر في الآونة الأخيرة مرض جدري القرود، كما سُجلت بعض حالات الوفيات بمرض الحمى النزفية (VHFs).

قد تكون المناطق الاستوائية من أكثر المناطق التي تشهد انتشارًا لمرض الحمى النزفية، ويتساءل الكثير من الناس عن أسبابها وأعراضها وطريقة تشخيصها والوقاية منها وعلاجها. وهذا ما سنتعرف عليه خلال هذا المقال.

ما هي الحمى النزفية؟

الحمى النزفية الفيروسية (VHFs) عبارة عن مجموعة من الأمراض التي تسببها الفيروسات التي تنتقل عبر القوارض مثل الفئران والجرذان، والمفصليات مثل القراد والبعوض، وتسبب الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية ضررًا أو تلفًا في العديد من أجهزة الجسم.

تُعرف الحمى النزفية بأنها من الأمراض المعدية وهي عبارة عن أمراض فيروسية تسبب مرضًا شديدًا وقد يؤدي الإصابة بها إلى الموت، حيث أن الإصابة بالحمى النزفية يؤدي إلى تلفٍ في جدران الأوعية الدموية الصغيرة، وذلك يجعل من الأوعية الدموية تُسّرب الدم وقد تؤدي إلى خلل في عملية تجلط الدم، وهذه الحالة تسمى نزيف داخلي، وقد لا يُهدد النزيف الداخلي الحياة إلا أن الأمراض ذاتها تُعرض الحياة للخطر. [1]

وقد تبين أن هناك عدة أنواع لمرض الحمى النزفية الفيروسية، نذكر منها ما يلي:

  • الحمى الصفراء: تنتقل هذه الحمى عبر البعوض وتعد أحد أنواع الحمى النزفية، ويؤدي الإصابة بالحمى الصفراء إلى الإصابة باليرقان والشعور بالصداع والتقيؤ وفقدان الشهية والشعور بألمٍ في العضلات.
  • حمى لاسا: تعتبر من أقل أنواع الحمى النزفية شدةً وأقل عدوى، إذ قد يعاني المريض من أعراضٍ طفيفة أو قد لا يعاني من أي أعراض عند الإصابة بها.
  • حمى الضنك: تنتقل هذه الحمى النزفية عن طريق لدغ أنثى البعوضة من جنس الزاعجة المصرية، وتؤدي إلى ارتفاع شديد في حرارة الجسم وقد تصل إلى 41 درجة سيلسيوس.
  • حمى الإيبولا: تعتبر من أكثر أنواع الحمى النزفية خطورة، التي تنتقل بسبب فيروس الإيبولا والذي يُعرف بأنه من أخطر الفيروسات التي قد تصيب الإنسان والحيوان، وتسبب الإصابة بألم في العضلات والتعب العام وارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • حمى ماريورغ: وهي من أنواع الحمى النزفية التي يسببها فيروس ماربورغ وتنتقل عبر خفافيش الفواكه.

أسباب الحمى النزفية

تسبب الفيروسات الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية، وتنتشر الفيروسات من الحشرات والحيوانات، وقد تنتقل الفيروسات إلى الإنسان عبر ملامسة إفرازات الحيوانات مثل البول والبراز، وهي حالة معدية حيث تنتقل من شخصٍ لآخر. [2]

وتنتقل أيضًا الحمى النزفية الفيروسية عندما تلدغ البعوضة أو القراد الشخص، وتنتشر أيضًا عندما يتنفس الإنسان جزيئات من بول أو براز القوارض التي تنتشر في الهواء. [3]

كما تنتشر الحمى النزفية الفيروسية عندما يحتك الإنسان بشكل مباشر بحيوان مُصاب. وينتقل المرض عندما يتم الاتصال المباشر مع الشخص المُصاب بالمرض ومن خلال الدم أو سوائل جسم المُصاب أو ملامسة أشياء ملوثة بسوائل الجسم المصابة. [3]

أعراض الحمى النزفية

تظهر عدة أعراض عند الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية، وتختلف الأعراض حسب نوع الفيروس، وتختلف الأعراض من شخص لآخر، ومن أبرز أعراض الحمى النزفية الفيروسية نذكر الآتي: [4]

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم والإصابة بحمى.
  • الشعور بالإعياء.
  • الشعور بالدوخة أو الدوار.
  • الشعور بألم في العضلات.
  • التعب العام والشعور بفقدان القوة الجسدية.
  • الإنهاك الشديد.
  • الإصابة بالصداع.
  • طفح جلدي.

وفي الحالات الشديدة تظهر العديد من العلامات والأعراض الناتجة عن الإصابة بمرض الحمى النزفية، ومن الأعراض التي تظهر على المريض نذكر الآتي: [2]

  • حدوث نزيف داخلي.
  • النوبات. 
  • الصدمة نتيجة عدم تلقي أعضاء الجسم كمية كافية من الدم أو الأكسجين.
  • الغيبوبة التي قد تكون طويلة الأمد.
  • الهذيان أو الهلوسة.
  • فشل في الجهاز العصبي.
  • فشل كلوي. 
  • حدوث نزيف في الفم أو العينين أو الأذنين.
  • صعوبة في التنفس.
  • قد تؤدي إلى الموت.

تشخيص الحمى النزفية

يتم تشخيص الحمى النزفية الفيروسية من خلال إجراء اختبارات البول والدم، حيث يتم إجراء فحص بأخذ عينة من البول أو الدم لمعرفة إن كانت تحتوي على أجسام مُضادة وبروتينات مرتبطة بالحمى النزفية الفيروسية، فمن المعروف بأن هذه الحالة تنتقل عبر ملامسة دم أو بول المُصاب، لذلك سيتخذ الطبيب الاحتياطات اللازمة أثناء القيام بهذا الاختبار. [2]

علاج الحمى النزفية

لا يوجد علاج مُثبت حتى الآن لعلاج الحمى النزفية الفيروسية، لكن يتلقى المريض علاجًا داعمًا مثل دواء ريبافيرين (Ribavirin) وهو من الأدوية المضادة للفيروسات، وقد يكون علاجًا فعالًا لبعض المرضى المصابين بحمى لاسا، وقد تم أيضًا علاج بعض الحالات باستخدام العلاج بالبلازما في مرحلة النقاهة وكان العلاج ناجحًا لبعض المرضى المصابين بحمى النزفية. [5]  

الوقاية من الحمى النزفية

يجب التركيز على تجنب الاتصال بالأنواع التي تسبب الإصابة بمرض الحمى النزفية للوقاية من الإصابة بها أو من انتقالها من شخص لآخر، ومن طرق الوقاية من الحمى النزفية نذكر الآتي: [5]

  • السيطرة على أعداد القوارض وتجنب دخولها إلى المنازل أو أماكن العمل، وتجنب الأماكن التي تعيش فيها القوارض.
  • تنظيف أعشاش القوارض والتخلص من فضلاتها بطريقة سليمة بحيث لا تنتقل للإنسان عبر البول أو البراز.
  • مكافحة الحشرات والمفصليات والحرص على استخدام طارد الحشرات ووضع الناموسيات وحواجز النوافذ لتجنب تعرض الإنسان للعض.
  • تجنب التواصل الجسدي الوثيق بين المصابين بهذا المرض لمنع تفشيه وأيضًا عزل المصاب وارتداء الملابس الواقية للممرضين والأطباء وذلك لمكافحة العدوى.
  • تطهير وتعقيم الأماكن التي يتواجد فيها المريض مثل غرف المستشفيات ويجب أيضًا التخلص من المعدات والأدوات التي استخدمت في العلاج ورعاية المريض مثل مقياس الحرارة والإبر.

وبعد أن تعرفنا على الحمى النزفية الفيروسية، يجب على الجميع اتباع الإرشادات التي قمنا بذكرها خلال هذا التقرير والتوجه للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والحصول على الرعاية الصحية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية وذلك لمنع تفشي المرض.


 

  1. "viral hemorrhagic fever" ، منشور على موقع mayoclinic.org
  2. أ ب ت "Viral Hemorrhagic Fevers (VHFs)" ، منشور على موقع my.clevelandclinic.org
  3. أ ب "VIRAL HEMORRHAGIC FEVER" ، منشور على موقع vdh.virginia.gov
  4. "Viral Hemorrhagic Fevers" ، منشور على موقع hopkinsmedicine.org
  5. أ ب "Viral Hemorrhagic Fever(s)" ، منشور على موقع medicinenet.com
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار