الألفاظ البذيئة عند الأطفال وكيفية علاجها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
الألفاظ البذيئة عند الأطفال وكيفية علاجها

يتأثر الأطفال بالمجتمع المحيط بهم مثلما يتأثرون بأسرهم، ولكن لا يتمكن الآباء والأمهات من منع الطفل من سماع الألفاظ البذيئة ممن حوله، حتى وإن كانت هذه الألفاظ لم تستخدم في المنزل، فمن الممكن أن يكتشفها في أماكن أخرى، لا سيّما خلال فترة دخوله إلى المدرسة واختلاطه بمجموعة أطفال من ثقافات أخرى، وفي حال تفوه طفلك بكلمات بذيئة وغير لبقة؛ عليّك التعامل معه بهدوءٍ وتروي، لتتمكن من حل هذه المشكلة بنجاح، وفي هذا المقال نتناول مشكلة الألفاظ البذيئة عند الأطفال وكيفية علاجها.

اكتساب الألفاظ البذيئة عند الأطفال

قد يكتسب الطفل الألفاظ البذيئة من أي مكان أو شخص بمجرد سماعها، وسنذكر لك فيما يأتي العوامل المؤثرة في الطفل، التي من الممكن أن تكون أساس اكتسابه لمثل هذه الألفاظ: [1]

الوالدان

إن سمعت طفلك يتفوه بأحد الألفاظ البذيئة، عليك أن تطرح على نفسك سؤالاً مهماً وهو: "هل أستخدم هذه الكلمات أمام طفلي؟"، وتختلف هذه الكلمات من أسرة إلى أخرى، لذا عليك القيام بدايةً بتقويم نفسك، لأنّك المثل الأعلى لأطفالك.

كما أن الطفل يميل لتقليد والديه، لذا عليك أن تمنع نفسك من استخدام مثل هذه الألفاظ أمامه؛ وفي حال ذكرت ذات يوم أيّ منها، لا بد أن تنبه الطفل أنه لا يجب أن يستخدمها، لأنها عبارات تخص الكبار فقط، ولا يصح للأطفال أن يرددوها.

التلفاز والإنترنت

يمكنك التحكم في مجموعة الأفلام والقنوات التي يشاهدها أطفالك على شاشة التلفاز، من خلال قيامك بمشاركتهم في متابعتها، إلا أنك لن تتمكن من التحكم في الإعلانات التجارية التي تُعرض في الفواصل.

كما أنك لن تستطيع التحكم فيما تعرضه القنوات الأخرى، التي من الممكن أن يشاهدها ويسمعها الطفل، عند قيامه بالتغيير بين القنوات.

كذلك الأمر بالنسبة للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي دخلت في وقتنا الحالي إلى قائمة التسلية لدى الطفل إضافة إلى المواقع التي تعرض الأغاني والفيديوهات، ومن الممكن أن يكتسب منها الطفل كلمات غير مناسبة، لذا عليك مراقبة تفاعل طفلك مع وسائل التكنولوجيا الحديثة بعناية.

المدرسة

لن تتمكن من الوجود مع طفلك في جميع الأماكن التي يذهب إليها، وخصوصاً المدرسة، التي تعتبر منزل الطفل الثاني، كما أنك لن تتمكن من السيطرة على ما يقوله الآخرون مما يشكل المسبب الأساسي لالتقاط الطفل للعادات السيئة والألفاظ البذيئة.

وفي هذه الحالة، كل ما عليك هو تعليم الطفل أن هذه الكلمات غير مقبولة في المنزل، كما أن ليس كل ما نسمعه في المدرسة يكون صحيحاً، وفي حال كان الوضع متفاقماً، يمكنك أن تزور المدرسة، لتؤكد على الكادر الإداري مشكلة طفلك باكتساب ألفاظ بذيئة لا تتناسب مع تربيته المنزلية، وذلك للحد من هذه المشكلة.

البيئة المحيطة

سيسمع الطفل الكثير من الألفاظ البذيئة من البائع في متجر البقالة، والرجل الذي يجلس في غرفة الانتظار لدى الطبيب وفي الشارع وغيره، وفي حال شرحت لطفلك الكلمات التي يمكنه استخدامها، والتي لا يمكنه استخدامها، ستشكل قاعدة أساسية لديه تجعله يميز بينها، ويبتعد عن استخدام السيئ منها.

كيفية علاج الألفاظ البذيئة عند الأطفال

كيف يمكن للوالدين أن يتفاعلوا بشكل بنّاء مع مشكلة أطفالهم في استخدام الألفاظ البذيئة والكلمات النابية؟ يمكنك أن تطلب من طفلك التوقف عن ترديدها، وتمنعه من هذا السلوك دون أن توضح له سلبياته. [2]

كما يجب على الآباء والأمهات تعليم أطفالهم كيفية التواصل مع الآخرين بطريقة مهذبة ولطيفة، وفيما يأتي ندرج لك مجموعة من النصائح المهمة لعلاج مشكلة الألفاظ البذيئة عند الأطفال: [2]

  1. تجنب قول الألفاظ البذيئة أمام الطفل: في محيط العائلة والمنزل من أب وأم وأخوة أكبر سناً مع تأكيدك على الأخوة الأكبر ضبط كلامهم، لأن الطفل الأصغر سيقلدهم، أياً كان الظرف والمكان الذي يدفع أحد أفراد الأسرة إلى التفوه بمثل تلك الكلمات، عليك أن تتفاداها على الأقل أمام الطفل، لأنه سيكون من الصعب إقناعه بأن الكلمات التي يستخدمها أفراد الأسرة غير مقبولة أو يمنع أن يستخدمها أيضاً، لذا احرص على مراقبة المحيط المنزلي أولاً لدرء المشكلة الأكبر عن الطفل، لأن تربية الطفل في المنزل ستكون المناعة الأقوى لتلافي العادات السيئة المكتسبة في الحي أو المدرسة.
  2. تجنب ردود الفعل العنيفة: تقطيب الحاجبين لكبح الغضب الناتج عن ردة فعلك لسماع طفلك، وهو ينطق مثل هذه الكلمات، وبالتالي ينتبه للخطأ الذي ارتكبه دون جرح مشاعره من خلال توبيخه، لأنك إن واجهت المشكلة بالغضب والتوبيخ سيتوقف عن استخدامها بسبب الخوف فقط، مما يؤثر على تكوين شخصية الطفل وثقافته، ومن الممكن أن يقع في الخطأ مرة أخرى، إذ إنها ليست الطريقة المناسبة للتعامل مع المشكلة، لأنها قد تؤدي إلى تفاقمها بشكل أكبر بدلاً من حلها، لذا عليك تفادي استخدام القسوة والتوبيخ مع الطفل لدرء تفاقم المشكلة، وهناك الكثير من الأطفال الذين يستخدمون مثل هذه الكلمات عمداً ويصرون على تكرارها، وفي هذه الحالة، لن تستفيد من قطب حاجبيك! لأن ذلك سيدفعه إلى تكرارها، كل ما عليك فعله هو تجاهله والتعبير عن غضبك بالصمت ورفض التكلم مع الطفل، لأن محبة الأطفال للاهتمام بهم ستكون أداتك هنا للتعبير عن حزنك؛ تعمد عدم النظر إليه حتى يعتذر في مثل هذه المواقف عن الخطأ الذي ارتكبه، مع ضرورة كبح الضحك الناتج كردة فعل مختلفة على سلوك الطفل لتفادي تعزيز الخطأ لديه، ففي حال أنك أطلقت ضحكتك بصوت عالِ أمامه، سيفسر الطفل ذلك على أنه أمر مشجع لسلوكه.
  3. حاول إقناع طفلك بعدم ترديدها واشرح له المشكلة: بعد تجاهل الطفل لفترة، عليك أن تجلس معه لتتحدث في المشكلة بهدوء، بعيداً عن الغضب والتوبيخ، كما يجب أن توضح له الأمر بطريقة صحيحة، وأنه يجب على الأطفال ألا يستخدموا مثل هذه الكلمات، كما أنها لا تتناسب مع محيط أسرتك، وستنجح بجدارة، خصوصاً في حال لم يكن طفلك قد سمع هذه الكلمات منك، أو من أي فرد من أفراد الأسرة من قبل، وإنما اكتسبها في طريق العودة من المدرسة أو أثناء اللعب مع أبناء الجيران مثلاً.
  4. لا تعاقبه، فالعقاب ليس الحل المناسب دائماً: عليك الابتعاد عن أساليب العقاب المعتادة، فمن الممكن أن يتحول الطفل إلى متمرد صغير إثر عقابه المتكرر، فيكرر فعلته مرة أخرى بعد العقاب، مما لا يجدي نفعاً لينتهي الأمر بطفل ذي سلوك متمرد وعنيد ومشاغب.
  5. تجنب انفعالات الطفل: غالباً ما يستخدم طفلك الألفاظ البذيئة نتيجة لحظات عاطفية؛ كغضب الطفل أو إحباطه أو حزنه، ويمكنك أن تعلم طفلك بعض التقنيات اللبقة التي سيتمكن من خلالها من التنفيس عن غضبه كالعد من 1 إلى 10 أو التحدث عن المشكلة التي دفعته للغضب مع أحد أفراد أسرته، موضحاً له أن هذه الكلمات لن تنفع معه، وأنها ستزيد الأمر سوءاً.
  6. اغرس لدى الطفل صفة احترام الآخرين: من المهم تعليم الطفل احترام الآخرين، وتنبيهه إلى أن الألفاظ البذيئة والكلمات النابية قد تلحق الأذى بمشاعر كل من حوله، إضافة إلى أنه قد يخسر الكثير من الأصدقاء جراء ذلك، فكثيراً ما يُنظر إلى الطفل الذي يتفوه بهذه الكلمات بأنه طفل عدواني، مما يؤدي إلى النفور منه، فلن يكسبه احترامه لمن حوله إلا مزيداً من الاحترام لنفسه، وذلك من خلال تعليمه الكلمات التي يجب عليه أن يبتعد عن استخدامها في حال فعل ذلك مع توضيح السبب لكل منها.
  7. كافئ الطفل عند استجابته: مكافأة الطفل عند استجابته لنصائحك من خلال تقديم الحلويات أو الهدايا الصغيرة، تعزيزاً لتصرفاته الصحيحة مع عدم الإفراط في ذلك، كي لا يعتاد الطفل على هذا الأسلوب، إذ لا ضير في أن تقوم بذلك بين الحين والآخر.

وبعد أن تعرفت معنا على أبعاد مشكلة الألفاظ البذيئة عند الأطفال وكيفية علاجها وطرق اكتسابه لها، عليك أن تضع في اعتبارك أن الأطفال لا يزال لديهم الكثير من صعوبات الفهم والتفرقة بين الصواب والخطأ، لذا يجب توخي الحذر ومراقبة تصرفاتك، وكذلك مساعدتهم على تعلم وتطوير مهاراتهم الاجتماعية ليصبحوا أفراداً محترمين قادرين على التعبير عن مشاعرهم بالشكل الصحيح.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار