العقم عند الرجال الأسباب والعوامل

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 12 ديسمبر 2022
العقم عند الرجال الأسباب والعوامل

مع تطور التقنيات الطبية في مجال إجراء العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة، وظهور وسائل حديثة ودقيقة للإخصاب الصناعي وأطفال الأنابيب، أصبح موضوع الإنجاب أمراً ممكناً بل حقاً مشروعاً أيضاً لدى معظم الأزواج من مختلف الطبقات الاجتماعية، لكن الخطوة الأولى في العلاج هي معرفة أي من الزوجين يعاني من نقص الخصوبة، ثم يتم إجراء بعض الاختبارات والفحوصات لمعرفة السبب وراء نقص الخصوبة.

ما دور الرجل في الإخصاب الطبيعي

تنتج خصيتا الرجل منذ سن البلوغ عدداً كبيراً من الحيوانات المنوية في الأنابيب المنوية، إذ تتكون فيها الحيوانات المنوية وتنضج وتصبح قادرة على الحركة التلقائية. [1]

ثم تخرج الحيوانات المنوية من قضيب الرجل عند الجماع مروراً بالأقنية الناقلة للنطاف، بعد ذلك تُلقى الحيوانات المنوية في مهبل المرأة لتتحرك باتجاه الرحم ثم قناتي فالوب اللتين تصلان بين الرحم والمبيض لدى المرأة. [1]

وإذا التقت الحيوانات المنوية ببويضة من الأنثى ضمن إحدى هاتين القناتين تحدث عملية الإلقاح (بالإنجليزية: Fertilization) وتتشكل البيضة الملقحة التي ستتحول إلى جنين، وحتى يتحقق الإخصاب بشكل طبيعي، يجب أن تتوافر الشروط الآتية: [1]

  1. إنتاج حيوانات منوية طبيعية: تتضمن هذه العملية نمو وتشكل الأعضاء الجنسية الذكرية بصورة سليمة، ويجب أن تكون خصية واحدة على الأقل فعالة بشكل طبيعي في سن النمو من أجل إنتاج الحيوانات المنوية، إضافة إلى وجود مستويات كافية من هرمون التستوستيرون الذكري، أيضاً هرمونات أخرى تحرض تكوّن الحيوانات المنوية وإبقاءها ضمن المستويات الطبيعية.
  2. تمازج الحيوانات المنوية في السائل المنوي: فالحيوانات المنوية التي تُنتج في الخصيتين تنتقل عبر أنابيب دقيقة لتمتزج بمكونات أخرى تفرزها الغدد الملحقة بجهاز التكاثر الذكري، ويؤدي هذا في النهاية إلى تشكيل السائل المنوي الذي يقذف من القضيب.
  3. وجود عدد كافٍ من الحيوانات المنوية: إذا انخفضت نسبة الحيوانات المنوية الموجودة في السائل المنوي للرجل ينخفض بالتالي احتمال أن يستطيع واحد منها تلقيح بويضة الأنثى، فإذا أظهر اختبار تعداد الحيوانات المنوية أن عددها أقل من 15 مليون حيوان منوي في الملليلتر يعتبر هذا الرجل غير قادرٍ على الإخصاب في الظروف الطبيعية.
  4. فاعلية الحيوانات المنوية وقدرتها على الحركة: فالحيوانات المنوية المشوهة لا تستطيع الحركة نحو البويضة أو اختراقها من أجل حدوث الإلقاح.

إذ يمكن أن تصاب هذه العمليات الحيوية بعوامل ممرضة وآليات عديدة وفي مراحل مختلفة، مما ينتج عنه نقصان أو غياب في الخصوبة الجنسية للرجل.

أسباب العقم عند الرجال

يعتبر العقم الذكري مشكلةً واسعة الانتشار على الرغم من الإنكار والتجاهل اللذين تلاقيه، إذ يكون الرجل لوحده السبب في العقم لدى نسبة 20% من الأزواج الذين يعانون من صعوبات الإنجاب، إذ إن هناك نحو 5% من الرجال لديهم مشاكل في الخصوبة تتعلق بنقص عدد الحيوانات المنوية في السائل المنوي، حتى إن واحداً من كل مئة رجل لا يملك أي حيوانات منوية في السائل المنوي. [1]

ويمكن أن يحدث نقص خصوبة الرجل نتيجة العديد من الأسباب المرضية أو العلاجية ومن ضمن هذه الأسباب ما يأتي: [1]

  • دوالي الخصيتين (دوالي الحبل المنوي): انتفاخ الأوعية الدموية الوريدية التي تصرف الدم من الخصيتين، وهي من أكثر الأسباب المرضية المسبب للعقم عند الذكور شيوعاً وأكثرها قابليةً للعلاج لحسن الحظ، يبدو أن سبب تشكل دوالي الخصيتين ليس معروفاً تماماً، إذ يشتبه الأطباء بوجود علاقة بينها وبين اضطراب آليات تنظيم درجة حرارة الخصيتين، وفي هذه الحالة يضطرب تشكل الحيوانات المنوية من الناحية النوعية وتتشكل حيوانات منوية مشوهة غير قادرة على الإلقاح.
    قد يؤدي علاج دوالي الحبل المنوي إلى تحسين عدد الحيوانات المنوية ووظيفتها، وهذا ما قد يكون مفيداً للحصول على حيوانات منوية فعالة لاستخدامها في تقنيات الإخصاب في الزجاج.
  • التقاط عدوى مرضية: قد يؤدي هذا إلى عرقلة عمليات إنتاج الحيوانات المنوية ونضجها أو إلى انسداد الطرق الناقلة للنطاف، وهذا في حالات مثل التهاب الخصيتين أو الإصابة بالأمراض المنتقلة جنسياً مثل السيلان البني أو فيروس العوز المناعي البشري (HIV)، وبالرغم من قدرة هذه الأمراض على إحداث أذية غير قابلة للإصلاح يمكن في معظم الأحيان استخلاص حيوانات منوية حية من الخصية واستخدامها في التلقيح الصناعي.
  • اضطرابات القذف: في بعض الحالات يسلك السائل المنوي للرجل طريقاً غير طبيعي فيدخل المثانة بدلاً من أن يخرج عبر القضيب، ويحدث هذا بسبب العديد من الأمراض مثل الداء السكري، إصابات النخاع الشوكي، بعض العلاجات الدوائية والعمليات الجراحية على المثانة، البروستات والإحليل.
    في كثير من حالات إصابات النخاع الشوكي يستمر إنتاج الحيوانات المنوية بصورة طبيعية في خصيتي الرجل بالرغم من عدم قدرته على قذف السائل المنوي إلى الخارج، لذلك تستخرج الحيوانات المنوية من الخصيتين لاستخدامها في عمليات الإلقاح الصناعي وهذا ما يعطي أملاً بالتغلب على العقم.
  • الأجسام المضادة التي تهاجم الحيوانات المنوية: في بعض الحالات النادرة يقوم الجهاز المناعي بإنتاج مواد تهاجم الحيوانات المنوية التي تتعرف عليها خطأً على أنها خلايا غريبة، ويؤدي هذا للقضاء على معظم الحيوانات المنوية.
  • الإصابة بالأورام: يمكن أن تؤثر الأورام الحميدة أو السرطانية على أعضاء جهاز التكاثر الذكري بشكل مباشر، أو تحدث خللاً في التوازن الهرموني اللازم لعمل هذا الجهاز، أو حتى تحدث العقم لأسباب غير معروفة، كما يجدر ذكر دور الوسائل المستخدمة في علاج مرض السرطان من علاجات شعاعية وكيميائية وجراحية في التأثير على وظيفة الجهاز التكاثري الذكري.
  • عدم هبوط الخصيتين: خلال الحياة الجنينية تكون الخصيتان موجودتين في جوف البطن، لكنهما تهبطان إلى كيس الصفن الذي تكون الحرارة ضمنه أقل بحوالي درجتين من حرارة الأحشاء الطبيعية، وهذا الفرق في الحرارة يسمح للخصيتين بالعمل بشكل طبيعي، فإذا بقيت الخصيتان في البطن لسبب من الأسباب ولم تهبطا إلى كيس الصفن يصبح الذكر في خطر حدوث نقص الخصوبة أو العقم.
  • اختلال التوازن الهرموني: يمكن أن تتضرر خصوبة الرجل بسبب إصابة الخصيتين أنفسهما، أو إصابة جزء من المحور المتحكم هرمونياً بالجهاز التناسلي مثل الوطاء (بالإنجليزية: Hypothalamus) (جزء من الدماغ يقع على الوجه السفلي له ويتصل بالغدة النخامية، ينقل لها تعليمات من الجهاز العصبي وبعض المواد الأخرى)، الغدة النخامية، الغدتان الكظريتان (بالإنجليزية: Adrenal Glands) (غدتان تقعان فوق الكليتين وتفرزان مجموعة من الهرمونات المتنوعة).
  • إصابة الأقنية الناقلة للنطاف: تنتقل الحيوانات المنوية عبر مجموعة من الأقنية التي يمكن أن تنسد نتيجة أسباب متنوعة، مثل العمليات الجراحية أو الإصابات الإنتانية، الحوادث أو التشوهات الخلقية.
  • العيوب الوراثية: يمكن أن تؤدي إصابة الذكر بمرض وراثي ما إلى القضاء على فرصته في إنتاج الحيوانات المنوية والتكاثر، ومن هذه الأمراض تناذر كلاين فلتر (بالإنجليزية: Klinefelter’s Syndrome) الذي يؤدي إلى تشوه الصفات الذكورية لدى الرجل إضافة إلى أعضائه التناسلية.
  • اضطرابات الانتصاب: قد تمنع الرجل من ممارسة عملية جنسية طبيعية، وتقلل من عدد مرات ممارسة الجنس بين الزوجين.
  • تناول بعض الأدوية: مثل العلاج الدوائي بتعويض هرمون التستوستيرون، وعلاجات السرطان الكيميائية، وبعض مضادات الفطريات، وبعض أدوية القرحة الهضمية، وأدوية أخرى متعددة تؤثر على الرغبة الجنسية أو عملية تشكل ونضج الحيوانات المنوية.
  • العمليات الجراحية السابقة: يمكن أن تؤدي بعض العمليات الجراحية إلى منع الحيوانات المنوية من الخروج مع السائل المنوي، ومن ضمنها العمليات الجراحية التي تستخدم لمنع الحمل لدى الرجال، عمليات الفتوق، إضافة إلى العمليات الجراحية على كيس الصفن والبروستات.

العوامل البيئية المؤثرة على الخصوبة عند الرجال

يمكن أن يؤدي التعرض المستمر إلى بعض المؤثرات البيئية مثل الحرارة والمواد الكيميائية السامة إلى التأثير سلباً على خصوبة الرجل، ومن ضمن هذه العوامل ما يأتي: [2]

  • المواد الكيميائية المستخدمة في الصناعة: هناك العديد من المركبات الكيميائية التي يمكن أن يتسبب التعرض المتكرر لها بالعقم لدى العامل بسبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية، ومن ضمن هذه المركبات البنزين، والتولوين، والمبيدات الحشرية، وكذلك مبيدات الأعشاب الضارة، والمُحلات العضوية، والطلاء، والرصاص.
  • التعرض للمعادن الثقيلة: وهذا أيضاً يمكن أن يسبب أنواعاً مختلفة من السرطانات.
  • التعرض للأشعة السينية (X-Ray): يمكن لهذا الإشعاع أن ينقص من إنتاج الحيوانات المنوية، ولكن هذا الإنتاج يعود غالباً إلى حالته الطبيعية في حال التعرض بكميات محدودة، أما إذا تعرض الرجل لجرعة عالية من الإشعاع يمكن أن يصبح عقيماً بالكامل.
  • ارتفاع حرارة الخصيتين: بالرغم من عدم وجود عدد كبير من الدراسات حول هذا الموضوع، إلا أن الحرارة المرتفعة تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية ونضجها، ويمكن أن ترتفع درجة حرارة كيس الصفن بسبب الوجود في منطقة مرتفعة الحرارة مثلاً، أو نتيجة أسباب منفصلة مثل ارتداء ملابس داخلية ضيقة، الجلوس لمدة طويلة أو العمل لفترة طويلة على الكمبيوتر المحمول ووضعه على الفخذين.
  • استهلاك الكحول: فهو قد يؤدي إلى إنقاص مستويات هرمون التستوستيرون بالتالي نقص إنتاج الحيوانات المنوية، إضافة إلى تأثيره بآليات أخرى غير مباشرة مثل التسبب بضعف الانتصاب على المدى البعيد، والأمراض الكبدية الكحولية.
  • الوزن الزائد: يمكن لمشكلة البدانة أن تؤثر على الخصوبة عبر العديد من الآليات منها ما يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية نفسها أو عن طريق إحداث اضطراب في التوازن الهرموني.
  • تعاطي المخدرات والأدوية الممنوعة: ومن هذه الأدوية الستيروئيدات البانية للعضلات التي يتعاطاها الشباب أملاً في الحصول على جسم مثالي خلال فترة زمنية وجيزة، وهي تؤدي بعد زمن إلى تقلص الخصيتين وانكماشهما، كما تسبب الضعف الجنسي والتثدي (بالإنجليزية: Gynecomastia) (أي ظهور ثديين لهما مظهر أنثوي على صدر الرجل)، إضافة إلى العديد من الأعراض الجانبية الأخرى.
  • عادة التدخين: يبدو أن تعداد النطاف لدى الرجال المدخنين أقل منه عند أولئك الذين لا يدخنون، وقد لا يُحدث هذا فرقاً كبيراً إلا عند الرجال الذين يعانون أصلاً من تعداد حيوانات منوية منخفض أو على الحد الأدنى للقيم الطبيعية، إضافة إلى ذلك يمكن أن يُحدث التدخين السلبي أضراراً مشابهة لتلك التي تحدث بسبب التدخين الفعال.

كانت هذه أهم العوامل المؤدية إلى حدوث مشاكل الخصوبة عند الرجال، وقد أصبح واضحاً أن الغالبية العظمى منها قابلة للتجاوز أو العلاج بطريقة أو أخرى، لذلك لا تتردد في حال مرور فترة على زواجك دون حدوث حمل واستشر طبيب البولية، من أجل الحصول على إجابة مرضية، فالأمر ليس مخجلاً والنتائج غالباً ما تكون مفرحة وتستحق العناء.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار