أعراض دوالي الخصية وأسبابها وعلاجها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 17 نوفمبر 2022
أعراض دوالي الخصية وأسبابها وعلاجها

من منا لم يسمع من قبل عن دوالي الخصية أو على الأقل عن الدوالي بشكل عام؟إلا أننا قليلاً ما نفهم بشكل واضح ما يحدث للجسم في حالات مرضية كهذه، وكذلك تبعاتها على المدى البعيد، وحتى نفهم آلية حدوثها بشكل واضح، لا بد أن نقارن الشكل المرضي مع الشكل السليم، في هذا المقال، نوضح لك أعراض دوالي الخصية وأسبابها وطرق علاجها.

ما هي دوالي الخصية

تعرف دوالي الخصية (بالإنجليزية: Varicocele) أيضاً بدوالي الحبل المنوي أو القيلة الدوالية، وهي توسع غير طبيعي في الأوردة المشكلة للضفيرة العنبية بآلية مشابهة لدوالي الطرفين السفليين. [1]

وتتشكل هذه الدوالي في فترة البلوغ الجنسي الذكري، لتصل تدريجيّاً إلى أحجام كبيرة، تسهل ملاحظتها وتحسسها مع مرور الزمن، ومن الممكن أن توجد على جانبي كيس الصفن، إلا أنها توجد على الجانب الأيسر منها أكثر من الأيمن، وذلك لأن الطبيعة التشريحية مختلفة بين الجانبين. [1]

أعراض دوالي الخصية

هناك بعض الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود دوالي الخصية، ففي حال وجدت عرضاً أو أكثر من أعراضها، يجب الذهاب فوراً لاستشارة الطبيب والاطمئنان، وتلقي العلاج المبكر في حالة ثبت التشخيص، ومن أهم هذه الأعراض ما يأتي: [2]

  • وجود كتلة غير مؤلمة في كيس الصفن.
  • بروز بعض الأوردة في الخصيتين.
  • الشعور بعسر في التبول أحياناً.
  • الشعور بألم في الخصيتين.
  • تقلص حجم الخصيتين.
  • تغير لون كيس الصفن.
  • ضعف في الانتصاب.
  • تأثر نسبة هرمون التستوستيرون.
  • تأخر الحمل يمكن أن يكون أحياناً عرضاً لدوالي الخصيتين.

أسباب دوالي الخصية

طُرحت العديد من الأسباب المحتملة وراء حدوث دوالي الخصية، مثل قصور أو غياب الصمامات الوريدية التي تمنع تدفق الدم إلى الخلف عائداً باتجاه الخصية، مما يشكل بركاً دموية على مسار الأوردة، يتجمع فيها الدم ويضغط على جدار الوعاء الذي يتمدد مشكلاً الدوالي. [3]

في بعض الأحيان، تضغط العقد اللمفية الموجودة في منطقة الصفن والعانة، أو كتل في أسفل البطن أو فتق (بالإنجليزية: Hernia)؛ مما يشكل عائقاً على مسار الوريد، ويسبب تجمع الدم خلف هذا الانسداد. [3]

كيفية تشخيص دوالي خصية

أغلب حالات دوالي الخصية غير عرضية، ولا تحمل آثاراً على المدى البعيد، إلا أنها قد تحدث مشاكل إنجابية في بعض الحالات، وقد تسبب نقص حجم إحدى الخصيتين أو ضمورها على حساب الأخرى، ومن المقدر أن دوالي الخصية هي المسؤولة عن 4 من كل 10 حالات عقم عند الذكور. [3]

تشخص دوالي الخصية أثناء الزيارات الدورية لطبيب البولية، أو من خلال الفحص الذاتي، إذ قد تشعر بالأوردة المنتفخة على سطح كيس الصفن، بملمس مشابه للحبال أو الخيوط الدقيقة، بحسب مرحلة المرض. [3]

قد يطلب منك الطبيب الجلوس للحصول على رؤية أفضل، إلا أن التقنية المتبعة في تشخيص دوالي الخصيتين والمعروفة بمناورة فالسالفا (بالإنجليزية: Valsalva Maneuver) تعتمد على وضعية الوقوف، إذ يطلب منك الطبيب في هذه الحالة أن تأخذ شهيقاً عميقاً وتحبس أنفاسك لبضع ثوانٍ، بينما يتحسس كيس الصفن بحثاً عن الدوالي إن وجدت. [3]

وتفيد هذه التقنية في إظهار الأوردة المتوسعة بشكل أوضح، فإذا ظهر ما يثير الشك، سيطلب الطبيب فحوصاً إضافية، أهمها فحص الخصيتين بالصدى (بالإنجليزية: Ultrasound) المعروف باسم الإيكو، وهذا الاختبار يظهر طبيعة الأوردة تحت الجلد ودرجة نمو الخصيتين والفرق بينهما من ناحية الشكل والحجم. [3]

طرق علاج دوالي الخصية

علاج دوالي الخصية بدون جراحة

في معظم الأحيان، لن يصف الطبيب لك أي علاج سوى المراقبة المتكررة بزيارات دورية لملاحظة تطور الوضع، إلا أنه قد يفضل العلاج عن المراقبة في الحالات الآتية: [4]

  1. إذا أدت إلى مشاكل في الخصوبة.
  2. إذا ترافقت مع الشعور بالألم.
  3. إذا كان نمو الخصية المصابة (اليسرى غالباً) أبطأ من الأخرى، وهذه الحالة هي الأكثر ترافقاً مع العقم لدى الرجال في مراحل لاحقة من الحياة.

لا يوجد دواء يساعد على علاج دوالي الخصية أو الوقاية منها، إنما تفيد المسكنات الشائعة كالإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) في تسكين الألم الذي تسببه، ولكن في النهاية غالباً ما تكون الجراحة هي الحل الذي لا بد منه لعلاج الحالات الشديدة من دوالي الخصية. [4]

جراحة دوالي الخصية

تهدف جراحة دوالي الخصية بشكل أساسي إلى إيقاف عودة الدم باتجاه أوردة الضفيرة العنبية، وتقسم بشكل أساسي إلى ما يأتي: [4]

  • الجراحة المفتوحة (Open Surgery): يجري فيها إصلاح الأوردة بعد إجراء شق بطول إنش واحد (2.54 سم) على الجلد، وقد يستخدم الجراح عدسة مكبرة أو ما يُعرف بمجهر العمليات (بالإنجليزية: Operating Microscope) لرؤية الأوردة الصغيرة، وتجري هذه العمليات تحت التخدير الموضعي أو العام.
  • الجراحة التنظيرية (Laparoscopic Surgery): هنا يكون الشق الجراحي صغيراً، ويتم من خلاله إدخال أنابيب دقيقة مزودة بضوء وكاميرا للرؤية تحت الجلد وإجراء العملية الجراحية من دون ترك أثر كبير، وهي تجرى تحت التخدير العام.

هناك خيار غير جراحي يستخدم لعلاج دوالي الخصية يطلق عليه التصميم (بالإنجليزية: Embolisation)، وهو إنشاء صمّات أي خثرات صغيرة تسد مجرى الأوردة بشكل مؤقت لفترة وجيزة، ويبدو أنها تفيد في العلاج أحياناً. [4]

ما بعد جراحة دوالي الخصية

مع تطور تقنيات الجراحة أصبحت مسافة الشق الجراحي، الذي يحتاج الأطباء إلى إجرائه، ضمن عضلات الصفن تحت الجلد أصغر فأصغر، حتى في الجراحة المفتوحة، لذلك لا يختلف الألم وزمن الشفاء بعد الجراحة بين الجراحتين التنظيرية والمفتوحة، أما المضاعفات فهي نادرة، وتشمل ما يأتي: [4]

  1. بقاء الدوالي على حالها، أو عودتها بعد الشفاء (النكس).
  2. انصباب السوائل وإحاطتها بالخصية، وهذا ما يدعى بالقيلة المائية (بالإنجليزية: Hydrocele).
  3. إصابة الشريان الخصوي.

هناك 9 من كل 10 فتيان يخضعون للجراحة، تختفي المشكلة تماماً من دون العودة فيما بعد، ويرجع المصاب إلى مزاولة حياته الطبيعية بعد نحو يومين من دون ألم شديد، ينصح بالابتعاد عن الرياضة المتعبة في الأسبوعين التاليين للجراحة، وإجراء اختبار تعداد النطاف بعد بضعة أشهر، للتحقق من عدم وجود مشاكل في الخصوبة. [4]

هكذا، نجد أن مشكلة دوالي الخصية على الرغم من شيوعها والمخاوف المتعلقة بها، هي مرض شائع وغير مخيف، إذا ما تمت مراقبته وعلاجه بشكل جيد وتحت إشراف الطبيب، ولا يمكننا أن نهمل دور التقنيات الطبية الحديثة، التي أصبحت تعطي نتائج أفضل يوماً بعد يوم، ومن المؤكد أنها لن تتوقف عن التطور وإنقاذ المزيد من الحالات الصعبة بأقل ألم وعواقب ممكنة.