خروج المني لدى الصائم

هناك العديد من الأمور التي قد تفسد صيام المسلم، ويترتب عليه قضاء هذا اليوم، وقد يكون ما أبطل الصوم بقصد وتعمد من المسلم، وفي هذا حرمة لانتهاكه شهر رمضان الفضيل وحرمته، ومنه ما يكون دون قصد، ولا إرادة من الصائم فلا حرج في ذلك عليه.

حكم خروج المني عند الصائم

إن نزول المني لدى الصائم يفسد صومه، والسبب في ذلك لأنه نزل لشهوة، سواء كان نزوله بسبب مداعبة الزوج لزوجته، أو الاستمناء، فكما يترك الصائم الكل والشرب أثناء صيامه، فعليه أن يترك لذته، وشهوته من أجل الله تعالى، لذلك إن نزل هذا المني بسبب قيامه لفعل مصحوب بشهوة كان صيامه باطل، وغير صحيح، وعليه القضاء إن كان النزول بتعمد وقصد منه، والكفارة مع القضاء على من جامع زوجته في نهار رمضان مع علمه بحرمة ذلك. ^[1]   

حكم خروج المني دون قصد

إن كان نزول المني من الصائم دون أي شهوة، أو قيام بفعل منه، وكان متأكد بأن هذا مني، فلا يفسد صيامه، ويكون صيامه صحيح، لأن هذا الأمر خارج عن إرادة الشخص فقد يكون هذا النزول بسبب مرض ما، وقد ذكر جمهور الفقهاء من المالكية، والحنابلة، والحنفية بأنه في هذه الحالة لا يتوجب عليه الاغتسال، إذ هة أشبه بالبول، وخرج دون أي اختيار من الشخص فيكون كالاحتلام. ^[2]  وفي حال نزل المني من الصائم بسبب التفكير فذهب جمهور العلماء إلى صحة صيامه، وعدم بطلانه، وذلك لحصول هذا الأمر دون إراداته، وقد خطر على باله وتفكيره دون تعمد منه، أما المالكة فقالوا ببطلانه صومه، وقضاء هذا اليوم. ^[3]    

حكم  نزول الإفرازات للصائم

إن الإفرازات التي تخرج من الجسم عديدة، فقد تكون هذه الإفرازات بما يسمى ب (المذي) وهو سائل أبيض يكون رقيق، ينزل عند الشهوة، أو عند المداعبة، ويكون عند النساء أكثر من الرجال، وهو نجس ويجب الوضوء منه، أما نزول الودي وهو عبارة عن سائل يكون ثخين يخرج بعد نزول البول ويتوجب كذلك الوضوء عند رؤيته، وهناك من الإفرازات ما ينزل دون سبب فذهب الحنفية، والصحيح عند الشافعية إلى طهارتها، وعدوها من رطوبات فرج المرأة فيتوجب عليها الوضوء فقط منها، وعلى ذلك فإن هذه الإفرازات لا تبطل الصوم، وتفسده، وصيام من نزلت منه صحيح لا قضاء عليه. ^[4]