عبدالإله السناني: اليوتيوب لا يشبع فنيا

  • تاريخ النشر: الإثنين، 01 سبتمبر 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
الفنان: عبدالإله السناني
الدكتور عبدالإله السناني ممثل سعودي شهير، بدأ حبه للتمثيل في مسرح جامعة الملك سعود بمشاركه زميله الممثل ناصر القصبي، شارك في العديد من المسرحيات، وبعد تخرجه انتقل إلى جمعية الثقافة والفنون، أول عمل مسرحي له هي مسرحية «الحل الأكيد»، وأول عمل تلفزيوني له كان «لا يحوشك حبروك»، وهو أفضل مخرج مسرحي وحصل على العديد من الجوائز الدولية والعالمية في الإخراج المسرحي له العديد من المقالات والافكار في صياغة الفكر المسرحي في المملكة العربية السعودية يعتبر من الذين ساعدوا في إثراء التمثيل والمسرح في بدايات الثمنينات حيث اهتم كثيرا بالكتابات المتعلقة بالمسرح ويعد أحد المؤسسين لاتحاد المسرحيين العرب، إلتقت ليالينا به وكان هذا الحوار:
 
عبدالإله السناني: اليوتيوب لا يشبع فنيا
 
دعني أسألك عن سماء الأعمال الفنية في المملكة، كيف تراها؟
في الحقيقة تظل الدراما تعاني من قصور غير طبيعي في الأعمال وفقاً لمقوماتها ومعطياتها الخاصة بها، من المفترض أن نكون منتجين ومنافسين لغيرنا من التلفزيونات, كالكويت و البحرين والإمارات, هذا إذا ما قارنتها من حيث المساحة، أما إذا كنت تقارنها بعدد السكان, فلابد علينا من إنتاج 4000 ساعة سنوياً، ونحن مع الأسف لا نصل لربع هذا الرقم.
 
إذاً ما هو السبب في رأيك؟
السبب أن البنية الأساسية مفقودة، وبالتالي أصبح لدينا هشاشة في العمل الدرامي, وإذا سألتني كيف، سأجيبك بأننا نفتقد للكتَّاب الأقوياء، والسيناريست المبدع والمتمكن، ولا يوجد لدينا عدد كبير من الفنانين الذين يغطون الأعمال، لذلك قلت لك إنّ البنية التحتية هي أساس كل شيء.
 
ماذا تقصد بالبنية التحتية؟
لو كان لدينا في كل جامعة قسم للسينما أو الدراما أو أي اسم فنّي آخر، كما هو حاصل في كليات الإعلام التي تحتضن أقساماً عدّة كالعلاقات العامة والإذاعة والتلفزيون والإذاعة والصحافة، فإن ذلك سيساعد بلا شك في تكوين شباب فنّي قادر على ملء الفراغ لدينا, والذي بسببه نرى ضعف الأعمال الفنية, وبسببه أيضاً أصبحنا في العشر سنوات الأخيرة لا نرى سوى ستة نجوم فقط على الشاشة يتكررون كل موسم، ناهيك عن أنّ العمل الدرامي في تطور مستمر, فهو يحتاج للتغيير ونحن نحتاج من يواكب هذا التطور بالعلم و المهارة والمتابعة الدائمة.
 
دكتور إذاً أنت تطالب بمعاهد فنية، لكن التمثيل موهبة؟
أنا لا أطالب بمعاهد فنية, لأن المعاهد قديمة جداً، ولا أطالب بجامعات رغم كثرتها, وأكبر دليل على ذلك وجود جامعة هارفارد للفنون في قطر، ولكني أطالب بقسم فنِّي فقط في إحدى الجامعات، ثمّ أنّك أخذت الموضوع من جانب التمثيل فقط، العمل الفني يا أخي ليس تمثيلاً فقط، العمل الفنّي كل متكامل يشمل الإضاءة والأصوات والكاميرات والإخراج والكتابة، العمل الفنّي منظومة متكاملة, يجب أن تكون في مستوى مميز واحد, حتى تخرج لنا عملاً باهراً ورائعاً.
 
تقصد أنّ هذه الأقسام ستخرّج لنا أكفاء؟
بكل تأكيد وبلا شك ، ناهيك عن فرص العمل التي ستتوفر للشباب السعودي، الآن إذا دخلت شركات الإنتاج، وجدت المخرج أجنبياً وفنّي الإضاءة أجنبياً والمصور أجنبياً, وفي كل زاوية تجد أجنبياً، لكن لو كان هناك قسم لرأيت تلك الأعمال يشغلها أبناء البلد وهم أجدر بها بلا شك.
 
عبدالإله السناني: اليوتيوب لا يشبع فنيا
 
ما رأيك في التلفزيون السعودي الذي أوقف الإنتاج ؟
التلفزيون السعودي منذ 20 سنة أوقف الإنتاج، ولا يوجد تلفزيون في العالم يوقف إنتاجه!
هم يقولون إنهم سيطوِّرون من أعمالهم و إنتاجهم, وعلى ذلك اتجهوا لشركات الإنتاج، وجميعنا نعلم أن شركات الإنتاج هدفها مادي ربحي فقط، لا يعتمدون على الأسماء القوية ولا على السيناريوهات القوية، إذاً كيف سنتطور؟!
 
 لكن الدراما السعودية ما زالت تنافس وصامدة؟
القنوات غير الرسمية هي من أعادت للأعمال السعودية أو تحاول جاهدة أن تعيدها لمكانها الطبيعي بعد أن كانت تتسيد، «روتانا» والـ «mbc» أصبحت روافد عظيمة ومهمة للأعمال السعودية وأصبح وضعنا الفنّي مختلفاً خليجياً وحتّى عربياً.
 
إذاً لا زلنا نُتابع في العالم العربي؟
نحن لم نختفِ أصلاً، لكنّ قلّة الأعمال الدرامية هي من جعلت تواجدنا ضعيفاً، لكن المتابعة مازالت, وقد أُفاجئك إذا قلت لك إنّه أصبح لدينا جمهور في الشام واليمن وحتّى الأكراد!
 
عبدالإله السناني: اليوتيوب لا يشبع فنيا
 
كيف يمكن إذاً للتلفزيون السعودي أن يعود بقوّة وبتطوّر لافت ؟
هي سلسلة تبدأ من إنشاء الأقسام الفنية التي ذكرتها مسبقاً, ثم نفعل ما تفعله قناة الـ «mbc» من تطوير كوادرها وإرسالهم لاكتساب خبرات جديدة, وهذا ذكاء بلا شك من القناة، وهذا ما يحدث في كل المنشآت التي تسعى لتطوير كوادرها وفريق عملها، لا أتحدث هنا عن الفن فقط،  فهذا الأمر موجود في كل المجالات الأخرى, ففي مجال الطب مثلاً نجدهم يبتعثون الأطباء, وفي المجال الهندسي يبتعثون المهندسين, وهكذا في المجال الأمني والتعليمي يبتعثون رجال الأمن والمدرسين، مع العلم أنّهم قد تخرجوا من نفس التخصص, لكنهم يلجأون للابتعاث الخارجي مواكبة للتطور واكتساب المهارات والخبرات المتطورة.
 
وكيف ترى طاقم التلفزيون السعودي وخبراتهم؟
بكل صدق أقول لك إذا نظرت للتلفزيون السعودي وللعاملين فيه تجد أغلبهم خريجي تخصصات لا تمت للفنّ بصلة.
 
وضّح لنا كيف لا تمت للفنّ بصلة ؟
بمعنى أنّك ستجد خريج علم النفس والجغرافيا والتاريخ والهندسة الميكانيكية.
 
عبدالإله السناني: اليوتيوب لا يشبع فنيا
 
وكيف يمكن لمثل هؤلاء إدارة جهة فنّية؟
هنا تكمن المصيبة، أين الحسّ الفنّي؟!
 
على المستوى الشخصي ماهي آخر الأعمال؟
الآن نعمل على «واي فاي3» وكما هو معلوم أنّ المسلسل يعتمد على الكوميديا البحتة والتنوّع، والفيديو كليب والتقليد, وبإذن الله سيكون هذا العام أجمل من سابقيه، فقط انتظروا كمية الإبداع الموجودة فيه، أمّا على الصعيد الشخصي فلديَّ مسلسل إذاعي درامي تاريخي في شهر رمضان باللغة العربية الفصحى, يتكلم عن سدِّ مأرب وهجرة القبائل العربية إلى الشمال.
 
هل حصل»واي فاي» على جوائز؟
صحيح.. حصلنا على جائزتين إحداهما كانت في الجزء الأول وهي جائزة كلوب للكوميديا, وهي لا تتبع لمهرجان معين، إنّما هي جائزة شركات وكانت لأكبر نسبة مشاهدة في الوطن العربي، والجائزة الثانية حصلنا عليها في مهرجان الخليج الأخير لأفضل عمل كوميدي، ونحن عاقدون العزم لاستمرار سلسلة النجاحات إن شاء الله.
 
أعمال رمضان هل هي أصعب في المنافسة؟
أكيد.. شهر رمضان فيه كم هائل من الأعمال, والجمهور هو الحكم في هذه الأعمال, لأن أكبر نسبة مشاهدة تكون في شهر رمضان، فالكل يرى ويميز العمل الناجح من غيره، وحتى ردة الفعل والآراء تكون أكبر وأقوى في رمضان، أمّا الأعمال في غير رمضان ففي كل 30 شخصاً قد يشاهد العمل واحد فقط.
 
لماذا لا تقيم دورات لمدة أسبوع أو أكثر في الفنّ؟
(يضحك) هذا نصب واحتيال، أنا رجل أكاديمي وأعرف تلك الألاعيب، أقرأ أحياناً عن وجود دورة لتحسين الخط في يومين!! هذا كلّه كذب وهرطقة واستنزاف جيوب، الجامعات والمدارس دورها أن تنمي مهارة الخط، ثم وإن وجدت دورة لتعليم الفنّ هل تضمن للمتلقي القبول في أي الموسسات الفنية أو التلفزيونات، لا تستطيع أبداً ذلك، لكن لو كان هناك أقسام في الجامعة فلن ترى مثل هذه الأمور.
 
عبدالإله السناني: اليوتيوب لا يشبع فنيا
 
هل تشاهد برامج الشباب في اليوتيوب؟
نعم.. شباب متحمس ومبدع، ويعاني من فراغ، لكن اليوتيوب لايشبع فنياً، في المستقبل شباب اليوتيوب يحتاجون للتلفزيون, وبعده للسينما وهكذا، ثم ماذا سيقدم شباب اليوتيوب؟ لن يقدّموا فلماً عظيماً، كل من يملك كاميرا أصبح يقدم برنامجاً، والآن أصبحت هناك أجهزة تقوم بعمل المونتاج، فلن ترى أي عمل فنّي كبير.
 
هل نستطيع القول بأنّ اليوتيوب ظاهرة؟
بكل تأكيد..اليوتيوب ليس مسرحاً أو تلفزيوناً أو سينما، السينما لم تتغير منذ 60 عاماً, ولا المسرح ولا التلفزيون، اليوتيوب ثورة وستخمد كثيراً لعدم وجود أهل الاختصاص فيها، وقريباً سيختفي أو على الأقل سيتغير, ولن يصبح بالشكل الذي نراه حالياً.
 
بين التراجيديا والكوميديا أين يقف الجمهور؟ وما الذي يريده؟
كلاهما مهمّ، لكن إذا أردت أن تعرف ماذا يريد الجمهور، فسأقول لك بكل ثقة إنّ الجمهور ملَّ من الأخبار والأحداث الذي تقدّم في التراجيديا، وأصبح يبحث عن الترفيه والاستمتاع بالحياة والضحك، ولو خيرت المشاهد بين عملين كوميدي وتراجيدي فسيختار الكوميدي، وهذا لا يلغي العمل التراجيدي الذي يصعب على الكثيرين تقديمه, فهو ليس بتلك البساطة المتوقعة, وليس بمقدور أي فنّان أن يلعب هذا الكركتر، لكن يظل له جمهور عريض لايستهان به، وأذكر مسلسل القصر الذي قدمناه عام 1999م وقمنا بتصويره في موسكو ودمشق مع عدّة نجوم، فقد حقق أصداء رائعة وعرض على العديد من القنوات الخليجية والعربية.
 
أخيراً يا دكتور بماذا تخصّ « ليالينا « وقرّاءها ؟
أولاً أشكركم على طيب اللقاء والالتقاء، أمّا الحصري لكم فهو عمل سينمائي ضخم أعمل عليه برفقة بعض الزملاء منذ سنتين, ويتحدث عن أول شاب سعودي سافر إلى هوليود, وعمل هناك ومثَّل مع نجوم كبار في عام 1958م وقبل عمر الشريف ومصطفى العقاد، وهذا الشاب كان من سكان بريدة, وتوفي في بيروت عام 1981م.
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار