قصائد حكمة

  • تاريخ النشر: السبت، 21 يناير 2023
قصائد حكمة

الحكمة من الصفات الحميدة التي يمتلكها الإنسان، وهي القدرة على التفكير بالحقائق والمعرفة المكتسبة وترجمتها إلى قرارات جيدة، والحكمة ليست سمة فطرية نتمتع بها من البداية، وليست أيضًا صفة موروثة، بل إنّها تًكتسب تدريجيًا طيلة الحياة.

قصيدة المتنبي

أَنا لائِمي إِن كُنتُ وَقتَ اللَوائِمِ

عَلِمتُ بِما بي بَينَ تِلكَ المَعالِمِ

وَلَكِنَّني مِمّا شُدِهتُ مُتَيَّمٌ

كَسالٍ وَقَلبي بائِحٌ مِثلُ كاتِمِ

وَقَفنا كَأَنّا كُلُّ وَجدِ قُلوبِنا

تَمَكَّنَ مِن أَذوادِنا في القَوائِمِ

وَدُسنا بِأَخفافِ المَطِيِّ تُرابَها

فَلا زِلتُ أَستَشفي بِلَثمِ المَناسِمِ

دِيارُ اللَواتي دارُهُنَّ عَزيزَةٌ

بِطولِ القَنا يُحفَظنَ لا بِالتَمائِمِ

حِسانُ التَثَنّي يَنقُشُ الوَشيُ مِثلَهُ

إِذا مِسنَ في أَجسامِهِنَّ النَواعِمِ

وَيَبسِمنَ عَن دُرٍّ تَقَلَّدنَ مِثلَهُ

كَأَنَّ التَراقي وُشِّحَت بِالمَباسِمِ

فَمالي وَلِلدُنيا طِلابي نُجومُها

وَمَسعايَ مِنها في شُدوقِ الأَراقِمِ

مِنَ الحِلمِ أَن تَستَعمِلَ الجَهلَ دونَهُ

إِذا اِتَّسَعَت في الحِلمِ طُرقُ المَظالِمِ

وَأَن تَرِدَ الماءَ الَّذي شَطرُهُ دَمٌ

فَتُسقى إِذا لَم يُسقَ مَن لَم يُزاحِمِ

وَمَن عَرَفَ الأَيّامَ مَعرِفَتي بِها

وَبِالناسِ رَوّى رُمحَهُ غَيرَ راحِمِ

فَلَيسَ بِمَرحومٍ إِذا ظَفِروا بِهِ

وَلا في الرَدى الجاري عَلَيهِم بِآثِمِ

إِذا صُلتُ لَم أَترُك مَصالاً لِصائِلٍ

وَإِن قُلتُ لَم أَترُك مَقالاً لِعالِمِ

وَإِلّا فَخانَتني القَوافي وَعاقَني

عَنِ اِبنِ عُبَيدِ اللَهِ ضُعفُ العَزائِمِ

عَنِ المُقتَني بَذلَ التَلادِ تِلادَهُ

وَمُجتَنِبِ البُخلِ اِجتِنابَ المَحارِمِ

تَمَنّى أَعاديهِ مَحَلَّ عُفاتِهِ

وَتَحسُدُ كَفَّيهِ ثِقالُ الغَمائِمِ

وَلا يَتَلَقّى الحَربَ إِلّا بِمُهجَةٍ

مُعَظَّمَةٍ مَذخورَةٍ لِلعَظائِمِ

وَذي لَجَبٍ لاذو الجَناحِ أَمامَهُ

بِناجٍ وَلا الوَحشُ المُثارُ بِسالِمِ

تَمُرُّ عَلَيهِ الشَمسُ وَهيَ ضَعيفَةٌ

تُطالِعُهُ مِن بَينِ ريشِ القَشاعِمِ

إِذا ضَوؤُها لاقى مِنَ الطَيرِ فُرجَةً

تَدَوَّرَ فَوقَ البَيضِ مِثلَ الدَراهِمِ

وَيَخفى عَلَيكَ البَرقُ وَالرَعدُ فَوقَهُ

مِنَ اللَمعِ في حافاتِهِ وَالهَماهِمِ

أَرى دونَ ما بَينَ الفُراتِ وَبَرقَةٍ

ضِراباً يُمَشّي الخَيلَ فَوقَ الجَماجِمِ

وَطَعنَ غَطاريفٍ كَأَنَّ أَكُفَّهُم

عَرَفنَ الرُدَينِيّاتِ قَبلَ المَعاصِمِ

حَمَتهُ عَلى الأَعداءِ مِن كُلِّ جانِبٍ

سُيوفُ بَني طُغجِ بنِ جُفِّ القَماقِمِ

هُمُ المُحسِنونَ الكَرَّ في حَومَةِ الوَغى

وَأَحسَنُ مِنهُ كَرُّهُم في المَكارِمِ

وَهُم يُحسِنونَ العَفوَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ

وَيَحتَمِلونَ الغُرمَ عَن كُلِّ غارِمِ

حَيِيّونَ إِلّا أَنَّهُم في نِزالِهِم

أَقَلُّ حَياءً مِن شِفارِ الصَوارِمِ

وَلَولا اِحتِقارُ الأُسدِ شَبَّهتُها بِهِم

وَلَكِنَّها مَعدودَةٌ في البَهائِمِ

سَرى النَومُ عَنّي في سُرايَ إِلى الَّذي

صَنائِعُهُ تَسري إِلى كُلِّ نائِمِ

إِلى مُطلِقِ الأَسرى وَمُختَرِمِ العِدا

وَمُشكي ذَوي الشَكوى وَرَغمِ المُراغِمِ

كَريمٌ نَفَضتُ الناسَ لَمّا بَلَغتُهُ

كَأَنَّهُمُ ما جَفَّ مِن زادِ قادِمِ

وَكادَ سُروري لا يَفي بِنَدامَتي

عَلى تَركِهِ في عُمرِيَ المُتَقادِمِ

وَفارَقتُ شَرَّ الأَرضِ أَهلاً وَتُربَةً

بِها عَلَوِيٌّ جَدُّهُ غَيرُ هاشِمِ

بَلى اللَهُ حُسّادَ الأَميرِ بِحِلمِهِ

وَأَجلَسَهُ مِنهُم مَكانَ العَمائِمِ

فَإِنَّ لَهُم في سُرعَةِ المَوتِ راحَةً

وَإِنَّ لَهُم في العَيشِ حَزَّ الغَلاصِمِ

كَأَنَّكَ ما جاوَدتَ مَن بانَ جودُهُ

عَلَيكَ وَلا قاتَلتَ مَن لَم تُقاوِمِ [1]

قصيدة سليمان بن شريم

وربعك الى بان الخلل فيك عافوك

اقرب قريب لك من الناس يشناك

ان كثر مالك اصدقولك وطاعوك

وان قل ما بيدك شانت حلاياك

لو تطلب الماء عندهم كان ما اسقوك

ابعد مزارك عن وطنهم ومرباك

وان طاب حظك اصدقولك وحبوك

وان بار كل ما يبي غير فرقاك

وهراجة المجلس الى جيت وروك

منازل تطرب نظريك بدنياك

والى قضوا منك اللوازم وخلوك

تفرقوا وانت احتمل لحل ما جاك

كنك سراج البيت للنور شبوك

واللي انقضى اللازام حد الربع طفاك [2]

قصيدة الإمام الشافعي

دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب
يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا
فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين
فما يغني عن الموت الدواء [3]

قصيدة الإمام علي بن أبي طالب

غَالَبْتُ كُلَّ شَدِيدَةٍ فَغَلَبْتُهَا
وَالْفَقْرُ غَالَبَنِي فَأَصْبَحَ غَالِبِي
إِنْ أُبْدِهِ يَفْضَحْ، وَإِنْ لَمْ أُبْدِهِ يَقْتُلْ
فَقُبِّحَ وَجْهُهُ مِنْ صَاحِبِ
إِصبِر قَليلاً فَبَعدَ العُسرِ تَيسيرُ
وَكُلُّ أَمرٍ لَهُ وَقتٌ وَتَدبيرُ
وَلِلمُهَيمِنِ في حالاتِنا نَظَرٌ
وَفَوقَ تَقديرِنا لِلّهِ تَقديرُ
فَاِقنَع فَفي بَعضِ القَناعَةِ راحَةٌ
وَاليَأسُ مِمّا فاتَ فَهوَ المَطلَبُ [4]

قصيدة أبو حيان الأندلسي

يُؤملُ المَرءُ آمالاً وَيَقطَعُها

أَمرٌ يُفّرق بَينَ النَفسِ وَالنَفسِ

فَكُن مَعَ القَدَرِ المَحتوم وَارضَ بِهِ

تَريح نَفسَك مِن فكرٍ وَمِن هَوَسٍ

وَفي ابن سَهلٍ وَأَمثالٍ لَهُ عِبَرٌ

يَغنى بِها العَقلُ عَن حِرصٍ وَعَن حَرَسِ

كانَ اِقتَنى كتباً في العِلمِ نادِرَةً

كَيما يَخُصّ بِها ناساً بِأَندَلُسِ

فَعاقَهُ قَدرٌ عَما يُؤمّلُهُ

وَحَلَّ رَمساً بعيدَ الأَهلِ وَالأنسِ

أَنيسُهُ فيهِ قُرآنٌ يَردّدُه

وَحجةٌ وَاعتمارٌ مِنهُ في الخَلَسِ

وَما رَأَينا لَهُ في الناسِ مُشبهَه

أَتقى وَأَبعَد مِن ذامٍ وَمِن دَنَسٍ

وَكَم لَهُ صدقاتٍ بِالحِجازِ وَفي

مِصرٍ وَفي الشامِ تُسديها لملتَمسِ

سَرى وَفي طيبة إِذ أَهلُها غَرِقوا

أَعطى وَأجزلَ في النعمى لِمُبتَئِسِ

صَوّامُ هاجرةٍ قوّامُ داجِيَةٍ

تَلاءُ آيٍ مِن القُرآنِ في الغَلَسِ

يا رَوضَةً لابنِ سَهلٍ حَلَّها رجل

ما أَن رَأَينا لَهُ شِبهاً مِن الأنسِ [5]

  1. "قصيدة أنا لائمي إن كنت وقت اللوائم" ، المنشور على موقع aldiwan.net
  2. "أبيات من الحكمة في الشعر الشعبي" ، المنشور على موقع al-jazirah.com
  3. "أفضل قصائد الحكمة" ، المنشور على موقع almrsal.com
  4. "اجمل 100 بيت شعر في الحكمة" ، المنشور على موقع hyatoky.com
  5. "قصيدة يؤمل المرء آمالا ويقطعها" ، المنشور على موقع aldiwan.net
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار