قصائد هجاء

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 17 يناير 2023
قصائد هجاء

الهِجاء هو نوع من أنواع الشعر وهو نقيض المديح، ويُكتب عندما يريد الشاعر أن يعبر عن سخطه واشمئزازه من شخص ما فيقوم على ذكر السُخط والاشمئزاز وذكر المثالب، وفي العهد الأموي ازدهر الهجاء بسبب كُثرة الجماعات المناوئة لحكم الأمويين من الخوارج أو الأنصار فبدأت كل جماعة بهجاء الأخرى، ومن أهم شعراء هذه الفترة الأخطل والفرزدق وجرير وقد عرفت قصائدهم بالنقائض، وهناك ثمانية أنواع للهجاء وهي:

  • الهجاء الفردي.
  • الهجاء الجماعي.
  • الهجاء الخَلقي.
  • الهجاء الخُلقي.
  • الهجاء الفاحش.
  • الهجاء الكاريكاتوري.
  • الهجاء العفيف.
  • الهجاء السياسي. [1]

قصيدة ابن الرومي

یا سیّداً لم یزل فروع     من رأیه تحتها أصول
أمثلُ عمرٍ یَسُوم مثلي       خسفاً وأیامُه حول

أمثلُ عمرٍ یُهینُ مثلي     عمداً ولا تنتضي النُّصول؟
یا عمروسالت بک السیول ُ    لأمّک الویل والهبول

وجهک یا عمروفیه طول   وفي وجوه الکلاب طول
فأین منک الحیاة قل لي   یا کلبُ والکلبُ لا یقول؟

والکلبُ من شأنه التعدّي   والکلبُ من شأنه الغلولُ
مقابح الکلب فیک طراً   یزولُ عنها ولا تزولُ

وفیه أشیاء صالحاتٌ   حماکَها الله والرسولُ
وقد یُحامِ عن المواشي   وماتحامي ولا تصول

وأنت من أهل بیت سوء ٍ   قصتهم قصة تطول
وجوههم للوری عِظات   لکن أقفاءهم طبول

نستغفر الله قد فعلنا   مایفعل المائق الجهول
ما أنسألناک ما سألنا   إلّا کما تُسأل الطلول

صمتٌ وعیبٌ فلا خطاب   ولا کتابٌ ولا رسولُ
مستفعل فاعل فعول   مستفعل فاعل فعول
بیت کمعناک لیس فیه   معنی سوی أنّه فضول [2]

قصيدة المتنبي

ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه وَأُمَّهُ الطُرطُبَّه

رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ وَباكَوا الأُمَّ غُلبَه

وَإِنَّما قُلتُ ما قُلتُ رَحمَةً لا مَحَبَّه

وحيلَةً لَكَ حَتّى عُذِرتَ لَو كُنتَ تأبَه

وما عَلَيكَ مِنَ القَتـلِ إِنَّما هِيَ ضَربَه

وما عَلَيكَ مِنَ الغَدرِ إِنَّما هُوَ سُبَّه

وما يَشُقُّ عَلى الكَلبِ أَن يَكونَ اِبنَ كَلبَه

ما ضَرَّها مَن أَتاها وَإِنَّما ضَرَّ صُلبَه

يا أَطيَبَ الناسِ نَفساً وَأَليَنَ الناسِ رُكبَه

وأَخبَثَ الناسِ أَصلاً في أَخبَثِ الأَرضِ تُربَه

وأَرخَصَ الناسِ أُمّاً تَبيعُ أَلفاً بِحَبَّه

يا قاتِلاً كُلَّ ضَيفٍ غَناهُ ضَيحٌ وَعُلبَه

وخَوفُ كُلِّ رَفيقٍ أَباتَكَ اللَيلُ جَنبَه

كَذا خُلِقتَ وَمَن ذا الَذي يُغالِبُ رَبَّه

ومَن يُبالي بِذَمٍّ إِذا تَعَوَّدَ كَسبَه

فَسَل فُؤادَكَ يا ضَبـبَ أَينَ خَلَّفَ عُجبَه

وإِن يَخُنكَ لَعَمري لَطالَما خانَ صَحبَه

وكَيفَ تَرغَبُ فيهِ وَقَد تَبَيَّنتَ رُعبَه

ما كُنتَ إِلّا ذُباباً نَفَتكَ عَنّا مِذَبَّه

وكُنتَ تَفخَرُ تيهاً فَصِرتَ تَضرِطُ رَهبَه

وإِن بَعُدنا قَليلاً حَمَلتَ رُمحاً وَحَربَه

وقُلتَ لَيتَ بِكَفّي عِنانَ جَرداءَ شَطبَه

إِن أَوحَشَتكَ المَعالي فَإِنَّها دارُ غُربَه

أَو آنَسَتكَ المَخازي فَإِنَّها لَكَ نِسبَه

وإِن عَرَفتَ مُرادي تَكَشَّفَت عَنكَ كُربَه

وإِن جَهِلتَ مُرادي فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَه [3]

قصيدة جرير

إِنَّ الفَرَزدَقَ أَخزَتهُ مَثالِبُهُ

عَبدُ النَهارِ وَزاني اللَيلِ دَبّابُ

لا تَهجُ قَيساً وَلَكِن لَو شَكَرتَهُمُ

إِنَّ اللَئيمَ لَأَهلِ السَروِ عَيّابُ

قَيسُ الطِعانِ فَلا تَهجو فَوارِسَهُم

لِحاجِبٍ وَأَبي القَعقاعِ أَربابُ

هُمُ أَطلَقوا بَعدَ ما عَضَّ الحَديدُ بِهِ

عَمروَ بنَ عَمروٍ وَبِالساقَينِ أَندابُ

أَدّوا أُسَيدَةَ في جِلبابِ أُمُّكُمُ

غَصباً فَكانَ لَها دِرعٌ وَجِلبابُ

مُجاشِعٌ لا حَياءٌ في شَبيبَتِهِم

وَلا يَثوبُ لَهُم حِلمٌ إِذا شابوا

شَرُّ القُيونِ حَديثاً عِندَ رَبَّتِهِ

قَينا قُفَيرَةَ مَسروحٌ وَزَعّابُ

لا تَترُكوا الحَدَّ في لَيلى فَكُلُّكُمُ

مِن شَأنِ لَيلى وَشَأنِ القَينِ مُرتابُ

فَاِسأَل غَمامَةَ بِالخَيلِ الَّتي شَهِدَت

كَأَنَّهُم يَومَ تَيمِ اللاتِ غُيّابُ

لَكِن غَمامَةُ لَو تَدعو فَوارِسَنا

يَومَ الوَقيطُ لَما وَلّوا وَلا هابوا

مُجاشِعٌ قَد أَقَرّوا كُلَّ مُخزِيَةٍ

لا مَن يَعيبونَ لا بَل فيهُمُ العابُ

قالَت قُرَيشٌ وَقَد أَبلَيتُمُ خَوراً

لَيسَت لَكُم يا بَني رَغوانَ أَلبابُ

هَلّا مَنَعتُم مِنَ السَعدِيِّ جارَكُمُ

بِالعِرقِ يَومَ اِلتَقى بازٍ وَأَخرابُ

أَقصِر فَإِنَّكَ ما لَم تُؤنِسوا فَزَعاً

عِندَ المِراءِ خَسيفُ النوكِ قَبقابُ

فَاِسأَل أَقَومُكَ أَم قَومي هُمُ ضَرَبوا

هامَ المُلوكِ وَأَهلُ الشِركِ أَحزابُ

الضارِبينَ زُحوفاً يَومَ ذي نَجَبٍ

فيها الدُروعُ وَفيها البَيضُ وَالغابُ

مِنّا عُتَيبَةُ فَاِنظُر مَن تُعِدُّ لَهُ

وَالحارِثانِ وَمِنّا الرَدفُ عَتّابُ

مِنّا فَوارِسُ يَومِ الصَمدِ كانَ لَهُم

قَتلى وَأَسرى وَأَسلابٌ وَأَسلابُ

فَاِسأَل تَميماً مَنِ الحامونَ ثَغرَهُمُ

وَالواجِلونَ إِذا ما قُعقِعَ البابُ [4]

قصيدة الفرزدق

كَيفَ تَرى بَطشَةَ اللَهِ الَّتي بَطَشَت

بِاِبنِ المُهَلَّبِ إِنَّ اللَهَ ذو نِقَمِ

قادَ الجِيادَ مِنَ البَلقاءِ مُنقَبِضاً

شَهراً تَقَلقَلُ في الأَرسانِ وَاللُجُمُ

حَتّى أَتَت أَرضَ هاروتٍ لِعاشِرَةٍ

فيها اِبنُ دَحمَةَ في الحَمراءِ كَالأَجَمِ

لَمّا رَأَوا أَنَّ أَمرَ اللَهِ حاقَ بِهِم

وَأَنَّهُم مِثلُ ضُلّالٍ مِنَ النَعَمِ

فَأَصبَحوا لا تُرى إِلّا مَساكِنُهُم

كَأَنَّهُم مِن ثَمودِ الحِجرِ أَو إِرَمِ

كَم فَرَّجَ اللَهُ عَنّا كَربَ مُظلِمَةٍ

بِسَيفِ مَسلَمَةَ الضَرّابِ لِلبُهَمِ

وَيَومَ غيمَ مِنَ الهِندِيِّ كُنتَ لَهُ

ضَوءً وَقَد كانَ مُسوَدّاً مِنَ الظُلَمِ

تَأتي قُرومُ أَبي العاصي إِذا صَرَفَت

أَنيابُها حَولَ سامٍ رَأسُهُ قَطَمِ

يا عَجَبا لِعُمانِ الأَسدِ إِذ هَلَكوا

وَقَد رَأَوا عِبَراً في سالِفِ الأُمَمِ

لَو أَنَّهُم عَرَبٌ أَو كانَ قائِدُهُم

مُدَبِّراً ما غَزا العِقبانَ بِالرَخَمِ [5]

قصيدة الأخطل

أَلَم تَشكُر لَنا كَلبٌ بِأَنّا

جَلَونا عَن وُجوهِهِمِ الغُبارا

كَشَفنا عَنهُمُ نَزَواتِ قَيسٍ

وَمِثلُ جُموعِنا مَنَعَ الذِمارا

وَكانوا مَعشَراً قَد جاوَرونا

بِمَنزِلَةٍ فَأَكرَمنا الجِوارا

فَلَمّا أَن تَخَلّى اللَهُ مِنهُم

أَغاروا إِذ رَأوا مِنّا اِنفِتارا

فَعاقَبناهُمُ لِكَمالِ عَشرٍ

وَلَم نَجعَل عِقابُهُمُ ضِمارا

وَأَطفَأنا شِهابَهُمُ جَميعاً

وَشُبَّ شِهابُ تَغلِبَ فَاِستَنارا

تَحَمَّلنا فَلَمّا أَحمَشونا

أَصابوا النارَ تَستَعِرُ اِستِعارا

وَأَفلَتَ حاتِمٌ بِفُلولِ قَيسٍ

إِلى القاطولِ وَاِنتَهَكَ الفِرارا

جَزَيناهُم بِما صَبَحوا شُعَيثاً

وَأَصحاباً لَهُ وَرَدوا قَرارا

وَخَيرُ مَتالِفِ الأَقوامِ يَوماً

عَلى العَزّاءِ عَزماً وَاِصطِبارا

فَمَهما كانَ مِن أَلَمٍ فَإِنّا

صَبَحناهُم بِها كَأساً عُقارا

فَلَيتَ حَديثَنا يَأتي شُعَيثاً

وَحَنظَلَةَ بنَ قَيسٍ أَو مِرارا

بِما دِنّاهُمُ في كُلِّ وَجهٍ

وَأَبدَلناهُمُ بِالدارِ دارا

فَلا راذانُ تُدعى فيهِ قَيسٌ

وَلا القاطولُ وَاِقتَنَصوا الوِبارا

صَبَرنا يَومَ لاقَينا عُمَيراً

فَأَشبَعنا مَعَ الرَخَمِ النِسارا

وَكانَ اِبنُ الحُبابِ أُعيرَ عِزّاً

وَلَم يَكُ عِزُّ تَغلِبَ مُستَعارا

فَلا تَرجوا العُيونَ لِتَنزِلوها

وَلا الرَهَواتِ وَاِلتَمِسوا المَغارا

وَسيري يا هَوازِنُ نَحوَ أَرضٍ

بِها العَذراءُ تَتَّبِعُ القُتارا

فَإِنّا حَيثُ حَلَّ المَجدُ يَوماً

حَلَلناهُ وَسِرنا حَيثُ سارا [6]

  1. "هجاء (شعر)" ، المنشور على موقع ar.wikipedia.org
  2. "شعر هجاء بالعاميه" ، المنشور على موقع almrsal.com
  3. "أفضل قصائد الهجاء للمتنبي" ، المنشور على موقع alqiyady.com
  4. "قصيدة إن الفرزدق أخزته مثالبه" ، المنشور على موقع aldiwan.net
  5. "قصيدة كيف ترى بطشة الله التي بطشت" ، المنشور على موقع aldiwan.net
  6. "قصيدة ألم تشكر لنا كلب بأنا" ، المنشور على موقع aldiwan.net
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار