قصائد مالك بن الريب

  • تاريخ النشر: الأحد، 08 يناير 2023
قصائد مالك بن الريب

مالك بن الرَّيْب التميمي شاعر من بني مازن بن عمرو بن تميم، وكنيته أبو عقبه، نشأ في نجد وهو أحد فرسان بني مازن، وقد كان شابا شجاع فاتكاً لا ينام الليل إلا متوشحاً سيفه ولكنه استغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه، لازم شظاظاً الضبي الذي قالت عنه العرب ألص من شظاظ.

أغراه - سعيد بن عثمان بن عفان - بالجهاد في سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق، وأبلى بلاءً حسناً وحسنت سيرته وفي عودته بعد الغزو، وبينما هم في طريق العودة مرض مرضاً شديداً أو يقال أنه لسعته أفعى حيث أحس بالموت فقال قصيدة يرثي فيها نفسهعرفت ببكائية مالك بن الريب التميمي. [1]

قصيدة تألى حلفة في غير جرم

تَأَلّى حلفَةً في غَيرِ جُرمٍ

أَميري حارِثٌ شبهَ الصرارِ

عَلَيَّ لأجلَدَن في غَيرِ جُرمٍ

وَلا أُدني فَيَنفَعُني اِعتِذاري

وَقُلتُ وَقَد ضَمَمتُ إِلَيَّ جَأشي

تَحَلَّل لا تأَلَّ عَلَيَّ حارِ

فَإِنّي سَوفَ يَكفينيكَ عَزمي

وَنَصي العيسَ بِالبَلَدِ القِفارِ

وَعَنسٌ ذاتُ مُعجَمَةٍ أَمونٌ

عَلَنداةٌ مُوَثَّقَةُ الفِقارِ

تَزيفُ إِذا تَواهَقَتِ المَطايا

كَما زافَ المُشَرِّفُ لِلخِطارِ

وَإِن ضَرَبَت بِلَحيَيها وَعامَت

تَفَصَّمَ عَنهما حَلقُ السِّفارِ

مِراحاً غَيرَ ما ضِغنٍ وَلَكِن

لجاجاً حينَ تَشتَبِهُ الصَحاري

إِذا ما اِستَقبَلَت جَوناً بَهيجاً

تَفَرَّجَ عَن مُخَيَّسهِ حصَاري

إِذا ما حال رَوضُ رباب دوني

وَتَثليثٌ فَشَأنُكَ بِالبَكاري

وَأَنيابٌ سَيُخلِفهُنَّ سَيفي

وَشَدّاتُ الكَمِيِّ عَلى التِجارِ

فَإِن أَسطَع أرح مِنهُ أناسي

بِضَربَةِ فاتِكٍ غَيرِ اِعتِذارِ

وَإِن يُفلِت فَإِنّي سَوفَ ألقى

بَنيه بِالمَدينَةِ أَو صِرارِ

أَلا مَن مُبلِغٌ مَروانَ عَنّي

فَإِنّي لَيسَ دَهري بِالفِرارِ

وَلا جَزعٌ مِنَ الحدثانِ يَوماً

وَلَكِنّي أَرودُ لَكُم وبارِ

بِهزمارٍ تُرادُ العيسُ فيها

إِذا أَشفَقن مِن قَلقِ الصِّفارِ

وَهن يَحُشنَ بِالأَعناقِ حَوشاً

كَأَنَّ عِظامَهُنَّ قِداحُ بارِ

كَأَنَّ الرَحلَ أَسأَرَ مِن قَرها

هِلالَ عَشِيَّةٍ بَعدَ السرارِ

رَأَيتُ وَقَد أَتى بُحرانُ دوني

لِلَيلى بِالغُمَيِّمِ ضَوءَ نارِ

إِذا ما قُلتُ قَد خَمَدَت زُهاها

عَصِيُّ الزَّندِ وَالعَصفُ السَّواري

يُشَبُّ وَقودُها وَيَلوحُ وَهناً

كَما لاحَ الشَبوبُ مِنَ الصُّوارِ

كَأَنَّ النارَ إِذا شُبَّت لِلَيلى

أَضاءَت جيدَ مغزِلَةٍ نَوارِ

وَتَصطادُ القُلوبَ عَلى مَطاها

بِلا جَعدِ القُرونِ وَلا قِصارِ

وَتبسمُ عَن نَقِيِّ اللَّونِ عَذبٍ

كَما شيفَ الأقاحي بِالقطارِ

أَتجزَعُ أَن عَرَفتَ بِبَطنِ قَوٍّ

وَصَحراءِ الأُدَيهم رَسمَ دارِ

وَأَن حَلَّ الخَليطُ وَلَست فيهِم

مَرابِعَ بَينَ ذِحل إِلى سَرارِ

إِذا حَلّوا بِناعِجَةٍ خَلاءً

يُقَطِّفُ نورَ حَنوتِها العَذاري [2]

قصيدة قلت لابنتي

وَلَقَد قُلتُ لابنَتي وَهيَ تَكوي

بِدَخيلِ الهُمومِ قَلباً كَئيبا

وَهيَ تَذري مِنَ الدُموعِ عَلى الخَدْ

دَينِ مِن لَوعَةِ الفِراقِ غُروبا

عَبراتٍ يَكدنَ يَجرَحنَ ما جُزن

بِهِ أَو يَدَعنَ فيهِ نُدوبا

حَذَرَ الحَتفِ أَن يصيبَ أَباها

وَيُلاقي في غَيرِ أَهلٍ شَعوبا

أُسكُتي قَد حَزَزتِ بِالدَمعِ قَلبي

طالَما حَزَّ دَمعُكُنَّ القُلوبا

فَعَسى اللَّهُ أَن يُدافِعَ عَنّي

رَيبَ ما تَحذرينَ حَتّى أَؤوبا

لَيسَ شَيءٌ يَشاؤُهُ ذو المَعالي

بعَزيزٍ عَلَيهِ فَاِدعي المُجيبا

وَدَعي أَن تُقَطّعي الآنَ قَلبي

أَو تريني في رِحلَتي تَعذيبا

أَنا في قَبضَةِ الإِلَهِ إِذا كُنت

بَعيداً أَو كُنتُ مِنكِ قَريبا

كَم رَأَينا اِمرأً أَتى مِن بَعيدٍ

وَمُقيماً على الفِراشِ أُصيبا

وَدَعيني مِن اِنتِحابِكِ إِنّي

لا أُبالي إِذا اِعتَزَمتُ النَحيبا

حَسبِيَ اللَّهُ ثُمَّ قَرَّبتُ لِلسَير

عَلاةً أَنجِب بِها مَركوبا [3]

قصيدة يا عاملا تحت الظلام مطيه

يا عامِلاً تَحتَ الظَلامِ مَطِيَّهُ

مُتخايلاً لا بَل وَغَيرَ مُخايِلِ

أَنَّى أَتَحتَ لِشابك أَنيابَهُ

مُستَأنِسٍ بِدُجى الظَلامِ منازِلِ

لا يَستَريعُ عَظيمَةً يُرمى بِها

حَصّاءَ تحسرُ عَن عِظامِ الكاهِلِ

حَرباً تَنَصَّبَهُ بِبِنتِ هَواجِرٍ

عادي الأَشاجِعِ كَالحُسامِ الناصِلِ

لَم يَدرِ ما غرف القُصورِ وَفَيؤُها

طاوٍ بِنَخل سَوادها المُتَمايلِ

يَقِظ الفُؤاد إِذا القُلوبُ تَآنَسَت

جَزَعاً وَنُبِّهَ كُلُّ أَروَعَ باسِلِ

حَيثُ الدُجى متَطَلِّعاً لِغَفولِهِ

كَالذِّئبِ في غَلَسِ الظَلامِ الخاتِلِ

فَوَجَدتَهُ ثَبتَ الجَنانِ مُشَيّعاً

رُكّابَ مَنسِجِ كُلِّ أَمرٍ هائِلِ

فَقَراكَ أَبيَضَ كَالعَقيقَةِ صارِماً

ذا رَونَقٍ يَغشى الضَريبَةَ فاصِلِ

فَرَكِبتَ رَدعَكَ بَينَ ثَنيي فائِرٍ

يَعلو بِهِ أَثَرُ الدِماءِ وَشائِلِ [4]

قصيدة يا قل خير أمير كنت أتبعه

يا قَلَّ خَيرُ أَمير كُنتُ أَتبَعُهُ

أَلَيسَ يُرهِبُني أَم لَيسَ يَرجوني

أَم لَيسَ يَرجو إِذا ما الخَيلُ شَمَّصَها

وَقعُ الأَسِنَّةِ عَطفي حينَ يَدعوني

لا تَحسَبَنّا نَسينا مِن تَقادُمِهِ

يَوماً بِطاسى وَيَومَ النَهرِ ذي الطينِ

مَنَّيتُموني أَمانِيّاً قَنَعتُ بِها

حَتّى إِذا ما جَعَلتُم مقنعاً دوني

كانَت أَمانِيُّكُم ريحاً شَآمِيَّةً

ظَلَّت بِمُختَلِفِ الأَرواحِ تُؤذيني

فَإِن وَقَعتُ لِجَنبِ الرَملِ مُنقَصِفاً

أَولَيتُ كُلَّ اِمرِئٍ ما كانَ يُوليني [5]

قصيدة أَذِئبَ الغَضا قَد صِرتَ لِلنـاسِ ضِحكَـة

أَذِئبَ الغَضا قَد صِرتَ لِلنـاسِ ضِحكَـة    تغادى بِها الرُكبانُ شَرقـاً إِلـى غَـربِ
فَأَنـتَ وَإِن كُنـتَ الجَـريءَ جَنـانُـهُ        مُنيتَ بِضِرغـامٍ مِـن الأسـدِ الغُلـبِ
بِمَـن لا يَـنـامُ اللـيـلَ إِلا وَسَيـفُـهُ        رَهينَـةُ أَقـوامٍ سِـراعٍ إِلـى الشَّغـبِ
أَلَم تَرَني يـا ذِئـبُ إِذ جِئـتَ طارِقـاً        تُخاتِلُنـي أَنّـي اِمـرؤٌ وافِـرُ الـلُّـبِّ
زَجَرتُـكَ مَــرّاتٍ فَلَـمّـا غَلَبتَـنـي        وَلَم تَنزَجِر نَهنَهـتُ غَربَـكَ بِالضَـربِ
فَصِرتَ لُقىً لمـا عَـلاكَ اِبـنُ حُـرَّةٍ        بِأَبيَـضَ قَطّـاعٍ يُنَجّـي مِـنَ الكَـربِ
أَلا رُبَّ يَوم ريـبَ لَـو كُنـتَ شاهِـداً        لَهالَكَ ذِكـري عِنـدَ مَعمَعَـةِ الحَـربِ
وَلَسـتَ تَــرى إِلا كَمِـيّـاً مُـجَـدَّلاً        يَـداهُ جَميعـاً تَثبُتـانِ مِـنَ الـتُّـربِ
وَآخَـرَ يَهـوي طائِـرَ القَلـبِ هارِبـاً        وَكُنتُ اِمرأً في الهَيـجِ مُجتَمـعَ القَلـبِ
أصولُ بِذي الزرَّيـنِ أَمشـي عِرضنَـةً        إِلى المَوتِ وَالأَقـرانُ كَالإِبِـلِ الجُـربِ
أَرى المَوتَ لا أَنحـاشُ عَنـهُ تَكَرُّمـاً        وَلَو شِئتُ لَم أَركَب عَلى المَركَبِ الصَعبِ
وَلَكِـن أَبَـت نَفسـي وَكانَـت أَبِـيَّـةً        تَقاعَسُ أَو يَنصاعُ قَـومٌ مِـنَ الرُعـبِ [6]

  1. أ ب "مالك بن الريب" ، المنشور على موقع ar.wikipedia.org
  2. "قصيدة تألى حلفة في غير جرم" ، المنشور على موقع aldiwan.net
  3. "قصيدة ولقد قلت لابنتي وهي تكوي" ، المنشور على موقع aldiwan.net
  4. "قصيدة يا عاملا تحت الظلام مطيه" ، المنشور على موقع diwandb.com
  5. "قصيدة يا قل خير أمير كنت أتبعه" ، المنشور على موقع diwandb.com
  6. "قصيدة أذئب الغضا قد صرت للنـاس ضحكـة" ، المنشور على موقع al-hakawati.net
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار