قصائد حسان بن ثابت

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022
قصائد حسان بن ثابت

حسان بن ثابت الأنصاري شاعر عربي وصحابي من الأنصار، ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعرًا معتبرًا يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول ﷺ بعد الهجرة، وقد توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب، واشتهرت مدائحه في الغسانيين قبل الإسلام.

أشار بعض النقاد إلى أن ما نظمه حسان بعد إسلامه افتقر إلى الجزالة وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية، وبالمقابل يتفق بعض النقاد على أن أساليبه بعد الإسلام قد سلمت من الحوشية والأخيلة البدوية، ولم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ وفخامة المعنى والعبارة كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي ورسالته ومعارضته المشركين وهجومهم، حيث غلبت الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني من عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته ولطيف كناياته، وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب والسنة وشعائر الدين. [1]

قصيدة عرفت ديار زينب

عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ   كخطّ الوحيِ في الرقّ القشيبِ

تعاورها الرياحُ وكلُّ جونٍ   مِنَ الوَسْمِيّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ

فأمْسَى رَسْمُها خَلَقاً، وأمْسَتْ   يَبَاباً بَعْدَ سَاكِنِها الحَبيبِ

فَدَعْ عَنكَ التذكّرَ كلَّ يومٍ   وَرُدَّ حَرارةَ الصّدْرِ الكَئيبِ

وَخَبّرْ بالّذي لا عَيْبَ فيهِ   بصدقٍ، غيرِ إخبارِ الكذوبِ

بمَا صَنَعَ المَلِيكُ غَدَاةَ بَدْرٍ   لنا في المشركينَ منَ النصيبِ

غداةَ كأنّ جمعهمُ حراءٌ   بَدَتْ أرْكَانُهُ جِنْحَ الغُرُوبِ

فَوَافَيْنَاهُمُ مِنّا بِجَمْعٍ   كَأُسْدِ الغابِ: مُرْدانٍ وَشِيبِ

أمَامَ مُحَمّدٍ قَدْ آزَرُوهُ   عَلى الأعْدَاءِ في لَفْحِ الحُروبِ

بأيديهمْ صوارمُ مرهفاتٌ   وكلُّ مجربٍ خاظي الكعوبِ

بنو الأوسِ الغطارفُ آزرتها   بَنُو النّجّارِ في الدّين الصّلِيبِ

فغادرنا أبا جهلٍ صريعاً   وعتبةَ قدْ تركنا بالجبوبِ

وشيبةَ قدْ تركنا في رجالٍ   ذوي حسبٍ، إذا نسبوا، نسيبِ

يناديهمْ رسولُ اللهِ، لما   قذفناهمْ كباكبَ في القليبِ

ألمْ تَجِدُوا حديثي كانَ حَقَّاً   وأمرُ اللهِ يأخذُ بالقلوبِ

فَما نَطَقُوا، ولَو نَطَقوا لَقالوا:   صَدَقْتَ وكُنْتَ ذا رَأيٍ مُصِيبِ [2]

قصيدة عفت ذات الأصابع

عَفَت ذاتُ الأَصابِعِ فَالجِواءُ

إِلى عَذراءَ مَنزِلُها خَلاءُ

دِيارٌ مِن بَني الحَسحاسِ قَفرٌ

تُعَفّيها الرَوامِسُ وَالسَماءُ

وَكانَت لا يَزالُ بِها أَنيسٌ

خِلالَ مُروجَها نَعَمٌ وَشاءُ

فَدَع هَذا وَلَكِن مَن لَطيفٍ

يُؤَرِّقُني إِذا ذَهَبَ العِشاءُ

لِشَعثاءَ الَّتي قَد تَيَّمَتهُ

فَلَيسَ لِقَلبِهِ مِنها شِفاءُ

كَأَنَّ خَبيأَةٍ مِن بَيتِ رَأسٍ

يَكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وَماءُ

عَلى أَنيابِها أَو طَعمُ غَصٍّ

مِنَ التُفّاحِ هَصَّرَهُ اِجتِناءُ

إِذا ما الأَشرِباتُ ذُكِرنَ يَوماً

فَهُنَّ لِطَيِّبِ الراحِ الفِداءُ

نُوَلّيها المَلامَةَ إِن أَلَمنا

إِذا ما كانَ مَغثٌ أَو لِحاءُ

وَنَشرَبُها فَتَترُكُنا مُلوكاً

وَأُسداً ما يُنَهنِهُنا اللِقاءُ

عَدِمنا خَيلَنا إِن لَم تَرَوها

تُثيرُ النَقعَ مَوعِدُها كَداءُ

يُبارينَ الأَسِنَّةِ مُصغِياتٍ

عَلى أَكتافِها الأَسَلُ الظِماءُ

تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ

تُلَطِّمُهُنَّ بِالخُمُرِ النِساءُ

فَإِمّا تُعرِضوا عَنّا اِعتَمَرنا

وَكانَ الفَتحُ وَاِنكَشَفَ الغِطاءُ

وَإِلّا فَاِصبِروا لِجَلادِ يَومٍ

يُعينُ اللَهُ فيهِ مَن يَشاءُ

وَقالَ اللَهُ قَد يَسَّرتُ جُنداً

هُمُ الأَنصارُ عُرضَتُها اللِقاءُ

لَنا في كُلِّ يَومٍ مِن مَعَدٍّ

قِتالٌ أَو سِبابٌ أَو هِجاءُ

فَنُحكِمُ بِالقَوافي مَن هَجانا

وَنَضرِبُ حينَ تَختَلِطُ الدِماءُ

وَقالَ اللَهُ قَد أَرسَلتُ عَبداً

يَقولُ الحَقَّ إِن نَفَعَ البَلاءُ

شَهِدتُ بِهِ وَقَومي صَدَّقوهُ

فَقُلتُم ما نُجيبُ وَما نَشاءُ

وَجِبريلٌ أَمينُ اللَهِ فينا

وَروحُ القُدسِ لَيسَ لَهُ كِفاءُ

أَلا أَبلِغ أَبا سُفيانَ عَنّي

فَأَنتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواءُ

هَجَوتَ مُحَمَّداً فَأَجَبتُ عَنهُ

وَعِندَ اللَهِ في ذاكَ الجَزاءُ

أَتَهجوهُ وَلَستَ لَهُ بِكُفءٍ

فَشَرُّكُما لِخَيرِكُما الفِداءُ

هَجَوتَ مُبارَكاً بَرّاً حَنيفاً

أَمينَ اللَهِ شيمَتُهُ الوَفاءُ

فَمَن يَهجو رَسولَ اللَهِ مِنكُم

وَيَمدَحُهُ وَيَنصُرُهُ سَواءُ

فَإِنَّ أَبي وَوالِدَهُ وَعِرضي

لِعِرضِ مُحَمَّدٍ مِنكُم وِقاءُ

فَإِمّا تَثقَفَنَّ بَنو لُؤَيٍّ

جَذيمَةَ إِنَّ قَتلَهُمُ شِفاءُ

أولَئِكَ مَعشَرٌ نَصَروا عَلَينا

فَفي أَظفارِنا مِنهُم دِماءُ

وَحِلفُ الحَرِثِ اِبنِ أَبي ضِرارٍ

وَحِلفُ قُرَيظَةٍ مِنّا بُراءُ

لِساني صارِمٌ لا عَيبَ فيهِ

وَبَحري لا تُكَدِّرُهُ الدِلاءُ [3]

قصيدة: نجى حكيماً

نجى حكيماً يومَ بدرٍ ركضهُ ** كَنَجَاءِ مُهْرٍ مِنْ بناتِ الأعْوَجِ

ألقى السلاحَ وفرّ عنها مهملاً ** كالهِبْرِزِيّ يَزِلّ فَوْقَ المِنْسَجِ

لما رأى بدراً تسيلُ جلاهها ** بِكَتَائِبٍ مِلأوْسِ أوْ مِلْخَزْرجِ

صُبْرٍ يُسَاقُونَ الكُمَاةَ حُتوفَهَا ** يمشُونَ مَهْيَعَةَ الطّريقِ المَنْهَجِ

كمْ فيهمِ منْ ماجدٍ ذي سورةٍ ** بَطَلٍ بمَكْرَهَة المَكَانِ المُحْرِجِ

ومسودٍ يعطي الجزيلَ بكفهِ ** حَمّالِ أثْقَالِ الدّياتِ، مُتوَّجِ

أوْ كلِّ أروعَ ماجدٍ ذي مرةٍ ** أوْ كلِّ مسترخي النجادِ مدججِ

ونجا ابنُ حمْرَاءِ العِجانِ حُوَيْرِثٌ ** يغلي الدماغُ بهِ كغليِ الزبرجِ [4]

قصيدة قومي الذين هم آووا نبيهم

قَومي الَّذينَ هُمُ آوَوا نَبِيَّهُمُ

وَصَدَّقوهُ وَأَهلُ الأَرضِ كُفّارُ

إِلّا خَصائِصَ أَقوامٍ هُمُ سَلَفٌ

لِلصالِحينَ مَعَ الأَنصارِ أَنصارُ

مُستَبشِرينَ بِقَسمِ اللَهِ قَولُهُمُ

لَمّا أَتاهُم كَريمُ الأَصلِ مُختارُ

أَهلاً وَسَهلاً فَفي أَمنٍ وَفي سِعَةٍ

نِعمَ النَبيُّ وَنِعمَ القَسمُ وَالجارُ

فَأَنزَلوهُ بِدارٍ لا يَخافُ بِها

مَن كانَ جارَهُمُ داراً هِيَ الدارُ

وَقاسَموهُ بِها الأَموالَ إِذ قَدِموا

مُجاهِدينَ وَقَسمُ الجاحِدُ النارُ

سِرنا وَساروا إِلى بَدرٍ لِحَينِهِمُ

لَو يَعلَمونَ يَقينَ العِلمَ ما ساروا

دَلّاهُمُ بِغُرورٍ ثُمَّ أَسلَمَهُم

إِنَّ الخَبيثَ لِمَن والاهُ غَرّارُ

وَقالَ إِنّي لَكُم جارٌ فَأَورَدَهُم

شَرَّ المَوارِدِ فيهِ الخِزيُ وَالعارُ

ثُمَّ اِلتَقَينا فَوَلَّوا عَن سَراتِهِمُ

مِن مُنجِدينَ وَمِنهُم فِرقَةٌ غاروا [5]

  1. "مقال حسان بن ثابت" ، المنشور على موقع ar.wikipedia.org
  2. "أفضل قصائد شاعر الرسول حسان بن ثابت" ، المنشور على موقع almrsal.com
  3. "3 من أجمل قصائد حسان بن ثابت" ، المنشور على موقع edarabia.com
  4. "أشعار و قصائد حسان بن ثابت" ، المنشور على موقع eskchat.com
  5. "قصيدة قومي الذين هم آووا نبيهم" ، المنشور على موقع aldiwan.net
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار