متى يبدأ الطفل الرضيع بتناول الطعام

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
متى يبدأ الطفل الرضيع بتناول الطعام

في المرحلة الأولى من رحلة الحمل، يكون اهتمام الأم منصباً على تغذيتها الذاتية أثناء الحمل، التي تلعب دوراً في الحفاظ على صحتها وصحة الجنين، ويستمر تركيزها على تغذيتها بعد الولادة لتعويض ما فقدته أثناء الحمل والولادة، وباعتبارها مرضعة لطفلها، لكن متى يصبح الطفل الرضيع مستقلاً غذائياً؟ وما الأطعمة التي يمكن أن يتناولها الطفل الرضيع كبداية في اعتماده على الطعام الصلب؟ وهل هناك مخاطر أثناء تعرف الطفل على أطعمة الكبار؟ كل ذلك وأكثر تجدين إجابته في هذا المقال.

متى يمكن إطعام الطفل الرضيع

يعتبر حليب الأم هو الغذاء الرئيسي في الأشهر الأولى من حياة الطفل، كما قد تلجأ الأم إلى لبن الأطفال الذي يقدم للطفل دعماً غذائياً بديلاً لحليب الأم، لكن إذا لم يكن هناك عوائق صحية تحول دون الرضاعة الطبيعية، فمن الأفضل أن يعتمد الطفل على حليب الأم طوال فترة الرضاعة.

أما من ناحية الطعام الصلب (بالإنجليزية: Solid Food) فالطفل يكون مستعداً عضوياً لاستقباله اعتباراً من الشهر الرابع كحد أدنى، ويفضل أن يعتمد الطفل على حليب الأم حتى إتمامه الشهر السادس.

إذ إن الأطفال الذين يتناولون الطعام الصلب عند عمر 4 شهور أكثر عرضة للإصابة بالبدانة مقارنة بالأطفال الذين يتمّون 6 أشهر من الرضاعة قبل البدء بالطعام.

هناك تغيرات بطريقة البلع تساعد الطفل على تناول الطعام، ففي خلال الشهور الأولى من عمر الطفل يستخدم الأطفال ألسنتهم لدفع الطعام خارجاً، بين الشهر الرابع والسادس، يبدأ الرضيع باستخدام اللسان لجذب الطعام إلى داخل الفم وابتلاعه.

إطعام الرضيع لا يعني وقف الرضاعة الطبيعية

يقدم حليب الأم للطفل فوائد كثيرة كما يساعده على تجنب العدوى، ودخول الطفل في مرحلة تناول الطعام الصلب في سن 6 أشهر لا يعني التوقف عن الإرضاع، سواء كان هذا الإرضاع طبيعياً أم عن طريق لبن الأطفال والمكملات المخصصة لهذا الغرض.

حيث يجب أن يستمر الإرضاع حتى بلوغ الطفل عامه الأول، أي أن الأشهر الستة الأولى سيكون غذاء الطفل مقتصراً على الإرضاع، فيما سيكمل الأشهر الستة الثانية بالاعتماد على الرضاعة إلى جانب الطعام الصلب.

كيف أعرف أن طفلي مستعد للأكل

هناك بعض المؤشرات الخاطئة التي لا علاقة لها باستعداد الطفل لتناول الطعام العادي لذلك لا يُعتد بها على الرغم من شيوعها، وعلى رأسها الاستيقاظ ليلاً أو زيادة الرغبة بالحليب أو مص الإصبع، فهذه المؤشرات لا ترتبط باستعداد الطفل لتناول طعامه لأول مرة بقدر ما ترتبط بأشياء أخرى.

أمَّا عن المؤشرات التي تدل على استعداد الرضيع لتناول الطعام العادي؛ فهي جميعها تعتمد على الملاحظة المباشرة، وتظهر بعد بلوغ الطفل الشهر الرابع على الأقل، فيجب أن تجيب الأم عن بعض الأسئلة لتتأكد أن طفلها مستعد لاستقبال الطعام.

  1. هل يتمكن طفلك من تثبيت رأسه في وضع مستقر؟
  2. هل تمكن الرضيع من الجلوس مع المساعدة؟
  3. هل بدأ طفلك بمحاولة أكل ألعابه وابتلاع الأشياء من حوله؟
  4. هل يتأثر طفلك بنوعية الطعام الذي تتناولينه ويعبر عن ذلك عند الرضاعة؟

إذا كان الطفل الرضيع قد بلغ أو تجاوز الشهر الرابع من عمره وكان جواب الأسئلة السابقة هو نعم، عندها سيكون الطفل جاهزاً لخوض تجربة الطعام الصلب، لكن كيف سيتناول الرضيع الطعام لأول مرة؟ وما الأطعمة المناسبة للقضمة الأولى؟

كيف أبدأ بإطعام الطفل الرضيع

من البديهي أن الطفل بعمر 5 أشهر لن يتمكن من ابتلاع القطع الكبيرة، بالتالي يجب أن نلجأ إلى الأطعمة المسلوقة والمهروسة جيداً، وغالباً ما تستخدم الأمهات مساحيق الحبوب المدعَّمة بالحديد من خلال وضعها مع الحليب.

فضلاً عن قوام الطعام نفسه هناك أمور أخرى يجب أن نراعيها عند دخول الطفل إلى عالم الطعام الصلب، ويمكن أن نقسم هذه الأمور إلى قسمين:

  1. طريقة إعطاء الرضيع الطعام لأول مرة.
  2. الأغذية المناسبة للطفل حتى إتمامه لعامه الأول.

طريقة إطعام الرضيع واختبار الحساسية

كما ذكرنا؛ فإن البداية غالباً ما تكون مع الحبوب المدعَّمة والمخصصة للأطفال، مثل: الأرز المطحون، ويفضل أن يتم خلط ملعقة واحدة أو ملعقتين من الحبوب مع حليب الأم أو لبن الأطفال كبداية.

كما يجب أن تُعطى للطفل بواسطة الملعقة، فيما تفضل بعض الأمهات خلط المكونات ضمن قارورة الإرضاع، ولكن لا ينصح بذلك إلا إذا كان بناءً على توصيات الطبيب.

المرحلة الثانية ستكون بعد بضعة أيام من خلال إضافة الخضراوات والفواكه الطرية أو المسلوقة إلى غذاء الطفل، ولكن يجب اختبار تقبل الطفل للطعام الجديد من خلال إعطاء جسمه الوقت الكافي للتعبير عن أي ردة فعل تحسسية.

إذاً يجب أن نعطي طفلنا بضعة أيام قبل إدخال نوع جديد من الطعام لملاحظة أي أعراض تدل على وجود حساسية تجاه نوع معين من الطعام، وفي العموم، يجب أن تكون هذه الأطعمة خالية من الملح والسكر الإضافي، كما يجب الابتعاد عن الأطعمة التي قد تسبب الحساسية، مثل: السمك، والبيض، ومنتجات الفول السوداني، والشحوم حتى بلوغه الشهر الثامن على الأقل.

كميات طعام الطفل الرضيع

نبدأ بكميات قليلة من الطعام للطفل الرضيع بمعدل مرة واحدة يومياً مع التأكيد على منح الطفل الوقت الكافي للتعبير عن الحساسية عند إدخال نوعيات جديدة من الطعام، كما نزيد هذه الكمية تدريجياً خلال الشهور بين السادس والثامن، كون الطفل قد اعتاد على الطعام جيداً، فنصل معه إلى 3 وجبات يومياً.

كما أنك ستكونين قادرة على تحضير وتقديم نسخة مصغرة ومطحونة من الطعام، الذي يتناوله الكبار لطفلك الرضيع عند الشهر الثامن وحتى السنة، مع الابتعاد عن الأطعمة عالية الدسم، كما يمكن البدء باختبار الحساسية تجاه أطعمة جديدة.

المسموح والممنوع في أطعمة الرضع

هناك عاملان أساسيان يتحكمان بنوعية الطعام الذي يبدأ به الرضيع هذه التجربة، العامل الأول هو ما يتعلق بقوام الطعام وسهولة هضمه، والعامل الثاني هو ما يتعلق بقيمة الطعام الغذائية.

بالنسبة لقوام الطعام وسهولة هضمه، لا بد أن نراعي أن الطفل ما زال غير قادر على المضغ، كما أن جهازه الهضمي لن يتمكن من هضم الأطعمة الثقيلة، لذلك لا بد أن نبحث عن أطعمة سلسة بطبيعتها أو أن نحضرها للتناسب مع قدرة أطفالنا على المضغ والبلع والهضم.

أطعمة تقدم للرضيع حتى عمر سنة

  • الأرز المطحون أو الحبوب المدعمة المخصصة للأطفال.
  • الجزر المسلوق والمهروس.
  • التفاح المسلوق.
  • البطاطا الحلوة المهروسة أو البطاطا العادية المهروسة.
  • الفاكهة الطرية، مثل: الخوخ، والدراق، والبطيخ... إلخ.
  • الأطعمة التي يمكن أن يقبض عليها الطفل بيده وتكون مناسبة له، مثل: الموز أو المانجو الناضجة.
  • عند مرور شهر إلى شهرين على تناول طفلك لأطعمة من هذا النمط (أي في الشهر الثامن) يمكنك إدخال اللحوم الصافية والناضجة جيداً.
  • كما يمكنك في هذه المرحلة تقديم الطعام المطبوخ بعد هرسه أو فرمه، مثل: الفاصوليا، والمعكرونة، والأرز، والأسماك، والبيض مع الانتباه للحساسية.
  • يجب أن يبدأ طفلك بشرب الماء من الكأس تزامناً مع بلوغه مرحلة التعامل مع الطعام الصلب.

أطعمة يجب عدم تقديمها للرضيع

على الرغم من وجود أنواع معينة لا ينصح بإعطائها للأطفال قبل عمر سنة، لكن لا بد من إجراء اختبار الحساسية على أي نوع من أنواع الأطعمة حتى تلك المسموح بها، أما عن الأطعمة التي يجب أن نتجنب إعطاءها للرضع، فهي كما يأتي:

  • الحمضيات، يمكن إعطاؤها للطفل في الشهر التاسع بعد التأكد من عدم وجود حساسية تجاه الحمضيات، أو ظهور الطفح الجلدي.
  • عسل النحل، يمكن أن يتسبب العسل بالتسمم في سن مبكرة.
  • حليب البقر، حيث يتم الاعتماد على حليب الثدي وحليب الأطفال بشكل كامل حتى بلوغ طفلنا عمر السنة.
  • المكسرات بأنواعها والفشار والبذور والأطعمة المجففة التي قد تسبب الاختناق.
  • الأطعمة صعبة البلع، مثل: البلح والسفرجل.
  • زبدة الفول السوداني ومشتقاته.

القيمة الغذائية لأطعمة الطفل الرضيع

يحتاج الأطفال لتركيبة كاملة من العناصر الغذائية، حيث يجب أن تتضمن الأغذية نسبة جيدة من الفيتامينات والمعادن والبروتينات والألياف بشكل متوازن، وعادةً ما تكون الأطعمة المخصصة للأطفال مدعمة بالفيتامينات والمعادن اللازمة.

عموماً، تعتبر البقول واللحوم النقية مصدراً ممتازاً للبروتين، كما تعتبر الخضراوات والفاكهة مصدراً رائعاً للفيتامينات والمعادن، لكن يظل الطفل بحاجة إلى حليب الأم أو الحليب البديل.

نصائح مهمة عند إطعام الطفل الرضيع

هناك العديد من النصائح التي يجب عليك اتباعها عند إطعام طفلك الرضيع:

  1. حافظي على إعطاء الطفل حليب الثدي والحليب المدعم حتى بلوغه السنة على الأقل، ولا تعطي طفلكِ حليب الأبقار كامل الدسم قبل بلوغ السنة.
  2. يجب أن تكوني على مقربة دائماً من طفلك الرضيع أثناء تناوله الطعام، مع الانتباه إلى أي علامات حساسية أو اختناق.
  3. يُفضل أن يتناول الطفل طعامه بوضعية الجلوس تفادياً للاختناق.
  4. اختبري حرارة الطعام قبل تقديمه لطفلك.
  5. ابتعدي عن الإضافات والمنكهات، مثل: البهارات بأنواعها، والملح، والسكر.
  6. لا تخلطي الكثير من العناصر في طعام الطفل الرضيع.
  7. يحاول الطفل أن يأكل بيده، فدعيه يمرح.
  8. حاولي أن تستخدمي ملعقة مناسبة أثناء إطعام الطفل، ويفضل عدم استخدام الشوكة أو السكين.
  9. لا تجبري طفلك على تناول الطعام واتركيه دائماً على راحته.

وفي النهاية، بعد أن تعرفت معنا على موعد إطعام الطفل الرضيع وعلامات استعداده للأكل، عليك أن تهتمي باتباع الخطوات الصحيحة لإدخال أنواع الأطعمة المختلفة له، وإجراء اختبار الحساسية، وألا تجبري طفلك على تناول نوع معين من الطعام.