وفاة أسطورة الهيفي ميتال أوزي أوزبورن: اشتهر بمواقفه الغريبة وودع جمهوره في آخر حفل

توفي المغني البريطاني أوزي أوزبورن Ozzy Osbourne، أحد أبرز رموز الهيفي ميتال وقائد فرقة Black Sabbath، عن عمر 76 عاماً داخل منزله، وفق بيان مقتضب أصدرته أسرته صباح اليوم.

تفاصيل وفاة أوزي أوزبورن Ozzy Osbourne

وجاء في البيان أن الوفاة حدثت وهو محاط بأفراد عائلته في أجواء هادئة، بينما لم يُكشف عن سبب محدد للوفاة حتى الآن، رغم تدهور حالته الصحية خلال السنوات الماضية بسبب إصابته بمرض باركنسون وخضوعه لعمليات جراحية معقدة في العمود الفقري.

وتأتي وفاة أوزبورن بعد أقل من ثلاثة أسابيع على ظهوره العلني الأخير في حفل "Back to the Beginning" بمدينة برمنغهام، الذي جمعه بزملائه المؤسسين لفرقة Black Sabbath لأول مرة منذ عام 2005.

وجلس أوزبورن على عرش أسود مزين برموز الخفافيش وأدى عدداً من الأغنيات وسط حضور جماهيري تجاوز 40 ألف شخص، شاكراً جمهوره على دعمه طيلة سنوات مرضه. وعبّر وقتها عن شعوره قائلاً إنه ظل عاجزاً عن الحركة ستة أعوام قبل أن يقرر الصعود مجدداً رغم تدهور وضعه الصحي.

رسائل الوداع من رفاق الفرقة والوسط الموسيقي

عقب الإعلان الرسمي، نعى زملاؤه في Black Sabbath صديقهم، حيث وصفه المؤسس توني أيومي بأن الفرقة فقدت "أخاً حقيقياً"، بينما استعاد العازف جيزر باتلر ذكريات آخر حفلاتهم المشتركة، كما شارك عازف الدرامز بيل وارد صورة جمعته بأوزبورن في السبعينيات، معلقاً بأنها ذكرى لن تتكرر.

امتدت رسائل النعي لتشمل نجوماً مثل إلتون جون الذي وصف أوزبورن بأنه "أسطورة خالدة" و"أحد أكثر من غيّر شكل الروك"، فيما كتب أعضاء Aerosmith أن الراحل أعاد تعريف معنى الهيفي ميتال، مؤكدين أنه حمل روحاً فريدة لم يعرفها هذا النوع من الموسيقى من قبل.

محطات حياة صاخبة من برمنغهام إلى العالمية

وُلد جون مايكل أوزبورن في حي أستون بمدينة برمنغهام عام 1948 لأب وأم من الطبقة العاملة. واجه طفولة صعبة شملت تعرضه لانتهاكات جنسية في سن الحادية عشرة، إلى جانب دخوله السجن في مقتبل شبابه بسبب السرقة.

لاحقاً أسس مع توني أيومي وبيل وارد وجيزر باتلر فرقة Black Sabbath التي حملت اسم فيلم رعب، وأطلقت أول ألبوماتها عام 1970 لتؤسس صوتاً جديداً للروك يتميز بثقله وقسوته.

قدمت الفرقة أعمالاً خالدة مثل "Paranoid" و"Iron Man" و"War Pigs"، والتي شكلت حجر الأساس لموسيقى الميتال لاحقاً. استمر أوزبورن مع الفرقة حتى 1979 حين تم طرده بسبب إدمانه المفرط، قبل أن يعود لاحقاً للم شمل قصير ويسجل معهم ألبوم "13" الذي تصدّر قوائم المبيعات.

بدأ أوزبورن مسيرته الفردية بألبوم "Blizzard of Ozz" الذي بيع منه ملايين النسخ، وواصل إصدار 13 ألبوماً منفرداً حتى عام 2022.

اشتهر بمواقفه الغريبة أبرزها حادثة عض رأس خفاش حي خلال عرض في أيوا عام 1982 ظناً منه أنه مجسم ديكور، لينتهي به الأمر في المستشفى لتلقي لقاح داء الكلب.

قبلها بعام، التهم رأس حمامتين خلال اجتماع مع شركة إنتاج بعدما فشل في إطلاقهما كرمز للسلام.

حياة عائلية أمام الكاميرات وأزمات قانونية

تزوج أوزبورن مرتين، الأولى من ثيلما رايلي وأنجب منها طفلين، ثم تزوج شارون أوزبورن عام 1982 بعد أن بدأت إدارة أعماله. أنجب منها كيلي، جاك، وإيمي، وشاركهم لاحقاً في برنامج الواقع الشهير The Osbournes الذي عُرض بين 2002 و2005 كاشفاً تفاصيل يوميات الأسرة بما فيها مشاكل الإدمان والحياة المنزلية الصاخبة.

في 1989، أُلقي القبض عليه لمحاولته قتل شارون أثناء نوبة هياج وهو مخمور، لكنه أقر لاحقاً بأنه لم يتذكر الواقعة، بينما أسقطت شارون التهمة بعد فترة قصيرة، واستمرت في دعمه لمحاربة الإدمان.

وشهدت سنواته الأخيرة سلسلة أزمات صحية متتالية، بداية من حادث دراجة رباعية كاد يودي بحياته عام 2003، مروراً بتفاقم إصابته بمتلازمة باركنسون، ثم عمليات دقيقة لإنقاذ عموده الفقري. رغم ذلك، ظل متمسكاً بالصعود للمسرح ورفض الاعتزال أكثر من مرة، حتى اضطر أخيراً لإعلان التقاعد الرسمي مطلع الشهر الجاري.

أوزبورن ترك وراءه إرثاً غنياً يمتد لعشرات الألبومات والجولات الموسيقية، وسيرة شخصية بقيت مادة للجدل والمتابعة لسنوات طويلة، ليطوي رحيله فصلاً مؤثراً في تاريخ موسيقى الميتال البريطانية والعالمية.