اعتلال العقد اللمفاوية وتورمها الأسباب والعلاج

هناك خطأ شائع بين الناس في وصف الجهاز اللمفي، وهو الإشارة إلى العقد اللمفية بأنها الغدد اللمفية، ولكن هذا تعبير خاطئ، لأن العقد اللمفية لا تنتمي إلى الجهاز الغدي، فهي لا تفرز أي نوع من أنواع الهرمونات، وفي هذا المقال، نوضح لك أسباب اعتلال العقد اللمفاوية وتورمها وأعراضه ومضاعفاته وطرق علاجه.

ما سبب تورم العقد اللمفية

غالباً ما يحدث تورّم العقد اللمفيّة في جهة واحدة وموقع واحد من الجسم، مثلاً عند تعرّضك لإصابة ما أو إنتان أو كما في بعض الأورام التي تتطور بالقرب من موقع وجود العقد اللمفيّة، وبالتالي فإنّ معرفة موقع العقد اللمفيّة المتورمة والمتوذمة يساعدنا في التوجه لسبب المشكلة كما يأتي: ^[4]  

1. من الشائع تورم العقد اللمفيّة الموجودة على جانبي عنقك وتحت الفك أو خلف أذنيك عندما تصاب بالزكام أو التهاب الحلق، كذلك قد تتورّم عند تعرّضك لإصابة ما كجرح أو عضّة في منطقة قريبة من وجود العقد اللمفيّة، أو كما في حال الأورام والإنتانات التي تأخذ من الفم أو الرأس أو العنق قاعدة تمركز وانطلاق باتجاه المناطق المجاورة.
2. قد تتورّم العقد اللمفيّة الإبطيّة عند تعرّضك لإصابة في يدك أو ذراعك، وفي حالات نادرة قد يكون سرطان الثدي أو اللمفوما (من الأورام الدمويّة) السبب في تورّم العقد اللمفيّة.
3. قد تتورّم العقد اللمفيّة المغبنيّة (العقد اللمفيّة الفخذيّة أو الإربيّة) بسبب إصابة في القدم أو الساق أو المغبن أو الأعضاء التناسلية، وفي حالات نادرة قد يكون سرطان الخصيّة أو اللمفوما (من الأورام التي تصيب العقد اللمفاوية والتي يحدث فيها تكاثر شاذ وغير مسيطر عليه للخلايا اللمفاويّة) أو الميلانوما (من سرطانات الجلد التي تحدث على حساب الخلايا المفرزة للميلانين) سبباً في تشكّل كتلة في هذه المنطقة.
4. قد تتورّم العقد اللمفاويّة فوق الترقوة بسبب إصابة الرئتين أو الثدي أو الرقبة أو البطن بإنتان أو ورم ما.

عوامل تورم العقد اللمفية

يطلق مصطلح اعتلال العقد اللمفاوي المعمم على الحالة التي تتورّم وتتوذّم فيها العقد اللمفاويّة في أكثر من منطقة من جسمك، والذي قد يحدث بسبب ما يأتي: ^[4]

• التعرض لعدوى فيروسية، وخصوصاً المسبّب لفيروس الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف أو الجدري.
• داء وحيدات النوى (سببه فيروس إبشتاين بار EBV)، يتجلّى بارتفاع درجة حرارة الجسم والتهاب الحلق وشعورك بالتعب الشديد والإنهاك، أو عند الإصابة بالفيروس المضخّم للخلايا (CMV) الذي يظهر بأعراض مشابهة لتلك التي يسببها فيروس إبشتاين بار.
• التعرض لعدوى بكتيرية، مثل: التهاب البلعوم بالعقديات (المكورات العقدية) أو الإصابة بداء لايم (إصابة بكتيرية تنتقل عن طريق نوع من الكائنات مفصليّة الأرجل يدعى بالقراد).
• قد تكون أثراً جانبياً لتناول بعض الأدوية، كالفينتوئين (بالإنجليزية: Phenytoin)، وهو من الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الصرع.
• قد تكون أثراً جانبياً عند أخذ لقاح الـ(MMR)؛ لقاح الوقاية من الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف.
• الإصابة بالسرطانات، مثل: اللوكيميا (ابيضاض الدم)، ولمفوما هودجيكن، ولمفوما لاهودجكين.
• متلازمة عوز المناعة المكتسب (الإيدز AIDS) التي تتطور عندما يصاب الشخص بفيروس عوز المناعة البشري، إذ يهاجم هذا الفيروس الجهاز المناعي للجسم معطّلاً بذلك دور المناعة الطبيعية في مقاومة الإنتانات وبعض الأمراض.
• الإصابة بالسفلس (داء الزهري)، وهو مرض ينتقل بالجنس.

أعراض تورم العقد اللمفية

1. الألم في مكان الغدد اللمفيّة المتورّمة.
2. تشكّل كتلة بحجم حبّة الفاصوليا أو البازلاء وقد تكون أكبر.

بالإضافة إلى وجود الأعراض الناجمة عن العامل المسبّب الرئيسي، ومن العلامات والأعراض الأخرى التي قد تعاني منها:

1. سيلان الأنف، والتهاب الحلق، والحمى، وغيرها من أعراض التهاب السبيل التنفسي العلوي.
2. قد تصبح الغدد صلبة وثابتة غير متحركة وتنمو بسرعة، مما قد يحمل خطر وجود ورم.
3. التعرق الليلي.
4. تراجع الشهية.
5. الهياج والتوتر النفسي. ^[3]

مضاعفات تورم العقد اللمفية

إذا كان الإنتان هو السبب في تورم العقد اللمفية وفي حال عدم علاجه، قد تظهر المضاعفات الآتية: ^[4]

1. تشكل خرّاج: الخرّاج يكون عبارة عن تجمع القيح في موضع معيّن، كنتيجة لوجود إنتان في تلك المنطقة، ويحتوي القيح على سائل وكريات دم بيضاء وأنسجة متموتة بالإضافة للبكتيريا وغيرها من الأجسام الغازية، ويتطلّب علاج الخراج نزحاً (شقاً) جراحيّاً باستخدام أدوات جراحية مخصصة بهدف التفريغ من القيح وتخفيف حجمه، بالمشاركة مع المعالجة الدوائية بالمضادات الحيوية.
2. إنتان الدم: أي إنتان بكتيري في أي مكان من الجسم قادر على التطور إلى إنتان دموي أو تعفن للدم، ما يعني أن البكتيريا قد انتشرت ووصلت إلى جهاز الدوران الدموي، وقد يتطور الإنتان الدموي ليسبب قصور الأعضاء بعد الانتقال إليها والموت، ويتضمّن العلاج نقل المريض إلى المشفى وإعطاءه المضادات الحيوية عن طريق الوريد.

متى يجب زيارة الطبيب

قم بزيارة الطبيب إذا ما شعرت بأي مما يأتي: ^[4]

1. حدوث تضخم بالعقد اللمفية بشكل مفاجئ ومن دون سبب واضح.
2. استمرار زيادة حجمها أو أن هذه الزيادة بدأت منذ أكثر من أسبوعين دون تراجع.
3. عندما تكون العقد قاسية أو مطاطيّة القوام، أو أنّها لا تتحرّك عندما تقوم بدفعها.
4. عندما يترافق تضخم العقد مع وجود الحمى والتعرق الليلي أو خسارة وزن غير مفسّرة.

علاج اعتلال وتورم العقد اللمفاوية

بدايةً يمكنك اتباع الخطوات التالية لوحدك من دون زيارة الطبيب لتخفيف الألم والحصول على بعض الراحة: ^[5]  

1. ضع قطعة من القماش المبلل بالماء الدافئ: على مكان الغدة اللمفية المتضخمة مع الضغط الخفيف عليها.
2. تناول الأدوية المسكنة للألم: مثل: الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، والإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والبارسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، ولكن توخّى الحذر عندما تعطي الأسبرين للأطفال أو المراهقين.
3. خذ قسطاً من الراحة: فأنت تحتاج للراحة حتى تتعافى من السبب الكامن وراء هذه الحالة.

عند علاج تورّم العقد اللمفاويّة يتم التركيز على علاج مسبباته، فعلى سبيل المثال يتم علاج الإنتانات البكتيرية باستخدام المضادات الحيوية، بينما غالباً ما يتم شفاء الإنتانات الفيروسيّة عفوياً دون أي علاج. ^[5]

وإذا كان هناك شك في وجود سرطان ما في منطقة معيّنة، يتم أخذ خزعة من تلك المنطقة، من أجل فحصها تحت المجهر، والتأكد من وجود خلايا خبيثة أو عدمه، وبالتالي التأكّد من التشخيص. ^[5]

متى تعود العقد اللمفية إلى حجمها الطبيعي

تتضخّم العقد اللمفيّة بشكل سريع حتى تصل إلى ضعف حجمها الطبيعي خلال يومين إلى ثلاثة أيام، كما يحدث عند التعرض للإنتانات الفيروسية أو إنتانات الجلد الثانوية أو بسبب التخريش، وتبدأ بالعودة إلى حجمها الطبيعي بشكل بطيء خلال 2-4 أسابيع، لكن لن تختفي هذه الضخامة بشكل نهائي. ^[5]

وبعد أن تعرفت معنا على أسباب اعتلال العقد اللمفاوية وتورمها وأعراضه ومضاعفاته وطرق علاجه، في بعض الأحيان، قد ترى تضخماً في العقد اللمفية لدى الأطفال الأصحاء، الذين لا يعانون من أي شيء، خصوصاً في منطقة العنق والمنطقة المغبنيّة، ولكن هذا ليس له ضرراً طالما لم يتطور.