الفرق بين النبي والرسول عند أهل العلم

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 24 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 05 سبتمبر 2022
الفرق بين النبي والرسول عند أهل العلم

إن الله تعالى عادل ورحيم، ومن باب عدله ورحمته أرسل الأنبياء والرسل والكتب للناس حتى يعلمهم دينهم، وأرسل مع الأنبياء المعجزات لتكون دليل واقعي على صدق دعوتهم، وليرى الناس ما أيدهم الله من معجزات لا يملكها البشر الآخرون، وأن على الناس والبشرية جمعاء أن تؤمن بما أرسله الله من رسل، وكتب، ومعجزات، إذ أرسل لكل أمة نبي أو رسول يبلغهم الدعوة ويأمرهم بتوحيد الله وعدم الإشراك به.

الفرق بين النبي والرسول عند أهل العلم

كان للعلماء آراء في هذا الأمر، فمنهم من قال بأنه لا فرق بين النبي والرسول، ولبعض الآخر أك على الاختلاف بينهما وهذا هو الرأي الصواب، وأكثر الأقوال انتشاراً بأن النبي والرسول أوحى الله لكل منهما، لكن الرسول أمره الله بالتبليغ، أما النبي لم يكن من مهامه التبليغ، أي ينبأ ويبلغ ما جاء به الرسول الذي كان قبله، وبذلك يكون كل رسول نبي وليس كل نبي رسول، والرسول بذلك أخص من النبي لأنه أوحي إليه بالتبليغ والعمل، أما النبي فكان مأموراً بالعمل فقط، وكان رأي لبعض العلماء بأن كلاً من الرسول والنبي مأمور بالعمل والتبليغ لكن الرسول يأتي معه كتاب أنزل عليه، أو ينزل عليه ملك من الملائكة على خلاف النبي الذي يأتي مكملاً لما جاء به الرسول الذي قبله، ومن الأقوال كذلك بأن الرسول يبلغ الدعوة إلى أمة من الأمم التي كفرت، أما النبي فيبلغ الرسالة والدعوة دون أن يكون مرسلاً إلى أمة خاصة بذاتها، وذكر ابن تيمية بأن النبي هو الشخص الذي ينبئه الله ويخبر غيره بما أخبره به الله، وفي حال أرسل إلى من كفر وعصى الله فهو بذلك رسول، وفي حال كان يكمل شريعة من جاء قبله، ولم يأتِ بما هو جديد فهو نبي وليس رسول.[1]

الأنبياء الذين ذكروا في القرآن

إن جميع الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم هم رسل؛ إذ بين الله بأنهم رسل ومبشرون ومنذرون وهذا يدل على أن المقصد هنا الرسل وليس النبي، وكان أول الرسل هو نوح عليه السلام وقد جاء في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم بما معناه أن الناس يذهبون إلى نوح عليه السلام يطلبون الشفاعة لأنه أول الأنبياء، وخاتم الرسل والأنبياء هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأكد الله ذلك عندما ذكر بالقرآن بأنه خاتم النبيين، فلا وجود لأي نبي بعده ولا رسول، ولا أي رسالة جديدة.[2]

عدد الأنبياء والرسل

عندما سأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن عدد الأنبياء فأخبرهم بأنه مائة ألف، والرسل ثلاثمائة وخمسة عشر رسولاً، لكن الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم لم يتجاوز  خمسة وعشرين نبياً ورسول، جاء ذكر بعضهم في سورة واحدة والبعض الآخر جاءت أسماؤهم في سور متفرقة، وهؤلاء الرسل هم: آدم، صالح، إدريس، هود، محمد، شعيب، ذو الكفل، إسحاق، يعقوب، نوح، موسى، عيسى، داوود، سليمان، أيوب، يوسف، هارون، وزكريا، إسماعيل، إلياس، اليسع، يحيى، يونس، لوط عليهم الصلاة والسلام جميعاً، ومنهم أربع من العرب؛ شعيب، هود، صالح، محمد عليهم السلام، واختلفوا العلماء في ذي القرنين فذهب بعض منهم إلى أنه نبي من الأنبياء، ورجح بعضهم كلك بأن الخضر نبي.[3]

خصائص الأنبياء

خصّ الله الأنبياء والرسل عليهم السلام بخصائص عديدة، منها:[4]

  1. الوحي؛ إذ أخبرهم الله تعالى بالرسالة عن طريق الوحي من عند الله تعالى، وليس من أنفسهم.
  2. العصمة من الكبائر؛ فهم لا يرتكبون المعاصي وخاصة الكبائر منها، وهذا ما قاله أكثر أهل العلم بأنهم معصومون عن الكبائر دون الصغائر من الذنوب، وأنهم يفعلون الصغائر لكن لا يعاقبهم الله تعالى بل ينبههم الله، وذهب البعض الآخر بأنهم كذلك معصومون عن الصغائر من باب تكريم الأنبياء وتعظيمهم.
  3. قلوب الأنبياء لا تنام، بل تنام أعينهم فقط.
  4. الأنبياء لا يورثون، فما تركوه من بعدهم صدقة.
  5. عدم تعامل الأنبياء بخائنة الأعين.
  6. إذا خرجوا للقتال فلا يضعوا أسلحتهم حتى يقاتلوا.
  7. دفن الأنبياء عليهم السلام يكون مكان وفاتهم.
  8. تبقى أجساد الأنبياء والرسل بعد وفاتهم.
  9. الأنبياء أحياء في قبورهم.
  10. الابتلاء للأنبياء والرسل ليزيد الله من أجرهم.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار