بسبب قانون الإيجار القديم: نبيلة عبيد تستغيث

  • تاريخ النشر: السبت، 05 يوليو 2025
بسبب قانون الإيجار القديم: نبيلة عبيد تستغيث

أطلقت الفنانة القديرة نبيلة عبيد نداء استغاثة إلى المسؤولين المصريين، مطالبة بعدم نزع شقتها الواقعة في شارع جامعة الدول العربية، والتي تُعد بالنسبة لها أكثر من مجرد مكان للسكن، بل وطن صغير يختزن تفاصيل حياتها الفنية والشخصية، ومسيرة طويلة امتدت لأكثر من أربعة عقود.

نبيلة عبيد تستغيث بسبب قانون الإيجار القديم

قالت نبيلة عبيد في تصريحاتها الأخيرة: "أنا وحيدة، لم أتزوج، ولم أنجب، وهذه الشقة هي كل ما أملك. فيها رائحة أمي، ذكرياتي، أرشيفي، صوري، وتاريخي من أول فيلم رابعة العدوية، لحد فيلم الراقصة والسياسي". لم تكن كلماتها مجرد دفاع عن حق في السكن، بل كانت قبلة وداع حزينة لذاكرة سينمائية ووجدانية تخشى أن تتبخر فجأة.

نبيلة عبيد أوضحت أن الشقة كانت ملكاً لوالدتها، وفيها جمعت كل مقتنياتها الخاصة من صور نادرة، وملصقات أفلام، وتكريمات، ومجلات قديمة، وحتى الملابس والإكسسوارات التي استخدمتها في أعمالها، مؤكدة أن نزع هذه الشقة منها لا يمثل فقط تهديداً مادياً، بل تشريداً عاطفياً وفنياً على حد وصفها.

وأضافت بحرقة: "بشم فيها ريحة نجاحي.. لما بدخل الشقة دي برتاح. دي كانت قدم الخير عليّا، وشهدت على كل لحظة من حياتي. مقدرش أسيبها بالشكل ده، مقدرش أشوف تعبي كله يترمي على سور الأزبكية".

الفنانة نبيلة عبيد

قانون الإيجار القديم يُهدد ذاكرة فنانة

تأتي هذه الاستغاثة من النجمة الكبيرة في سياق تطبيق تعديلات قانون الإيجار القديم، التي تسببت في موجة قلق لدى فنانين ومواطنين كثيرين ممن عاشوا لسنوات طويلة في شقق تمثل لهم أكثر من مجرد مأوى. حالة نبيلة عبيد بدت مختلفة لأنها ترتبط بتاريخ ووجدان أجيال تربّت على أفلامها وأعمالها الفنية.

وتساءلت عبيد: "أجيب من أين مكان أضع فيه كل جهدي هذا؟ إلى أين أذهب؟ هل هذا جزائي بعد عمر طويل في خدمة الفن؟"، مشيرة إلى أنها تنوي التواصل مع نقيب المهن التمثيلية، الدكتور أشرف زكي، للبحث عن حل يحفظ حقها ويحمي هذه المساحة التي تعتبرها أرشيفاً قومياً غير مُعلن.

"قارئة الفنجان خرجت من هنا"

ولم تخلُ تصريحات عبيد من لمحات تاريخية وإنسانية، حيث كشفت أن الشقة لم تكن فقط مقر إقامتها، بل كانت في لحظة ما ملتقى لكبار الفنانين وشهدت جلسات وذكريات مع رموز الفن المصري.

وقالت: "من الشقة دي خرجت أغنية (قارئة الفنجان) للعندليب عبد الحليم حافظ.. كانوا بيجوا هنا، ونتجمع ونتكلم ونتشارك الفن". تستكمل نبيلة استغاثتها قائلة: "أنا لا أطلب شيئاً كبيراً، فقط اتركوني مع ذكرياتي، مع بيتي، مع تاريخي اللي بنيته بعرق ودموع. هذه الشقة ليست لي وحدي، بل جزء من ذاكرة السينما المصرية".

وأكدت أنها تنتقل حالياً بين شقة أخرى تقيم بها، لكن هذا لا يخفف من وطأة ما تشعر به، مشيرة إلى أن الشقة القديمة هي الأقرب إلى قلبها والأكثر تأثيراُ في وجدانها: "أنا لم أعد شابة.. وخايفة في أي لحظة ألاقي نفسي بره المكان ده.. هو كل حياتي".

جمهورها يتضامن معها

بعد انتشار استغاثتها، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة تضامن واسعة من جمهور الفنانة ومحبيها، الذين طالبوا الجهات المعنية بالنظر إلى حالتها الإنسانية والفنية بعين الاعتبار.

اعتبر الكثيرون أن ما يحدث هو بمثابة مساس بتاريخ فني طويل يستحق التقدير والحفظ. أحد المتابعين كتب: "نبيلة عبيد ليست مجرد فنانة، هي وجدان جيل كامل. ليس من حق أحد أن يسلب منها ذكرياتها بهذه الطريقة". فيما دعت تعليقات أخرى وزارة الثقافة أو نقابة المهن التمثيلية إلى التدخل لحماية الشقة كجزء من التراث الفني لمصر.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار