حادث مأساوي يُغيب الفنان محمد البلم "الأب الروحي" للمسرح القطري

عمّ الحزن الأوساط الفنية والثقافية في قطر والوطن العربي بعد تأكيد وفاة الفنان القدير محمد البلم، الذي فارق الحياة إثر حادث مروري مؤلم وقع عقب خروجه من المسجد بعد أداء صلاة العشاء.

حادث مأساوي يُغيب محمد البلم

نُقل البلم فور الحادث إلى المستشفى، حيث ظل في العناية المركزة أسبوعًا كاملًا يصارع تداعيات الإصابة قبل أن يرحل، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا سيبقى خالدًا في الذاكرة.

وُلد الفنان البلم عام 1956، وحصل على شهادة البكالوريوس في التمثيل والإخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت عام 1985، وقد ظل اسمه مرتبطًا بالحركة المسرحية القطرية على مدار عقود، حتى لُقّب بـ"الأب الروحي" للمسرح القطري، نظرًا لدوره الريادي في إرساء قواعد هذا الفن ونشره بين الأجيال الجديدة.

يُعدّ محمد البلم أحد المؤسسين الرئيسيين لفرقة "السد" المسرحية عام 1973، والتي أصبحت علامة فارقة في تاريخ المسرح القطري. انطلق منها ليواصل مشواره في خدمة المسرح داخل المؤسسات التربوية، حيث تولّى رئاسة قسم "توجيه المسرح" بوزارة التربية والتعليم، مؤمنًا بأهمية المسرح في بناء شخصية الطالب وتعزيز قيم الجمال والفكر النقدي.

كما تولّى إدارة "المركز الشبابي" للفنون المسرحية، وأسهم بشكل ملموس في إطلاق مهرجانات مسرحية للشباب، التي صارت منصات حقيقية لاكتشاف المواهب الجديدة وصقلها.

من أعماله المسرحية المميزة كممثل: "بيت الأشباح"، "الحضيض" و"نجوم على الرصيف"، أما كمخرج فقدّم أعمالًا مسرحية متميزة، مثل: "مجلس العدل"، "الجرة الذهبية" و"سقراط يبيع التحف".

إلى جانب المسرح، شارك البلم في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسلات مثل "الشراع الحزين" و"مطلوبون للعدالة" و"يوميات عائلة". برحيله، يغيب وجه بارز في مسيرة الفن القطري، لكن تبقى بصماته شاهدة على إبداع امتد لعقود.