سرى الراشد: حلمي بلوغ العالمية في تصميم الألماس والمجوهرات

  • تاريخ النشر: الإثنين، 14 أبريل 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
سرى الراشد: حلمي بلوغ العالمية في تصميم الألماس والمجوهرات

عندما يضع الإنسان هدفاً نصب عينيه ويسعى من أجل تحقيقه ويحققه يستحق منا أن نرفع له القبعة احتراماً وتقديراً، خاصة عنما يكون موهوباً ومبدعاً ونزداد فخراً عندما يكون هذا الإنسان فتاة شابة حملت على عاتقها إثبات علو كعب بنات جلدتها...سرى الراشد (تشديد السين)، نموذج حي استطاعت أن تبدأ من الصفر حتى استطاعت كسر حواجز المحلية وبلغت العربية وباتت عينها اليوم على العالمية في مجال تصميم المجوهرات والألماس...معها كان الحوار شفافاً ونقياً يشبه قطع الألماس التي تتعامل بها..

لكل مشروع بداية، حدثينا عن بدايتك في تصميم المجوهرات؟

البداية انطلقت من كونها هواية ومن ثم عززتها بالدراسة الأكاديمية في لندن، حيث كنت أقيم هناك لسنوات، وبعد عودتي إلى الكويت قمت بتصميم أول قطعة خاصة بي، عبارة عن خاتم مرصع بالألماس نشرتها عبر المنتديات في عام 2009 ، حيث لم تكن مواقع التواصل الإجتماعي معروفة حينها والحمدلله كانت ردود الفعل إيجابية وكبيرة وتلقيت الكثير من العروض، لتنفيذ قطع مماثلة بأشكال وأحجام وشروط مختلفة.

ما أبرز ما تعلمته في أكاديمية المجوهرات في لندن؟

تعلمت الكثير من الأمور المتعلقة بالألماس والكشف عنه وأنواعه ونقاوته ومن ثم كانت المرحلة الثانية المتعلقة بمرحلة القطع والصقل والتركيب.

كيف اقتحمت عالم المجوهرات والألماس؟

بدأت في دخول السوق وتعرفت على التجار الذين رحبوا بي كمصممة كويتية شابة، إلى درجة أنني تلقيت الكثير من العروض  للإنضمام إلى كبرى محلات مجوهرات ذات باع طويل في هذا المجال، لكنني اعتذرت عن ذلك لرغبتي في الإعلان عن نفسي بصورة مستقلة.

سرى الراشد: حلمي بلوغ العالمية في تصميم الألماس والمجوهرات

ذكرت في البداية ردود الفعل الإيجابية عبر المنتديات الإلكترونية، ما الذي دفعك إلى إنشاء مشروع ومحل للمجوهرات؟

بطبيعتي أميل إلى تصميم القطع الكبيرة المرصعة بالألماس والذهب، وعندما شاركت في المعارض وابتعت بعض القطع، اكتشفت أن الفتيات بحاجة إلى ضمان رسمي موثق بحقيقة الألماس وجودته وهذا لم يكن ليتحقق مالم يكن لدي الصفة الرسمية والتي تمثلت باعتماد المحل من قبل وزارة التجارة والصناعة.

هل افتتاح مشروع تجاري خاص بالمجوهرات بحاجة إلى تكاليف مادية كبيرة؟

بالتأكيد، فعندما قررت اختيار موقع للمحل اكتشفت أن المواقع في المولات التجارية مكلفة جداً والخلو يبدأ من عشرات الآلاف من الدنانير، لذا فكرت في موقع بديل وتوجهت إلى سوق الذهب المركزي وهو سوق يعتبر وبشهادة التجار " شبه ميت " وربما تكون الأسعار معقولة نسبياً وتوفقت في شراء محل من قبل أحد التجار كان ينوي بيعه والتخلص منه بسبب الأوضاع المتردية في السوق وأطلقت عليه اسم " سرى للمجوهرات".

عفواً، كيف تحكمين على سوق الذهب وأنت حديثة العهد في التجربة؟

سؤال جميل..كانت لي مشاركة في أحد المعارض الدولية واستفسرت فيه من زوار المعرض عن المعلومات التي يمتلكونها عن سوق الذهب المركزي، فاكتشفت بأن نسبة كبيرة جداً تجهل موقعه وهي نتيجة متوقعة للسوق الذي لم يعد جاذباً منذ الثمانينيات.

هل واجهتك أية مشكلات في السنة  الأولى من العمل الإحترافي والبزنس؟

بالتأكيد، منها عدم وجود الدعم المادي للمشروع وبالتالي وجدت نفسي مجبرة على الإعتماد على مجهوداتي وقدراتي المادية وهي بالتأكيد لم تكن بالقدر الكافي، وعندما لجأت إلى الجهة المعنية بدعم المشاريع الصغيرة صدمت بعدم تطابق الشروط على نشاط المشروع، حيث أنها تقوم بدعم كافة المشاريع باستثناء المجوهرات وهذا ما جعلني أشعر بإحباط شديد، فتخيل أنه يتم دعم مشاريع الأكل والكاب كيك وغيرها، بينما يتم رفض مشروع للمجوهرات، لكن الحمدلله استطعت تجاوز هذه المرحلة من الإحباط وخضت التحدي بكل شجاعة.

هل سبق أن اختلفت مع الزبائن على التصاميم؟

أحاول إقناع الزبونة بالتصميم الجيد الذي يتناسب معها ويتلاءم مع مجموعة من الأفكار التي أحملها وأحياناً تكون الفتاة برفقة والدتها وتختلفان على اختيار التصميم، إنما في النهاية تتفقان على قرار واحد، وسر الإختلاف أن البنات اللواتي ينتمين إلى الجيل الحالي تكون لديهن أفكارهن الخاصة.

سرى الراشد: حلمي بلوغ العالمية في تصميم الألماس والمجوهرات

كثرت الشكوى حول عمليات الغش التجاري في الألماس والمجوهرات؟ ...

عندما شرعت في بداية المشروع، قمت بشراء جهاز حساس يكشف الألماس الحقيقي من المزيف، وجهاز آخر يحدد نقاوة الألماس من الشوائب حتى أصبحت لدي اليوم خبرة جيدة في الألماس وعمل الورش في صقل وتركيب قطع الألماس..

لوحظ في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة الألماس المستورد؟

هذا يعرف بالزيركون السويسري وهو فرصة لبعض الفتيات العرائس للحصول على قطعة ألماس رائعة بأسعار مناسبة.

ماذا عن ذائقة الفتاة الكويتية؟

الفتاة الكويتية " ذوقها صعب" وليس من السهل أن تقتنع بسهولة، لكن في المقابل هي تثق بذوق ابنة جلدتها وتلجأ إليها دوماً في طلب النصيحة .

نلاحظ أن بعض الألماس يأتي بألوان مختلفة؟

يوجد ألماس أزرق، وأصفر وأحمر وأسود، إلى جانب اللون الأبيض المعروف والبني.

من أين تستوحين أفكارك؟

من جميع الأشياء التي تحيط بي، أذكر أنني استوحيت فكرة حلق نسائي من أعمدة الحرم الشريف، وأحياناً تمنحني أغنية حالمة فكرة تصميم قطعة خاصة.

سرى الراشد: حلمي بلوغ العالمية في تصميم الألماس والمجوهرات

هل اقتناء المجوهرات يختلف من إمرأة إلى أخرى؟

نعم، الأذواق تختلف وهذا أمر طبيعي، وهو ما يفرض علي تصميماً معيناً لكل واحدة بالإعتماد على مجموعة من المواصفات التي تتمتع بها الفتاة، منها الطول والعرض والوزن والذائقة، فهناك من تتناسب معها القطع البسيطة والعكس.

تحدثت قبل قليل عن الحسرة والإحباط الذي واجهك ..لماذا؟

دعني أخرج ما في قلبي، لن نتطور أو نكون في مصاف بعض الخبرات الخارجية مع أننا نملك المواهب المبدعة دون الأكاديميات المتخصصة وورش العمل، وبغياب هذه الأمور كيف نتعلم ونكتسب الخبرة؟ أين الإهتمام والدعم؟عشرات المبدعين والمبدعات لا يجدون من يحتضن مواهبهم ويصقلها، بل يعتمدون على جهودهم الفردية، مجهودي الفردي جعلني عضواً في الإتحاد الكويتي لتجار الذهب، لكنني أتألم عند مشاركاتي الخارجية ورؤيتي لكيفية اهتمام الدول الأخرى بمواهبها.

لما لا تتبنين إقامة ورش تدريبية للهواة؟

إقامة مثل هذه الورش يحتاج إلى موازنة مالية، ناهيك عن عدم وجود شهادة معترف بها للمتدرب. وخارج هذا الإطار، تجدنا نتعاون ونتبادل الأفكار. تلقيت عروضاً عدة للعمل في أرقى محلات المجوهرات في المملكة العربية السعودية، لكنني فضلت أن أستثمر إبداعي في ديرتي ومن هنا أنطلق نحو أفق العالمية.

شاهدوا أيضاً:

المصممة خلود الكردي: حجر التورمالين... فوائد جمالية لا تحصى

سهاد القناعي: «سهاد للعطور».. رحلة تعبق بنفحات العشق والرومانسية

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار