تأخر القذف عند الرجال أسبابه وعلاجه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 29 سبتمبر 2022
تأخر القذف عند الرجال أسبابه وعلاجه

نعلم جميعاً أن هناك اضطرابات جنسية لا تملك في تعريفها حداً واضحاً بين الطبيعي والمرضي، ويتجلى ذلك بوضوح عند الحديث عن اضطراب تأخر القذف عند الرجال، إذ لا توجد مدة زمنية موحدة عالمياً للعملية الجنسية الطبيعية، إنما يحدد كل رجل مدة مناسبة له بناء على تجاربه الشخصية، والمدة اللازمة لإرضاء الشريك، وفي هذا المقال نلقي الضوء على هذه المشكلة ونوضح لك أسباب تأخر القذف عند الرجال وطرق علاجه.

مشكلة تأخر القذف

يعد تأخر القذف (بالإنجليزية: Delayed Ejaculation) مشكلة جنسية ذكورية غامضة، ولعلها أقل تلك المشاكل وضوحاً ودراسةً وفهماً من الأطباء، ويعتبر القذف المتأخر أندر اضطراب جنسي متعلق بالانتصاب والقذف، إذ يُصاب بتأخر القذف نحو 1-4% من الرجال حول العالم. [1]

ويعد هذا الرقم ضئيلاً مقارنة بالمصابين بمشكلة سرعة القذف، التي يشكو منها تقريباً 15-30% من الرجال حول العالم، ويمكننا باختصار وضع تعريف مجمل لتأخر القذف بأنه عدم قدرة الرجل على الوصول إلى مرحلة القذف أو مواجهة صعوبة في الوصول إليها، بالرغم من وجود انتصاب طبيعي. [1]

وبشكل عام، يعتبر القذف متأخراً إذا استغرق الرجل أكثر من 30 دقيقة من النشاط الجنسي المستمر حتى الوصول إلى مرحلة النشوة الجنسية (بالإنجليزية: Orgasm)، وقذف السائل المنوي (بالإنجليزية: Ejaculation)، وفي بعض الحالات النادرة لا يحدث قذف أبداً مهما طالت مدة العملية الجنسية. [1]

ولا يخفى عن أحد التداعيات النفسية التي يمكن أن يخلفها هذا الاضطراب على كل من طرفي العلاقة الجنسية، لأنه يجعل الرجل يشعر بالقلق وفقدان الثقة بالنفس، نتيجة عدم قدرته على القيام بوظيفته الجنسية بشكل ملائم. [1]

ويمكن لتأخر القذف عند الرجل أن يلقي بثقل آثاره النفسية على الزوجة التي قد تشعر أنها مقصرة في أدائها، أو أن زوجها فقد انجذابه إليها في حال كانا متزوجين منذ فترة طويلة، وبدأت المشكلة بالتدريج؛ لذلك نجد نسباً عالية من المصابين بتأخر القذف يعانون من مرض الاكتئاب والقلق. [1]

لذلك يجب عدم تجاهل هذا النوع من المشاكل الجنسية؛ لأنه سيزيد من الشكوك والأوهام في ذهن كل من الزوجين، وقد يُحدث سوء تفاهم وإحراج خلال العلاقة الحميمة، يؤدي إلى نفورهما منها. [1]

أسباب تأخر القذف عند الرجال

بالرغم من أن مشكلة تأخر القذف غير مفهومة طبياً بشكل كامل، فإن هناك عدداً من العوامل الجسدية والنفسية التي تساهم في حدوثها بدرجة أو أخرى، وتتمثل هذه العوامل فيما يأتي: [2]

العوامل الجسدية لتأخر القذف

  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية: مثل أدوية الاكتئاب المعروفة باسم المثبطات الانتقائية لعودة التقاط السيروتونين (SSRIs)، وبعض مدرات البول وأدوية ارتفاع ضغط الدم.
  • بعض التشوهات الولادية: خاصة تلك المؤثرة على أعضاء الجهاز التناسلي لدى الرجل وترويته الدموية.
  • بعض الأمراض الإنتانية: مثل التهابات المجاري البولية.
  • جراحات البروستات: مثل تجريف البروستات المتضخمة عبر الإحليل (TURP)، أو استئصال البروستات.
  • الرضوض والحوادث: التي قد تؤدي إلى إصابة الأعصاب الحوضية التي تتحكم بالنشوة الجنسية.
  • بعض الأمراض العصبية: مثل اعتلال الأعصاب السكري، والسكتة الدماغية، والأمراض التي تصيب النخاع الشوكي.
  • الاضطرابات المتعلقة بالهرمونات: مثل انخفاض مستوى الهرمون الدرقي في حال قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) وانخفاض هرمون الذكورة (التستوستيرون)، الذي يلعب دوراً أساسياً في الوظيفة الجنسية الذكرية، إضافة إلى الصفات الجنسية الثانوية، مثل التعظم ونمو العضلات وشعر الوجه والجسم، ويحدث هذا النقص في اضطراب قصور الغدد الجنسية (بالإنجليزية: Hypogonadism).
  • الاستهلاك المفرط للكحول: خاصة في الحالات التي تتناوله على المدى البعيد.
  • اضطراب القذف الراجع (Retrograde Ejaculation): وفي هذه الحالة بدلاً من أن ينقذف السائل المنوي عبر الإحليل خارج القضيب، يندفع في الاتجاه المعاكس نحو المثانة.

وعلى الرغم من تنوع الأسباب الجسدية، فهي لا تشكل سوى نسبة بسيطة من حالات تأخر القذف، أما الغالبية العظمى منها فتعود في أصلها لأسباب نفسية.

العوامل النفسية لتأخر القذف

  • القلق: خاصة عندما تساور الرجل شكوكاً حول قدرته على القيام بأداءٍ مرضٍ وكافٍ لزوجته.
  • مشاكل العلاقة: وهذا يحدث غالباً بسبب سوء التواصل بين الزوجين والخجل من الحديث بصراحة عن التصرفات والميول المفضلة في العلاقة الجنسية.
  • نقص الانجذاب الجسدي: وهذا يحدث بالتدريج خلال أعوام عديدة من الزواج، إذ تصبح الحياة الجنسية رتيبة وتفتقر إلى التجديد، حيث يتغير شكل جسم الزوجة مع التقدم في السن ليصبح أقل جاذبية بالنسبة للزوج.
  • الارتباك والتشوش الذهني: خاصة في حال الممارسات الجنسية غير التقليدية، أو التي تحمل ذكرى سيئة، أو تلك المنبوذة دينياً واجتماعياً.
  • صدمة نفسية سابقة: مثل اكتشاف الرجل أن زوجته تخونه، أو دخول أحد على الشخص وهو يمارس العادة السرية في طفولته مثلاً.
  • خجل الرجل من جسده: مثل الذين يحملون تشوهات ولادية أو إصابات قديمة أو يعتبرون أنفسهم غير جذابين مثلاً.

مشاكل القذف والعادة السرية

من المعروف أن الاستمناء عادة صحية ذات فوائد جسدية ونفسية، فهي تخفف من التوتر وتتيح فرصة للتفريغ عن الرغبات الجنسية في الأوقات التي تتعذر فيها ممارسة الجنس، إلا أن أثر هذه العادة قد يصبح سلبياً على الرجل في بعض الحالات، من ضمنها ما يأتي:

  • الإفراط في ممارسة العادة السرية: فالاستمناء أكثر من ثلاث مرات أسبوعياً بالنسبة لرجل متزوج يمارس الجنس بشكل منتظم يعتبر إفراطاً، وقد يؤدي إلى حدوث مشاكل في الانتصاب والقذف ونقص في عدد الحيوانات المنوية، مما يقلل احتمالات حدوث حمل.
  • اختلاف العادة السرية عن الجنس الفعلي: فقد يعتاد الرجل على نمط معين من الاستمناء لا يمكن محاكاته بالممارسة الجنسية، مثلاً هناك من يحبون الحركة السريعة والشديدة التي يصعب تقليدها، أو أن الشريكة الجنسية لا تحب ممارسة التخيلات الجنسية التي تثير الرجل، وتجعله يصل للنشوة الجنسية عند ممارسته للعادة السرية.

جدير بالذكر أن معظم الرجال الذين يعانون من تأخر القذف لا يواجهون مشكلة عند ممارسة العادة السرية، مما يرجح العوامل النفسية عن الجسدية في حدوث تأخر القذف، إلا أن هؤلاء الرجال غالباً ما يمتلكون طقوساً خاصة في ممارسة العادة السرية لا يمكن القيام بها في العملية الجنسية التقليدية.

كيفية تشخيص تأخر القذف عند الرجال

عند الشك في حدوث مشكلة جنسية ذكرية، يمكنك طلب مساعدة الطبيب العام الذي يجري لك فحصاً جسدياً عاماً، وفي غالبية الأحوال سيحوّلك إلى أخصائي أمراض الذكورة، وفي الكثير من البلدان يكون هذا الاختصاص مشتركاً مع اختصاص الجراحة البولية. [2]

ومن المؤكد أن الطبيب سيطرح عليك العديد من الأسئلة، للحصول على أوضح فكرة ممكنة عن مشكلتك، ومعرفة إن كان هناك سبب جسدي مستبطن أم لا، وقد تبدو هذه الأسئلة خاصة ومحرجة في بعض الأحيان، إلا أن الصراحة والتعاون من الأمور المهمة في علاج مشكلتك. [2]

بعد ذلك، سينتقل الطبيب إلى مرحلة الفحوصات الجسدية، وأبرز هذه الفحوصات ما يأتي: [2]

  1. الفحص الجسدي (Physical Examination): وقد يتضمن فحص القضيب والخصيتين، واختبار الجس واللمس الخفيف لتقدير حساسية الأعضاء التناسلية.
  2. اختبارات الدم (Blood Tests): لأن تحليل الدم قد يكشف أمراضاً مزمنة قد تكون غير ظاهرة بشكل واضح، مثل: الداء السكري، وانخفاض التستوستيرون، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وهذه الأمراض قد تكون مسؤولة عن حدوث تأخر القذف.
  3. اختبارات البول (Urine Tests): تفيد أيضاً في تشخيص داء السكري، إضافة إلى اكتشاف التهابات المجاري البولية.
  4. التحريض الجنسي (Sexual Stimulation): باستخدام أدوات مولدة للاهتزاز تسمح للطبيب بمعرفة إن كانت المشكلة الانتصابية عضوية، أو استبعاد الآفات العضوية والتحول نحو الأسباب النفسية.

علاج تأخر القذف عند الرجال

في الحقيقةـ لا يوجد علاج واحد شافٍ لتأخر القذف، فهو ليس مرضاً واحداً، إنما عرضاً مبهماً إلى حد ما، لذلك من المهم الانتباه إلى مجموعة من التفاصيل خلال علاجه، من أهمها ما يأتي: [3]

  • قد تحتاج إلى جراحة في بعض الأحيان: إذا لم يسبق لك أبداً أن وصلت إلى مرحلة القذف بشكل سليم خلال حياتك، من المرجح أن يكون السبب خللاً وراثياً أو تشوهاً، وهذه الأسباب العضوية شائعة أيضاً إذا ظهر اضطراب القذف بعد حادث سيارة أو عملية جراحية أو أي إصابة رضية أخرى في هذه الحالات من الواجب زيارة أخصائي الجراحة البولية لتحديد موقع الخلل ومحاولة علاجه إن أمكن.
  • قد يكون الحل في زيارة الطبيب: أما إن تطورت الحالة بعد البدء بتعاطي نوع معين من الأدوية أو العلاجات الهرمونية، يمكن تلافي هذا الأثر الجانبي إذا زاد عن حده، من خلال تخفيف جرعة الدواء بعد استشارة الطبيب بالتأكيد، أو تغيير وقت تناوله، وقد يصف لك الطبيب دواءً بديلاً آثاره الجانبية المتعلقة بالانتصاب والقذف أقل.
  • قد يساعد المعالج النفسي أحياناً: أما في حال عدم إيجاد عطل جسدي، وهذا هو الحال لدى معظم المصابين، يبقى الخيار الأفضل هو استشارة معالج نفسي، للعودة إلى أصل المشكلة والتغلب عليها، ومن المفضل مشاركة الزوجة أيضاً في جلسات العلاج، من أجل تعزيز التفاهم بين الزوجين، ولكن للأسف يبقى عدد المُعالَجين بهذه الطرق قليلاً جداً في المنطقة العربية، بسبب الخجل من زيارة الطبيب النفسي من جهة، ومحاولة إنكار المشكلة الجنسية وتجاهلها من جهة أخرى؛ لأنها قد تخدش كبرياء الرجل وحس الرجولة لديه.
  • لا يوجد مركب دوائي فعّال لعلاج تأخر القذف: لم تثبت فاعلية أي مركب دوائي في علاج حالة تأخر القذف، إنما قد تفيد بعض الأدوية في علاج الحالات المرضية المستبطنة التي تؤدي إلى تأخر القذف أو غيابه.

ملاحظة: لا ينصح بالاعتماد على النفس في معالجة تأخر القذف، إذ لم يعطِ نتائج مشجعة عند الغالبية العظمى ممن جربوه، أما استشارة الطبيب المختص قد أثبتت فاعليتها في عدد كبير من الحالات. [3]

تأثير تأخر القذف على العلاقة الجنسية

من المؤكد أن مشكلة تأخر القذف مثلها مثل جميع الاضطرابات الجنسية الذكرية تطرح عدداً كبيراً من التساؤلات والشكوك في ذهن الرجل، وتجعله يعيد النظر في تقديره لجسده وكبريائه أمام زوجته. [3]

وهذا ما يجعله يشعر بارتباك زائد في المرات المقبلة التي يمارس بها الجنس، وهذا ما يزيد احتمال تكرار المشكلة، فينتج عن ذلك حلقة مفرغة تودي بثقة الرجل بنفسه، وقد تفضي إلى واحد أو أكثر من المضاعفات الآتية: [3]

  • تجنب ممارسة الجنس: وما قد يرتبط به من تجنب الأحاديث والمواقف والمناسبات التي يتوقع أن تنتهي بممارسة الجنس، وهنا ينتج نوع من القلق الاجتماعي لدى الرجل تجاه زوجته، أو تجاه الإناث بشكل عام.
  • نقص الرغبة الجنسية.
  • فقدان الشعور بالرضا عن العلاقة الزوجية.
  • مواجهة صعوبات في الإنجاب: لكن لحسن الحظ هناك طرق بديلة للإلقاح تظل فعّالة حتى في حال عدم قدرة الرجل على القذف خلال علاقة جنسية طبيعية.

وبذلك نكون قد أوضحنا لك أسباب تأخر القذف عند الرجال وطرق علاجه، ولعل أفضل نصيحة يمكن أن نوجهها لأي رجل هي: تقبل جسمك وميولك الجنسية، ولا تجبر نفسك على الاستجابة لتصرف معين لا يثيرك، لأن ذلك يزيد الأمر سوءاً، وحاول أن تستمتع باللحظة ولا تشوش ذهنك بالتفكير الكثير، ومن المؤكد أن كل ذلك سيكون له آثار إيجابية مع مرور الوقت.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار