حشوات الأملغم (Amalgam) المميزات والسلبيات

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 20 فبراير 2023
حشوات الأملغم (Amalgam) المميزات والسلبيات

من منا لا يعرف تلك الحشوة المعدنية التي يضعها الطبيب في مكان النخر بعد أن يقوم بحفره؟ الحشوة الفضية أو المعدنية أو باسمها العلمي الأملغم (بالإنجليزية: Amalgam) استخدمت منذ مطلع القرن التاسع عشر، وهي مستخدمة حالياً من قبل أكثر من 100 مليون أمريكي، بحسب جمعية أطباء الأسنان الأمريكية، قد نتفق على أنها لا تعطي مظهراً جميلاً، لكن بالطبع هي خيار اقتصادي جيد، كما أنها تمتلك عمراً طويلاً ومقاومة للجهود وضغوط عملية المضغ، ولكن ماذا عن الحديث الذي كثُر في الآونة الأخيرة عن سُميّتها؟ حتى إن بعض الدول الأوروبية بدأت بمنع استخدامها بالفعل؟ ذلك ما سنناقشه معاً في هذا المقال.

ما هي حشوات الأملغم

تتكون حشوات الأملغم من مزيج من المعادن بنسب مدروسة، وتشمل هذه المعادن: الزئبق، والفضة، والقصدير، والنحاس، وتوصف حشوات الأملغم بأنها حشوات معدنية أو فضية بالرغم من أن نسبة الفضة فيها قليلة نسبياً، وفيما يأتي سنوضح لك أهم مميزاتها وسلبياتها. [1]

مميزات حشوات الأملغم

  • تكمن الميزة الأساسية لحشوات الأملغم في كونها ذات عمر مديد (قد تبقى في الفم مدى الحياة دون أي مشاكل تذكر).
  • حشوات الأملغم رخيصة الثمن نسبياً، إذا ما قورنت بالحشوات البيضاء أو المصلبة ضوئياً (بالإنجليزية: Composite).
  • حشوات الأملغم ذات مقاومة عالية للجهود التي تتعرض لها خلال عملية المضغ، ففي دراسة دقيقة لقدرتها على تحمل الضغط، ثبت أن هذه الحشوات المعدنية (الأملغم) تستطيع تحمل جهود أكثر من تلك التي يتحملها السن بكثير، أي أن السن سينكسر فيما ستبقى الحشوة دون أي كسر، وهذا ما يُشاهد كثيراً في عيادات الأسنان.

سلبيات حشوات الأملغم

  • العيب الأساسي لحشوات الأملغم هو كونها ذات مظهر بشع ومغاير للون السن تماماً، كما أنها ملفتة للنظر كلما اقترب موقعها من مقدمة الفم، وخصوصاً إذا كانت موضوعة على أسنان الفك السفلي، وقد تبدو واضحة للعيان خصوصاً عند الضحك.
  • تحتاج الحشوات المعدنية (الأملغم) إلى تحضير كبير في السن قبل أن يتم وضعها، فبالإضافة إلى تلك الأجزاء المصابة بالنخر، يتم تشكيل وتصميم حفرة ذات شكل هندسي ضمن السن، مما يؤدي إلى خسارة أجزاء من السن قد تكون سليمة أساساً.

تعتبر الحشوات المعدنية أو الفضية (الأملغم) حشوات مرممة للأماكن التي حدث فيها نخر الأسنان بهدف المحافظة على السن لأطول فترة ممكنة. [2]

خطوات وضع حشوات الأملغم

بعد اكتشاف النخر يتم البدء باكتشاف امتداده عن طريق الحفر وتجريف وإزالة كامل لأجزاء السن المصابة (ميناء الأسنان والعاج اللين أو المكسور) (بالإنجليزية: Enamel and Dentin) ، ثم البدء بتصميم الحفرة لتصبح ملائمة لاستقبال حشوة الأملغم.

ومع تطور التقنيات، باتت حشوة الأملغم متوافرة على شكل كبسولات مسبقة الصنع ومدروسة النسب والمقادير بدقة فائقة، وهي تنقسم إلى نصفين:

  1. في النصف الأول، يوجد الزئبق على شكل سائل.
  2. في النصف الثاني، يوجد خليط المعادن الأخرى على شكل مسحوق.

كبسولات الأملغم

وتمتزج المكونات ببعضها عن طريق خض الكبسولة بواسطة جهاز خاص يسمى (Amalgamator)، كما أن هذا الجهاز يقوم بذلك بسرعات وزمن مدروس بدقة، لضمان تفاعل كل المكونات مع بعضها أيضاً، وتبدأ المكونات بالتصلب ابتداءً من اللحظة التي يبدأ فيها امتزاج هذه المكونات.

جهاز مزج حشوات الأملغم

عندما تخرج الحشوة من الكبسولة بعد إتمام المزج، يكون قوامها لزجاً وأقرب إلى الصلب، ويتم نقلها إلى الحفرة المعدة لاستقبالها في السن أو الضرس، بواسطة أدوات خاصة على دفعات، ورص ودك كل دفعة فوق الأخرى بقوة، لضمان تداخلها ببعضها بشكل جيد وعدم بقاء أي فراغات، وتستمر هذه العملية حتى ملء الحفرة تماماً.

بعد ذلك، تبدأ عملية النحت وإعطاء التفاصيل للوجه الظاهر للحشوة، كي تكون محاكية للسن الأصلي، وعملية الصقل لإزالة الأجزاء الزائدة من الحشوة، كل ذلك وما زالت الحشوة طرية إلى حد ما، لأنه عند تمام التصلب وانتهاء التفاعل الكيميائي بين مكوناتها يصبح ذلك مستحيلاً.

بعد 24 ساعة، تتم عملية التنعيم والتلميع (بالإنجليزية: Polishing) للحشوة بواسطة أدوات خاصة، لتأخذ شكلاً نهائياً ناعماً ولامعاً ومسايراً للسن بشكل شبه مثالي كما في الصورة.

حشوة أملغم فضية

يجب العمل بحذر وحرص، خصوصاً أن الطبيب في سباق مع الزمن، كي لا تتصلب الحشوة بشكل نهائي، فيجب أن تتم بإتقان وفن، وتجنب تعرضها للرطوبة، كي تبقى لأطول فترة ممكنة.

تأثير حشوات الأملغم على صحة الإنسان

كثُر الحديث في السنوات الأخيرة عن الضرر الذي قد يحدثه الأملغم، نظراً لاحتوائه على الزئبق، أي من وجود احتمالية لحدوث تسمم زئبقي، في الحقيقة أن وقوع حالة كهذه قد لا يحدث مع المريض نتيجة وجود حشوة الأملغم في فمه، بل الخطر الحقيقي محدق بموفري الرعاية الصحية في العيادات السنية من الأطباء والممرضين وباقي الطواقم.

ففي حين أنك قد تضع خلال 20 عاماً 10 حشوات مثلاً، فهؤلاء الطواقم يتعاملون مع الزئبق يومياً بكميات مضاعفة لتلك التي قد تحملها في فمك، لذلك كان هناك العديد من الشروط والتعليمات الصحية للحد من الأثر السُمي للزئبق، كطريقة التخلص من بقايا الحشوات وأنظمة التهوية والمنظمات والمعقمات وغيرها.

إن وُجد خطر في حشوة الأملغم فهو من الزئبق الحر، أي غير المتفاعل مع باقي مكونات الخليطة المعدنية، وفي عام 1997، اختُتِم المؤتمر المنعقد بين الاتحاد العالمي لأطباء الأسنان ومنظمة الصحة العالمية، وخلص في بيانه الختامي إلى ما يأتي:

"بصرف النظر عن بعض الحالات المحلية النادرة جداً، لم تثبت الدراسات التي قمنا بها آثاراً سلبيةً حقيقيةً ومباشرة للأملغم السني على أيٍّ من أجهزة الجسم، كما لم يتم إثبات وجود أي أضرار على الصحة من عملية إزالة ووضع حشوات الأملغم المتكررة".

وفي المقابل، ذكر هذا البيان وجود حالات تسممية نادرة جداً تتعلق بالإصابة بالحساسية (بالإنجليزية: Allergy) تجاه عنصر الزئبق، وبخلاف ذلك اعتبر المؤتمر أن تلك حالات لا تُذكر.

بعد العديد من الدراسات والأبحاث التي تبعت ذلك المؤتمر تم بشكل قطعي إثبات عدم وجود علاقة ضرر بين استخدام الزئبق وصحة الجسم، مما دفع جمعية الغذاء والدواء الأمريكية إلى إصدار قرار نهائي أقرت فيه أن الأملغم غير ضار إذا ما كانت نسب مكوناته دقيقة ومدروسة وتم التعامل معه بحرص والتخلص من مخلفاته بطريقة صحيحة، بل اعتبرته مادة مرممة فعالة، رخيصة، ذات ديمومة طويلة.

قد يسبب وجود عدة حشوات من الأملغم في الفم ما يعرف باسم التيار الغلفاني، نتيجة الأثر المغناطيسي للمعادن الموجودة ضمن وسط رطب، وهو قد يكون مؤلماً جداً، ويترك طعماً معدنياً في الفم، وقد يسبب ألماً بالرأس، لكن لا ضرر يسببه على الصحة العامة. [1]

تقليل استخدام حشوات الأملغم في كثير من الدول

قدمت المنظمات الصحية حول العالم، التي تعتبر صاحبة مرجعية دولية، العديد من الأدلة والقرائن التي تثبت براءة حشوات الأملغم من الادعاءات الموجهة إليه حول سُميته وخطورته على الحياة، خصوصاً أن الأملغم يستخدم منذ مطلع القرن التاسع عشر، ولم تُشاهد أية أضرار حقيقية ومباشرة له حتى ولو على المدى البعيد.

أما فيما يتعلق بانخفاض استخدامه، فذلك يعود إلى وجود مخاوف حقيقية عند البعض تجاه سُميته، ويدعم ذلك وجود مواد ترميمية لمعالجة النخور أحدث وأكثر جمالاً وتضاهيه في المقاومة لكنها طبعاً أغلى ثمناً، وتأتي في مقدمتها الحشوات البيضاء أو المصلبة ضوئياً (بالإنجليزية: Composite)؛ فالمواد المكونة لها أكثر أماناً من تلك الموجودة في الأملغم.

وقد يكون ذلك ما دفع البعض للاعتقاد بأن هذه الهجمة الشديدة ضد الأملغم، قامت بها في الخفاء الشركات المنتجة لهذه المواد (بالإنجليزية: Composite) بغرض الترويج لمنتجاتها، وهذا ما حدث بالفعل. [2]

هل ينصح بحشوة الأملغم في حالات النخور

في الحقيقة، ذلك يعود إلى موقع النخر وحجمه، فمن المستحيل استخدامه في النخور الأمامية الظاهرة أو تلك الصغيرة جداً، التي ستؤدي إلى خسارة أجزاء كبيرة من السن أثناء تشكيل حفرة لاستقبال حشوة الأملغم، والأهم من كل ذلك التكاليف.

إن الحشوات البيضاء أو الضوئية أفضل من تلك المعدنية في جميع الأحوال، ويأتي في مقدمتها جمال شكلها، لكن في المقابل هي أغلى ثمناً وأقصر عمراً (نحو 5-8 سنوات)، وبالطبع يمكن استبدالها، إذاً، فالأملغم هو خيار مقبول في حال عدم توافر الإمكانات المادية فقط لا غير. [2]

في النهاية، نود أن نؤكد على أن أفضل طريقة لتجنب كل تلك التعقيدات هي العناية بصحة الفم والأسنان، واعتماد جميع الوسائل للوقاية من النخور، ابتداءً من تفريش الأسنان مرتين يومياً، واستخدام الخيوط بين السنية، والاعتماد على نظام غذائي متوازن وأطعمة طبيعية قدر الإمكان.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار