سلطان الموسى: أصابتنا التخمة من الخواطر وقصص الحب والغرام

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 04 أغسطس 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
سلطان الموسى
سلطـان بن موسى الموسى ،كاتب و باحث في الأديان و الحضارات، قام بتأليف كتابين هما “ أقوم قيلا “ و “ تثريب” ، حقق كتابه الأول أعلى الكتب مبيعا في معرض الرياض الدولي للكتاب ، كما أحدث جدلا كبيرا حول محتواه ، كما لايقل الكتاب الثاني أهمية عن سابقه ، مما جعل اسم سلطان الموسى يقفز الى الصفوف الأولى في مجالس المثقفين السعوديين ، جميع النخب المثقفة في السعودية تتحدث عن هذا الشاب وكتابيه المثيران للجدل ، وعن الملاحظات التي وجودها في محتواهما ، دون سابق ظهور ، أو تواجد ، فاجأ الموسى الجميع بتأليف كتابين لفتا الانظار وسلبا الكثير من الالباب ، حول حياة هذا الشاب السعودي ، وعن تجربته المثيرة في تأليف كتابين تصدرا المشهد الثقافي في فترة قياسية ، كان لمجلة ليالينا هذا الحوار مع سلطان بن موسى الموسى :
 
سلطان الموسى: أصابتنا التخمة من الخواطر وقصص الحب والغرام
 
سلطان بن موسى الموسى، من شابٍّ خارج دائرة الضوء إلى أعلى الأمكنة المضيئة، هكذا فجأة دون مقدمات أو بدايات، كيف تفسر هذا الدويّ المفاجئ الذي أحدثه اسمك وكتابك؟!
بدأت المفاجأة في معرض الرياض الدولي للكتاب قبل سنتين, وتحديداً عند صدور كتابي السابق (أقومُ قِيلا)، حيث أدخلتني الأصداء التي حاز عليها الكتاب في دهشة جعلتني أخلّد مع ذاتي كثيراً؛ لكي أبحث عن إجابات تقنعني بسبب ما حصل. هل لأن الكتاب يحوي توجهاً جديداً لدى معظم الشباب في نقاش قضايا الوجود والإلحاد، ومقارنات الأديان بأسلوب سهل ومبسط؟، أم لأن الكاتب شابٌّ ولا تبدو عليه الصورة النمطية لرجل الدين؟، أم لأن تخصصه الأكاديمي إداريٌّ وغير شرعيٍّ؛ وبالتالي ستكون تجربته الشخصية التي نقلته من «إسلام الميلاد» إلى «إسلام اليقين» ممتعة ومثيرة للفضول. أم أن كل هذه الأسباب اجتمعت مع بعضها لتشكل منظومة متكاملة كون الكتاب يحوي تساؤلات ونقاشات عقائدية بأسلوب شبابي بسيط؟، وأيضاً يحوي تجربة شخصية قد يراها البعض مثيرة، الله أعلم.
 
كتابك «أقوم قيلا» أحدث اختلافات عدة حول تقييمه من كتاب فكري عميق، إلى كتاب «إنترنت» يخاطب العوام، إلى آخر هذه التقييمات، أنت بعد أن خرجت من كونك مؤلفاً للكتاب إلى قارئ له، كيف تقيمه؟
لا داعي لخروجي من عباءة التأليف والتوشّح بعباءة القارئ حتى أقيم الكتاب؛ لأنني منذ بداية تأليفه كتبت في المقدمة أن هذا الكتاب عبارة عن مدخل بسيط ومبادئ لمن لا يملك أبجديات الردّ من عامة الناس, وقد كان تنويهي هذا حتى يتريث من ينوي انتقاد الكتاب بحجة (عدم التعمق)، إذ إنني أنذرت أملاً في أن يعذرني. كما إنني أتحفظ على جملة «كتاب إنترنت» إن كانت الغاية من إطلاقها هو وصف لكل كتاب غير معقد، وبإمكان كل شخص أن يقرأه.
 
سلطان موسى الموسى, مواليد عام 1987 م, بكالوريوس إدارة مالية من جامعة الملك سعود بالرياض عام 2009 مشرف إداري بأحد المستشفيات الحكومية، لا السن ولا الوظيفة يسمحان لك بتأليف مثل هذا النوع من الكتب كما يقول بعض المثقفين، ما ردّك عليهم؟
المتقدمون في العمر وابن العشرينات كلاهما يجيد القراءة والفهم، نعم هو عالَم شائك قد لا يخوضه حتى كبار السن، ولكني ضدّ تقييد أي شيء بعمر معين؛ لما في ذلك من تثبيط للدماء الشابة، فالشباب اليوم قادرون على كل شيء، إن صحّ التعبير، وعسى أن نراهم في الواجهة أكثر وأكثر.
 
أسهبت في مقدمة «أقوم قيلا» بالحديث عن نفسك، لذا عدّه بعض المتابعين أنه نرجسية، وعدَّه بعضهم ضرورةً لتبرير تأليفك للكتاب، ألا ترى أن المؤلف ليس بحاجة ليكتب مبرراً لما كتب؟ ألم نتجاوز مثل هذا التقليد القديم؟
صحيح وصلني هذا الانتقاد أكثر من مرة, وردّي عليه: أن مَن فهم حديثي عن نفسي على أنه نرجسية لم يكن منصفاً!، لقد كان حديثي عن نفسي في مقدمة الكتاب تعريفاً بهويتي وتوفير إجابة لكل مَن سيتساءل بسؤال بديهي مع نفسه وسيقول: (مَن يكون سلطان الموسى هذا الذي لا يظهر عليه مظهر رجل الدين، والذي لم يتخصص في الشريعة حتى يؤلف كتاباً في هذا المجال؟). هذا ما دفعني للحديث عن نفسي مكرهاً في المقدمة، وتقديم نبذةٍ مختصرةٍ وشرح سبب تأليفي للكتاب، وبطبيعة الحال إنني سأتحدث عن نفسي في هذا المقام.
 
سلطان الموسى: أصابتنا التخمة من الخواطر وقصص الحب والغرام
 
ألا ترى أن نجاح «أقوم قيلا» وكتابك «تثريب» سيمثل لك حاجزاً كبيراً قد يحول بينك وبين تأليف كتاب آخر؟
أتفق مع ذلك, فمنذ صدور كتابي الثاني (تثريب) بدأت تصلني المقارنات والمفاضلات بينه وبين الكتاب السابق, فلا عجب أن تكون مؤلفات كل كاتب بمثابة المعدل التراكمي له عند القرّاء, وهذا ما يجب أن يأخذه الكاتب في الاعتبار عند طرح أي كتاب جديد, وهو أن يحافظ على معدله التراكمي مرتفعاً عند الناس، رغم صعوبة ذلك أحياناً، ولكنه حتماً من التحديات.
 
من خلال لغتك البسيطة التي تميّز بها نجوم الإنترنت الجدد، هل نعتبر أننا أمام مدرسة ثقافية جديدة لها مثقفيها ولها قراؤها الخاصين بها؟
لا أعلم إن كان المقصود بجملة (نجوم الإنترنت) في هذا السؤال هو ظهور مؤلفين جدد يكتبون باللغة العامية أو اللغة العربية البيضاء التي لا تخضع لا لنحو ولا صرف, إنني بكل تأكيد ضدَّ هذه اللغات التي يستخدمها الكثير من المؤلفين الجدد في الآونة الأخيرة؛ لما يتخللها من إضعاف للغة ونحوها, وما قمت بفعله هو الكتابة بأسلوب بسيط ومفهوم مع الالتزام بفصاحة اللغة وقواعدها, وهذا نهج ومدرسة قديمة جداً قبل مئات السنين، ولست أنا من قام بتأسيسها, كما أنه لا علاقة لهذا النهج بنحر اللغة كما يفعل الكثير من المؤلفين الجدد.
 
رغم كل هذا النجاح الكبير الذي حققته إلا أني لاحظت تجاهل الصفحات الثقافية في الصحف السعودية لكتبك ولك كمؤلف نجم، ما تفسيرك لذلك؟
أعلم أن هناك من سيرفض تصديق إجابتي, ولكني أنا السبب، لا أحب الأضواء كثيراً, ولو قبلت الظهور في كل العروض التي جاءت إلي لما كان سؤالكم هذا مطروحاً.
 
هل لنا أن نعرف معالم كتابك القادم بعد (أقوم قيلا) و(تثريب)؟
سألتفت بعض الشيء إلى الجانب المعني بتاريخ الحضارات بعيداً عن الأديان. 
 
سلطان الموسى: أصابتنا التخمة من الخواطر وقصص الحب والغرام
 
ما هي الأسباب التي جعلت الشيخ أحمد ديدات -رحمه الله-  قدوة لك؟ 
في هذا الوقت تحديداً حيث يكثر التفسيق والتخوين والتكفير وقتل المخالفين سيعرف الجميع إجابتي على هذا السؤال قبل قراءتها, نعم جميعنا يجب أن نقتدي بالشيخ أحمد ديدات في احترام الخصوم ومقارعة الحجة بالحجة مع الالتزام بآداب الحوار والخطاب اللين المتسامح.
 
بمناسبة تأثرك بالشيخ ديدات، هل نعتبر كتبك مناظرات دينية مكتوبة؟
لا, وإنما نفحات فكرية أوجّه نصيب الأسد منها إلى عامة المسلمين، ولو كانت كتب مناظرات لوجهتها إلى غيرهم. ولكني بشكل عام أتحفظ دائماً على المناظرات، ولا أرى فيها الأسلوب الأمثل للتعايش.
 
كتابك (أقوم قيلا) يعالج مشكلة الإلحاد، بينما وطنك بحاجة لكتاب يعالج مشكلة الإرهاب والتطرف، هل هناك توجه لتأليف كتاب حول هذا الموضوع المهم جداً؟
هناك أمور كثيرة لم أتناولها بكل تأكيد، ومنها قضية الإرهاب، فأنا على قناعة بأن الإرهاب لا دين له؛ لأني أرى بعض المسلمين المتحمسين يذودون عن الدين الإسلامي بأن ينسبوا الإرهاب إلى الديانة المسيحية لما تخللها من الحملات الصليبية والفتح القسطنطيني، وآخرون ينسبونه لليهودية استناداً لما يفعله الكيان الصهيوني بفلسطين ونحوه، ومنهم مَن ينسبه إلى الديانة البوذية عطفاً على ما يفعله أنصار بوذا في بورما. في الحقيقة وحتى حين تجرد الإنسان من دينه كما فعل ملاحدة الشيوعية والماركسية، لم تُحقن الدماء بإلحادهم؛ بل إن أكبر المجازر الإنسانية كانت بمباركتهم، فالإرهاب سلوك إجرامي نبذته الإنسانية قبل الديانات، وقد أشرت إلى أن الإسلام دعا للحوار والتعايش السلمي، وأن آيات القتال كانت في ردّ العدوان والدفاع عن النفس، وهو الدين الوحيد الذي لا يوجد في كتابه المقدس كلمة «سيف» أو «رمح»، وكذلك أكثر دين دعا لحرية المعتقد، ولعلي أفصّل في ذلك لاحقاً.
 
سلطان الموسى: أصابتنا التخمة من الخواطر وقصص الحب والغرام
 
يقال: إن دور النشر التي تولّت نشر كتابك نجحت باحترافية في تسويق الكتاب وفشلت في تسويق مؤلفه، ما تعليقك؟
رغم عدم صحة ذلك لأنني كما أسلفت أنا من يرفض الأضواء، ولكن لو كانت كل دار نشرٍ تخير الكاتب بخيارين: إما أن يسوقوا له أو يسوقوا لكتابه؟ لاخترت الكتاب، فلا أعتقد أنني سهرت الليالي ما بين القراءة والكتابة حتى أسوق لنفسي!.
 
توقع البعض أن يراك كاتباً في إحدى الصحف المحلية بعد نجاح كتبك الكبير كعادة صحفنا المحلية، لكن ذلك لم يحدث معك حتى الآن؟ 
كان لديّ محاولات متواضعة في أكثر من صحيفة سعودية, وقد تركت الكتابة الصحفية عندما تفرغت للتأليف، إلا أنني أجد صعوبةً في العودة الآن إلى المقالات الصحفية, فنوعية الناس التي أستهدفها في طرحي لم تعد تقرأ الصحف, هذا فضلاً عن اكتساح شبكات التواصل الاجتماعية أو ما يعرف بالإعلام الجديد للساحة؛ لذلك آثرت أن أبقى كاتباً، ولكن عبر حسابي في تويتر ومدونتي.
 
على ذكر صحفنا المحلية، ألا ترى أنها تسببت في ضعف ثقافة الشباب على حساب تعبئة رؤوسهم بالهوس الرياضي؟ 
بكل تأكيد، وقد قلت سابقاً في تغريدة وجهتها للشباب (ربما تشعر بالحسرة إذا تقدم بك العمر وصرت في مقام مَن يصدّر الحِكم، واكتشفت أن حصيلتك الثقافية والفكرية التي جنيتها أيام شبابك عن كرة القدم فقط !).
 
كيف نعالج مشكلة العزوف عن القراءة لدى شبابنا، ونجعل الكتاب رفيقاً لهم كما يفعل الغرب؟
الحمد لله نحن نعيش في وقت لم تعد القراءة فيه مصدر المعرفة الوحيد, بل إن هناك بدائل جيدة مثل البرامج والأفلام الوثائقية، ومثل الكتب المسموعة، ومثل المحاضرات والندوات وغيرها؛ لذا أتمنى من الشاب الذي يجد صعوبة في القراءة أن يمهد لها عن طريق البدائل التي تغذيه بالمعرفة كالكتب المسموعة مثلاً, فمتى ما تعلق قلبه شيئاً فشيئاً بالثقافة سيتهافت من تلقاء نفسه على الكتب.
 
هل تملك تفسيراً لظاهرة أننا أكثر الشعوب العربية شراء للكتاب عند إقامة معرض الكتاب في بلادنا، ومن أقل الشعوب العربية التي تشاهد فيها شخصاً يقرأ كتاباً؟
عندما كنت قارئاً وأزور معرض الكتاب كنت من المرددين لهذا الكلام -رغم عدم وجود إحصائيات-، ولكن بعدما أصبحت مؤلفاً وبدأت تصلني الأصداء من الناس بكثرة في معرض الكتاب سواء إعجاب أو انتقاد على محتوى كتبي، عرفت أن الناس مازال فيهم خيرٌ وأنهم فعلاً يقرؤون.
 
سلطان الموسى: أصابتنا التخمة من الخواطر وقصص الحب والغرام
 
كتابك (أقوم قيلا) أكثر الكتب مبيعاً في معرض الكتاب الدولي الأخير بالرياض، ما الأسباب التي جعلته يحقق هذا الإنجاز الصعب؟
منذ إصدار الكتاب وحتى هذه الأيام لا تزال الأسئلة تصل إليّ من فئة الشباب عبر حسابي في «تويتر» أو مدونتي وإيميلي، وكلها تساؤلات حول الدين والوجود ونحوها. أنا لا أدّعي قدرتي على الإجابة عن كل شيء، ولكني حتماً سأساعد أي متسائل في حال قد بحثت في الموضوع سابقاً أو ربما أبحث فيه من أجله. غير أنني التقيت بكثير من الشباب الذين كانوا يحملون تساؤلات كثيرة أيضاً؛ لذا يمكن أن ألخّص أن إقبال الشباب على شكلين: الشكل الأول من يحمل تساؤلات أو شكوكاً في بعض المسائل، وللأسف فإن طبيعة المجتمع قد تفرض عليه عدم القدرة على طرحها ونقاشها حتى على بعض رجال الدين الذين ينهرون السائل أحياناً، وكأن ديننا هشٌّ ولا يمكنه التصدي لهذه الشكوك!، وأما الشكل الثاني فهم عامة الشباب وبعض المبتعثين، ومن يريد تقوية إيمانه أمام موجة الإلحاد والتنصير المتفشية في وسائل التواصل الاجتماعي ونحوها. نعم صحيح أن طرحي في الكتاب كان أبجدياً ومختصراً كما ذكرت في المقدمة، ولكني قصدت ذلك؛ ليكون بوابةً لكلّ متسائل يبدأ من خلالها رحلته الخاصة في مواجهة تساؤلاته بشجاعة، وقبولها بوصفها حقاً شخصياً.
 
مَن مِن الكتّاب السعوديين الذين حازوا على إعجابك، وهل هناك كتابٌ سعوديٌّ تعتقد أن مؤلفه يستحق التكريم؟
د. منذر القباني والأستاذ صالح الخزيم. 
 
يقال: إنه ورد في كتابك بعض القصص التاريخية المغلوطة، مثل قصة الملك هنري الثامن، لم نرك سارعت لتصحيحها، ما تعليقك؟
البعض يتعامل مع قصص التاريخ وكأنها أحادية المصدر, في حين أن القصة الواحدة قد تجد لها عدة روايات من مراجع مختلفة, واعتماد الآخرين على مرجع مغاير لمرجعي لا يعني بالضرورة أن يقول أحدهم: (أنا على حقٍّ ومن خلفي الطوفان). كما أن التواضع في العلم مطلوب؛ لذلك أنا لا أزعم أن الآخرين على خطأ أيضاً, فاختلاف تفاصيل بعض القصص نتيجة لاختلاف المراجع والروايات يحدث مع آلاف الحوادث التاريخية.
 
مما سبق يتضح أن الكتاب لم يقم أحد المختصين بمراجعته تاريخياً؟
أنا ضدّ قيام أحد بتقديم كتبي أو تزكيتي ككاتب، أو حتى المراجعة خلفي بحجة الاختصاص!، أتمنى أن لا يُفهم حديثي هنا على أنه غرور, أنا فقط أرفض التأثير على أفكاري أو مراجعي في حال كان من يراجع خلفي يعتمد مصادر ومراجع أخرى.
 
قلت في كتابك أنك تسعى إلى سد الثغرات التي يستغلها الملحدون وأصحاب الديانات الأخرى من الإسلام، هل كتابك حقق ذلك؟
لا يمكن أن تسدّ مثل هذه الثغرات في كتاب بهذه البساطة، ولكني كما ذكرت في المقدمة إن الكتاب يعطيك الأبجديات والمفاتيح ويحفزّك للبحث من خلالها, ولكن لأن سدّ الثغرات هو أبرز مشاريعي في التأليف طرحت كتابي الآخر (تثريب)، وهو كتاب أكثر عمقاً في الطرح، وربما اتحاد الكتابين مع بعضهما قد يساهم في سدّ أكبر قدرٍ ممكنٍ من الثغرات، وذلك طبقاً للأصداء التي وصلتني من بعض الناس ولله الحمد.
 
نسمع بعض الملاحظات حول المناهج الدراسية في السعودية، ما هو تقييمك لها؟ وهل تؤيد متهموها بأنها م تحصن الشباب من الانسياق خلف المغررين بهم؟
تمّ نقاش هذا الموضوع كثيراً في مجتمعنا وعن ضرورة تغيير بعض مناهجنا وتطويرها؛ لتكون الفائدة أكبر للطالب من الناحية العلمية والفكرية, والحمد لله في الفترة الأخيرة تطورت مناهجنا شيئاً فشيئاً, مازلت أتطلع إلى تغييرات أكبر بحيث تضمّ مناهجنا مقارنات الأديان والكتب السماوية والخلافات الفقهية والفلسفية والطائفية بين ثناياها. عندها سيكون التأثير أكبر على الناحية الفكرية، وسيزيد فهمنا لديننا الإسلامي بشكل أكبر، فلماذا هو دين حق.
 
سلطان الموسى: أصابتنا التخمة من الخواطر وقصص الحب والغرام
 
هل أنت الذي تعنون كتبك بهذه العناوين المثيرة والمشوقة أم دار النشر كونها حققت نجاحاً ساهم في انتشارها؟
نعم أنا, وإن دار النشر اقترحت علي تغيير اسم كتابي السابق (أقومُ قِيلا) لصعوبة نطقه  ولكني رفضت.
 
بعض المثقفين يصنف كتابك «أقوم قيلا» على أنه كتابٌ دينيٌّ على غرار كتاب «لا تحزن»، هل كان هذا التوجه متعمداً لتحقيق نفس نجاح كتاب «لا تحزن»؟
لم أقرأ كتاب «لا تحزن»، ولم أتعمد في كتابتي انتهاج أي طريقة, لقد كان قلمي حراً، وهذا ما خرجت به.
 
كم استغرق معك الزمن لتأليف كتابيك؟
إن تأليف الكتب لا يستغرق تلك المدة الطويلة, ربما سنة ونصف إلى سنتين؛ لذلك لم يكن هناك فارقٌ زمنيٌّ كبيرٌ بين الكتابين, ولكن ما يستغرق منك السنوات العديدة هو بناء مخزون معلوماتي جيد عبر القراءة والبحث في الكتب الرصينة قبل التأليف.
 
ما هي نصيحتك للمؤلفين المبتدئين الذين يحلمون بتحقيق حجم النجاح الذي حققته؟
لا تؤلف من أجل الشهرة أو المال، كما لا تنس أننا أصابتنا التخمة من الخواطر وقصص الحب والغرام. نحن بحاجة لزراعة الحقل المعرفي، فإما أن تزرع فيه، أو لتكن من الحاصدين.
 
لو كنت صاحب دار نشر، مَن هم المدونون الذين ستقوم بطباعة كتاب لهم دون تردد؟
أعتقد أنني سأتردد كثيراً في قبول طباعة مدونة إلى كتاب, فبعض الكتّاب بارعون في التدوين وربما انتقالهم إلى حقل آخر يؤثر عليهم, وبالعودة إلى السؤال لا يوجد اسم معين لكثرة المدونين البارعين.
 
ما هي هواياتك الأخرى غير الكتابة؟
السفر بكل تأكيد
 
نجاح كتابك الكبير لمن تهديه؟
لوالدي ووالدتي
 
كلمة أخيرة لقراء مجلة ليالينا: 
أتمنى أن يكون اللقاء قد حاز على رضاكم وكل عام وأنتم بخير.