شعار V الذي يميّز دار "فالنتينو" Valentino

كيف يمكننا أن نترجم خلاصة تاريخ هوية دار "فالنتينو" Valentino بطريقة فورية، دقيقة، شاملة وغير قابلة للالتباس؟

يقف المرء يتأمّل ويتذكّر كيف لعلامة بسيطة أن توحي فوراً بقيَم تاريخ حافل بالحب يقوم على أشخاص، وأعمال حرفية وقصص وأشعار.

إنّه كتاب فنّي يعرض ويحدّد دور شعار V الأيقوني الذي يميّز دار "فالنتينو" Valentino، ويعكس تراثاً ضخماً مختصراً بخطوط نقية، وشكلاً عصرياً من خلاصة السبعينيات وتكريماً لبساطة ورقي الأشكال والأحجام.

تكثر في الساحة المعاصرة الشعارات التجارية وغيرها وقلّما نسأل أنفسنا ما الذي تمثّله تلك الشعارات بالفعل، ما الذي تنقله لنا؟ ما هي الأصداء التي ترددها؟ في الواقع ما نسمّيه شعار هو اختصار لاسم علامة تجارية مطبوع. يأتي الاسم من الكلمتين اليونانيتين "لوغوس" λόγος أي "كلمة" و"تيبوس" τύπος أي "حرف".

إنها الكلمة التي تصبح رمزاً، ومنها الرمز أو الشعار يتحوّل إلى قصة، فكرة تنتقل إلى فسحات متاخمة، واضحة بطريقتها، وربما تبلغ من الوضوح درجة تجعل من الصعب قراءتها، فكرة تستحيل كلمة ومن ثم تنصهر بفعل الرسوم في رمز.

رمز مؤلّف من خطوط مستقيمة ومقوّسة ومن فسحات ممتلئة وخالية، ثم ينبثق من الصفحة أو من الشاشة متحولاً إلى كائن ثلاثي الأبعاد أولاً ثم إلى كائن حقيقي لا ينفك يجمع ويربط ابتكارات الماركة مع بعضها البعض، إلى أن يصبح جزءاً لا يتجزّأ من الكل.

نفكّر مثلاً في كيفية تحوّل شعار V الأيقوني إلى عنصر أساسي في تصميم قمصان الـ"تي شيرت" والأحذية والاكسسوارات.

في هذا الكتاب، أعادت 16 مجلّة تحديد الهدف التجاري اللفظي لهذا الشعار وذلك من منطلق متمرّد غير ملتزم بالتقاليد والاعتقادات، مرتكزة بذلك على روابط بصرية طليقة وبحرية فوتوغرافية وفنية تامة.

عبر مداخلة "بيرباولو بيتشولي" ضمن هذه الصفحات في عالم تألّفي من الرسوم والصور والرموز والشخصيات والأحرف والكلمات والحذوفات والتصحيحات وضربات فراشي الرسم والقصات والتكرارات وكل ما يرتبط بعملية تحويل الأفكار إلى مفاهيم رسومية، تمكّن المدير الفني من تشكيل رسم تراصفي لمختلف المعاني الممكنة التي لم نعتَد أن نراها، لأنها تكون عادة مجتمعة ضمن الشعار أو المنتج أو الحملة.

يتّضح لنا في الكتاب بشكل منفتح ومتنوع ماهية شعار V الأيقوني وما يمكن أن يتحوّل إليه، إنّ مواكبة وظيفته الرسومية وتحرير مختلف المستويات التي يمكن قراءته منها يفسح المجال أمام إيحاءات لا تتخطى عادة مرحلة التصميم، بات المنهج الإبداعي واضحاً من كل جوانبه يكشف عن ذاته من خلال مجموعة متنوعة من الرموز الحرة عبر غشاء شاعري مبهم، قد يكون من الأكثر صدقاً وديناميكية.