صبا مبارك بلقيس الشاشة العربية

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
صبا مبارك بلقيس الشاشة العربية

بخلاف الشائع من الآثار التي يتركها انفصال الوالدين على الأطفال لم تعان صبا مبارك من انفصال والديها بل كان الموضوع طبيعياً، حيث عوضت والدتها التي كانت الأم والصديقة عن غياب الوالد، لا بل ملأت البيت بالفن والإبداع والثقافة وهذا الأمر انعكس بشكل كبير على الشخصية المتوازنة القوية المثقفة والمتمكنة التي تجسدها صبا، بكل ما تحمل من طيبة وحزم وصراحة ورقي.. كل هذه الصفات مكّنت صبا من التفرد بالأدوار التي قدمتها في الدراما والمسرح والسينما واحتلال قلوب المشاهدين بجمالها العربي واستحقاق لقب بلقيس الشاشة العربية.

حياتها مع العائلة وخصوصياتها خط أحمر

ولدت صَبَا مبارك في السعودية في 10 نيسان/أبريل عام 1978 لكنها نشأت في الأردن في منطقة عجلان، ويخطأ الكثير في مكان ولادة صبا إلا أنها ولدت في الرياض ونشأت بعد ذلك في منطقة عجلون؛ حصلت على شهادة التمثيل والإخراج من جامعة اليرموك إربد في عام 2001، بدأت مسيرتها الفنية من خلال مسلسل (السحر والقمر) عام 1998 اسمها الكامل صبا أحمد سليمان السيوف، من أب أردني وأم فلسطينية عاد والدها من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010.

صَبَا أحمد سليمان مبارك السيوف والدتها هي الفنانة الفلسطينية الراحلة "حنان الآغا" الكاتبة والشاعرة والفنانة التشكيلية ووالدها "مبارك السيوف" ولديها أخت واحدة هي آية، توفيت والدتها في 19 نيسان/ أبريل عام 2008 وكانت صبا على علاقة متينة مع والدتها التي تعتبرها كل شيء وتمثل القدوة والصديقة بعدما انفصل والدا صبا في صغرها، وتوفيت والدة صبا فجأة بجلطة رئوية، حيث لم تكن تعاني من أي أمراض سابقة، وفي مقابلة لصبا عام 2012 في برنامج (مع بروين) قالت متحدثة عن أمها أنها "تركت درَّة ستشع إلى الأبد".

تزوجت صبا من المخرج التونسي شوقي الماجري عام 2002 وأنجبت منه ابنها عمار في عام 2004، والمعلومات المتوافرة حول حياة صبا الشخصية أو زواجها ثم طلاقها قليلة جداً وذلك لأن صبا تهتم جداً بإبقاء خصوصيتها وتفاصيل حياتها بعيداً عن الإعلام أو الجمهور، وفي إحدى أحدث تصريحاتها التي طالما أعادتها قالت صبا لمجلة حياتك في 27 من تموز/ يوليو 2016 : "حياتي الخاصة خط أحمر وطموحاتي كبيرة والجمهور لا يهمه سوى فني".

بدايات صبا مبارك في عالم التمثيل

الأستاذ "محمد خير الرفاعي".. لهذا الاسم تأثير كبير على حياة صبا الفنية، حيث تعرفت عليه صبا عندما رافقت أحد أصدقائها إلى اختبار تمثيلي لأحد الأعمال الفنية التي كان يشرف عليها الأستاذ محمد خير، وعندها طلب من صبا التقدم لهذا الاختبار وبعد رؤية أدائها نصحها بتغيير دراستها من النحت والتصوير إلى المسرح والتمثيل ثم شاركته صبا في أولى أعمالها المسرحية "الصرخة" في عام 1996.

لطالما أكدت صبا في مقابلاتها ولاسيما في مقابلتها ضمن برنامج (معكم منى الشاذلي) في 5/5/2016 على أن حلمها ليس الذهاب إلى هوليود أو التمثيل في أفلام أجنبية من أجل الشهرة والعالمية، وإنما بإمكان أي شخص ببساطة العمل باحترافية وسيصل بطبيعة الحال إلى الانتشار الذي يستحقه عمله الفني.

محطات صبا الأولى في الدراما السورية

سيرتها الفنية حافلة بالعديد من المسلسلات التلفزيونية التي تفوق ال 40 عملاً إضافة للكثير من الأفلام والمسرحيات، لكن أولى أدوارها التمثيلية في سوريا كانت في مسلسل (الكواسر) عام 1998 من إخراج نجدت أنزور ويعتبر أول ظهور لها حيث تعرف عليها الجمهور السوري من خلال دور بثينة، الذي تميز بالجرأة كما شاركت في ذات العام بمسلسل (شوق الرهف) من إخراج فيصل الزعبي، شاركت في عام 2001 في مسلسل (أرواح مهاجرة) من إخراج شوقي الماجري.

تجدد التعاون بين صبا والمخرج شوقي الماجري عام 2002، حيث شاركت في مسلسل عمر الخيام ويتحدث المسلسل عن حياة عمر الخيام وفرقة الحشاشين ولعبت صبا في المسلس دور نسرين التي تحولت فيما بعد إلى بطلة الخيام وحب حياته.

استمرت صبا في سلسلة من الأعمال التاريخية التي بدأتها فقد وضعت بصمتها في عام 2003 ضمن مسلسل (الحجاج) الذي يتناول مسيرة حياة الحجاج بن يوسف الثقفي والذي لقب بالسفاح إحدى الشخصيات المؤثرة في التاريخ والمسلسل من إخراج محمد عزيزية ولعبت فيه دور غزالة، كما شاركت إلى جانب سلوم حداد وغسان مسعود في مسلسل (آخر أيام اليمامة) تحت إدارة المخرج أحمد دعيبس.

صبا وجمالها العربي في الدراما

لعل الجمهور العربي تعرف بشكل جيد على الفتاة ذات الملامح العربية والأداء اللافت من خلال أدوار صبا مبارك ولاسيما التاريخية منها، لكن بعد عام 2003 انتقلت إلى الدراما الاجتماعية الواقعية وشاركت بشكل متميز بدور "مرام" في بطولة مسلسل (الشمس تشرق من جديد) عام 2005 مع مي سكاف ومجموعة من الممثلين السوريين من إخراج هيثم حقي ويروي المسلسل المعاناة التي تمر بها مرام بعد انهيار أسرتها الفقيرة وإصابة والدتها بالسرطان، عادت صبا بقوة إلى الأعمال التاريخية بدورها في مسلسل (خالد بن الوليد) عام 2006 من إخراج محمد عزيزية والمسلسل الآخر (هوي) باللهجة البدوية الذي اشتهرت به صبا لإتقانها اللهجة وأدائها المميز عام 2007 من إخراج بسام المصري.

في عام 2007 جسدت صبا دور ممرضة في إحدى مشافي جنين في مسلسل (الاجتياح) من إخراج شوقي الماجري ويعتبر من المسلسلات التي شكلت علامة فارقة وحاسمة في تصوير الصراع العربي الإسرائيلي، ولاقى رفضاً من قبل بعض القنوات العربية ويروي المسلسل ملحمة مخيم جنين عام 2007 حيث شارك في هذا العمل مجموعة من الممثلين الأردنيين والسوريين وهو من إخراج التونسي شوقي الماجري، ولكن عرضته قناة (MBC) بعد فوزه بجائزة الإيمي أوورد (Emmy Award) عام 2008 وهي جائزة أمريكية تقدمها الأكاديمية الدولية للعلوم والفنون التلفزيونية وتعادل جائزة الأوسكار التي تمنح للأفلام السينمائية أنشئت عام 1949.

ثم جسدت صبا دور الملكة بلقيس ملكة سبأ التي استلمت الحكم بعد وفاة والدها في عام 2009 من إخراج باسل الخطيب كما تحدت بلقيس كل العادات القديمة حيث نبذت الأصنام وآمنت بوجود الخالق في هذا الكون ولقبت صبا بعد هذا المسلسل ب "بلقيس الشاشة العربية".

في عام 2010 حصلت صبا على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل أنا القدس ووراء الشمس (Jordan Awards) كما شاركت في لجنة تحكيم مهرجان قرطاج للأفلام عام 2015 .

صبا تعانق المسرح

فتاة المسرح المتمردة لم تتخل عنه وتابعت التدريبات فحافظت على مسيرتها في المسرح لابل طورتها لإخراج أعمال مسرحية، في بداية مشوارها المسرحي تعاونت صبا للمرة الثانية مع المخرج محمد خير الذي كتب وأخرج مسرحية "ليلة زفاف إليكترا" في عام 1998 حيث نالت صبا عن هذه المسرحية جائزة أفضل ممثلة في المهرجان الأردني المسرحي في دورته الخامسة عن فئة المحترفين.

وبعد مشاركتها بالعديد من المسرحيات قررت صبا أن تأخذ المبادرة وتخوض تجربتها الإخراجية الأولى من خلال مسرحية "الخادم الأخرس" في عام 1999، كما تجاوز عملها في المسرح حدود البلاد العربية لتشارك في عام 2005 بالمسرحية الدنماركية "سرداب فينوس" وهو يمثل رؤية المرأة الخاصة بها وتصوراتها الواقعية عن عالمها وقد رافق العمل الكثير من التأثيرات البصرية وشارك فيه ممثلون من سوريا والأردن وتم عرض المسرحية في ألمانيا والدنمارك وغيرها من الدول الأوروبية.

آخر الأعمال المسرحية التي شاركت بها صبا كان مسرحية الحادثة في عام 2012 من إخراج سوسن دروزة وتحاكي المسرحية حياة الممثلة سلمى؛ المجّدة في عملها ولكنها تتعرض لحادثة تغير مجرى حياتها كله.

صبا وسينما المضمون والقضايا

هي موجودة في السينما وبقوة مثلما التلفزيون والمسرح حيث جسدت صبا العديد من الأدوار التي جعلتها تحصد الجوائز في معظم الأفلام التي شاركت بها كما أنها تنتقي الشخصيات بدقة كبيرة ولاسيما الأعمال التي تدعم قضايا هامة، وكان أول الأفلام هو فيلم (الحياة أولاً) في عام 1999 من إخراج فيصل الزعبي ونال الفيلم الجائزة الذهبية في مهرجان الراديو والتلفزيون في تونس، كما حصد الفيلم جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة الدولي ويتناول حياة الرسام الذي فقد بصره بعد تعرضه لانفجار وكيف تمكن من إكمال حياته والحفاظ على علاقته بإحدى المعلمات.

شاركت صبا في ما يقارب 12 فيلماً سينمائياً في كل من سوريا ومصر وعدد من الدول الأوروبية، حيث شاركت مع الممثل فايز قزق وعدد آخر من الممثلين السوريين في الفيلم السوري (خارج التغطية) من إخراج عبد اللطيف عبد الحميد في عام 2005 ويعتبر الفيلم أحد الأعمال الجريئة التي تناولت قضية المعتقلين السياسيين في سوريا، كما نال الجائزة الذهبية لمهرجان وهران السينمائي في دورته الثانية. شاركت صبا في سلسلة أفلام من ثلاثة أجزاء يدعى (هاملتون) بدأت بتصويرها في عام 2011 وأدت دور ضابطة في منظمة التحرير الفلسطينية وتم تأدية الفيلم باللغة الإنكليزية.

الدراما المصرية حديثاً في مسيرة صبا مبارك

دخلت صبا عالم الفن في مصر من أوسع أبوابه عندما جسدت بطولة فيلم (بنتين من مصر) إلى جانب الممثلة المصرية زينة وإخراج محمد أمين الذي أعطى الدور لصبا على الرغم من أنها في تلك الفترة لم تكن تتقن اللهجة المصرية ولكنها تدربت جيداً حتى تصل لإتقانها ونالت صبا شهرة واسعة في مصر بعد هذا الفيلم، كما حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2010، وواصلت صبا أعمالها التلفزيونية في مصر وشاركت في عام 2012 بمسلسل اجتماعي هو (حكايات بنات) وبعدها بمسلسل (شربات لوز) مع الممثلة المصرية يسرى، وأخر أعمالها كان مسلسل (أفراح القبة) عام 2016 واكتفت صبا بهذه المشاركة الواحدة.

أخيراً.. تعرفنا في هذا المقال على الكثير من المعلومات عن الممثلة الأردنية صبا مبارك، حياتها المهنية وأهم الأعمال والأدوار التي شاركت بها وتركت بصمتها إضافة لعدة تفاصيل عن عائلتها، كما أن صبا إحدى الممثلات التي تشارك بشكل دوري بفعاليات المجتمع المدني مما يجعلها ناشطة بهذا المجال كما أنها داعمة كبيرة لقضايا المرأة العادلة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار