فوائد الحجامة للصحة، وأنواعها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
فوائد الحجامة للصحة، وأنواعها

تمثلت الحجامة في الطب النبوي المنقول لنا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأثبتت العديد من الدراسات فوائدها كما انتشرت في العالم الغربي فأصبحت مستخدمة من قبل الكثيرين، تعتبر إحدى طرق العلاج الفعالة في الطب البديل لدى الصينين إلى جانب الوخز بالإبر، نعرفكم في مقالنا عن ماهيتها وأوقاتها المناسبة وأبرز فوائدها.

ما هي الحجامة وما أنواعها؟

نوع قديم من أنواع الطب البديل وتستخدم في علاج بعض الأمراض وتخفيف الألم، يعود استخدامها إلى عصور ما قبل الميلاد، حيث وجدت نقوش على جدران مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون؛ أكدت استخدام الفراعنة المصريين الحجامة كعلاج، كما ذكرها الفيلسوف اليوناني أبقراط في كتاباته وما زال استخدامها قائماً حتى وقتنا الحالي.

تجرى عملية الحجامة عن طريق سحب الدم باستخدام كؤوس توضع مكان الألم ولها عدة مواضع؛ يمكن وضعها على مكان الألم مباشرة، وعلى الوجه، الرأس، الظهر والأطراف والرقبة.

أنواع الحجامة

  1. الحجامة الرطبة: يتم فيها وضع الكؤوس على المكان المطلوب مع استخدام المشرط وجرح الجلد؛ مما يتيح خروج الدم الفاسد.
  2. الحجامة الجافة: وهي مشابهة تماما للحجامة الرطبة ولكن لا يتم فيها جرح الجلد.

الحجامة تقوي المناعة وتخلص الجسد من السموم

يتناول الإنسان خلال حياته الكثير من الأدوية التي تساعده على العلاج أو تخفيف الألم، ويبقى أثر البعض منها إما في الأنسجة أو الدم، نشر تقرير عن الدكتور كيتاسي من جامعة أوساكا في اليابان أكد فيه أن الحجامة تنقي الدم من المواد السامة وآثار الأدوية وتحول المواد الحمضية إلى قلوية.

كما تزيد عدد الكريات الحمراء الجديدة والكريات البيضاء؛ مما يعزز الجهاز المناعي، وذكر الدكتور كيتاسي أن نتائج العديد من الدراسات أثبتت أن الحجامة تعزز دفاعات الجسم وتنظم الدورة الدموية وتسهل تدفق الدم مما يسمح بنقل الأوكسجين إلى أعضاء الجسم بشكل أفضل.

الحجامة وتأثيرها على أمراض الجهاز التنفسي وخاصة المدخنين

يعاني الكثير من الناس من مشاكل في الجهاز التنفسي وخاصة المدخنين منهم، وقد تساعد الحجامة في الحد من هذه المشاكل وعلاجها، وقد نشرت دراسة في 29 كانون الأول/ديسمبر عام 2013 في مجلة العلوم الطبية الباكستانية عن فعالية الحجامة في الحد من مضاعفات الأمراض التنفسية، فأخذت عينات من متطوعين مدخنين بعد القيام باختبار وظائف الرئة وفحص نسبة الأوكسجين وهيموغلوبين الدم.

وقد تم استخدام الحجامة الرطبة كعلاج، فأظهرت النتائج التخلص من العديد من المواد السامة التي تتشكل بسبب التدخين وتنشيط الدورة الدموية، مما ساعد على تحسين التنفس وارتفاع نسبة الأوكسجين في الدم وتنشيط عمل الرئة بشكل ملحوظ بعد اثنتي عشرة ساعة من القيام بها.

الحجامة تساهم في ضبط ضغط الدم العالي

توجد الكثير من العوامل الخارجية والداخلية التي تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، وقد نشرت دراسة في 17 شباط/فبراير عام 2016 أجريت في مركز متخصص بإجراء الحجامة في المملكة المتحدة على امرأة في الرابعة والستين من العمر تعاني من ارتفاع ضغط الدم، تم إجراء عملية الحجامة على ست مراحل مع مراعاة الخضوع لنظام غذائي والقيام بالرياضة وشرب كميات كافية من المياه، تم قياس ضغط الدم قبل القيام بالحجامة ثم تم قياسه مجدداً بعد إجرائها، فأظهرت النتائج انخفاضاً في ضغط الدم الشرياني مع تنشيط الدورة الدموية وشعور المريضة بنشاط أكبر مع التخلص من آلام الرأس والشعور بالغثيان المرافق لارتفاع الضغط.

الحجامة تساعد في ضبط مستوى سكر الدم

يعتبر مرض السكري من أهم المشاكل الصحية التي يعاني منها الكثير من الناس، وقد أشارت دراسة في 9 أيلول/سبتمبر عام 2013 نشرت في مجلة بارك للأبحاث السويسرية؛ أن الحجامة يمكن أن تساعد في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم وقد شارك في التجربة ثلاثون مريضاً كانوا يعانون من مرض السكري.

تم أخذ عينات من الدم قبل إجراء الحجامة وفحصها لاستبيان مستوى الجلوكوز في الدم، ثم تم إجراء عملية الحجامة وفحص عينات جديدة من الدم ومقارنتها بالأولى؛ فأظهرت النتائج انخفاضاً في مستويات الجلوكوز وعودتها إلى المستوى الطبيعي، كما أكد الباحثون الذين قاموا بالتجربة أن الانتظام بإجراء الحجامة عامل مهم في ضبط سكر الدم.

الحجامة تساهم في علاج الصدفية

الصدفية مرض جلدي غير معدي ولكنه يصيب العديد من الناس، وهو عبارة عن تشكل بقع حمراء اللون تختلف عن سائر لون الجلد ولها قشرة بيضاء تسبب ألماً وحكة، نشر تقرير في آب/أغسطس عام 2016 في العيادة البريطانية للحجامة أن مرض الصدفية ينشأ عن مشكلة في الجهاز المناعي الذي يبدأ بمهاجمة خلايا الجلد الطبيعية.

وقد أثبتت عدة دراسات كما ذكرنا سابقاً أن الحجامة تحسن عمل الجهاز المناعي عن طريق إزالة السموم وركود الدم في بعض مناطق الجسم، حيث أظهرت نتائج التقرير أن الحجامة تساهم بشكل كبير في معالجة مرض الصدفية وعودة الجلد إلى طبيعته تدريجياً بعد الانتظام باستخدامها.

الحجامة تقي من مرض ابيضاض الدم

تتشكل كريات الدم الحمراء داخل العظام وتنتج في الثانية الواحدة 2.5 مليون كرية دم حمراء، كما يموت ما يعادلها في الثانية الواحدة أيضاً، ولسبب غير معروف علمياً قد يتوقف تشكيل الكريات الحمراء والإصابة بمرض ابيضاض الدم.

 وقد نشرت دراسة في 31 أيار/مايو عام 2013 في مجلة الطب البديل عن فعالية الحجامة في التخلص من بعض الأمراض أو تخفيف آثارها، وقد أثبتت نتائج الدراسة أن علاج مرض ابيضاض الدم هو نقص الدم المنتظم أيّ التخلص من كريات الدم الهرمة وتنشيط إنتاج أخرى جديدة، وأن الحجامة تساهم بشكل كبير في التخلص من الدم الفاسد وتعزز زيادة إنتاج الكريات الحمراء وتنشيط الدورة الدموية.

الحجامة تساعد في تخفيف الألم

يبحث العديد من الناس عن طرق آمنة لتخفيف آلام المفاصل، العضلات، الصداع النصفي وتشنجات العضلات وقد نشر بحث في 16 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2010 في مركز البحوث  الدولية للطب البديل في جامعة بكين في الصين أثبت أن استخدام الحجامة كعلاج يساعد في التخفيف من الآلام؛ فهي تعمل على زيادة تدفق الدم في الأوعية والشعيرات الدموية.

كما أنها تقوم بتنبيه النهايات العصبية الموجودة في مكان الألم وبهذا تنبعث إشارات إلى المخ وتنتج مادة الإندروفين (Endorphin) التي تساهم في تحفيز إفراز الكورتيزون (Cortisone) بكمية مناسبة، وقد أظهرت النتائج آثاراً إيجابية في تخفيف الألم بشكل عام والألم المصاحب للعلاج الكيماوي، كما تساعد الحجامة في تهدئة الألم المصاحب لأمراض الجهاز التنفسي.

أشياء يجب تذكرها عند إجراء الحجامة

  • يجب على الشخص الذي يقوم بإجراء الحجامة أن يكون مطلعاً على أساليب الطب البديل وكيفية إجرائها وأماكن وضعها.
  • يجب التشديد على تعقيم الأدوات وكؤوس الحجامة بشكل جيد، كما يجب على الشخص الذي يقوم بإجرائها ارتداء قفازات حتى لا يتلوث مكان الجروح.
  • لا توجد أثار جانبية لعملية الحجامة، ولكن خلال إجرائها قد يشعر بعض الأشخاص بقليل من الوهن أو الدوار أو الغثيان.
  • لا ينصح بإجراء الحجامة للأطفال، العجز، الحوامل وفي أوقات الطمث عند النساء، كما لا تجرى على مرضى السكر بعد الأكل مباشرة وإنما بعد ساعتين على الأقل.

ختاماً.. أثبتت العديد من الدراسات فوائد الحجامة ومنافعها، حيث يقوم بها الكثير من الناس إما للتخفيف من آلام بعض الأمراض أو بقصد الاستشفاء، كما لجأ إليها العديد من الرياضيون كفريق الأولمبياد الأمريكي والممثلون كالممثلة جينيفر أنستون وغيرهم الكثير، وقد صرحوا أنها افضل شيء قاموا به وتخلصوا من التعب والوهن والآلام المرافقة للتدريبات، ولكن من المهم إجرائها بالظروف والأوقات المناسبة لها.