قصة أصحاب الكهف

  • تاريخ النشر: الخميس، 19 أكتوبر 2023 آخر تحديث: الإثنين، 01 أبريل 2024
قصة أصحاب الكهف

قصة أصحاب الكهف تحكي عن أولئك الفتية آمنوا برسالة عيسى عليه السلام في المدينة عبدت الأصنام، ففروا بدينهم معتصمين بربهم إلى الكهف. تابعوا المقال لتعرفوا تفاصيل أكثر عن قصة أصحاب الكهف ومصيرهم في النهاية.

قصة إيمان أصحاب الكهف 

قيل في أحوال الفتية أنهم كانوا مع أبناء الأكابر أو أبناء الملوك، وكَانَوا يعيشون أَيَّامَ مَلِكٍ اسْمُهُ دِقْيُوسْ، وَيُقَالُ دِقْيَانُوسْ، وَكَانُوا يسكنون في مَدِينَةٍ لِلرُّومِ اسْمُهَا أَفْسُوسْ تقع في منطقة تاريخية في غرب الأناضول، يحكمهم ملكاً يعبد الْأَصنام، لكنهم كانوا فتيَة آمَنوا بربهِم على شريعة النبي عيسى عليه السلام.

وكان هذا الملك يطوف على مدن الروم حتى لا يبقي أحداً على شريعة عيسى عليه السلام إلا قتله، وكان هؤلاء الفتية يستخفون من ملكهم ما كان يعبده من الأصنام. ووصل الخبر إلى دقينوس بأن من أبناء حاشيته من يعصي أوامره ويسبُّ آلهته، فجمع الملك الفتية وأمرهم باتباع آلهته والتقرب إليها بالقرابين، وتوعدهم بالقتل إن خالفوا أوامره.

هجرة الفئة المؤمنة إلى الكهف

فاجتمع الفتية وقرروا فيما بينهم على اعتزال الناس والهرب من المدينة، حتى آواهم الليل إلى الكهف على أطراف المدينة يدعى بنجلوس. وبقوا فيه يعبدون الله تعالى ويقضون أغلب أوقاتهم بالذكر والدعاء. وكان بينهم فتى يمليخا هو المسؤول عن إمدادهم بالطعام والشراب، فكانَ إذا أراد الخروج إلى سوق المدينة، يلبس أثواباً ممزقة يتخفى بها عن أهل مدينته، وبذلك يشتري الطعام والشراب لأصحابه دون أن يلاحظه أحد.

فلما جنَّهم اللَيل ضرب اللَّهُ عَلَى آذَانهِم ووكل بهم ملائكة يُقلبونهم ذات اليمين وذات الشمال لئَلَا تأكل الْأَرض أَجسادهم، وكَانَت الشمس تطلع عليهم "وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُۥٓاْ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ يَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَيُهَيِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقٗا (16) ۞وَتَرَى ٱلشَّمۡسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَٰوَرُ عَن كَهۡفِهِمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقۡرِضُهُمۡ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمۡ فِي فَجۡوَةٖ مِّنۡهُۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِۗ مَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ وَلِيّٗا مُّرۡشِدٗا (17) وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ وَنُقَلِّبُهُمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِۖ وَكَلۡبُهُم بَٰسِطٞ ذِرَاعَيۡهِ بِٱلۡوَصِيدِۚ لَوِ ٱطَّلَعۡتَ عَلَيۡهِمۡ لَوَلَّيۡتَ مِنۡهُمۡ فِرَارٗا وَلَمُلِئۡتَ مِنۡهُمۡ رُعۡبٗا"

البحث عن أصحاب الكهف

وعاد الملك دقنيوس من مهمة كانت له خارج المدينة، وطلب الفتية ليعرف ماذا قرروا بشأن عبادة آلهته، فأخبروه الناس بأمر هروبهم من المدينة. فجمع جيشه ليبحث عنهم فوجدهم داخل الكهف، فأمر بإغلاق عليهم الكهف ليموتوا داخله، وكان الله قد ضرب على آذانهم فلم يتأثروا بمن حولهم، وبقوا على ذلك زمناً طويلاً.

خروج الفتية من الكهف

أذن الله بفتح الكهف بيد راعٍ قصد الكهف ليحمي أغنامه من المطر، بزمن الملك يؤمن بدين عيسى عليه السلام. فاستيقظ أصحاب الكهف من نومهم واختلفوا في مدة نومهم، ثم أرسلوا يمليخا ليشتري لهم الطعام من السوق. ووصل يمليخا متخفياً السوق وأظهر دراهمه أنكره الناس واجتمعوا يسألون عن أمره لأن الدراهم تشير إلى أنها قد ضربت قبل عهد داقيوس الملك بسنين، وتعجبوا من أين وجد هذا الكنز.

رفع أهل المدينة أمر يمليخا إلى الملك فقص عليه قصته، فأتبعه الملك وقومه إلى الكهف ليشهدوا قصة أصحابه. فلما وصلوا سبقهم يمليخا إلى الداخل فضرب الله عليهم فماتوا، فاستبطأه الملك فدخل ومعه قومه فوجدوهم على حالهم، وأقاموا عليهم كنيسة ومسجداً يُصلى فيه " وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا"

الراجح في عدد أصحاب الكهف

ذكر في سورة الكهف أن عدد الفتية غير معروف، ويتراوح ما بين ثلاثة وكلبهم، وسبعة وكلبهم، وحيث ذكر في القرآن الكريم أن الله عز وجل يعرف الغيب. لكن بعض أهل العلم فهم من رده سبحانه وتعالى للقولين الأولين في عددهم وكونهما رجماً بالغيب، وسكوته عن الثالث، أن عددهم هو الأخير المسكوت عنه. قال تعالى بهذا الخصوص: "سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا"

 وأما سبب إبهام الله تعالى لعددهم وإعراضه عنه فهو كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى هو رد العلم إلى الله تعالى، إذ لا احتياج إلى الخوض في مثل ذلك بلا علم. [1]

الأسئلة الشائعة

ما هي قصة أصحاب الكهف باختصار؟

حكي عن أولئك الفتية الذين فرُّوا بدينهم معتصمين بربهم إلى أن آواهم المبيت إلى كهف نُسبوا إليها فيما بعد، وبقوا فيه نائمين لفترة تجاوزت ثلاثة قرون، فلبثوا فيه حتى ظهروا في زمن آخر، وعصر ملك جديد.

من هو الملك الذي هرب منه أصحاب الكهف؟

يقال بأن أصحاب‌ الكهف‌ كانوا في زمن‌ الملك‌ الصالح‌ تيودوسيوس‌ الذي‌ حكم‌ بين‌ 408 ـ 451 ميلاديّة‌، وحتى زمن‌ دقيوس‌ مائتي‌ سنة‌ أو أقلّ.

أين يقع الكهف المذكور في القران؟

تعددت الآراء وتباينت حول موقع الكهف الذي رقد به الفتية أصحاب الكهف، وبالنظر إلى الدلائل التاريخية والأثرية، واستناداً أيضاً إلى ما ذكر في القرآن؛ يرجح الباحثون أن يكون كهف أهل الكهف هو الكهف الواقع في قرية الرجيب على بعد 7 كيلو متر شرق العاصمة الأردنية عمان. 

من العبر التي نستفيد من قصة أصحاب الكهف هي أن الله تعالى ينصر عباده المؤمنين الذين يعتصمون بربهم فضلاً عن التدبر والتأمل في معجزات الله سبحانه وتعالى. وقصة أصحاب الكهف هي قصة ملهمة من سورة الكهف في القرآن تدور أحداثها على خلفية مجتمع كان منغمساُ بعمق في عبادة الأصنام، لكن يخرج منها الفتية الصغار يؤمنون بالله تعالى بالرغم من ذلك.

موضوعات ذات صلة:

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار