كيف تتغير عقول النساء بعد الإنجاب؟

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: السبت، 13 مارس 2021
كيف تتغير عقول النساء بعد الإنجاب؟

تمر المرأة بعدد من المراحل مختلفة التأثير عليها، حيث يعتبر الحمل والولادة من أكثرها أهمية في حياة كل أم، والسر ليس في التغيرات الجذرية التي تحدث على الشكل والحالة الجسمانية، بل في تبدل طريقة عمل المخ بدرجة أو بأخرى، ما نوضحه عبر كيفية تغير عقول النساء بعد الإنجاب.

الولادة وهرمونات السعادة

تبدو سيطرة هرمونات السعادة على عقول النساء من العلامات المميزة للمرور بتجربة ولادة ناجحة، فبالرغم من المشقة التي تعاني منها الأم في تلك الفترة، وبالرغم من التقلبات المزاجية التي تصيبها أيضا، فإن ابتسامة طفلها حديث الولادة قد تخفف من كل ذلك، بل وتساهم في زيادة إفراز هرمونات السعادة وخاصة عند الرضاعة، وهو الأمر الذي يفسر اهتمام الأمهات بأطفالهن مهما كانت حالتهن الصحية والنفسية.

كذلك يؤكد خبراء علم النفس أن تغير عقول النساء بعد الولادة يحدث بوضوح في ظل زيادة مساحة منطقة المكافأت في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن مشاعر السعادة عند تحقيق النجاح في أمر ما، لتبدو أفضل حالا مع قيام الأمر بدورها على أكمل وجه.

على الجانب الآخر، يعتقد البعض أن انحصار المادة الرمادية في الدماغ لدى النساء بعد الولادة، وهي المادة المسؤولة عن السمع والرؤية ومعالجة الذكريات والمشاعر، أمر يضر بحالهن، إلا أن ذلك يكشف عن تغير عقول النساء والأمهات تحديدا في الواقع بصورة أكثر إيجابية، حيث تتراجع قدرة الأم على الإحساس بالمشاعر السلبية تجاه طفلها، بل وتصبح أكثر تعلقا به بدرجة تساهم في تنشأة الطفل بالشكل الأمثل.

آثار جانبية غير مثبتة

تؤكد بعض النساء أن ذاكرتهن صارت أضعف بعد الولادة، حيث أصبح نسيان الأمور واردا للغاية، ليبدو ذلك من علامات تغير عقول النساء بعد الإنجاب، إلا أن العلم يكذب ذلك دون شك، بالتشديد على أن الحالة الذهنية لا يمكنها أن تسوء بعد الإنجاب، وخاصة فيما يتعلق بالذاكرة أو النسيان.

يرى العلماء إذن أن تفسير حالة النسيان التي تعاني منها بعض النساء بعد الولادة، هو ذلك التشتت الطبيعي الذي يحدث لذهن المرأة في ظل اهتمامها بالطفل وزيادة تركيزها على مهام العناية به حتى وإن كان ذلك على حساب حالتها النفسية والذهنية، لتبدأ الأم حينها في نسيان أمور خاصة بها ولكن دون أن تتأثر الذاكرة لديها على المدى البعيد بأي مشكلة.

في كل الأحوال، تبدو تغيرات عقول النساء بعد الولادة أكثر إيجابية مما يتوقع الكثير من البشر، فبينما تتعدد الفوائد التي تحصل عليها فيما يخص تحسين الحالة النفسية عبر زيادة إفراز هرمونات السعادة واتساع منطقة المكافأت في الدماغ، فإن ما يبدو كأثر جانبي سلبي للولادة وهو انحصار المادة الرمادية، ثبت أنه يقلل من قدرة الأم على الشعور بالغضب أو الحزن من الطفل الرضيع، ليزيد ذلك من قدراتها في الواقع وليس العكس.