اليوم الدولي للمهاجرين (International Migrants Day)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
اليوم الدولي للمهاجرين (International Migrants Day)

نظراً لأهمية الهجرة من كل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتزايد أعداد المهاجرين في القرن الحادي والعشرين نتيجة الحروب، وفقدان مئات المهاجرين لحياتهم نتيجة الهجرة عبر قوارب غير آمنة، خصصت منظمة الأمم المتحدة يوماً دولياً للاحتفال بالهجرة، فما هو هذا اليوم؟ وكيف يتم الاحتفال بهذا اليوم؟ كل ذلك سنجيب عنه في هذه المقالة.

الاحتفال باليوم الدولي للهجرة

يحتفل العالم باليوم الدولي للهجرة في الثامن عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر كل عام، وهو يوم للاحتفال وليس عطلة رسمية، تدعو منظمة الأمم المتحدة في هذا اليوم حكومات الدول الأعضاء، المنظمات (منظمة العفو الدولية، المنظمة الدولية للهجرة)، الأفراد، للاحتفال بهذا اليوم من خلال توزيع المعلومات عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية للمهاجرين، كما دعت منظمة الأمم المتحدة الناس لتبادل الخبرات والمساهمة في وضع خطط عمل لضمان حمايتهم.

نتيجةً لذلك قامت المنظمات الدولية بتنظيم أنشطة كالأفلام الوثائقية الخاصة بالمهاجرين، تنظيم المحاضرات والندوات التي تتحدث عن حقوق اللاجئين ومعاناتهم، تعطي الرأي العام العالمي معلومات عن المهاجرين، مشاكل الاتجار بالبشر، حياة الأطفال العمال المهاجرين، محنة اللاجئين، وسبل مكافحة العنصرية.

الأمم المتحدة تحدد يوماً للاحتفال بالهجرة

تعود فكرة اليوم الدولي للهجرة (المهاجرين) للمنظمات الآسيوية، التي حددت يوم الثامن عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر يوماً للتضامن مع المهاجرين، وتشجيع الدول للانضمام للاتفاقية الدولية لحقوق المهاجرين، وذلك في عام 1977، كما نظمت هذه المنظمات حملة على الإنترنت لدفع الأمم المتحدة لتبني يوماً دولياً للمهاجرين، وهو ما تحقق لاحقاً حيث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال انعقادها في الرابع من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2000، تحديد يوم الثامن عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر كل عام للاحتفال باليوم الدولي للهجرة (اليوم الدولي للمهاجرين) بموجب القرار رقم 93/55.

وهو نفس الموعد الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب القرار 45/158 الاتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم في الثامن عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر 1990 (تضمنت الاتفاقية تمتع العامل المهاجر بحرية العمل والضمير والدين، رفض العمل في السخرة (أي العمل من دون مقابل مادي)، حق مغادرة البلد التي سافر إليها والعودة لبلده الأصلي... إلخ).

يعتبر اليوم الدولي للمهاجرين فرصة للتعرف على المساهمات التي قدمها ملايين المهاجرين في اقتصادات البلدان المضيفة، إضافةً لتعزيز احترام حقوق الإنسان الأساسية.

تعريف: من هو المهاجر؟

تعود كلمة المهاجر إلى الكلمة اللاتينية (Migrare)، وتعني الانتقال من مكان لآخر، وبحسب اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق العمال المهاجرين الموقعة في عام 1990 يُعرف العمال المهاجرين بأنهم:

"الناس الذين سوف يشغلون أو شغلوا نشاطاً مقابل أجر في الدولة التي هم ليسوا مواطنين".

عرفت المنظمة الدولية للهجرة المهاجر بأنه:

"أي شخص يتحرك أو ينتقل عبر الحدود الدولية أو داخل الدولة بعيداً عن مكان إقامته العادية، بغض النظر عن الوضع القانوني للشخص، أو إذا كانت الحركة طوعية أم قسرية، أو ما أسباب الحركة الاستقرار الدائم أو المؤقت".

عرف القاموس البريطاني المهاجر بأنه:

"الشخص الذي ينتقل من مكان إلى آخر للحصول على العمل".

بحسب القاموس السياسي الفرنسي يوجد ثلاثة أنواع للمهاجرين، هم:

العمال المهاجرين المؤقتين

يهاجرون لفترة محددة، غالباً ما تكون هذه الهجرة مؤمنة أي بموجب عقد عمل أو بعثة علمية من جامعة في البلد التي يسافر إليها المهاجر، وتكون هذه الهجرة بهدف تحسين الوضع المعيشي والعودة بأموال تكفي لحياة كريمة في بلدهم الأصلي، وعندما يتحقق الهدف يعودون للاستقرار في بلدانهم الأصلية.

المهاجرين ذوي المهارات العالية

من ذوي الكفاءات كالأطباء، المهندسون، علماء الكيمياء، يهاجرون إما للعمل أو لمتابعة تحصيلهم العلمي، ونتيجة المحفزات والمغريات التي تقدمها الدول التي سافروا إليها (الأجور العالية، مكان سكن لائق) يبقى هؤلاء في تلك البلدان ويحصلون على جنسيتها مع مرور الوقت.

المهاجرين غير الشرعيين

هم المهاجرون الذين لا يملكون وثائق أو لا يسافرون بوثائق رسمية كي لا تتم إعادتهم إلى بلدانهم باعتبارهم يسافرون بطريقة غير شرعية (من دون موافقة البلد التي سافروا منها والبلد التي يصلون إليها)، فيستغل بعض التجار هؤلاء ويأخذون منهم مبالغ كبيرة ويضعونهم في زوارق غير آمنة على أمل أن تحملهم إلى البلدان التي يرغبون في الهجرة إليها، وغالباً ما يغرقون وسط البحر ولا ينجو منهم إلا من كان يتقن السباحة ويستطيع مقاومة تيار الماء الجارف.

المهاجرين قسراً، هم الذين تستبعدهم حكومة بلدانهم إلى الخارج، لأنهم يحملون آراءً لا تتوافق مع آراء حكوماتهم، هذا النوع من المهاجرين يسمون المهاجرين المنفيين، غالباً يبقى هؤلاء في المنفى حتى تتغير الحكومة القائمة ووصول حكومة تتفق آراؤها مع آرائهم وتسمح لهم بالعودة إلى بلدانهم.

هوية المهاجرين

لا يأتي المهاجرون بسبب معاناتهم من الفقر المدقع، لأن هؤلاء لا يمتلكون تكاليف السفر والهجرة خارج بلدانهم، بل غالباً ما يأتي المهاجرون الدوليون من الأسر المعيشية ذات الدخل المتوسط، وعندما يستقر المهاجرون في الخارج، يساعدون الأصدقاء والأقارب على اللحاق بهم، فتنخفض تكاليف الهجرة وأخطارها، مما يسمح لمن هم أفقر، ولكن ليس لمن هم الأكثر فقراً بالهجرة.

ما هي أسباب الهجرة

  • تزايد الفوارق التنموية، السكانية، الديمقراطية التي كانت قائمة بين مختلف مناطق العالم.
  • الحصول على عمل بأجر جيد في بلد غني.
  • الرغبة في العيش ببلد آمن، نتيجة الاضطرابات في البلد الأصلي للمهاجر.
  • حاجة العديد من الاقتصادات المتقدمة والديناميكية إلى العمال المهاجرين لأداء الأعمال التي لا يمكن أن يُعهد بها إلى شركات أجنبية، ولا يوجد من يرغب في أدائها من العمال المحليين بالأجور السائدة.
  • شيخوخة السكان في البلد المستقبِل للمهاجرين، لأنها تؤدي إلى نقص في عدد الأيدي العاملة مقارنة بالأشخاص المعالين والذين يحتاجون الرعاية.

نتائج الهجرة وآثارها

يمكن أن تؤدي الهجرة إلى النتائج التالية:

  • انخفاض أجور العمال في الدول المستقبِلة للمهاجرين.
  • زيادة البطالة بين العمال ذوي المهارات المنخفضة في الدول المستقبِلة للمهاجرين.
  • يزيد المهاجرون من القوة العاملة، عدد المستهلكين، كما يساهمون بقدراتهم في مجال تنظيم الأعمال، فإنهم يحققون ازدهار النمو الاقتصادي في البلدان المستقبلة.

شعار اليوم الدولي للمهاجرين

يتكون شعار اليوم الدولي للمهاجرين من إسقاط على الكرة الأرضية تركزت على القطب الشمالي، يصور كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وأربع دوائر متحدة المركز، الذي يمثل درجة من خط العرض. وتحيط بالإسقاط صور من أغصان الزيتون، التي تمثل السلام، لون الشعار أزرق، يتم طباعته باللون الأبيض على خلفية زرقاء على علم منظمة الأمم المتحدة.

كيف يمكن للمنظمات الاعتراف باليوم الدولي للمهاجرين؟

تستطيع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية الاعتراف باليوم الدولي للمهاجرين من خلال:

  • عقد مؤتمر صحفي، منتدى عام، أو ورشة عمل للمجتمع حول الحملة الحالية أو عن المهاجرين وحقوق الإنسان.
  • التحدث مع المسؤولين الحكوميين المحليين حول الهجرة، تطبيق قوانين الهجرة، حقوق الناس المهاجرين.
  • مطالبة حكومات الدول والمنظمات الاعتراف باليوم الدولي للمهاجرين مع القرارات والإعلانات للدعم.
  • إصدار بيان تنظيمي في اليوم الدولي للمهاجرين، جمع تبرعات لوضع إعلان في الصحف المحلية حول حقوق المهاجرين.
  • إنتاج أفلام تلفزيونية وأفلام وثائقية عن حقوق الإنسان.
  • استضافة حفل لجمع التبرعات.
  • نشر كلمة بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، في الثامن عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر كل عام.

اليوم الدولي للمهاجرين عام 2015

خصص اليوم الدولي للمهاجرين في عام 2015 لتذكير الدول والمنظمات والرأي العام العالمي بالمهاجرين، الذين فقدوا حياتهم أثناء الهجرة، حيث دعت المنظمة الدولية للهجرة المجتمع الدولي إلى عقد أول مسيرة شموع عالمية لإحياء ذكرى الأرواح التي فقدت أو اختفت أثناء محاولة الوصول إلى بر الأمان بعد رحلة شاقة عبر البحار والصحاري هذا العام، واعتبرت منظمة الهجرة الدولية هذه المسيرة فرصة لزيادة الوعي حول دوافع الهجرة، إضافةً لدفع الدول المستقبِلة للمهاجرين للاعتراف بمساهمات المهاجرين في تطور هذه الدول.

كما أصدرت الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، مذكرات سياسة مشتركة من سلسلة حول "هجرة اليد العاملة النسائية في الآسيان"، ضمت مجموعة متنوعة من المواضيع ذات الصلة بهجرة اليد العاملة النسائية في جميع أنحاء المنطقة، إضافةً لملخصات للمساهمات الاقتصادية والاجتماعية للعمال المهاجرين من النساء، وغيرها من القضايا الهامة بما في ذلك التعليم والتدريب المهني للنساء، كذلك الحماية الاجتماعية للنساء المهاجرات.

الحفاظ على تراث المهاجرين

حفظ تراث المهاجرين الروس في حقبة الثورة البلشفية (الثورة التي حصلت في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1917 وأدت لوصول الحزب الشيوعي إلى السلطة في روسيا، وكان من أبرز نتائج ذلك انسحاب روسيا من الحرب العالمية الأولى)، حيث ألّف مجموعة من الروس والأوكرانيين والبيلاروس دوريات مهاجر (الصحف والمجلات) للحفاظ على مكتبة السلافية من خلال جمع التراث والمعلومات عن أعضاء الموجة الأولى من الهجرة الروسية، بين عامي 1918- 1945، الذين رحلوا عن روسيا بعد الثورة البلشفية، واستقروا في جميع أنحاء العالم.

فمن خلال حجم هذه الهجرة وحجم أنشطتها تحول المهاجرون الروس إلى ظاهرة ثقافية معينة تسمى (روسيا خارج روسيا) حيث أسسوا ثقافية روسية في البلدان التي هاجروا إليها مختلفة عن الثقافة الموجودة في هذه البلدان، وحافظت هذه الثقافة على انتمائها لروسيا على الرغم من بقائها سنوات طويلة خارج روسيا.

توثيق تراث المهاجرين الفلسطينيين، أنتج مكتب الإعلام التابع لمنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) صوراً وأفلاماً تغطي جميع مراحل تاريخ اللاجئين الفلسطينيين، من إقامة معسكرات وظيفية في 1950 في أعقاب نكبة فلسطين وقيام إسرائيل في عام 1948، الرحلة الثانية خلال وبعد حرب الخامس من حزيران/يونيو عام 1967، الحرب الأهلية في لبنان بين عامي 1975- 1990، إضافةً لحفظ إنتاجاتهم في الطب، الصيدلة، ومختلف العلوم.

وثائقي تراث الهنود الغربيين، وضعته كل من بربادوس، جامايكا، بنما، سانت لوسيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وأوصت بإدراجها في سجل ذاكرة العالم في عام 2011، حفظ هذا الوثائقي خبرات الهنود الذين هاجروا إلى دول أمريكا اللاتينية وساهموا في بناء قناة بنما التي تصل بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية في عام 1838، حيث وثقت هذه السجلات حركة أكثر من مائة ألف شخص سافروا إلى برزخ في بنما، جندتهم لجنة إسثميان البريطانية، فتمكنوا من بناء القناة بسواعدهم السمراء.

في الختام.. شكل اليوم الدولي للمهاجرين بمثابة اعتراف بدور هؤلاء المهاجرين في تطوير بلدانهم والبلدان التي هاجروا إليها، من خلال إرسال الأموال إلى ذويهم في بلدانهم الأصلية، والعمل في البلدان التي هاجروا إليها، إلى جانب عملهم في مجالات حفظَها التاريخ كبناء قناة بنما، فبالتأكيد كل من سيعبر هذه القناة سيتذكُر أن هذه القناة بنيت بسواعد المهاجرين.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار