أنواع وتراث الثوب السوداني

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 09 فبراير 2023
أنواع وتراث الثوب السوداني

من الشائع جداً انتشار الثياب الحديثة في جميع بلدان العالم، حتى إنه لم يعد هناك منطقة في العالم تخلو من الملبوسات الجاهزة وأقمشة الجينز، لكن كل هذا لم يكن سبباً كافياً لابتعاد المرأة السودانية عن أزيائها التقليدية التي تعد رمزاً لأنوثتها، وقد استطاعت المرأة السودانية الحفاظ على هويتها التاريخية والتقليدية المتمثلة بالزي الشعبي الأنيق (المعروف باسم التوب) دون التأثر بموجات الموضة والأزياء الحديثة، في هذا المقال سنوضح لك مواصفات الثوب السوداني وأصله والأقمشة التي يصنع منها وطريقة ارتدائه.

مواصفات الثوب (التوب) السوداني

يمكن القول بأن (التوب) السوداني عبارة عن قطعة ملابس أنيقة مطرزة ذات ألوان زاهية تلبس فوق فستان أو لباس بسيط له لون قريب من ألوان التوب، ويحتاج هذا الثوب إلى 4 أمتار تقريباً من القماش من أجل صناعته.

ويحظى الثوب السوداني بمحبة الكثير من النساء السودانيات، نظراً لجماله ورونقه وإمكانية التعديل والإضافة عليه، سواء بالتطريز أو الرسم؛ لإبقائه مواكباً لتطورات العصر ومحافظاً على أصالته في الوقت نفسه. [1]

أصل التوب السوداني العريق

تعد الملكة أماني ريناس (وهي ملكة سودانية حكمت السودان القديم المعروف بمملكة كوش من سنة 40 قبل الميلاد وحتى سنة 10 ميلادياً وحاربت الرومان وهزمتهم)، أولى النساء اللواتي ارتدين التوب السوداني.

وقد كان هذا الثوب زياً قومياً لملكات الحضارة البجراوية (وهي حضارة قديمة قامت في مدينة البجراوية في السودان وتحوي الكثير من الأهرامات التي تعد أهم معالم السودان الأثرية)، قبل 10 آلاف عام تقريباً.

كما كانت أكثر أنواع الأثواب انتشاراً في ذلك الوقت ما يسمى بـ(النِيلَة) التي اكتسبت اسمها نتيجة اللون النيلي الطاغي عليها، وتغزل النيلة بواسطة القطن السوداني، ثم ظهر بعدها ما يسمى بـ(الطرقة) ثم تلتها ثياب (الفَرْدَة) وهي مصنوعة أيضاً من القطن السوداني.

ومع مرور الوقت، اجتاحت الثياب المستوردة السوق لتطغى على الثياب التقليدية المعروفة، التي استمرت بالانتشار رغم كل ذلك. [1]

الأشكال المختلفة للتوب السوداني

التوب السوداني المشجر

أي الثوب الذي يحوي ألواناً مختلفة ويمتاز ببساطته وانتشاره بشكل كبير بين النساء.

ثوب بتصميم بسيط

التوب السوداني السادة

وهو أبسط أشكال الثوب السوداني ويحوي لوناً واحداً فقط، وتختلف درجات اللون بحسب المناسبة ويلبس غالباً في المنزل أو أثناء زيارة المرأة لجيرانها، كما لا توجد أي إضافات خارجية تضاف إليه.

ثوب تقليدي بلون واحد

التوب السوداني المطرز

من الألبسة التقليدية التي استعملت فيها بعض أشكال التطريز لمواكبة تطور الموضة والألبسة الحديثة.

ثوب تقليدي مطرز

التوب المطبوع بالألوان

وهو أيضاً من الألبسة الشعبية السودانية التي استعملت الرسم لتحديث الأزياء التقليدية مع الانتباه للحفاظ على أصالة الثوب. [1]

ثوب تقليدي بألوان متعددة

الأقمشة التي يصنع منها الثوب السوداني

إن ما يميز التوب السوداني الأنيق عن بقية الألبسة هو المرونة الواضحة في صناعته من حيث المواد المستخدمة، حيث يمكن صناعة الثوب (التوب) من جميع أنواع الأقمشة المصنوعة من خامات القطن أو البوليستر أو الشيفون أو الحرير.

لكن أكثرها استخداماً هو نوع من الأقمشة يدعى التوتال السويسري بسبب ملاءمته لمناخ السودان الحار، على عكس ما نلاحظه عند صناعة الملبوسات الحديثة والجاهزة من تقيد في استخدام الأقمشة.

فغالباً ما تستخدم أقمشة القطن الناعمة لصناعة ألبسة النوم (البيجامات)، أما عند صناعة ألبسة السهرات والحفلات من فساتين ملونة وغيرها، فأول ما يتبادر إلى أذهاننا أقمشة الحرير والشيفون .....إلخ. [2]

طريقة ارتداء الثوب (التوب) السوداني

لا تستغربي عزيزتي من شرحنا لطريقة ارتداء الثوب السوداني، فهو يختلف عن الألبسة الجاهزة كالتيشيرتات والسراويل الجينز المعروفة، ومن مميزات التوب أنه يمكن ارتداؤه بأكثر من طريقة بحسب ما تفضله المرأة السودانية، إذ لا بد من التجديد والتغيير لتجنب الملل ومواكبة الموضات الحديثة دون تجاهل التراث.

وفيما يأتي نذكر لك الطريقتين المعروفتين في ارتداء التوب: [1]

الطريقة الأولى

وهي الطريقة التقليدية والشعبية وتسمى (التوب الكامل) عند النساء، وتستخدم هذه الطريقة في الكثير من المناطق الشعبية أو القروية، ولمن تحب تجربة هذه الطريقة إليكِ هذه الخطوات السهلة:

  1. ضعي الجزء الطويل من الثوب على جهة اليمين، والقصير منه على جهة اليسار، ثم يمسك طرف الثوب من الخلف.
  2. بعد ذلك، مرري طرف التوب فوق كتفك الأيسر من الخلف إلى الأمام، أما من جهة اليمين فيجب أن تمرريه من أسفل اليد اليمنى.
  3. ارفعي بقية التوب فوق الكتف الأيسر ثم من أسفل اليد اليسرى.
  4. ارفعي التوب من أسفل اليد اليسرى من الخلف، ثم مرريه فوق الرأس من الخلف وما يزيد من الثوب مرريه إلى جهة اليمين ومن الخلف.
  5. ألقي بقية الثوب فوق الكتف الأيسر من الأمام ثم أسدليه خلف الكتف الأيسر.

أصبحت الآن سيدتي جاهزة للتباهي بارتداء الثوب السوداني التقليدي بين صديقاتك.

الطريقة الثانية

تختلف هذه الطريقة عن الطريقة الشعبية، إذ إن الثوب في هذه الطريقة يلتف حول الخصر ثم يربط عليه، وتسمى هذه الطريقة (توب الربط)، ولارتدائه يجب اتباع الخطوات الآتية:

  1. أمسكي طرف الثوب من الخلف، واحرصي على أن يكون الجزء الأطول منه من جهة اليمين والجزء الأقصر من جهة اليسار.
  2. لفي الجزء الأقصر من الثوب من جهة اليسار إلى جهة اليمين لفة واحدة حول الخصر، واربطي الطرف الأيسر مع جزء من الطرف الأيمن على جهة اليمين.
  3. انقلي بقية الثوب من الجهة اليمنى إلى تحت اليد اليسرى من ناحية الأمام.
  4. انقلي الثوب من تحت اليد اليسرى إلى فوق الرأس من الجهة الخلفية، وانقلي بقية الثوب من الخلف إلى الجهة اليمنى.
  5. لفي الثوب نحو الجهة الأمامية ثم مرريه فوق الكتف الأيسر وأسدلي بقيته خلف الكتف الأيسر.

وبهذا نكون قد شرحنا لك الطريقتين المعروفتين والمتداولتين عند النساء السودانيات، يمكنك الآن سيدتي التزين بأجمل الأثواب السودانية من باب التغيير والتجديد.

الثوب (التوب) المناسب في المكان المناسب

كل مناسبة اجتماعية تختص بملابس معينة ملائمة من حيث الألوان والموديلات وطريقة الارتداء، حيث تختلف من مناسبة إلى أخرى، وهذا ينطبق على جميع أنواع الألبسة من فساتين سهرات أو ملابس العمل الرسمية .....إلخ.

والثوب (التوب) السوداني لا يختلف عن هذه الألبسة فكل مناسبة اجتماعية تحتاج إلى ثوب معين بألوان خاصة زاهية في الحفلات وألوان هادئة أو باردة في مناسبات خاصة.

تتحكم المناسبة في لون التوب بشكل واضح، فنجد أن الثوب (التوب) الأحمر تلبسه العرائس في حفلات الزواج، لأنه يعكس الجمال والفرح، ولأن اللون الأحمر ملفت للنظر، وعلى عكس العادات في بعض البلدان العربية الأخرى التي تختار عرائسها اللون الأبيض لفساتين الأعراس، فالتوب السوداني الأبيض دليل على الجدية ويستخدم في الدوائر الحكومية والوظائف الرسمية.

أما في المناسبات السعيدة، فيتشابه مع الكثير من الثياب الشعبية في مختلف البلدان، إذ تستعمل الألوان الزاهية في الأثواب، وغالباً ما يكون الثوب مطرزاً أو مزركشاً بالخرز، وفي المناسبات الحزينة كالعزاء فتطغى الألوان الباردة على الثوب.

وتفضل المرأة السودانية التوب الشعبي خارج نطاق المناسبات العامة لإمكانية ارتدائه أثناء الصلاة بسبب حشمته الواجب توافرها. [2]

ختاماً، لا بد من تهنئة المرأة السودانية التي تمسكت بأصالتها واستطاعت الحفاظ على تراثها من خلال هذا الثوب (التوب) الذي امتزجت فيه الألوان المختلفة لترسم لوحات تراثية متنوعة تعكس طبيعة السودان وثقافته.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار