ثوب الفضيلة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 28 أكتوبر 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
ثوب الفضيلة
من منا بلا خطيئة ، من منا دائماً على صواب، طبعا لا أحد ولكن بعض البشر تصيبهم آفة النزاهة وهي منهم براء. يلبسون ثوب الفضيلة ليتسخ بعفن أفكارهم، يستغلون سذاجة البعض لينفذوا ما يدفن في قلوبهم الدنيئة.
والمفارقة هنا أنك تشعر أنهم من فرط تفانهيهم وإخلاصهم المزيف هم بشر من كوكب آخر، ينحدرون من سلالة الصدق، حتى في كذبهم ابداع وتصوير احترافي لواقع لم يكونوا يوما فيه طرفا، انهم دعاة الحق وهم كومة من باطل، يسرقون بسمة الأمل ليبنوا عليها أمجادهم وطموحاتهم القذرة، يصعدون سلم المجد على أكتاف من تعبوا لأنهم لصوص الحظ.
 
نعم إنهم من يضعون النص والسيناريو والحوار لمسرحياتهم ويلعبون ادوارهم باتقان، هذه الفئة من البشر موجودة في كل زمان ومكان تعيش معنا، تتغلل فينا حتى بتنا لا نشعر بوجودها من شدة براعتها في حبك الصيغة الدرامية لقصصها المبتكرة وقدرتها على استغلال المواقف والظروف لاقتناص الفرص.
 
إنهم يتسلحون بقائمة من وجوه مختلفة، ودائماً على استعداد لتغييرها حسب البيئة المحيطة، ويا لها من وجوه ماكرة أحياناً تسحرك بجمالها ولكن ما خفي كان اعظم من تلونها وصبغتها السوداء التي تغلف قلوبها النابضة بالخسة.
هذه النوعية من البشر دائمة النقد تسدي النصائح باستمرار، تحاول اظهار نفسها بأنها فوق مستوى الشبهات، ماهرة باعطاء المحاضرات وسرد الحكايات عن الاخلاق والفضائل وما يجوز ولا يجوز، تضرب بنفسها المثل كلما  تريد ان تبرهن انها على صواب.
 
فالفضيلة هي نزعة انسانية مغروسة بأصحاب القلوب الطاهرة، يعيشون على طبيعتهم لا يتملقون، ولا يشغل بالهم تلميع صورتهم امام الاخرين لأن نفوسهم نزيهة طيبة تعكس ما يخبئون بداخلهم من قيم نبيلة.
ليتنا ندرك أننا نعيش بزمن أوشكت فيه الفضيلة على الانقراض، ليتنا نستطيع أن نعود للزمن الجميل حيث البساطة وعدم المبالغة في تمجيد الذات، نحن بحاجة اليوم الى وقفة قوية نراجع بها  حساباتنا ونلملم ما تبقى من صفات سامية نكاد نفتقدها.
 
 
بقلم: إنعام شناعة
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار