صفات الطفل الحساس وكيفية التعامل معه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
صفات الطفل الحساس وكيفية التعامل معه

لا يعرف كثير من الآباء والأمهات شخصيات أطفالهم على نحو صحيح، ولا يعون لتلك المشاكل النفسية التي يشكو منها أبناؤهم، التي تؤثر على سلوكياتهم ونمط حياتهم وتعاملهم مع من حولهم بشكل كبير، لذا عليهم الانتباه أكثر لأطفالهم، ومراقبة تصرفاتهم وسلوكياتهم، واستيعاب مشكلاتهم دون المبالغة فيها، لأن المبالغة قد تؤدي إلى عواقب أكبر من المشكلة ذاتها، وفي هذا المقال، نلقي الضوء على طبيعة شخصية الطفل الحساس وأهم صفاته وكيفية التعامل معه.

شخصية الطفل الحساس

الطفل الحساس يعتبر واحداً من بين 15- 20% من الأطفال الذين يولدون بجهاز عصبي واعٍ للغاية وسريع الاستجابة وقادر على الرد على كل متغير من حوله، وهذا ما يجعله سريع الفهم والإدراك لأي متغير طفيف يجري في بيئته المحيطة. [1]

ويفضل الطفل الحساس أن يفكر ملياً قبل أن يبدي أي تصرف، كما أنه عادةً ما يكون شديد التأثر بأي تحفيزات أو تغييرات مفاجئة أو أي اضطراب عاطفي يمر به الآخرون. [1]

كما يمتلك الطفل الحساس مزاجاً مختلفاً عن باقي الأطفال، فهو عبارة عن مزيج من عدة صفات، فبعضهم نشيط بشكل كبير، وبعضهم الآخر عاطفي أو متطلب بكثرة، وهناك من يسيطر على طبعه الهدوء. [1]

هذه الصفات يمكن أن تظهر بوضوح على شخصية الطفل، إلا في حال قرر الطفل الانضمام إلى مجموعة من الأطفال الذين لا يعرفهم، لكن في العموم الطفل الحساس يتفاعل بشدة مع بيئته النفسية والعاطفية، كما أنه يستجيب بشكل لا يصدق مع أي تغيير في بيئته، سواء كان إضاءة، أو أصوات، أو روائح أو حتى المزاج العام للمحيطين به. [1]

وتعتبر الحساسية الزائدة عند الأطفال سمة رائعة وليست مرضاً أو متلازمة، وهذا الأمر قد يفاجئ البعض، وهو ليس بالأمر الجديد أو اٌكتشف للتو، إنما هو نمط فطري سلوكي وُجد لدى الكثير من الأطفال، وبما أنه شيء ليس خطيراً، فإنه أمر طبيعي. [1]

وتتمثل حساسية الطفل في استراتيجية أخذ كل شيء في الاعتبار قبل التنفيذ، وهي استراتيجية فطرية تنبع من مبدأ التفكير قبل العمل، كما أن الطفل الحساس يستطيع أن يشعر بالخطر والتنبؤ بالنتائج، التي تترتب على القيام بشيء معين قبل الآخرين. [1]

صفات الطفل الحساس

هناك الكثير من الأمور التي تحدد لك كمربٍ إن كان طفلك حساساً أم لا، حيث حدد علماء النفس خصائص وصفات الطفل الحساس وقسموها إلى أربع مجموعات، كما رصد المركز الهولندي (LiHSK) المتخصص في الحصول على أبرز المعلومات في علم نفس الطفل أهم الخصائص التي يتمتع بها الطفل شديد الحساسية، وهي كما يأتي: [1]

الخصائص البدنية للطفل الحساس

  • يستطيع تمييز الاختلافات البسيطة في الشم والذوق.
  • يتفاعل بشكل كبير مع الألم الجسدي.
  • يمتلك حاسة سمع قوية، ويستطيع إدراك وتمييز الأصوات حتى لو كانت حادة أو صعبة.
  • يلاحظ أي تغييرات طفيفة في البيئة المحيطة به.
  • يمتاز بشدة الانتباه والتركيز.
  • يفضل ارتداء الملابس القطنية فقط، ولا يطيق الملابس الطويلة أو المبللة، فحساسية الطفل قد تصل إلى التأثير على طبيعة بشرته أيضاً.
  • يمشي بشكل سريع أو بطيء حسب حالته النفسية، فإذا كان متحمساً لأمرٍ ما يكون ذا طاقة كبيرة، والعكس صحيح.

الخصائص النفسية للطفل الحساس

  • متعاطف، إذ يمكن أن يضع نفسه مكان الآخرين في مشاكلهم وأحاسيسهم، فإن رأى طفلاً يتألم بعد سقوطه على الأرض، قد يذهب إليه ويقدم له المساعدة، ويظهر له إحساسه المتبادل بألمه من خلال تصرفاته.
  • متسامح وفي الوقت نفسه شديد الانزعاج وصريح، فقد ينزعج من أحد ما على تصرف غير لبق بحقه ويواجه بذلك، إلا أنه سرعان ما يتناسى الأمر، وكأنه لم يكن.
  • حساس لأي تغيير في المزاج أو العواطف، فهو يتفاعل بسهولة مع العواطف التي تغلب على الجو العام للمكان، وأجواء الفرح أو الحزن.
  • صعب التأقلم، إذ إنه يعاني من صعوبة في قبول التغييرات، ويحتاج إلى مزيد من الوقت ليعتاد على أمر جديد، وإن كان على مستوى تغيير في أثاث المنزل.
  • محب للهدوء، فهو يفضل البيئة الهادئة ويتحاشى ازدحام الكثير من الناس، كما أنه لا يحب الغرباء.
  • يعيش أحلامه بشكل حيّ وواقعي، ويتصرف في كثير من الأحيان حسبما يحلم أو يفكر.
  • لا يحب المفاجآت والأشياء غير المتوقعة.
  • لا يفضل أن يكون مركز انتباه، ولا يرغب بأن يتداول الناس الأحاديث عنه في حضوره.

الخصائص العقلية للطفل الحساس

  • يستمع وينصت باهتمام ويمتلك قدرة عالية على التركيز، ويستطيع فهم ما يجري أمامه بسهولة، وينتبه إلى أي التباس في كلام المتحدث.
  • يمتلك مفردات واسعة أكبر من سنه، ويفهم اللغة بشكل متميز، ويتحدث بمفردات لا تتطابق مع عمره الطفولي، وبطريقة الكبار أحياناً.
  • يتعلم المهارات الأساسية دون ممارستها بشكل كبير، فقد يستطيع ممارسة بعض الأعمال، بناءً على رؤيته لتصرفات وأعمال الآخرين.
  • يمتلك ذاكرة قوية.
  • يكره الروتين والتكرار، ويحب التجربة وزيادة الخبرة، يرغب دائماً بممارسة ما هو جديد وغريب عن سنه، كمساعدة والده في ميكانيكا السيارة.
  • يعي بسرعة جوهر المهام والمشاكل، ويمتلك قدرة عالية على التحليل والتفسير، فإذا واجهته مشكلة يتمكن من فهم سببها ويضع حلولاً مناسبة لها.
  • يعمل باستقلالية، ويرغب دائماً في العمل بمفرده دون مشاركة الآخرين ليبرز نفسه أكثر.
  • يطرح أسئلة عميقة، فهو يرغب دائماً بمعرفة الأسباب، ويسأل "لماذا؟"، للوصول إلى جوهر الأشياء.

الخصائص الروحية للطفل الحساس

  • لديه علاقة قوية مع الطبيعة كالنباتات والحيوانات.
  • يرغب بالتواصل مع الأشياء غير الحقيقية، كالتماثيل على سبيل المثال.
  • يشعر بالوحدة.
  • يحترم حياة الأشخاص الآخرين، فلا يسخر منهم أو يتسبب بإيذائهم.
  • يمتلك روحاً عالية، فغالباً ما يبقى متفائلاً ومتحمساً للقيام بالكثير من الأشياء.
  • يكتشف التناقضات بين الأشخاص، نظراً لقدرته العالية على التركيز، إذ يستطيع أن يدرك أي تناقض في شخصية أو أقوال الآخر.
  • يعاني من صعوبة الإحساس بالوقت، فقد يمضي الوقت سريعاً بالنسبة له، نظراً لانشغاله بأمور أكبر من طاقته وإمكانياته كطفل.
  • تهدف تصرفاته إلى المحبة والسلام، غالباً ما يسعى إلى بناء علاقات جيدة مع المحيط حوله دون أن يجرح أحداً.

الطفل الحساس ونظرة المجتمع

ينظر العديد من الآباء والأمهات وعلماء النفس في مجتمعنا إلى الطفل الحساس من جانب واحد، واصفين إياه بأنه يعاني من الخجل والخوف الشديد والحساسية المفرطة، لكن عند الدخول لعقل الطفل الحساس وفهم طبيعة تفكيره، تجد شيئاً مختلفاً من الإبداع، والحدس، والحكمة، والتعاطف مع الآخرين، فهذا الأمر يختلف إطلاقاً عن الأطفال المصابين بالاكتئاب والقلق والخجل، مما يسبب لديهم التباساً في التفرقة بين الأمرين. [1]

وحسب مركز (LiHSK) أن الكثير من المراهقين اكتشفوا أن طفولتهم كانت صعبة بشكل لا يطاق، والكثير من الآباء والأمهات كان لديهم النية والرغبة الصادقة في تربية أطفالهم على نحو مناسب، إلا أنهم لم يعوا الطريقة المثلى للقيام بذلك. [1]

فيمكن أن يكون للآباء أو المعلمين دور كبير في التأثير العكسي على الطفل الحساس، من خلال توجيه الكلام السلبي له بأنه شخص خجول وحساس، مما يزيد الأمر سوءاً، فيميل الطفل للخجل والانطواء والعزلة أكثر. [1]

لذلك يجب معالجة الأمر بطريقة خاصة، ووضع هؤلاء الأطفال موضع التقدير، واكتشاف ما لديهم من احتياجات خاصة، وسلوكيات مفهومة، لكنها تحتاج إلى تصحيح، والتعامل معهم بعناية، حتى لا يتكون لديهم قلق أو خوف من المجتمع. [1]

كيفية التعامل مع الطفل الحساس

هؤلاء الأطفال يمتلكون صفات عديدة كالفكر الخلاق والعاطفية والرحمة والحنان، ويجد الكثير من الآباء والأمهات صعوبة في تربية الطفل الحساس، لكن هذا الأمر ليس سيئاً كما يُعتقد. [2]

فإذا وصل طفلك إلى البيت بعد ذهابه إلى المدرسة، ووجدته يبكي لأن ركبته قد خُدشت، فربما يبكي من الألم، أو على الأرجح شاهد أحد أصدقائه يضحك على الموقف حين سقط، ما جعله يتأثر بهذا الأمر أكثر من ألم الجرح. [2]

هذه السلوكيات طبيعية وليست خارجة عن المألوف كما يعتقد بعض الناس، لذا من المهم معرفة كيفية السيطرة على ردود فعل هؤلاء الأطفال وإدارة عواطفهم. [2]

نصائح للتعامل مع الطفل الحساس

هناك بعض النصائح التي يجب اتباعها وعليك أنت كأب أو أم مراعاتها، للتعامل بشكل سليم مع طفلك الحساس، ومن أهم هذه النصائح ما يأتي: [3]

انظر للحساسية بأنها هدية وأمر جيد

تقول أخصائية التنمية الإبداعية مورين هيلي، إن الآباء والأمهات غالباً ما يشعرون بالإحباط عند التعامل مع أطفالهم الحساسين، وقد يشعرون بالخجل في بعض المواقف الاجتماعية، لكن عليك أن تنظر لهذا الأمر من جوهره، وتعلم أنه أمر مفرح لرؤية طفلك ولديه هدية وميزة شخصية.

فالحساسية نموذج للمبدعين والمبتكرين وللأطفال الموهوبين في مختلف الأمور، كما أن أعظم المفكرين، مثل: كارل يونغ، وجوزيف كامبل، وأبراهام لنكولن، وإليانور، وروزفلت، كانوا يعانون من الحساسية المفرطة في طفولتهم.

أظهر عواطفك تجاه الطفل الحساس

عندما يصطدم طفلك بالأرض ويتأذى، بشكل غريزي تقبل إليه وتقنعه بأن شيئاً لم يكن، وأنه لن يشعر بالألم كثيراً، إلا أن ذلك سيزيد الطين بِلة، كذلك الأمر إذا واجهته بالصوت العالي والغضب، فعندما تعاكس مشاعر طفلك، ولا تحاول أن تتحدث معه، تبعاً لمشاعره ستجعله غاضباً أكثر.

وفي هذا الأمر، تتحدث الدكتورة إلينور بيش، أخصائية علم النفس أنه "من المهم أن نستمع ونتقبل عواطف أطفالنا حتى لو كانت غير منطقية وصادقة"، كما أنك لا تريد أن تزيد بكاءه عند إعطائه الكثير من الاهتمام، لكن بإمكانك أن تقول له إنك "تعلم أن الأمر مؤلم حقاً"، ومن الطبيعي أن يكون متفاجئاً عندما يسقط على الأرض، كما بإمكانكما الذهاب لتنظيف الجرح ووضع الكمادات عليه مثلاً.

اختر كلماتك جيداً

يمكن أن ينفجر الأطفال شديدو الحساسية بالبكاء عندما يحدث شيئاً على عكس ما يريدون ويرغبون، أو لأمرٍ يسبب لهم الإحراج أو الإحباط، فتقول الدكتورة بيش على سبيل المثال: "إذا كان طفلك يلهو مع أحد الأطفال وعليك إخباره بأن الطفل حان وقت عودته لمنزل ذويه، فلا تقول له: "انتهى وقت اللعب ولا يمكن لصديقك أن يبقى لمدة أطول"، فهذا سيجعله ينفجر بكاءً.

فبإمكانك أن تقول: "عزيزي، أعلم أنك ستنزعج، لكن على صديقك أن يذهب وسينتهي اللعب"، فتستطيع بذلك السيطرة على ردّ فعله من خلال الحديث معه عن مشاعره، فعندما يلمس الطفل بأنك تدرك مشاعره وسلوكه الخاص، سيفكر بما تقوله وسيبدأ بالنظر إلى نفسه وشعوره بدلاً من أن يصرخ ويبكي.

امنح طفلك الحقائق

يقول المستشار النفسي جين بيرمان إن الأطفال في سن 5 أو 6 سنوات يرغبون في معرفة أي شيء، وهذا الأمر لصالحك، فعليك إخباره بالحقائق، فإذا ذهبتما معاً لإعطائه اللقاح عن طريق الإبر، فعليك إخباره بأنها ستؤلمه قليلاً، لكنه سيصبح بعدها قوياً وشجاعاً، ومثالٌ آخر، إذا كان طفلك يلعب قطع الألغاز، فعليك إخباره بأنها تحتاج إلى عدة أيام لإكمالها، حتى لا يشعر بالفشل أو يستسلم.

ساعد طفلك في حل مشاكله

عليك أن تطرح على طفلك الأفكار التي تساعده على حل مشكلاته، فعلى سبيل المثال، إذا انزعج من كون الحذاء لم يناسب قدمه عند شرائك حذاءً جديداً له، وبدأ البكاء، يمكنك إخباره بأنك على علم بانزعاجه، لكن هناك حلاً، أخبره أن بإمكانه تجربة حذاء رياضي مثلاً، أو لربما سيكون أفضل لو عاود المحاولة بعد قليل، ويقول الدكتور بيرمان: "حاول دائماً تذكير طفلك أن هناك دائماً حلولاً ولا ينبغي أن يخجل من طلب الأفكار أو الحلول لأي مشكلة".

تشارك مع طفلك

يؤدي الأطفال الحساسون أعمالهم ويتصرفون بشكل أفضل عندما تطلب منهم القيام ببعض الأمور والمهام، كما يدركون أن العمل مع البالغين أفضل من الانضباط والإلزام أو منعهم من القيام بشيء مما يدفعهم للبكاء أو الصراخ.

فالانضباط يثير لديهم الانهيارات النفسية ونوبات الغضب، والشراكة مع طفلك ودمجه بالعمل الجماعي وإرشاده إلى كيفية التعامل مع الآخرين، جميعها خطوات تساعد في هذه العملية.

ركز على نقاط القوة عند طفلك

تذكر دائماً أن الطفل الحساس هو طفل موهوب بشكل كبير، حيث تنبع أهمية ذلك عندما يتصرف طفلك بشكل خارج عن النطاق، نتيجة الإرهاق أو الاضطراب العاطفي، فدرب نفسك على معرفة نقاط القوة الموجودة لديه، مثل: الإبداع والفطنة والفكر الثاقب، فهذا يساعدك على قبول التحديات التي تواجهه، مثل: الانطواء، والخجل، والعاطفة الزائدة، والنشاط الزائد، وصعوبة الإرضاء.

اقبل طفلك الحساس

بحسب هيلي، يعد قبول طفلك الحساس واحتضانه أمراً مهماً للغاية، فالكثير من الآباء والأمهات يرغبون في عرض أولادهم على الأطباء لمعالجتهم، وذلك لعدم قدرتهم على تقبل الأمر والتماشي معه، لكن على الآباء والأمهات تقبل الأمر كميزة للطفل، وعلى أنه جزء من تجربة حياتية للوالدين والطفل يجب خوضها.

اصنع له بيئة هادئة

يتأثر الأطفال شديدو الحساسية بالبيئة المحيطة والمنزل والمدرسة تأثراً بالغاً، لذلك يجب أن تخلق لهم جواً هادئاً يتناسب مع نمط تفكيرهم الخاص، فالكثير من الأطفال يفضلون أن يكون لهم مكانهم الخاص في المنزل، ليلعبوا بمفردهم بهدوء وصفاء، فكل الأشياء المحيطة كالإضاءة والألوان والأصوات تؤثر على عالمهم الخاص.

اجعله منضبطاً باعتدال

لا يمكن أن تبني له الحدود في حياته، لكن بإمكانك رسم حدود واضحة وهيكل محدد للانضباط، فإذا حان وقت النوم مثلاً، بإمكانك أن تقول له إنك تعلم أنه يريد أن يلعب وقتاً أكثر، لكن حان موعد النوم، وعليكما أن تنفذا ما قطعتماه من وعود بأن تناما عند الثامنة مساءً، ويجب الآن تنفيذ الوعد، بهذه الطريقة تستطيع أن تضبط طفلك بشكل بسيط بدلاً من الصراخ أو الضرب.

تواصل مع طفلك الحساس

بمعنى أن يبذل الآباء والأمهات جهداً إضافياً في جعل أطفالهم يتشاركون اللعب مع باقي الأطفال وتحديد الوقت المناسب لهم، فيمكن من خلال ذلك تعزيز نقاط القوة لدى الطفل وتنميتها مع الآخرين.

فن التعامل مع الطفل الحساس في البيت والمدرسة

كما ذكرنا، الأطفال شديدو الحساسية يمتلكون قدرة عالية على الملاحظة، يستطيعون سماع أضعف الأصوات، يتابعون كل شيء من خلال عيونهم، يلاحظون أي تغيرات صغيرة في غرفة أو ملابس شخص ما، يشمون أضعف الروائح، يتضايقون من أشياء صغيرة حتى لو على مستوى رطوبة الملابس. [2]

كما أنهم حماسيون بشكل كبير، فهم يسمعون ويرون ويتذوقون ويشمون ويشعرون أكثر بكثير من باقي الأطفال، وهم عاطفيون جداً، فعندما ينظر أحدنا إليهم نظرة قاسية أو يصرخ في وجههم، يمكن أن يقاطعوه لأنه أهانهم، كذلك لديهم جرعة زائدة من ردّ الفعل كالبكاء والغضب والصراخ، أو أشياء نفسية تظهر من خلال تصرفات عديدة، مثل: مص الأصابع، أو قضم الأظافر إلا أنها ردود فعل طبيعية تزول مع السبب فلا تخشاها. [2]

وفي دراسة أجرتها ماندي هولاندس في جامعة ساسكاتشوان عام 2014، وتحدثت فيها عن كيفية التعامل مع الطفل الحساس في المدرسة، وأن للأطفال شديدي الحساسية احتياجات مختلفة في علاقاتهم مع الأصدقاء، في الانضباط، كما في التحفيز، وفي البيئة المحيطة، ولا بد أن يكون لهم جو تعليمي خاص بهم يختلف عن غيرهم من الأطفال. [2]

أظهرت الدراسة أن الأطفال شديدو الحساسية يعانون من مشاكل القلق والخوف في الصف، ولا يبتسمون ويحبون العزلة واللعب بمفردهم، لديهم طباع غريبة، كما تحدثت الكاتبة عن تجربتها مع ابنها الحساس، فكان يذهب للمدرسة دون رغبة منه، وبالتالي تزداد عصبيته في المنزل ويزداد بكاؤه، عندما يحين موعد الذهاب للمدرسة، لذلك على المدرسين فهم طبيعة هؤلاء الأطفال، وفهم احتياجاتهم، والحذر عند التعامل معهم كونهم شديدو الحساسية. [2]

وبعد أن تعرفت معنا على شخصية الطفل الحساس وأبرز صفاته وكيفية التعامل معه، يمكننا القول إن الحساسية الزائدة ليس بمعضلة مرضية تتطلب الكثير من الاستشارات الطبية، وليست حالة نفسية تتطلب الكثير من الوقت للتعافي منها، فالحساسية الزائدة عند الأطفال أمر طبيعي، ولعله أمر مذهل وله نتائج إيجابية على الطفل عند التعامل معه بطريقة إيجابية.