تعديل سلوك الطفل

  • تاريخ النشر: السبت، 12 سبتمبر 2020 آخر تحديث: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
تعديل سلوك الطفل

يأتي تعديل سلوك الطفل نتيجةً للتصرفات الخاطئة والتي قد تؤثر سلباً عليه وعلى شخصيته، إذ يمكن أن تُبنى هذه السلوكيات مع الوقت لتصبح عادات سيئة، وهنا سنتحدث عن سلوكيات سلبية عميقة ولها تأثير جوهري في حياة الطفل كالسرقة والعدوانية وغيرها.

ما هو تعديل سلوك الطفل؟

إن تعديل سلوك الطفل مهما كان بسيطاً يحتاج لطريقة صحيحة كي تؤتى ثماره، فبالرغم من محاولة الآباء تغيير سلوك سلبي ما إلا أن التغيير الفعلي على أرض الواقع ليس سهلاً، لذا فهناك قواعد وأسس لتعديل سلوك الطفل والتي تتمثل فيما يلي:

  • تحديد السلوك الخاطئ وفقاً لسن الطفل، إذ تختلف بعض السلوكيات من مرحلة عمرية لأخرى، عند تحديد السلوك الخاطئ بالنسبة لسن الطفل تقومين بالتركيز عليه وتحديد أسبابه، في حال قام طفلكِ بأكثر من سلوك خاطئ ننصحكِ بترتيبها حسب الأولوية.
  • يجب أن يفهم طفلكِ ما الخطأ في سلوكه، لذا قومي بمحاورته والتحدث معه وتوضيح المشكلة، يجب أن تتأكدي من فهم طفلكِ للموضوع بشكل واضح ومدى تأثيره عليه وعلى المحيطين به، فالحوار هو أحد طرق التعامل مع الطفل المشاغب.
  • إذا قام بنفس السلوك بعد ذلك يجب أن تشعريه بالذنب ولكن دون استخدام ألفاظ سيئة أو إهانة، لأن ذلك سيؤثر على ثقته بنفسه.
  • حاسبي طفلكِ وعاقبيه عند تكرار الخطأ مع توضيح المشكلة له، ومباشرةً عندما يرتكب الخطأ.
  • ابدئي بالعقاب التدريجي، استخدمي في البداية طريقة العقاب بالمدح مثل أن تقولي له أنت طفل ذكي ومميز لأنكِ لن تكرر هذا السلوك، ومن ثم انتقلي إلى التوبيخ والهجر، بعد ذلك مرحلة العقاب بالحرمان من أمور يحبها مثل اللعب بلعبة تعجبه مع أطفال من جيله أو مشاهدة برنامج كرتون يتابعه.
  • الصبر، يجب أن تصبري وتبقي ثابتة على موقفكِ حتى يتغير سلوك طفلكِ ويتحسن، الأمر يحتاج منكِ إلى صبر وثبات.
  • بعد ذلك تأتي مرحلة تعزيز السلوكيات الإيجابية لديه من خلال تعليمه على تصحيح أخطائه وتصرفات السلبية بنفسه، بالوعي والتوضيح والحديث والنقاش حول التصرفات، وكذلك من خلال مدح تصرفاته الإيجابية باستمرار.

تعديل سلوك الطفل العصبي:

غالباً ما تنتج العصبية نتيجة كراهية الطفل لما يحيط به والنفور منه، وقد تحدث العصبية لديه بوعي منه أو دون الشعور بنفسه أي تصبح العصبية لديه على شكل عادة، وهنا ننصح الأهل بالتدخل السريع لحل المشكلة، كما يجب أن تعلمي كـ أم أن الأمر يحتاج منكِ صبر وجهد مع عدم الاستسلام، من الضروري أن لا تتجاوبي مع بكاء طفلكِ أو إلحاحه عند رغبته في نيل شيء معين.

إذا فهم الطفل أن أفراد العائلة لن ينفذوا رغباته كلما مارس العصبية والبكاء فسيبدأ بالتعود على أنها وسيلة غير مجدية، وبالتالي ينجح الأهل في ترويضه وعدم السماح له بالعصبية المفرطة لنيل مطالبه.

تعديل سلوك الطفل العنيد:

لا يختلف الأمر كثيراً عن الطفل العصبي هنا، فالعناد أيضاً سلوك مضطرب ينم عن نفور الطفل من الأشخاص المحيطين به، ولتعديل سلوك الطفل العنيد يمكنكِ اتباع ما يلي، وهذه الطرق فعالة أيضاً لتعديل السلوك العصبي للطفل:

  • التفاوض والحوار: يجب أن تمنحي طفلكِ فرصة للتعبير عن نفسه وعن رغباته، بالإضافة إلى فتح نقاش معه حول الصح والخطأ في هذه الرغبات، يمكن أن تكون هذه وسيلة لتتمكني من توعيته حولها خاصة بعد أن يشعر بحريته في قول ما يريد وبالتالي التغلب على العناد.
  • تعزيز إيجابيات الطفل والسلوك الجيد لديه: عندما تقومين بمدح طفلكِ على قيامه بأي سلوك جيد، هذا المدح والثناء يعزز ثقة الطفل بنفسه ويجعله أكثر سعادة وراحة واتزان، كما يمنحه الشعور بالأمان، وبالطبع يجب أن يتم محاسبته وتأديبه عندما يقوم بسلوك خاطئ.
  • احترام الطفل: في كثير من الأحيان ينتج العناد بسبب رفض الطفل التحكم به أو فرض الأوامر عليه، عندما تحترمين طفلكِ وخياراته ورغباته فإنه سيبدو مرتاح أكثر في التعامل وبعيد عن العصبية والعناد.
  • مشاركة الطفل: إن مشاركة الطفل في العمل طريقة أفضل من التوجيه والتلقين، فهي تساعد في تجنب عناده.
  • التحذير والجزم مع الطفل: يحتاج الأهل في بعض الأحيان إلى توجيه الإنذار ومعاقبة الطفل على الأخطاء، يجب أن يعرف الطفل أن هناك عقاب ينتظره عند قياسمه بسلوكيات سيئة.

تعديل سلوك الطفل العدواني:

من أصعب ما يمكن أن يقوم به الطفل هي التصرفات العدوانية، وفي هذه الحالة عليكِ أن:

  • العقوبات: يمكن أن يعاقب الطفل بطريقة الحرمان من بعض الامتيازات مثل منعه عن اللعب بلعبته المفضلة، أو منعه من مشاهدة التلفاز لمدة يوم كامل، أو بطريقة العقاب التلقائي فمثلاً إذا قام بإتلاف لعبة خاصة به أو هاتفه لأنه عدواني يكون العقاب عدم إصلاحه.
  • تعلم مهارات جديدة: قد يكون سلوك العدوانية ناتج عن نقص بعض المهارات لدى طفلكِ والتي تساعده على ضبط النفس، لذا فهو بحاجة لتعلم مهارات مثل التواصل الاجتماعي وحل المشكلات.
  • تعزيز السلوك الإيجابي والمدح: كلما أشعرتِ طفلكِ بأنه شخص جيد وإيجابي عندما يقوم ببعض السلوكيات، فإن ذلك يزيد من ثقته بنفسه ويشعره بالأمان والهدوء.

تعديل سلوك الطفل كثير الحركة:

يعرف هذا السلوك أيضاً بفرط النشاط أو فرط الحركة، وهو منتشر بين الأطفال ويحتاج لعلاج:

  • يجب أن تختاري ألعاب ونشاطات مناسبة لحالة طفلكِ ليقوم بتفريغ طاقته بها.
  • ضعي طفلكِ في بيئة مريحة وخالية من أدوات التشتيت، مثل الأصوات والألوان والألعاب المثيرة للحركة.
  • تنظيم الوقت من خلال تعويد الطفل على تدوين واجباته في كراسة خاصة، سيساعده تنظيم وقته على أداء المهام الأساسية وعدم تضيع الوقت.
  • التنويع في الوسائل التعليمية للطفل، ولكن بما يتناسب مع مرحلته العمرية.
  • ترتيب أغراض الطفل دائماً، والاهتمام بجعل غرفته ومكان لعبه منظم.
  • المكافئة على أداء المهام الدراسية أو أي مهام مطلوبة منه، ويجب أن تكون مباشرة ويعرف بأنها مقابل ما قام به.

تعديل سلوك الطفل كثير البكاء:

  • توعية الطفل بهدوء وبالحديث معه حول فشل وسيلة البكاء هذه في استجابتكِ له، كما يجب أن يفهم بأن البكاء المستمر يعيقكِ عن فهم ما يريد.
  • تعريف الطفل بأن يطلب ما يريد بوضوح وبلطف منكِ، يجب أن يميز الطفل الأسلوب الصحيح والأسلوب السيء حتى في طريقة الطلب.
  • يجب أن تكوني صبورة مع حالة طفلكِ هذه وأن لا تستلمي له مهما أشتد في البكاء.
  • كوني متفهمة لحالة بكاء طفلكِ وأنها وسيلة يستخدمها للتعبير عن ذاته ولا تتعاملي على أنها مشكلة صعبة.
  • اتركي طفلكِ يبكي ويأخذ مساحته الخاصة في البكاء حتى يهدأ وعندها يمكنه التحدث بهدوء، يجب أن يعتاد على التأقلم مع شعوره وأن البكاء يجب أن ينتهي وعندها يبدأ الكلام.

تعديل سلوك الطفل السارق:

  • لا تنفعلي مع الطفل بسبب السرقة، يجب أن تهدئي وتكوني صبورة وأن تتعاملي معه بهدوء كي تعرفي منه سبب السرقة أولاً.
  • توعية الطفل على أن ما قام به هو سلوك خاطئ وممنوع، كما يجب أن يقوم بإعادة ما سرقه لصاحبه وأن يقدم اعتذاره له، في حال كان المسروق من الوالدين فيجب أن يعيد ما سرقه ومن ثم قومي بتوجيه أي مهمة له للتكفير عن السرقة.
  • مراقبة سلوك الطفل باستمرار، مع تنمية فكرة الملكية الخاصة لديه وأن يعلم بأن لكل شخص ممتلكات خاصة لا يجوز لأي أحد أن يأخذها.
  • زرع القيم والأخلاق الدينية لدى الطفل وتوضيح الأمور المحرمة له بما يتناسب مع سنه.

تعديل سلوك الطفل الجنسي:

  • التوعية هي أساس حل أي مشكلة، يجب أن يتم توعية كل طفل بشكل منفصل منكِ أو من الأب فقط حول هذه السلوكيات، بالرغم من أنها في الطفولة لا تترك آثار سلبية فهي ضمن ما يعرف بالتجربة والاكتشاف الجنسي لدى الأطفال.
  • مراقبة الأطفال دون أن يلاحظوا ذلك، فقط كي تجنبي أي سلوك جنسي خاطئ.
  • توعية الطفل حول بعض الأمور الحياتية الهامة، مثل عدم خلع ملابسه في أي مكان أو أمام أي أحد، وأن لا يدخل الحمام مع أطفال غيره، وأن يفهم بأنه ليس من الصحيح أن يسمح لأي شخص بمد يده على جسده وتفحصه.

تعديل سلوك الطفل له طرق ووسائل يجب اتباعها للحصول على نتيجة فعالة، يحتاج الأمر منكِ إلى القراءة والاستشارة والوعي بكيفية التعامل مع طفلكِ ومشاكله.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار