جرثومة شيغيلا

تنتمي جرثومة شيغيلا إلى فصيلة الأمعائيات التي تضم واحد وثلاثون نوعًا ، وهي عبارة عن عصيات سلبية الجرام يمكن أن تعيش بوجود كميات ضئيلة من الأكسجين، وتعد جرثومة الشيغيلا من الجراثيم التي تسبب للبشر أمراضًا معدية ومنها عدوى الجهاز الهضمي إذ تؤدي للإصابة بالحمى وآلام في البطن والإسهال، وسنقدم في هذا المقال معلومات عن جرثومة شيغيلا.

ما هي جرثومة شيغيلا؟

تعرف جرثومة شيغيلا بأنها عدوى بكتيرية تصيب الجهاز الهضمي، وتنتقل عن طريق الطعام الملوث، والمياه الملوثة، والبراز، وتؤدي إلى تهيج الأمعاء نتيجة إفراز البكتيريا للسموم وبالتالي ظهور أعراض الإسهال الولية، والأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الجرثومة نتيجة وضع الأصابع في الفم مما يعرضهم لابتلاع البكتيريا، وفيما يلي العوامل المؤدية للإصابة بجرثومة الشيغيلا:

• الاتصال المباشر بين الأشخاص من أكثر الأسباب شيوعًا لانتشار المرض.
• عدم غسل اليدين جيدًا خاصةً بعد تغيير حفاضات الطفل المصاب بجرثومة الشيغيلا.
• تناول الطعام الملوث يتسبب بنقل الجرثومة من الشخص المصاب بالعدوى إلى الشخص السليم الذي يتناول الطعام الملوث الذي يمكن أن يكون مصدرًا للعدوى في حال احتوائه على مكونات نباتية تُروى بماء الصرف الصحي.
• شرب الماء الملوث، فقد يكون الماء مصدرًا للعدوى إذا اختلط مع ماء الصرف الصحي، أو في عند سباحة شخص مصاب فيه.

أنواع جرثومة شيغيلا

تتواجد جرثومة شيغيلا بأنواعٍ متعددة وهي كالتالي:

• الشيغيلا مجموعة أ (group A shigella) والتي تعرف باسم الشيغيلا الزحارية.
• الشيغيلا مجموعة ب (group B shigella) والتي تعرف باسم الشيغيلا الفلكسنرية.
• الشيغيلا مجموعة د (group D shigella) والتي تعرف باسم الشيغيلا سوني.

تجدر الإشارة بأن الشخص المصاب بهذه الجرثومة يطلقها في البراز ويمكن أن تنتشر في الطعام أو الماء أو إلى شخصٍ آخر سليم، حيث إن دخول القليل من هذه الجرثومة إلى الفم يسبب الإصابة بالعدوى. ^{[1]   [2]}  

أعراض جرثومة شيغيلا

تظهر على الشخص المصاب أعراض الإصابة بجرثومة شيغيلا وهي كالتالي:

• الإصابة بنوبات من الإسهال المائي المتكرر.
• حدوث تقلصات في البطن.
• الشعور بالقيء.
• الشعور بالغثيان.
• قد يظهر الدم أو المخاط في براز الشخص المصاب.
• الإصابة بالحمى.
• الشعور بألم مفاجئ وحاد في البطن.
• الشعور بآلام في المستقيم.

تبدأ أعراض الشيغيلا بالظهور في غضون يوم إلى يومين من ملامسة الجرثومة، وفي حالاتٍ أخرى تظهر الأعراض في أقل من اثنتي عشرة ساعة، وقد تستمر هذه الأعراض بالظهور من خمسة أيام إلى سبعة أيام، ويستغرق علاج العدوى الخفيفة مدة يومين.

من الأمور الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار بقاء الجسم رطبًا عند الإصابة بنوبات الإسهال، وفي حال استمر الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام يجب الاتصال بالطبيب لتفادي الإصابة بالجفاف. ^[1]

الفرق بين السالمونيلا والشيغيلا

سنتعرف فيما يلي على الفرق بين السالمونيلا والشيغيلا من خلال توضيح خصائص كل منهما:

خصائص السالمونيلا

من أبرز خصائص بكتيريا السالمونيلا نذكر ما يلي:

• تعتبر السالمونيلا نوع من أنواع البكتيريا المعوية التي تتميز بأنها بكتيريا متحركة تتواجد في الجهاز الهضمي عند الإنسان وعند الحيوانات والزواحف أيضًا.
• تنتقل البكتيريا إلى الماء والطعام في حال ملامسة براز الحيوانات المصابة أو الأشخاص المصابين.
• تعتبر بكتيريا السالمونيلا بكتيريا اختيارية أي أنها تعيش بوجود الأكسجين أو بدونه.
• بكتيريا السالمونيلا بكتيريا سالبة الجرام اي أن خلاياها تحتوي على كميات عالية من الببتيدوجليكان وهي عبارة عن مادة تشبه الشبكة من حيث القوة والبنية.
• لا تنتج السالمونيلا الجراثيم على عكس العصيات الأخرى وتكون على شكل عصية أو قضيب.
• السالمونيلا شفافة وعديمة اللون وفي بعض الأحيان تحتوي على مراكز داكنة اللون.
• تسبب للإنسان الإصابة بالتهاب الأمعاء والتهاب المعدة والتيفوئيد والحمى المعوية.

خصائص الشيغيلا

تعرفنا على خصائص السالمونيلا وفيما يلي سنتعرف على خصائص الشيغيلا:

• تتواجد الشيغيلا بأنواع وهي: شيغيلا سوني، وشيغيلا بويدي، وشيغيلا فلكسنرية، وشيغيلا زحارية، وتعد شيغيلا سوني من أكثر أنواع العدوى شيوعًا في دول العالم المتقدم.
• الشيغيلا غير بوغية وغير متحركة.
• تؤثر بشكل رئيسي على الأمعاء الغليظة. ^{[2] [3]}  

طرق الوقاية من جرثومة شيغيلا

يجب اتباع طرق الوقاية من جرثومة شيغيلا لتفادي الإصابة بها وذلك كما يلي:

• غسل اليدين قبل دخول الحمام وبعده باستعمال الماء الدافئ والصابون لمدة عشرين ثانية.
• غسل اليدين بعد تغيير حفاضات الطفل وتطهير مكان تغيير الحفاضات.
• التخلص من الحفاض المتسخ بوضعه في سهلة المهملات أو في كيس مغلق للحد من انتشارها.
• تجنب الاتصال بالشخص المصاب بجرثومة الشيغيلا إلا بعد مرور عدة أيام من انتهاء الإسهال.
• تجنب قيام الشخص المصاب بتحضير الطعام للأشخاص الآخرين إلى أن يتوقف الإسهال ويشعر بالتحسن.
• يفضل إبقاء الطفل المصاب بالإسهال في المنزل وعدم إرساله إلى المدرسة أو أماكن اللعب أو الحضانة.
• تجنب ممارسة السباحة إلى أن يتم الشفاء من العدوى.
• الحرص على مراقبة الأطفال وتجنب ابتلاعهم لماء حمامات السباحة الملوثة أو غير المعالجة ولماء البحيرات والبرك الملوثة. ^{[1] [2]}

مضاعفات جرثومة شيغيلا

تجدر الإشارة بأن عدوى الشيغيلا تنتهي دون أن تسبب مضاعفات وتستغرق عملية التبرز للعودة إلى الوضع الطبيعي بعد مرور بضعة أسابيع أو أشهر، وفي حال حدوث مضاعفات فإنها تتضمن ما يلي:

• الإصابة بالجفاف نتيجة الإسهال المستمر والمتكرر، ويظهر على الشخص المصاب أعراض أخرى تتمثل بالدوخة والدوار وقلة الدموع عند الأطفال، كما يؤدي إلى الإصابة بداء العيون الغائرة، والجفاف الشديد يمكن أن يؤدي إلى الموت.
• من المضاعفات النادرة لجرثومة شيغيلا الإصابة بمتلازمة انحلال الدم اليوريمية والتي تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم الانحلالي أي انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء، ونقص الصفيحات أي انخفاض عدد الصفيحات الدموية، والإصابة بالفشل الكلوي الحاد.
• الإصابة بنوبات مرضية يعاني منها الأطفال المصابين بالعدوى، وتنتشر هذه النوبات بين الأطفال المصابين بالحمى الشديدة وغير المصابين بالحمى، إذ لا يمكن الجزم فيما إذا كانت النوبات المضرية ناتجة عن العدوى أو الحمى، وفي حال تعرض الطفل لنوبة صرع يجب الذهاب إلى الطبيب فورًا.
• بعض المضاعفات نادرة الحدوث الإصابة بتضخم القولون السُمّي إذ يصاب القولون بالتشنج مما يمنع خروج الريح والتبرز، ومن أعراض هذه المشكلة الصحية الشعور بالضعف والإصابة بالحمى والتورم وآلام في المعدة، وفي حال لم يتم علاج هذه الحالة فإن القولون سوف يتمزق الأمر الذي يسبب التهاب الصفاق الذي يعتبر عدوى تحتاج لعملية جراحية طارئة.
• الإصابة بتدلي المستقيم، إذ قد يؤدي التهاب الأمعاء الغليظة أو الضغط عند التبرز لخروج بطانة المستقيم أو الغشاء المخاطي من فتحة الشرج.
• قد يحدث التهاب المفاصل التفاعلي الذي ترافقه عدة أعراض أو علامات والتي تتضمن التهاب وألم في مفاصل الوركين والقدمين والكاحلين، والإصابة بالتهاب الملتحمة في إحدى أو كلتا العينين والحكة والاحمرار، والتهاب الحليل أو الشعور بالألم عند التبول.
• تجرثم الدم أو الإصابة بعدوى مجرى الدم لأن هذه جرثومة شيغيلا تلحق الضرر ببطانة الأمعاء وهذه الحالة نادرة إذ تدخل الشيغيلا عبر بطانة الأمعاء التالفة لتصل إلى مجرى الدم مسببة العدوى. ^[2]

كيف تنتشر جرثومة شيغيلا؟

تجدر الإشارة بأن هذه الجرثومة تنتشر بكل سهولة كما أن إصابة الشخص بالمرض لا يتطلب إلا أعدادًا قليلة منها، وفي حال إصابة شخص ما بالعدوى فإن الجرثومة تنتقل إلى أشخاص آخرين بعد بضعة أسابيع من انتهاء الإسهال، ومن الطرق الأخرى للإصابة بالعدوى هي بلع الشيغيلا إذ تصل إلى الفم بطرقٍ مختلفة نذكرها فيما يلي:

• ابتلاع الشيغيلا يكون عن طريق لمس الفم أو وصولها إلى اليدين من خلال ملامسة الحفاضات الملوثة والطاولات ومعدات الحمام والألعاب الملوثة بالجرثومة من شخص مصاب بها.
• تغيير الحفاضات للأطفال المصابين بالجرثومة دون غسل اليدين جيدًا يساهم في انتقال العدوى.
• العناية بشخصٍ مصاب بالجرثومة يسبب بنقل العدوى للشخص السليم خاصةً عند تنظيف الحمام بعد استخدام المريض.
• ابتلاع ماء الشرب الملوثة بمياه الفيضانات أو المخلوطة بمياه الصرف الصحي.
• ابتلاع الماء الموجود في حمامات السباحة غير المعالجة بالشكل الصحيح، أو ابتلاع ماء البرك.
• إعداد الشخص المصاب الطعام وتناوله من قِبل الأشخاص السليمين يساهم في نقل العدوى إليهم. ^[1]

يجب الحرص على النظافة الشخصية وغسل اليدين جيدًا باستعمال الماء والصابون لتفادي الإصابة بجرثومة شيغيلا، إذ أن دخول كميات قليلة منها إلى الجسم كفيل بتعرضه للعدوى.