شم النسيم أصله وطرق الاحتفال به قديماً

  • تاريخ النشر: الإثنين، 26 أبريل 2021 آخر تحديث: الإثنين، 21 أبريل 2025
شم النسيم أصله وطرق الاحتفال به قديماً

الاحتفال بـ عيد شم النسيم، شهدت مصر الكثير من الاحتفالات والأعياد المختلفة على مر التاريخ، ففي مصر القديمة كانت هناك مجموعة من الأعياد الدينية والإجتماعية والزراعية، التي امتزج الاحتفال بها بمجموعة من الشعائر والطقوس المقامة بها، حيث كتبت هذه الأعياد وطرق الاحتفال بها على جدران المعابد المصرية القديمة، ومن أهمها عيد شم النسيم، وهو ما يحتفل به المصريون منذ نحو 4700 عام.

أصل عيد شم النسيم

يعتبر عيد شم النسيم واحد من الأعياد الزراعية الكونية الخاصة بالقدماء المصريين، ومع مرور الوقت أصبح احتفال اجتماعي يحتفل به المصريون بسبب تغير الطبيعة، ففي مصر القديمة كانت اسم "شمو" يعني بالهيروغليفية "الحصاد" وهي نفس الكلمة التي كان يطلقها المصريون القدماء على فصل الصيف، فهو بالنسبة لهم فصل الحصاد، إلى أن تطورت الكلمة لتصبح "شم" في اللغة القبطية، وهي تعتبر نوعاً من اللغات المصرية القديمة، ولكن بحروف يونانية.

ولكن هناك الكثير من العلماء من يرى أن كلمة "شم النسيم" تعني بالهيروغليفية " شمو (حصاد) - ان (ال) - سم (نبات)"، حيث تأتي كلماتها واضحة قبل إضافة كلمة "نسيم" وهي كلمة عربية تعني " ريح لينة لا تحرك شجرا"، وهذا يشير إلى بدء فصل الربيع واعتدال الجو ودرجات الحرارة، فقديمًا كان العلماء يختلفون كثيرًا في تحديد بداية واضحة للاحتفال "بشم النسيم"، فهناك من يعتقد أن بالاحتفال بهذا العيد كان قبل نحو 4000 قبل الميلاد أي في عصور ما قبل الأسرات.

وهذا بحسب ما جاء في تاريخ مصر القديمة، ولكن استقر البعض أخيرًا على أن الاحتفال بدأ في مصر منذ عام 2700 قبل الميلاد، مع  نهاية عصر الأسرة الثالثة وبداية عصر الأسرة الرابعة.

طرق الاحتفال بشم النسيم

قام القدماء المصريين قديمًا بتقسيم فصول السنة، حيث أطلق على هذه الفصول كلمة " رنبت"، حيث كانوا ثلاثة فصول، وارتبطت هذه الفصول بالدورة الزراعية التي اعتمدت عليها الحياة بأكملها، وهم فصل الفيضان والذي كان يطلق عليه "آخت"، وهو يبدأ في شهر يوليو، وينتهي في شهر أكتوبر، وأيضاً فصل بذر البذور "برت" وهو يبدأ في شهر نوفمبر، وفصل الحصاد "شمو" والذي يبدأ في شهر مارس.

حيث حرص المصريون القدماء على تقديم العديد من الاحتفالات للتأكيد على مفهوم البهجة والسعادة، وظهرت هذه الاحتفالات على الكثير من النصوص الأدبية، حيث تم التعرف على الاحتفال بـ عيد شم النسيم من خلال "أناشيد الضارب على الجنك"، فهو واحد من الأمور التي تمسك بها المصري منذ القدم، حيث يتم العمل على التمسك بمحيط الأسرة قضاء المزيد من الوقت معًا في الاحتفال، حيث جاء نص المصري القديم، والذي تم ترجمته إلى الفرنسية على يد العالم كلير لالويت، أستاذة الأدب المصري القديم جامعة باريس-سوربون، قائلًا: "اقض يوما سعيدا، وضع البخور والزيت الفاخر معا من أجل أنفك، وضع أكاليل اللوتس والزهور على صدرك، بينما زوجتك الرقيقة في قلبك جالسة إلى جوارك. فلتكن الأغاني والرقص أمامك، واطرح الهموم خلفك. لا تتذكر سوى الفرح، إلى أن يحلّ يوم الرسو في الأرض التي تحب الصمت".

يعتبر عيد شم النسيم في مصر نوع من البعث لحياة جديدة كل عام الزراعة والنباتات الخاصة بهم، حيث تتجدد فيه كل شيء في الحياة فالكائنات، وتزدهر والطبيعة بكل ما فيها تزدهر، حيث كان قديمًا يعتبرون أن فصل الصيف هو بداية جديدة كل عام، والتي كان يطلق عليها بداية سنة جديدة "مدنية"، غير زراعية، حيث يبدأ الجميع بنشاطات لعام جديد، وتتفتح الزهور وتنتشر الخضرة حيث يبدأ موسم الحصاد، فكانوا يقومون بملء المخازن بالغلال في وقت الحصاد، ويقدمون للإله هذا الحصاد خلال مجموعة من طقوس احتفالية سنابل القمح الخضراء، فهي نوع من الرمزية على "الخلق الجديد" والذي يدل لديهم على وجود الخير والسلام.

طقوس شم النسيم بالوقت الحالي

في العصر الحديث، لا تزال طقوس شم النسيم تحمل عبق التاريخ وروح البهجة، لكنها اكتسبت طابعًا عصريًا ينبض بالحياة. فالعائلات المصرية تتوجه إلى الحدائق والمنتزهات في نزهات جماعية، يتشاركون فيها الأطعمة التقليدية مثل الفسيخ والبصل والبيض الملون، بينما تملأ الأجواء الضحكات وروائح الربيع.

أما على وسائل التواصل الاجتماعي، فتتزين الصفحات بصور الزهور، وكروت المعايدة بعيد شم النسيم، وتنتشر التهاني بين الأهل والأصدقاء. ورغم تطور الزمن، يبقى شم النسيم مناسبة فريدة تجمع بين الأصالة والتجدد، وتمنح القلوب لحظات من السعادة والتواصل.

عيد شم النسيم ليس مجرد عيد، بل هو احتفال بالحياة وتجدد الطبيعة وروح البهجة في القلوب منذ العهد الفرعوني وحتى أيامنا هذه. فلتكن هذه المناسبة فرصة لنبث الفرح، ونستعيد ذكريات الطفولة ودفء العائلة.

  • الأسئلة الشائعة عن شم النسيم أصله وطرق الاحتفال به قديماً

  1. ما هو أصل عيد شم النسيم؟
    أصل عيد شم النسيم يعود إلى مصر القديمة، حيث كان يحتفل به الفراعنة كعيد لبداية فصل الربيع وتجدد الحياة والطبيعة.
  2. ما هي الطقوس التي كانت تُمارس في شم النسيم قديماً؟
    كان المصريون القدماء يخرجون إلى الطبيعة ويزينون منازلهم بالورود، ويأكلون الأسماك المملحة والخس والبصل كجزء من طقوس التجديد والنقاء.
  3. كيف تطورت طرق الاحتفال بشم النسيم من الماضي إلى الحاضر؟
    تطورت من الطقوس الفرعونية القديمة إلى نزهات الحدائق وتناول الأطعمة التقليدية، مع استمرار العادات التي ترمز للفرح والانطلاق في الطبيعة.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار