أسباب وأعراض وعلاج جرثومة المعدة (Helicobacter Pylori)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
أسباب وأعراض وعلاج جرثومة المعدة (Helicobacter Pylori)

الملوية البوابية (Helicobacter Pylori) هي الجرثومة المعروفة بجرثومة المعدة، توجد هذه البكتريا ذات الشكل المنحني في المعدة بالرغم من الحموضة العالية الموجودة في هذا الوسط، إذ تحتمي في الثنيات الموجودة في الطبقة الداخلية للمعدة (مخاطية المعدة).

حيث تلتصق على جدار المعدة السليم وتقوم بتخريبه - وهو المسؤول عن تأمين الحماية ضد الحموضة المعدية العالية، كما أنها تفرز مادة تدعى اليورياز (Urease) التي تحول اليوريا (البولة) الموجودة في المعدة إلى أمونيا وهي مادة قلوية - أي أنها قادرة على تخفيف الحموضة المعدية وتأمين وسط مناسب لنمو هذه البكتريا.

لكن هذا بدوره يحرض خلايا المعدة لتفرز المزيد من الحمض؛ لأن الوسط الحمضي ضروري لهضم الغذاء، بالتالي فإنّ الحموضة الشديدة المتشكلة في المعدة نتيجة وجود هذه الجراثيم تؤدي لحدوث التهاب المعدة والقرحات المعدية.

تلك التي غالباً ما تتشكل في مكان توضع الجراثيم حيث منطقة الضعف في جدار المعدة، بالإضافة لذلك فإن هذه الجرثومة يمكن أن تصل إلى الاثني عشر (هو أول جزء من الأمعاء الدقيقة، ويكون مرتبطاً بالمعدة مباشرة) وتسبب القرحات الاثني عشرية (العفجية).

كيف تتم الإصابة بجرثومة المعدة؟

توجد الملوية البوابيّة عند أكثر من نصف سكان العالم، تدخل هذه الجراثيم الجهاز الهضمي وتعيش فيه عدة سنوات قبل أن تسبب القرحات المعدية والاثني عشرية، كما أنها تكون دون أعراض عند نسبة كبيرة من الأشخاص، أي أنك قد تكون مصاباً بها لكنك لا تعلم ذلك لأنها لا تسبب أي شكل من أشكال المرض عندك.

وفي هذه الحالة ليس هناك حاجة للعلاج، إن الأطباء لا يعلمون بالتحديد ما السبب الأساسي لحدوث الأعراض عند بعض الناس دون حدوثها عند غيرهم، لسنوات عديدة اعتقد الأطباء أن سبب القرحات المعدية هو الأكل الحار والتدخين والشدة النفسية وغيرها من العوامل.

ذلك إلى أن تم اكتشاف الملوية البوابية من قبل الطبيبين الأستراليين باري مارشال (Dr. Barry Marshall) وروبن وارن (Dr. Robin Warren) في عام 1982، حيث تَبين أن هذه الجراثيم هي المسؤولة عن حدوث أغلب حالات القرحة المعدية والاثني عشرية.

طرق انتقال جرثومة المعدة (وسائل العدوى)

بالنسبة لطرق انتقال الجرثومة فهو يحدث بالسبيل الفموي عن طريق الغذاء والماء الملوث بها، أما العدوى من شخص لآخر فهي تتم عبر اللعاب أو مفرزات الشخص المصاب الأخرى مثل الإقياء أو البراز، أو حتى عن طريق الأواني والأدوات المستخدمة من قبل هذا الشخص إذا لم يتم غسلها بشكل جيد.

أو لم يقم بالحفاظ على نظافة يديه خاصة بعد التغوط، ويعود سبب ذلك إلى أن الملوية البوابية لها القدرة على العيش خارج جسم الإنسان لعدة ساعات مما قد يكون كافياً لنقل العدوى لشخص سليم.

ماهي العوامل التي تساعد على الإصابة بجرثومة المعدة؟

  1. العمر: حدوث العدوى بهذه الجرثومة أكثر ما يحدث عند الأطفال بسبب قلة الاهتمام بالنظافة في هذا العمر، بالإضافة لتناول الطعام من عدة مصادر منها ما يكون ملوثاً، علماً أن العدوى قد تحدث أيضاً عند البالغين.
  2. العيش في مناطق مزدحمة: يزداد خطر الإصابة بجرثومة المعدة إذا كنت تعيش في مكان مزدحم، أو كجزء من عائلة كبيرة.
  3. عدم وجود مصدر مياه نظيفة: باعتبار المياه الملوثة تشكل إحدى طرق العدوى بالملوية البوابية فإن تأمين مصدر مياه نظيفة يقلل من خطر الإصابة بهذه الجرثومة.
  4. العيش في البلدان النامية: يُقصد بها بلدان العالم الثالث مثل إفريقيا ومناطق من آسيا، حيث أن الازدحام الشديد ونقص النظافة العامة والشخصية، و الغذاء والماء الملوثين، كلها تعد عوامل خطر للإصابة بجرثومة المعدة.
  5. العيش مع شخص مصاب بجرثومة المعدة: هذا يرفع خطر إصابتك بها، لكن اتباع سبل النظافة الشخصية والعامة وغسل اليدين بشكل جيد يحميك من الإصابة.

ما أهم أعراض الإصابة بجرثومة المعدة؟

كما ذكرنا أغلب الأشخاص المصابين بعدوى الملوية البوابية لا تظهر لديهم أية أعراض، وقد يكون السبب هو أن لديهم مقاومة أقوى تجاه الآثار الضارة التي تسببها هذه الجرثومة، أما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أعراض المرض، فيُلاحظ عندهم ما يلي:

  1. ألم حارق في المعدة في الجزء العلوي من البطن، يحدث عادةً بعد تناول الطعام بحوالي الساعة تقريباً في القرحة المعدية وبعد حوالي ساعتين لثلاث ساعات في حال القرحة الاثني عشرية، قد يوقظ الألم المريض من النوم، وهذا يحدث بنسبة (50-80)% عند المصابين بالقرحة الاثني عشرية بينما فقط نسبة (30-40)% من المصابين بالقرحة المعدية يوقظهم الألم ليلاً، قد يستمر الألم لدقائق أو ساعات، ويتحسن بتناول الطعام أو تناول دواء مضاد للحموضة.
  2. عسر هضم والإحساس بانتفاخ في المعدة.
  3. غثيان وإقياء.
  4. التجشؤ المستمر.
  5. نقص الوزن، وفقدان الشهية للطعام.
  6. حموضة المعدة العالية وغير المعالجة بمضادات الحموضة قد تسبب تخرب الجدار العضلي بين المعدة والمري (المعصرة المريئية السفلية) مما يعرض الجزء السفلي من المري للحموضة العالية مؤدياً لالتهابه، وهذا قد يسبب إحساساً بالحرقة أعلى المعدة، وأحياناً انزعاجاً وألماً صدرياً.  

الأعراض التي تستدعي حلاً إسعافياً

يمكن أن تنزف القرحات؛ مما يزيد من شدة الأعراض ويكون ضاراً بصحتك، لذلك يجب عليك أن تستشير الطبيب المختص بشكل فوري عند إصابتك بأحد الأعراض التالية:

  • قيء يحوي خطوطاً أو بقعاً من الدم، أو ذو لونٍ بني شبيه بلون القهوة، فهذا يدل على وجود نزيف غزير في المعدة تحول للّون البني تحت تأثير الحموضة المعدية.
  • براز بلون أحمر غامق أو أسود.
  •  ألم حاد وشديد جداً يحدث بشكل مفاجئ ويمنع المريض من الحركة يبدأ من الجزء العلوي من البطن، وفي حال عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة يمتد لكامل البطن مسبباً قساوةً شديدةً فيه (تخشب البطن)، وهو ينجم عن تخرب أرضية القرحة بالكامل وحدوث انثقاب بالمعدة وخروج محتوياتها الحامضة إلى الأعضاء المحيطة بها؛ مما يسبب التهابها بعد فترة في حال لم يتم إجراء التدخل الطبي السريع، وهي حالة خطرة جداً؛ لذلك لا تتردد أبداً بالذهاب إلى المستشفى في حال أُصبت بألمٍ طاعنٍ في المعدة أشد مما كنت قد اعتدت عليه سابقاً.
  • الدوخة والدوار.
  • التعب الشديد والمستمر دون سبب واضح.
  • شحوب لون الجلد، تلاحظه بشكل خاص في اليدين وفي الجزء الداخلي من الجفن السفلي.
  • صعوبة التنفس (ضيق نفس).

الأعراض الأربعة الأخيرة تدل على وجود فقر دم لدى المريض ينجم عن الضياع الدموي من القرحة النازفة.

تطور الأعراض الدالة على وجود سرطان في المعدة

جرثومة الملوية البوابية تزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة، ولا توجد أعراض مميزة لسرطان المعدة لكن قد يعاني المريض من الأعراض التالية:

  • ألم مبهم مستمر في المعدة، أو ألم حارق أعلى المعدة.
  • انتفاخ وإحساس شبع حتى بتناول كميات قليلة من الطعام.
  • غثيان وإقياء، والقيء قد يكون طبيعياً أو دموياً.
  • فقدان الشهية وخسارة الوزن.

الطريقة الوحيدة لتشخيص هذه الحالة هي بزيارة الطبيب وإجراء الاختبارات المناسبة.

كيف يتم تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة؟

جرثومة المعدة ليست الوحيدة المسؤولة عن حدوث القرحات المعدية، فبعض الأدوية قد تزيد من إفراز الحمض المعدي وتسبب القرحات، ومن هذه الأدوية مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAID: Nonsteroidal Anti-Inflammatory Drugs) مثل البروفين (Ibuprofen)، الديكلوفيناك (Diclofenac) وغيرها.

لذلك من المهم معرفة السبب وراء حدوث القرحة المعدية لديك لتحديد العلاج المناسب.

في البداية يقوم الطبيب بأخذ القصة المرضية الكاملة، أي يسألك عن الأعراض التي تعاني منها، ومتى بدأت وكم تستمر، وما الأدوية التي تتناولها.

بعد ذلك ينتقل لإجراء الفحص السريري الذي يتضمن فحص البطن للكشف عن وجود كتلةٍ ما أو ليونةٍ أو ألمٍ في مكان محدد، يتبقى على الطبيب الآن القيام بالاختبارات المخبرية والنوعية للكشف عن وجود جرثومة المعدة.

اختبارات الكشف عن جرثومة المعدة

1- تحليل الدم

يفيد تحليل الدم في البحث عن الأضداد المتشكلة ضد الملوية البوابية (وهي عبارة عن بروتينات خاصة تنتجها أنواع معينة من خلايا الجهاز المناعي لمحاربة الجرثومة)، حيث أن إيجابية هذه الأضداد في الدم تعني أنك مصاب أو أنّك قد كنت مصاباً في السابق بجرثومة المعدة.

لذلك هذا غير كافٍ للتشخيص، قد يكشف فحص الدم أيضاً وجود فقر دم ناجم عن حدوث نزيف في الجسم (غالباً من القرحة في حال غياب الحالات الطبية الأخرى).

2- اختبار التنفس (Urea Breath Test)

يتم إجراء هذا الاختبار للكشف عن وجود الملوية البوابية في المعدة، أو للكشف عن فعالية العلاج بالمضادات الحيوية والذي يتمثل بتحول الاختبار إلى سلبي (أي عدم وجود الجرثومة في المعدة).

يُجرى الاختبار بتناول المريض كبسولةً أو سائلاً يحوي مادة اليوريا (Urea) المصنعة بنوع خاص من الكربون الذي يمكن قياسه لاحقاً، بعد عشر دقائق من تناول الكبسولة يطلب منك الطبيب أن تنفخ في كيسٍ خاص لمدة ثلاث دقائق ثم يُرسل الكيس إلى المخبر لقياس نسبة الكربون المشع فيه.

إيجابية الاختبار تدل على وجود الجرثومة في المعدة، حيث تقوم بتحطيم مادة اليوريا إلى أمونيا وثاني أوكسيد الكربون الذي يعبر جدار المعدة ليصل إلى الدم ومنه إلى الرئتين، ليخرج فيما بعد مع هواء الزفير بشكل كربون مشع نستطيع قياسه.

على المريض أن يصوم عن الطعام والشراب بما فيه الماء لمدة أربع ساعات قبل الاختبار، وعليه التوقف عن تناول بعض الأدوية قبل إجرائه، حيث يطلب الطبيب إيقاف المضادات الحيوية لمدة أربعة أسابيع قبل الإجراء، ومضادات الحموضة المعدية لمدة أسبوعين قبله.

إن هذا الاختبار آمنٌ تماماً ويتميز بدقة عالية لتشخيص وجود الجرثومة في المعدة، يمكن إجراؤه عند الأطفال والبالغين، وعادةً ما تظهر نتائجه بعد يومين من القيام به.

3- فحص البراز

قد يُلاحظ أحياناً وجود دم خفي في البراز لا يُرى بالعين المجردة إنما يُكشف فقط باستخدام المجهر، وهو ما قد يكون دليلاً على وجود قرحة نازفة أو سرطان معدة نازف.

4- تنظير هضمي علوي

غالباً ما يُجرى هذا الاختبار في المشفى، والمريض يكون نائماً أو تحت تأثير أدوية مخدرة ليتمكن الطبيب من إجراء الاختبار بشكل سليم، يتم إدخال أنبوب مرن مع كاميرا صغيرة في طرفه الأمامي من الفم عبر المري وصولاً إلى المعدة والاثني عشر (حيث تم تسجيل حالات كانت الملويّة البوابيّة قد سبّبت تقرحات في الاثني عشر أيضاً؛ لذلك لابد من فحصه).

تسمح هذه الأداة للطبيب برؤية مخاطية المعدة وملاحظة وجود أي تبدل التهابي أو تقرحي فيها، كما تمكنه من أخذ خزعة(أي عينة صغيرة من النسيج) يتم فحصها للكشف عن وجود الجرثومة، كما أنها تساعد لدراسة أشكال الخلايا وانقساماتها لتحديد وجود الخباثة (السرطان).

لا يتم إجراء التنظير الهضمي العلوي عند جميع المصابين بجرثومة المعدة بسبب صعوبة تحمّله من قبل المريض، كما أنه يسبب رضّاً للأنسجة، فهو عادة يُستخدم لنفي حالات مرضية أخرى أو لنفي وجود السرطان.

5- التصوير الظليل بالباريوم

يُجرى هذا الاختبار في المشفى، فبعد تناول المريض سائلاً يحوي مادة الباريوم يقوم الطبيب بإجراء صور شعاعية بسيطة للسبيل الهضمي العلوي (أي المري و المعدة و الاثني عشر)، يلون الباريوم الحواف الداخلية لهذه الأعضاء ويجعلها تظهر بشكل واضح على الصورة.

في حال وجود قرحة معدية أو اثني عشرية فإنها تظهر بشكل مميز، مما يساعد الطبيب على تشخيصها، إلا أن هذا الاختبار لا يحدد سبب حدوث القرحة إنما فقط يبين وجودها.

6- الطبقي المحوري (CT: Computed Tomography) والرنين المغناطيسي (MRI: Magnetic Resonance Imaging)

هي آلات تعطي صوراً واضحة ودقيقة لأعضاء الجسم الداخلية، لا يلجأ الطبيب عادةً لهذه الوسائل عند المرضى المصابين بقرحة أو بجرثومة المعدة، إنما يلجأ إليها عند الشك بالسرطان أو بوجود أسباب مَرضيّة أخرى.

كيف يتم علاج جرثومة المعدة؟

في حال إصابتك بالقرحات الهضمية الناجمة عن وجود جرثومة المعدة يكون هدف العلاج القضاء على هذه الجرثومة، تخفيف الالتهاب الحادث في مخاطية المعدة وصولاً للشفاء، منع عودة تشكل القرحات، ويتم استعمال عدة أدوية للحصول على أفضل النتائج، من هذه الأدوية:

1- العلاج بالمضادات الحيوية

هذه الأدوية مسؤولة عن القضاء على الجراثيم، يُستعمل عادةً نوعان مختلفان من المضادات الحيوية سويةً؛ وذلك لتقليل قدرة الجراثيم على تشكيل مقاومة ضد نوع معين من الأدوية (المقاومة على الدواء أي عدم القدرة على التخلص من الجراثيم والميكروبات باستعمال هذا النوع من الدواء؛ لأن الجراثيم شكلت نوعاً من المناعة اتجاهه ولم تعد تستجيب للعلاج به).

ومن المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج جرثومة المعدة: (Amoxicillin)، (Clarithromycin)، (Tetracycline)، (Metronidazole)، (Tinidazole).

2- العلاج بمضادات الحموضة المعدية

تخفف حموضة المعدة وبالتالي تنقص الأذية المحدثة من قبل الحمض على مخاطية المعدة، ويوجد نوعان من هذه الأدوية يختلفان عن بعضهما بآلية التأثير، وهما:

  1. مثبطات مضخة البروتون (Proton Pump Inhibitors-PPI): البروتون (أو ما نسميه شاردة الهيدروجين H+) هو المسؤول عن حموضة المعدة، هذه المضخات هي أقنية موجودة على سطح الخلايا المعدية تقوم بضخ وإخراج كميات كبيرة من البروتونات إلى جوف المعدة التي بدورها ترتبط بالكلور لِيَنتُج مركب حمض كلور الماء (HCL) وهو يمثل حمض المعدة، تحاصر أدوية الPPI الأقنية السابقة وتمنع خروج شوارد الهيدروجين خافضةً بذلك حموضة المعدة، من هذه الأدوية: (Omeprazole)، (Lansoprazole)، (Esomeprazole)، (Pantoprazole).
  2. حاصرات مستقبلات الهيستامين Histamine H2 Blockers: يحرض الهيستامين إنتاج الحموضة المعدية عن طريق ارتباطه بمستقبلاته الخاصة H2 الموجودة على الخلايا الجدارية المفرزة للحمض في المعدة، تفعيل هذه المستقبلات من قبل الهيستامين يُفعّل بدوره مضخات البروتون؛ مما يؤدي لزيادة حموضة المعدة، هذه الأدوية تعتمد على حصار مستقبلات الهيستامين بحيث تصبح غير قادرة على الارتباط بها، وهذا يؤدي لنقص تفعيل مضخات البروتون؛ وبالتالي نقص حموضة المعدة، من هذه الأدوية نذكر: (Cimetidine)، (Ranitidine).

تنويه: مركبات ال PPI ذات تأثير مضاد للحموضة أقوى من حاصرات الهيستامين H2؛ والسبب في ذلك هو أن هناك العديد من المركبات في الجسم تساعد في إنتاج حمض المعدة، وتُلغي حاصرات الهيستامين فقط تأثير الهيستامين على مضخات البروتون، بينما أدوية الPPI بحصارها لمضخات البروتون تمنع تأثير أي مركب عليها.

3- العلاج بالبزموث (Bismuth Subsalicylate)

هو دواء يُستخدم لعلاج عسر الهضم والإسهال والقرحات المعدية، حيث تبين أنه يمنع تكاثر جراثيم المعدة دون أن يقتلها، بالإضافة لتأثيره المضاد للحموضة؛ لذلك يقوم الأطباء في الكثير من الأحيان بوصف هذا الدواء بالمشاركة مع الأدوية سابقة الذكر لعلاج القرحة المعدية المترافقة بوجود الملوية البوابية.

لا يجوز استخدام هذا الدواء دون وصف من الطبيب لأنه قد يسبب أذية لمخاطية المعدة في حال أُخِذَ وحده.

يتم تحديد العلاج من قبل الطبيب باستعمال مجموعة من الأدوية السابقة وليس فقط دواء واحد، فلكلٍّ منهم وظيفته في علاج القرحة، يستمر العلاج عادةً من 1-2 أسبوع.

ويطلب منك الطبيب بعد ذلك تكرار بعض الاختبارات مثل اختبار التنفس (Urea Breath Test) الذي يكون سلبياً في حال فعالية ونجاح العلاج، أما في حال إيجابية الاختبار (أي استمرار وجود الجرثومة في المعدة) ستخضع للعلاج من جديد.

لكن هذه المرة باستعمال أنواع مختلفة من المضادات الحيوية. باستعمال العلاج المناسب بشكل منتظم و خلال المدة المطلوبة تبعاً لتعليمات الطبيب يكون احتمال تكرار حدوث الإنتان بجرثومة المعدة معدوماً تقريباً، لكن في حال عدم اتباعك أساليب الوقاية فإنك قد تتعرض لإنتان جديد بالجرثومة.

4- العلاج باتباع حمية مناسبة

إن اتباع حمية خاصة لعلاج القرحات المعدية المتعلقة بجرثومة المعدة ليس كافياً، لكن الحمية أساسية لضمان نجاح العلاج الدوائي إذ تعتمد على تبديل النظام الغذائي لديك، فعوضاً عن تناول وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة من الطعام في اليوم يُنصح بتناول عدة وجبات صغيرة (من 5 إلى 6 وجبات في اليوم).

حيث أن الوجبة الكبيرة تحرض إفراز كمية كبيرة من الحمض المعدي الذي يخرش القرحة ويسبب الألم، على عكس الوجبة الصغيرة التي تكتفي بكمية قليلة من الحمض ليتم هضمها، بالإضافة إلى ذلك توجد مجموعة من الأغذية التي لها دور مساعد للعلاج ولإراحتك من الأعراض، وأخرى عليك تجنبها أو تخفيفها (هذه الأغذية مذكورة في الأغذية المفيدة والضارة للمصابين بجرثومة المعدة).

ماهي طرق الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة؟

من الطرق المتبعة للوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة، نذكر:

  1. غسل اليدين جيداً بعد استخدام الحمّام، وقبل تحضير الطعام أو تناوله.
  2. تجنب تناول الطعام الملوث أو شرب الماء غير النظيف.
  3. تناول الطعام المطبوخ جيداً، حيث أن الحرارة العالية تساعد على قتل الجراثيم الملوثة للغذاء في حال وجودها.
  4. الشدة النفسية والتدخين والكحول والطعام الحار لا يمكن أن تسبب وحدها القرحة المعدية، لكنها تؤخر الشفاء وقد تزيد الألم؛ لذلك إن تجنبها أو محاولة إيقافها يخفف أعراض القرحة ويساعد على الشفاء المبكر.

هل هناك أغذية مفيدة وأخرى يجب تجنبها في حال الإصابة بجرثومة المعدة؟

الإجابة على هذا السؤال هي بـ نعم، فهناك العديد من الأغذية التي تؤثر سلباً أو إيجاباً على مخاطية المعدة وتقرحاتها، وعلى الجراثيم المَعديّة في حال وجودها.

من الأغذية التي يجب تجنبها عند الإصابة بجرثومة المعدة، نذكر:

  • الطعام الحار أو كثير التوابل؛ لأنه قد يخرش مخاطية المعدة.
  • الطعام الحاوي على كميات كبيرة من الدسم؛ لأنه صعب الهضم.
  • الطعام الحاوي على نسب عالية من السكر؛ لأنه قد يكون ثقيلاً على المعدة وصعب الهضم بالنسبة لمعدة مصابة بالتهاب أو قرحة.
  • القهوة والشوكولا: تزيد من حموضة المعدة.
  • الأغذية الحامضة كالليمون والبرتقال، الطماطم، الخل: تزيد حموضة المعدة.
  • الكحول: تناول الكحول بكميات كبيرة له دور في حدوث التهاب المعدة، كما أنه يرخي العضلة التي تفصل المعدة عن الجزء السفلي من المري (المعصرة المريئية السفلية) مما يعرض المري لحموضة المعدة ويؤدي لالتهابه.
  • الحليب: للحلي�� تأثير مضاعف على القرحات المعدية، بعد تناوله مباشرة قد تشعر بتحسن خفيف وذلك لأن الحليب يغطي مخاطية المعدة ويحميها من الحمض، لكن سرعان ما يعود الألم للظهور؛ لأن الحليب ذا تفاعلٍ حمضي خفيف وبالتالي يزيد الإفراز الحمضي للمعدة.

من الأغذية التي يُنصح بتناولها عند الإصابة بجرثومة المعدة، نذكر:

  • الفلافونات (Flavonoids): تبين أن تناول هذه المركبات قد يكون له دور مساعد في علاج القرحات المعدية من خلال دورها في مساعدة الجسم للتخلص من الملوية البوابية، كما أنها تساعد في شفاء القرحات، وهي موجودة بشكل طبيعي في العديد من الخضار والفواكه، مثل: التفاح، العنب الأسود، فول الصويا، البروكلي، التوت، الشاي وخاصة الشاي الأخضر.
  • البروبيوتيك (Probiotics): تمثل مجموعة الجراثيم المفيدة لصحتك، توجد بشكل طبيعي في جسمك خاصة في الجهاز الهضمي، كما يمكن أن نجدها في بعض الأطعمة مثل: اللبن.
  • العسل (Honey): تبين أن للعسل خصائص مضادة لتكاثر الجراثيم بما فيها الجراثيم المعدية، مما يجعلها مفيدة للمرضى المصابين بالقرحات المعدية المُسببة بجراثيم المعدة.
  • الثوم: تبين أن له تأثير مضاد لتواجد جراثيم المعدة.
  • علكة المسكة: عبارة عن مادة تستخرج من أشجارٍ من عائلة الفستقيات، تنمو في المناطق المتوسطية، تأثيرها ليس شديد الفعالية، لكنها قد تساعد في التخلص من جراثيم المعدة.

ماهي علاقة جرثومة المعدة بحدوث السرطان؟

في عام 1994، تم تصنيف الملوية البوابية (جرثومة المعدة) كعاملٍ مؤهبٍ للسرطان من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO: World Health Organization).

يمكن لهذه الجرثومة أن تسبب التهاباً مزمناً في مخاطية المعدة، الذي يؤدي بشكل تدريجي لضمور مخاطية المعدة وحدوث الحؤول (Metaplasia) (وهو تحول خلايا المعدة لأشكال شاذة غير طبيعية)؛ مما يؤهب بدوره للإصابة بسرطان المعدة.

حيث تبين أن 33% من حالات سرطان المعدة في إنكلترا مرتبطة بشكل مباشر بالإصابة بهذه الجرثومة، يعتقد الباحثون أن السبب في ذلك قد يكون متعلقاً بوجود عدة أنواع من جرثومة الملوية البوابية، وكل منها مختلف بقدرته على إحداث المرض والسرطان.

ولا يجب أن ننسى دور عوامل الخطر الأخرى المساعدة على تطور سرطان المعدة، مثل التدخين ونوع الغذاء الذي نتناوله.

بالإضافة لسرطان المعدة، جرثومة الملوية البوابية ترفع- بشكل خفيف- خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطانات، مثل سرطان الكولون ولمفوما لاهودجكن (Hodgkin"s lymphoma)؛ (من أنواع سرطانات الدم)، كما أنها تنقص خطر الإصابة بسرطان المري، وذلك بآلية لاتزال غير مفهومة حتى الآن.

وكما تبين هناك أنواع من جرثومة المعدة متعلقة بالإصابة بالقرحات وأخرى ترتبط أكثر بالتهاب المعدة المزمن وحدوث سرطان المعدة، ووفقاً للدراسات فإن خطر الإصابة بالسرطان يستمر حتى بعد الشفاء من الجرثومة، وهذا يعتمد على درجة ضمور مخاطية المعدة وحؤول الخلايا المعدية قبل البدء بالعلاج الشافي.

وفي النهاية.. لا يسعنا سوى القول أن أفضل طريقة للعلاج هي الوقاية، فكل الأدوية مهما كان لها تأثير مفيد تبقى قادرة على إحداث بعض الآثار الجانبية - ولو كانت خفيفة -التي يمكن تجنبها بعدم تناول الدواء، أي باتباع أساليب النظافة والوقاية من الإصابة بالمرض.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار