موضة الفراء، تصاميمها وما لها وما عليها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 05 يناير 2022
موضة الفراء، تصاميمها وما لها وما عليها

أصبح رداء عامة الناس يخصُّ الأثرياء؛ هكذا تحول الفراء عبر الزمن من كونه اللباس الأول لإنسان العصور الأولى نظراً لمتانته ودفئه، إلى رمز الأناقة والفخامة ولا سيما في أزياء أشهر المصممين في العالم. لكن الطبقات الثرية لم تستطع احتكار الفراء بشكل كامل فما زال هو اللباس التقليدي في بعض البلدان مثل (روسيا والدول الإسكندنافية واليابان).

معالجة الفراء قبل ارتدائه

يخضع الفراء لعدة عمليات كيميائية قبل أن يكون جاهزاً للاستخدام حيث تتم معالجته لتنظيف الشعيرات الموجودة عليه وزيادة جودتها، كما تختلف المواد الكيميائية المستخدمة مثل (الأحماض ــ أملاح الألمنيوم ـ رماد الصوديوم) وذلك تبعاً لنوع الفراء والغرض منه وتدعى هذه العملية (Carroting)، وأكثر الحيوانات التي يتم استخدام فرائها هي : الثعلب ــ الهامستر ــ الراكون ــ وحيوان المنك (Mink) .

مسيرة الفراء في التصاميم العالمية

كان صناع الموضة في فرنسا السباقين في إدخال الفراء إلى تشكيلاتهم فقد استخدم المصممون الفرنسيون الفراء بشكل مميز مثل بول بواريت وجيان باكان (Paul Poiret, Jeanne Paquin)، وبحلول عام 1930 ازداد استخدام الفراء في تصنيع المعاطف والياقات والأكمام، ومنذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى عام 2000 اختبر كبار مصممي الأزياء أنواعاً عديدة من الفراء أبرزهم ألبرت فريتي، ناركسيو رودريغز، ميوتشا برادا (Albert ferretti,Narciso Rodriguez,MiucciaPrada) ولكن في هذه الأيام انتقل المصممون من استخدام الفراء الفاخر للزينة إلى اعتمادها كمادة أساسية في تصاميمهم منهم: (Michele kors) لشتاء عام 2012 و (Jean Paul Gaultier) لربيع وصيف 2011 و (Hugo Boss Women’s) المجموعة الكاملة لعام 2011.

فمن خلال تحليل لموقع فاشنيستا (Fashionesta) المتخصص بالموضة في شهر أذار/ مارس لعام 2013، وجد الموقع أن حوالي 70% من عروض الأزياء لعام 2013 استخدم فيها المصممون الفراء في إطلالة واحدة على الأقل، ومنهم من استخدمها في عشرين أو ثلاثين ثوب مثل جي مندل، مارني وجيام باتيسيا فالي (J.Mendel, Marni, and Giambattista Valli) ولا سيما في المعاطف والحقائب والأحذية.

وفي إحصائية نشرت لذات الموقع حول نسب استخدام الفراء في بعض مدن الموضة، فقد حلت مدينة ميلانو الإيطالية أولا بنسبة 84%، تلتها مدينة باريس بنسبة 80%، ثم نيويورك بنسبة 64%، ثم لندن بنسبة 60%.

دار (Fendi) للأزياء وإدمان الفراء

اشتهرت دار أزياء فندي (Fendi) الإيطالية منذ إنشائها عام 1925 في مدينة روما، باستخدام الفراء والجلود في معظم منتجاتها كالمعاطف والحقائب والأحذية وحتى الإكسسوار، ومن خلال تخصص الدار بالفراء أبدع مصمميها بالكثير من التشكيلات التي ميزت أزيائهم عن غيرها من التصاميم العالمية؛ منهم كارل لاغيرفيلد (Karl Lagerfeld)، الذي انضم إلى  الدار سنة 1965 فكان صاحب التصاميم المبتكرة لملابس الفراء النسائية، كذلك المصممة سيلفيا فينتيورين فندي (Venturini Fendi Silvia) مبدعة تشكيلات الإكسسوارات، التي انضمت للدار سنة 1994. وقد تحولت دار فندي إلى علامة تجارية للأزياء الفاخرة حول العالم.

أبواب الاعتراض مشرَّعة ضد استخدام الفراء الطبيعي

في شهر شباط/فبراير من عام 2014 حظي الملهى الليلي ماهيكي في مدينة لندن بشهرة كبيرة، ليس لأجوائه فقط بل لأنه منع مشاهير من الدخول إليه وهم يرتدون الفراء الطبيعية أبرزهم: كيم كارداشيان والأمير هاري (Kim Kardashian, Prince Harry)، فمنذ عام 1970 لم تتوقف الأنشطة المعارضة لتجارة الفراء وجلود الحيوانات غير الشرعية واستخدامها في الموضة، كما توسعت الحملات المؤيدة لحقوق الحيوان فتضاعف المتضامنون معها، لاسيما من النجوم وأبرزهم الأخت الشقيقة لـ كيم كاردشيان كلوي كارداشيان (Khloe Kardashian)  التي انضمت لأنشطة منظمة بيتا العديدة في هذا المجال.

حيث عملت منظمة بيتا (People for the Ethical Treatment for Animals) (PETA) منذ إنشائها على تشجيع المعاملة الأخلاقية للحيوانات واستخدام الفراء المصنعة بدلاً من الطبيعية، وقد هاجمت المنظمة مصممي الأزياء واتهمتهم بالقسوة وعدم الرحمة، لأنه يتم قتل ما يقارب 500 مليون حيوان كل سنة من أجل استخدامها في أزياء الإنسان. ومن الأعمال التي حققتها المنظمة إصدار قانون يمنع تجارة الفراء الطبيعية لصناعة الملابس عام 2013 في مدينة ويست هوليوود الأمريكية (West Hollywood).

الفراء البديل (Fake or Faux Fur)

الفراء المزيف أو الوهمي هو عبارة عن ألياف مصنعة من مجموعة مواد هي: خليط البوليمرات والاكرليك المستمدة من الفحم والهواء والبترول والحجر الجيري، ويتمتع هذا النوع بميزات عديدة فهو يستخدم في ألعاب الأطفال والإكسسوارات وديكورات المنازل مثل الوسائد والفراش إضافة للملابس، كما أنه لا يحتاج للتخزين في مكان بارد فهو يستغرق فترة طويلة لكي يتحلل، فقد بدأ استخدامه في الأزياء منذ عام 1950 وازداد في الآونة الأخيرة تشجيعاً للتخفيف من استخدام جلود الحيوانات الطبيعية وتزامناً مع أنشطة المناصرة لحقوق الحيوان.

أخيراً لا يمكن تجاهل مناصري حقوق الحيوان كما قد لا يمكن الاستغناء عن الفراء والجلود في الأزياء بشكل كامل، إلا أنه يمكن التقليل من الكميات المستخدمة أو الاستعانة بالفراء البديل كخطوة تحقق الجمال والفائدة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار