جراحة تجميل تنهي حياة مؤثر برازيلي كان يرغب في تغيير مظهره

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
جراحة تجميل تنهي حياة مؤثر برازيلي كان يرغب في تغيير مظهره

شهدت البرازيل فاجعة جديدة في عالم التجميل، بعد وفاة خبير الموضة ومدوّن إنستغرام الشهير أدير مينديس دوترا جونيور، المعروف باسم "جونيور دوترا"، عن عمر ناهز 31 عامًا، إثر إصابته بعدوى حادة تلت عملية تجميل عُرفت باسم "Fox Eyes" أو "عيون الثعلب"، وهي إجراء تجميلي يهدف إلى شدّ الزاوية الخارجية للعين لتبدو أكثر ارتفاعًا واستطالة.

تفاصيل العملية التي غيّرت مجرى حياته

خضع دوترا لعملية تجميل في مارس الماضي، تضمنت إدخال خيوط دقيقة أسفل الجلد بهدف شدّ ملامح العينين بطريقة تمنحها مظهرًا مائلًا للأعلى. لم تسر الأمور كما خُطط لها، إذ بدأت ملامح وجهه تتورم بشكل لافت بعد أيام قليلة، وظهرت كدمات واضحة حول عينيه.

تداول متابعوه صورًا له بعد العملية، أظهرت انتفاخًا حادًا في وجهه وتشققًا في شفتيه، بينما بدا عليه الإرهاق الشديد. وقد عبّر دوترا في مقابلة مصوّرة قصيرة قبل رحيله عن شعوره الغريب بعد الجراحة، موضحًا أنه أحسّ وكأن أحد عروقه انفجر من الجهة اليسرى لوجهه، بينما شعر أن الخيط المزروع يتحرك من مكانه.

معاناة متكرّرة وانهيار صحي مفاجئ

أكد صديقه المقرب جيان سوزا أنّ دوترا ظلّ يعاني من التهابات متكرّرة وصعوبات في التنفس منذ خضوعه للجراحة. وأشار إلى أنّ حالته تدهورت بشدة في الأيام الأخيرة، لدرجة أنه لم يتمكّن من التنفس بشكل طبيعي، ما استدعى نقله إلى مستشفى عام في مدينة ساو باولو، حيث فارق الحياة فور وصوله إلى قسم الطوارئ في الثالث من أكتوبر.

أثارت وفاته حالة صدمة كبيرة في الأوساط البرازيلية، خاصة أنّه كان قد تقدّم قبل رحيله بشكوى جنائية ضد الشخص الذي أجرى له العملية، مدّعيًا أنه طبيب تجميل، قبل أن يكتشف لاحقًا أنه مجرّد طبيب أسنان يزاول المهنة دون ترخيص طبي يسمح له بإجراء مثل هذه العمليات الحساسة.

جرحة تجميل تقتل مؤثر برازيلي

تحقيقات تكشف ممارسات غير قانونية

بحسب الشكوى التي تقدم بها الراحل، اتّهم الطبيب بستّ مخالفات جنائية، شملت ممارسة الطب دون ترخيص، والاحتيال، والتسبب بأذى بدني جسيم. كما ذكر في بلاغه أنّ الطبيب رفض تزويده بملفاته الطبية عند طلبها، ما أثار مزيدًا من الشبهات حول مشروعية الإجراء.

وكشفت التحقيقات الأولية أن الأوراق التي قدمها الطبيب المتهم كانت موقّعة برقم تسجيل خاص بطب الأسنان، وليس برخصة طبية متخصصة في الجراحة التجميلية، وهو ما عزّز من احتمالات ممارسة غير قانونية تسببت في الكارثة.

وداع مؤلم وصدمة بين المتابعين

أقيمت مراسم وداع جونيور دوترا في قاعة جنازات "مورومبي" بمدينة ساو باولو في الرابع من أكتوبر، قبل أن يُحرق جثمانه وسط حضور عدد من أصدقائه ومحبيه الذين عبّروا عن حزنهم العميق لفقدانه. وكان الراحل قد شارك قبل وفاته بفترة قصيرة رسالة تفاؤل عبر حسابه على إنستغرام، أكد فيها أمله في التعافي والعودة إلى عمله في تنسيق الأزياء، حيث كان يتابعه أكثر من 118 ألف شخص.

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر العائلة أو الأطباء بيانًا رسميًا لتحديد السبب النهائي للوفاة، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن العدوى الناتجة عن العملية كانت السبب الرئيس في تدهور حالته.

جراحة تجميل عيون الثعلب

ما هي عملية "Fox Eyes" ولماذا تثير الجدل؟

تُعد عملية "Fox Eyes" أو عيون الثعلب من أحدث صيحات التجميل التي انتشرت خلال الأعوام الأخيرة، وتعتمد على زرع خيوط تجميلية تذوب تدريجيًا تحت الجلد لتشدّ العينين نحو الأعلى.

وعلى الرغم من أن نتائجها تبدو جذابة للبعض، فإن خبراء التجميل يحذّرون من مخاطرها، خاصة إذا أُجريت في مراكز غير مرخّصة أو بأيدي غير مختصين.

وأوضح عدد من الأطباء أنّ هذه الجراحة قد تؤدي إلى التهابات خطيرة أو تلف في الأعصاب، وقد تتفاقم المخاطر في حال أُجريت خارج الإشراف الطبي المتكامل.

تحذيرات الأطباء من "سياحة التجميل"

حذّر مختصون في الجراحة التجميلية من الإقبال المتزايد على ما يُعرف بـ"سياحة التجميل"، إذ تُجرى العديد من العمليات في دول تقدم عروضًا منخفضة التكلفة لكنها تفتقر أحيانًا إلى معايير السلامة.

وأشار أحد الجراحين إلى أنّ السفر بعد الخضوع لجراحة تجميلية مباشرة يزيد من احتمالية تكوّن الجلطات ومضاعفات خطيرة مثل الانسداد الرئوي.

ما هي جراحة عيون الثعلب

الطبيب المتهم ينفي مسؤوليته القانونية

في النهاية، ظهرت مستجدات جديدة في القضية أثارت مزيدًا من الجدل في البرازيل، بعدما خرج الطبيب الشهير فرناندو غاربي، الذي اتّهمه جونيور دوترا قبل وفاته بإجراء العملية، لينفي تمامًا أي علاقة له بوفاته.

وأصدر محامي الطبيب بيانًا رسميًا عبر حساب غاربي على "إنستغرام"، أكد فيه أن الادعاءات الموجهة ضده "صادرة عن أشخاص يسعون إلى لفت الأنظار"، مشيرًا إلى أنّ موكله سيلاحق قانونيًا كل من أساء إليه أو وجه له اتهامات باطلة.

كما أكّد الطبيب، في تصريحات لموقع برازيلي محلي، أن العدوى التي أصيب بها دوترا لا ترتبط بالعملية التي أجراها له في مارس، مشددًا على أنّ حالته الصحية كانت مستقرة بعد الجراحة. وتزامن ذلك مع نشر وثائق قانونية أظهرت أن دوترا كان قد تقدّم رسميًا بطلب للتحقيق ضد الطبيب في مركز شرطة ساو باولو، متهمًا إياه بستّ جرائم، من بينها الممارسة غير المشروعة للطب والتزوير وإلحاق ضرر جسدي خطير.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار