أبلغ عنها والدها: من هي التيك توكر العراقية زينب بنت الديوانية؟

شهدت محافظة الديوانية صدور حكم قضائي جديد بحق التيكتوكر العراقية المعروفة باسم "زينب بنت الديوانية"، حيث قضت المحكمة بحبسها مدة 6 أشهر بعد إدانتها بتهم السب والتشهير عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك استنادًا إلى المادة 433 من قانون العقوبات العراقي.

سبب القبض على زينب بنت الديوانية

جاء هذا الحكم نتيجة شكوى رسمية تقدم بها والد زينب ضدها، بعد اتهامه لها بالإساءة إليه علنًا من خلال بث مباشر ومقاطع مصورة نشرتها على حساباتها الرقمية.

وأكد مصدر قضائي أن المحكمة أصدرت قرارها بعد مراجعة الأدلة الرقمية المرفقة بالدعوى، لتكون هذه المرة الأولى التي يتورط فيها خلاف عائلي مباشر ضمن قضايا المحتوى المنشور على "تيك توك".

اتهامات أخرى بانتظارها

لم تتوقف القضايا المرفوعة ضد زينب عند حدود الدعوى المقدمة من والدها، إذ أوضح مصدر قضائي أن هناك قضية أخرى قيد النظر تتعلق باتهامها بارتكاب "فعل فاضح مخل بالحياء العام"، استنادًا إلى شكوى قدمتها وزارة الداخلية العراقية ممثلة بلجنة مكافحة المحتوى الهابط. ومن المقرر أن يصدر حكم جديد في هذه التهمة خلال الفترة المقبلة.

لجنة المحتوى الهابط تدخل على الخط

إلى جانب الدعوى العائلية، واصلت لجنة المحتوى الهابط التابعة لوزارة الداخلية العراقية إجراءاتها القانونية بحق زينب، في إطار مساعيها لتقليص انتشار المحتوى غير الأخلاقي أو المسيء على المنصات الرقمية.

وكانت اللجنة قد استدعتها في وقت سابق من أجل التحقيق في المواد المصورة التي تبثها، معتبرة أن محتواها يسيء للقيم الاجتماعية.

سوابق قانونية

ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها زينب قرارات قضائية، فقد سبق وأن أصدرت محكمة عراقية في تشرين الأول/أكتوبر 2024 حكمًا بتغريمها ماليًا بعد إدانتها بنشر محتوى اعتبرته السلطات "هابطًا".

ومع تكرار القضايا، يتوقع متابعون أن تزداد الإجراءات القضائية صرامة تجاهها في حال استمرت ببث المواد المثيرة للجدل.

من هي زينب بنت الديوانية؟

• تُعرف زينب باسمها الكامل "زينب مرتضى عاشور باقر سليم حسين"، وهي عراقية من مواليد 14 مايو 1979 في منطقة نهر الفرات.
• بدأت نشاطها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمواد كوميدية ومقاطع عفوية.
• حققت شعبية واسعة خصوصًا بين متابعي "تيك توك"، حيث تجاوز عدد متابعيها 385 ألف شخص.
• عرفت أيضًا بلقب "باربي الشاشة العراقية".
• كما شاركت في بعض الأعمال الدرامية مثل مسلسل "القط والسمكة" و"خبز تنور في الحوش".
• أعلنت اعتزالها وعودتها أكثر من مرة إلى التمثيل. ورغم هذه المسيرة، ارتبط اسمها مؤخرًا بالقضايا المثيرة للجدل أكثر من حضورها الفني.

حياتها الشخصية وظروفها

أشارت زينب في عدة مناسبات عبر بثوث مباشرة إلى أنها تعتمد بشكل كامل على ما تجنيه من منصات التواصل الاجتماعي لتأمين احتياجات أولادها، مؤكدة أنها لا تملك مصدر دخل آخر.

كما تداول متابعون مقاطع مصورة لها وهي تعلن أنها لا تمانع من دخول السجن شريطة أن يُسمح لأولادها بمرافقتها، إذ قالت إنهم لا يملكون معيلًا غيرها.

وأثار الحكم الأخير جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من رأى أن والدها كان عليه احتواؤها ودعمها بدلًا من اللجوء إلى القضاء، وبين من اعتبر أن الخطوة تمثل تطبيقًا صارمًا للقانون ضد من يسيء علنًا حتى وإن كان ذلك ضمن إطار عائلي. كما انتقد آخرون تركيز السلطات على متابعة محتوى المؤثرين بدلًا من أولويات أخرى، بينما عبر فريق آخر عن دعمهم للإجراءات القانونية بوصفها وسيلة لحماية القيم المجتمعية.

مع صدور هذا الحكم، يتضح أن زينب باتت تواجه سلسلة من القضايا القضائية التي قد تمتد لفترات أطول في حال ثبوت التهم الجديدة بحقها.

وبينما تواصل لجنة المحتوى الهابط تحركاتها، تبقى قضيتها واحدة من أبرز الأمثلة على تصاعد المواجهة بين السلطات العراقية وصنّاع المحتوى الرقمي الذين يعتمدون على "تيك توك" لتحقيق شهرة وانتشار واسع، لكنها في حالة زينب أخذت بعدًا عائليًا غير مسبوق، جعلها في صدارة الجدل والرأي العام العراقي.