هند صبري: النجمة المثقفة التي كسرت القوالب وأثارت الجدل

  • تاريخ النشر: الجمعة، 20 يونيو 2025
هند صبري: النجمة المثقفة التي كسرت القوالب وأثارت الجدل

منذ انطلاقتها كمراهقة تونسية في عام 1994 وحتى وصولها لقمة نجومية الشاشة العربية، أثبتت هند صبري أنها تتجاوز كونها نجمة تمثيل لتصبح رمزًا للعطاء والثقافة والتحرك الاجتماعي الرصين. اختطت لنفسها مكانة خاصة داخل مصر فكانت توليفة تجمع بين الواعية والمثالية والمتمردة بلطافة. وهنا أهم محطات حياتها المهنية والشخصية.

من محاولة قانونية إلى صمت القصور

وُلدت هند صبري عام 1979 في قبلي تونس وبدأت دراستها في القانون ثم حصلت على ماجستير في الملكية الفكرية عام 2004. انطلقت فنيًا مبكرًا وكان أول تحدٍ لها دورها عام 1994 في صمت القصور للمخرجة مفيدة التلاتلي وفازت عنه بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان قرطاج عن عمر 15 عامًا.

تألقت مجددًا في عام 2000 ببطولة عصابة نساء ضمن نافذة كان واستحقت عن بطولة مذكرات مراهقة في مصر اعترافًا سريعًا وهو ما تمخض عن صعود شبه فوري في المشهد العربي.

المصادفة الكوميدية وعايزة أتجوز

ارتفعت شعبيتها كثيرًا عقب مشاركتها في النسخة الأصلية لمسلسل عايزة أتجوز بتقديم شخصية أمل الصيدلانية الباحثة عن الزواج قبل إتمام الثلاثين ما جلب نجاحًا جماهيريًا واسعًا وتحوّل لاحقًا إلى نسخة على نتفليكس في 2022.

جرأة درامية وأثرها الاجتماعي

في 2011 لعبت دور امرأة مصابة بالإيدز في فيلم اسما مواجهة وصمة قوية في المجتمع العربي. الأداء منحها جوائز عدة وحرك نقاشًا ثقافيًا حول المرض والوصمة الإنسانية.

التعدد الفني والإنتاج

أسست شركة Salam Productions في القاهرة عام 2015 ونجحت بانتاج أعمال جريئة بينها زهرة حلب ومسلسل في عيون الأغنية. أيضًا لعبت دورًا مهمًا في البحث عن علا من إنتاج نتفليكس بقيادة نسائية مشهودة.

جوائز وشرفات حقوق المرأة

حازت على جائزة فخر قرطاج مرتين وجائزة فاتن حمامة عام 2017 وعلى مراتب مرموقة مثل وسام فرسان الفنون والآداب في فرنسا في 2014 و2021 وأدرجتها بي بي سي ضمن قائمة 100 امرأة الأكثر تأثيرًا في 2024.

كذلك خدمت كسفيرة لمكافحة الجوع ضمن برنامج الأغذية العالمي من 2010 حتى 2023 قبل أن تعلن استقالتها تضامنًا مع غزة. ظهرت بوضوح في مخيمات اللاجئين واستخدمت منصة ShareTheMeal لدعمهم.

مدافعة عن ثقافة مناهضة التطرف وتمكين المرأة

صرّحت أن الثقافة سلاح ضد التطرف كما ركزت على محاربة ازدواج المعايير بين الجنسين فأكدت أن نجاح المرأة العملي لا يقل أهمية عن نجاح الرجل ودعت لفهم المجتمع نظرة جديدة للنقاش حول الزواج والطلاق وأبرزت ذلك في لقاءاتها وبرامجها الاجتماعية.

الأزمة الأخيرة ومطالبات ترحيلها

في 2021 شاركت في موكب المومياوات الملكية في مصر ما فجر جدلًا لدى بعض من طالبوا بحضور ممثلة مصرية فقط. واجهت اتهامات بالعنصرية بينما دافع عنها عدد من الفنانين مثل محمد منير الذي قال إنها مصرية قبل تونسية. هند ردّت بأن المعترضين متعصبون وأنها تحمل الجنسية المصرية وتعيش فيها منذ أكثر من عشرين عامًا وأكدت أنها ابنة مصر وفخورة بمشاركتها.

تصريحات والدتها

في أحد البرامج صرّحت هند بأن مصر كانت تناديها منذ وصولها وأن والدتها لم تكن ضد الاستقرار في مصر ما أرخ لرباط عاطفي يربطها بالمصريين على نحو يتجاوز حدود الفن.

مثقفة وطموحة بلغة الفن

صرّحت سابقًا بأن على الفتاة أن تقرأ كثيرًا وتسافر وتنفتح على العالم وأن الفن وسيلة لتغيير المجتمعات وليس فقط للربح والشهرة. وقد طبّقت ذلك في اختيار أدوارها التي تتناول قضايا المرأة مثل عايزة أتجوز والبحث عن علا وغيرها مما أثار الجدل الاجتماعي وأسهم في توسيع النقاش بأسلوب حضاري.

هند صبري

هند صبري تمثل نموذجًا يوازن بين الإبداع الفني والنشاط الاجتماعي وبين التمكين الذاتي وحراك المرأة الثقافي. أثرت في الحياة الفنية من خلال أعمال جريئة وسياسية من خلال مواقفها ومجتمعية من خلال دعمها للنساء والفقراء.

أظهرت قوة في تحمل النقد وتقديم ردود حضارية. رغم ملاحقة بعض الأصوات المتطرفة لها إلا أن حضورها في مصر أصبح واقعًا يتجاوز كل حساسية ثقافية. تظل هند صبري مثالًا لفنانة عمقها ليس الفن فقط بل الثقافة والقضايا والجرأة في التغيير.

 مطالبات بترحيلها ودفاع قوي

رغم ما حققته هند صبري من شعبية طاغية في مصر، لم تسلم من موجة هجوم مفاجئة ومثيرة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية، حيث تصدرت المطالبات بترحيلها من البلاد قائمة التريند بعد تصريح قديم أعيد تداوله بشكل مجتزأ، وفسره البعض على أنه إساءة غير مباشرة للمصريين.

هذه المطالبات أثارت حالة من الاستياء بين جمهورها ومحبيها، الذين سارعوا للدفاع عنها، مؤكدين أن هند لم تقل ما يسيء لأي أحد، وأنها لطالما عبّرت عن امتنانها لمصر وشعبها الذي احتضنها وفتح لها أبواب النجاح.

هند صبري

اللافت أن هذه الأزمة لم تكن مجرد حملة إلكترونية عابرة، بل استدعت تعليقات من شخصيات عامة، كان أبرزها تصريح والد ياسمين صبري، الذي طالب بترحيلها من مصر، متهمًا إياها بأنها تتجاوز حدود الضيافة.

وجاء تصريحه ليفتح بابًا من الجدل الإعلامي، ووجهت له انتقادات واسعة اعتبرته يستخدم اسم ابنته للهجوم على فنانة كبيرة لها تاريخها واحترامها. وعلى الرغم من صمت هند في بداية الأزمة، فإن مقربين منها نقلوا استياءها من الحملة، مؤكدين أن علاقتها بمصر أعمق من أن تهتز بسبب حملة مغرضة على السوشيال ميديا.

هند صبري اختارت الرد بهدوء وثقة، حيث واصلت نشاطها الفني والاجتماعي بشكل طبيعي، وشاركت في أكثر من فعالية ثقافية وإنسانية، في رسالة ضمنية تؤكد أن مكانتها في مصر راسخة، وأن الجمهور المصري أكثر وعيًا من الانسياق وراء حملات التشويه.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار