حسين المحروس: يتحدث عن سيرة عبدالله الخان في معجم العين

  • تاريخ النشر: الأحد، 02 يونيو 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
حسين المحروس: يتحدث عن سيرة عبدالله الخان في معجم العين

 عبدالله الخان .. ليس اسم كمصور وفنان يتردد فقط .. بل موسوعة تمشي على هذه الأرض الطيبة، بل يتعدى ذلك بأن يكون ذاكرة البحرين الضوئية لما يحمل في أرشيفه وجعبته الكثير من الصور التي تحكي تاريخ هذا البلد ومنجزاته، كل صور لها ذكره ، موقف، حدث .. ترجمته عدسته وحسه الفني والوطني.. وماذا يتمنى الأب لأبنائه غير المكان الآمن وأن يراهم في أحسن صور.. هكذا فعل الخان .. بصوره التي يعتبرهم أبنائه فقام بتوثيقها بكتب مميزة وجميلة تحفظهم وتسرد قصة كل صورة وحدث وموقف وقد سااهم معه حسين المحروس في تشكيل ثنائي مميز في حفظ الذاكرة وسرد السير.. وليالينا فتحت ذاكرة هذا المعجم وتفاصيله وقصة تكوينه من خلال حسين المحروس..

على ماذا يحتوي كتابك الجديد «عبدالله الخان..معجم العين» ما هو موضوعه؟
سيرة الإنسان الطبيعية جداً ليست مرتبة كما تراها في كتب السيرة. الحياة لا تحدث كما نقرؤها في كتب السيرة. الحياة في كتب السيرة «مهما حاول كاتبها»  مجزءة منتقاة، ومحطاتها مفككة. لذا نقرأ فيها ما يجلعنا نقف طويلاً أو قصيراً بحسب ما فيها قيمة، أو بحسب ما نميل إليه في هذه الحياة.الكتاب في بابين: الأوّل سيرة المصور عبدالله الخان باللغتين العربية والإنجليزية. والترجمة للمبدعة فاطمة سلمان الحلواجي. ولظرف صعب شاركنا الدكتور محمد الخزاعي والسيد فيشواز رايت في الترجمة. في الباب الأول واحد وعشرون فصلاً أزعم أنّها سيرته الفوتوغرافية نصاً. أمّا الباب الثاني فهي سيرته فوتوغرافياً. وهذا الباب لو حاولت كتابته سوف يقضى عليك. إنّه الفصل الواحد فيه أشبه بدرجات لون لا تنتهي.

منذ متى وأنت تعمل في هذا الكتاب؟
في العام 2003 بدأت أجمع معلومات من هنا وهنا عن عبدالله الخان. كنت أدون كلّ شيء وفي كلّ حين. لا يمكن اعتماد الذاكرة عندما نريد الإحاطة بقليل من سيرة إنسان. ولأنّ هذا التدوين قد يكون من خارج السيرة اتفقت مع عبدالله الخان نفسه  وبعد تواصل فشل في المرة الأولى وكاد ينتهي لولا أنّي شخص ممل لا يعرف اليأس  على عقد لقاءات شخصية متكررة ومسجلة صوتياً. طبعا هذا لا يكفي فالذاكرة لا تعطيك كلّ شيء دفعة واحدة لذا كنت أسجل قصصه وشذرات من سيرته في رحالاتي معه خارج البحرين. كلّ شيء قاله لي وله علاقة بسيرته مع التصوير دونته في دفتر صغير في جيبي. إلى أن صار العام 2013م وضعت كلّ ذلك في صيغة كتاب أزعم أنّه سيرة عبد الله الخان فوتوغرافياً.     
 
ما قيمة ما لدى عبد الله الخان من صور في أرشيفاته المتعددة ؟  
 قلّما تفتح المعجم اللغوي الكبير ولا تجد مبتغاك. أرشيف عبدالله الخان عينه. كلّ صورة فيه هي عين الخان في لحظة أخذ الصورة. وسوف يحدث لك وأنت تقلب ملف صور لموضوع وترى تقلبات عينك في صور ذلك الملف تماماً مثلما يحدث لك وأنت ترى اشتقاقات الكلمة في معجم الكلمات الكبير المتعدد الأجزاء.وإذا عرفت أنّ أرشيف الخان هو عبارة عن أربعة أرشيفات لك أن تتصور حجم وسعة وتعدد وتنوع وتمكّن هذه المعجم.. معجم العين.   

المحروس حسين، كنت تعمل على«سيرة الصورة في البحرين» وأذكر بأنه نشر أجزاء مجلة البحرين الثقافية، أين وصلت فيها، هل ما يزال المشروع قائماً أم أنه قد تعثر بمشاريع أخرى، يشتغل وينشغل بها المحروس الآن ؟
لا لم يتعثر بمشاريع لكنه تعثّر بقصاصيب!! فالمشاريع في الحقل الواحد تدعم بعضها البعض للأفضل. لكنّه تمّ مساواة المشروع المضني جداً بأعمال القص واللصق في الدعم!! كان الدعم لا يساوي نصف ما سوف أنفقه عليه لو اكتمل. ولأنّي لا أنتظر حركة التفاتة  من مسؤول فهذا الانتظار فيه حصر وحصار يلغي مشاريعي أو يؤخر بعضها لذا ركنت خطته السابقة وجعلت له خطة أخرى أوّلها: معجم العين. لا ينبغي انتظار الجهات الثقافية الرسمية فيما ننجز أو نأمل إنجازه في يوم خصوصاً في البحرين.  

ما أهم شرط في كتابة سيرة إنسان؟
أنّ ترى نفسك فيه. بمعنى أن تقترب منه ومن عالمه جداً جداً حتى تظنّ أنّ ما به بك، وما تعرفه عنه كأنّه قديم في بالك وخاطرك. إذا حدث ذلك فإنّه علامة واضحة لك بأنّ سيكون مشروعا ناجحاً. لا تبدأ بكتابة سيرة إنسان حتى تظنّ أنّها سيرتك.‬

 لك أربعة كتب في مشروعك الناحج مع المصور عبد الله الخان: المحرق وردة البحر 2007م، ديموقراطية 73، العام 2010، دفتر اللؤلؤ 2011، وأخير «عبد الله  الخان .. معجم العين» 2013م. هذا بلا شك فعل رائع بينكما، بين المحرق والمنامة. هل سوف يستمر هذه المشروع؟
بالطبع هناك جديد دائماً . ماذا تفعل في هذه الحياة إذا لم تكن جديداً كلّ يوم؟ لكني أستريح قليلا في هذه الفترة من أجل العودة بمزاج  حيوي يقترب من مزاج عبد الله الخان نفسه. هناك مشاريع قادمة.

ما أهم مشكلة تواجهك وأنت تعمل في هذا المشروع مع القدير الخان؟
الوقت. ولا شيء غير الوقت يا صديقي. لست متفرغاً أنا موظف وعليّ مسؤوليات في الصباح وعبد الله الخان كما قال لي مرّة: حسين أنا في حرب مع الزمن! وعليه ينبغي أنّ أشترك في حربه من أجله ومن أجل هذا المشروع البصري المنفتح على البحرين كلها بصرياً. الوقت ولا شيء غيره.

للمزيد من مقابلات المشاهير على بريدك الإلكتروني اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار