علاج حصوة المرارة

  • تاريخ النشر: السبت، 19 يونيو 2021
علاج حصوة المرارة

يعاني العديد من الأشخاص من حصوات المرارة التي تظهر بشكلٍ مفاجئ مُصطحبةً معها آلاماً حادة، إلا أن فهم طبيعة هذه الحالة الطبية حتماً سيساعد المصاب في تخطي محنته بنجاح؛ لذا ارتأينا أم نقدم لكم في هذا المقال كل ما تحتاجون معرفته عن تكوين حصوات المرارة، وأنواعها وأسبابها وأعراضها، بالإضافة إلى طرق علاج حصوة المرارة، والمزيد من المعلومات المهمة فيما يلي:

ما هي الحصوة في المرارة؟

قبل الإجابة على التساؤل الشائع: ما هي الحصوة في المرارة؟ لا بد أن نُعرف المرارة أولاً، فهو عضو صغير يقع أسفل الكبد، تحديداً في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وهو عبارة عن كيس يُخزن الصفراء (وهو سائل أخضر مائل للون الأصفر يساعد على الهضم)، في حين أن معظم حصوات المرارة تتشكّل عندما يكون هناك نسبةٌ مرتفعة من الكوليسترول في الصفراء. [1]

كيف تتكون الحصوة في المرارة؟

حتى نوضّح لكم كيف تتكون الحصوة في المرارة؟ لا بد من الحديث عن العصارة الصفراء التي تُخزّنها المرارة وتُطلقها، وهي عبارة عن سائل يُصنع في الكبد للمساعدة على هضم الطعام، وهذه العصارة تحمل معها عناصر يمكن أن تُشكل حصوات صلبة في المرارة؛ مثل الكوليسترول والبيليروبين الذي يُنتجه الجسم عند تكسير خلايا الدم الحمراء. [2]

حجم حصوة المرارة:

يمكن أن يقترب حجم حصوة المرارة من حجم حبة الرمل وقد يصل إلى حجم كرة الجولف، ومع ذلك، فإن اكتشاف الإصابة بحصوات المرارة قد يتأخر لحين سد القناة الصفراوية، ما يسبب الألم الذي يتطلب علاجاً فورياً. [2]

أنواع حصوة المرارة:

هناك نوعان رئيسيان من أنواع حصوة المرارة، هما:

1- حصوة الكوليسترول: وعادةً ما تكون هذه الحصوات صفراء وخضراء اللون، وهي الأكثر شيوعاً من بين الإصابات المشابهة، إذ يُشكل هذا النوع 80% من حالات الإصابة بحصوات المرارة.

2- حصوة الصباغ: وعادةً ما تكون هذه الحصوات أصغر حجماً وأكثر قتامةً مقارنةً بالأنواع الأخرى، علماً أنها مصنوعة من البيليروبين (وهو نتاج تحلّل هيموجلوبين الدم). [2]

أعراض الحصوة في المرارة:

قد تتسبب حصوات المرارة ببعض الآلام، إلا أن أعراض الحصوة في المرارة قد لا تظهر إلا في المراحل المتقدمة من تشكيل الحصوات، وأبرز أعراضها ما يلي:

  • ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن حيث تقع المرارة، وعادةً ما يظهر الألم بعد تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون؛ مثل الأطعمة المقلية، إلا أن الألم لا يستمر لأكثر من بضع ساعات في الغالب.
  • ألم في المعدة.
  • تجشؤ.
  • قيء وغثيان.
  • بول داكن.
  • إسهال.
  • عسر الهضم.

ملاحظة: وفق ما ذكرت الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، فإن 80% من الناس لديهم "حصوات صامتة في المرارة"، أي أنهم لا يعانون من آلام ولا تظهر لديهم أعراض، ويمكن اكتشاف الحصوات في هذه الحالات عن طريق الأشعة السينية أو عند إجراء جراحة في البطن. [1]

أسباب الحصوة في المرارة:

تتعدد أسباب الحصوة في المرارة لتشمل الحالة الطبية والسن والجنس، وفيما يلي نوضح لكم أبرز هذه العوامل:

  • وجود خلل في تكوين الصفراء الضرورية لهضم الطعام، علماً أنها تتشكل في الكبد وتُخزن داخل المرارة، ثم تُخرج في الأمعاء.
  • اختلال توازن الأملاح الصفراوية.
  • ارتفاع كمية الكوليسترول في الصفراء.
  • وجود الكثير من البيليروبين في العصارة الصفراوية، علماً أن البيليروبين هو أحد منتجات تكسير خلايا الدم الحمراء.

عوامل تزيد خطر الإصابة بحصوات المرارة:

  • زيادة الوزن.
  • تجاوز سن الـ40 عاماً.
  • الجنس الأنثوي.
  • الحمل.
  • وجود تاريخ عائلي لدى أفراد الأسرة بالإصابة بحصوات المرارة.
  • بعض الحالات الطبية؛ مثل الإصابة بفقر الدم المنجلي، مرض السكري، تليف الكبد، التليف الكيسي، وداء كرون.
  • تناول بعض الأدوية.
  • الأصول الأوروبية.
  • الأصول الأمريكية.
  • الأصول الإسبانية. [3]

هل تذوب حصوات المرارة؟

إذا كنتم تتساءلون: هل تذوب حصوات المرارة؟ فالإجابة هي أن حصوات المرارة لا يمكنها الذوبان من تلقاء نفسها، لكن حصوات الكوليسترول يمكن إذابتها أحياناً عن طريق تناول الأدوية، إلا أن ذلك قد يستغرق وقتاً طويلاً، وقد لا يكون مجدياً في بعض الأحيان. [3]

علاج حصوة المرارة:

يكن لبعض حصوات المرارة الصغيرة أن تمر عبر الجسم وتخرج من تلقاء نفسها؛ لذا فإن علاج حصوة المرارة قد لا يتطلب أية إجراءات، خصوصاً إذا لم يكن المصاب يعاني من أعراض، لكن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض ولديهم آلام ناجمة عن حصوات المرارة، فقد يخضعون لواحد من الإجراءات الطبية التالية لاستئصال المرارة، فيما تبقى لديهم القدرة على هضم الطعام بدونها:

استئصال المرارة بالمنظار:

وهذه الجراحة هي الأكثر شيوعاً لإزالة حصى المرارة، بحيث يُمرر الطبيب أنبوباً ضيّقاً يسمى "منظار البطن" في بطن المصاب، من خلال جرح صغير، وهذا المنظار يحمل الأدوات الخاصة والكاميرا والضوء لرؤية المرارة بوضوح، بينما يُخرج الطبيب المرارة من خلال جرح صغير آخر، وعادةً ما يعود المريض إلى المنزل في اليوم نفسه بعد هذا الإجراء.

استئصال المرارة المفتوح:

وفي هذه العملية، يقوم الطبيب بعمل جروح أكبر في بطن المصاب لإزالة المرارة، فيما يبقى المريض داخل المستشفى لبضعة أيام بعد هذا الإجراء.

علاج حصوة المرارة بالأدوية:

إذا كان المصاب بحصوات المرارة لديه حالة طبية أخرى، لا ينبغي معها إجراء عملية جراحية، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية البديلة عن الجراحة؛ مثل (Chenodiol) و(Ursodiol)، فهذه الأدوية تعمل على إذابة حصوات الكوليسترول، إلا أنها قد تتسبب بالإسهال الخفيف.

ملاحظة: قد يضطر المصاب إلى تناول تلك الأدوية لعدة سنوات لإذابة الحصوات تماماً، علماً أنها قد تتشكّل مرةً أخرى بعد التوقف عن تناول الدواء. [2]

علاج حصوة المرارة بالتفاح:

  • يعتقد بعض الأشخاص أن عصير التفاح قد يُلين حصوات المرارة ويساعد على التخلص منها، ومع ذلك، ليست هناك دراسات علمية تدعم هذا الادعاء.
  • لم تثبت فعالية خل التفاح أيضاً في علاج حصوات المرارة، ولا توجد دراسات علمية تدعم استخدام خل التفاح في علاج حصوة المرارة. [4]

كيف تنزل حصوة المرارة؟

عندما نشرح لكم كيف تنزل حصوة المرارة؟ فإننا سنتحدّث عن خيارات العلاج غير الجراحية تحديداً، بعد أن وضّحنا لكم في البند السابق الأساليب الجراحية لعلاج حصى المرارة، وفيما يتعلق بطرق العلاج غير الجراحية، فعادةً ما يُوصى بها عندما يتعذّر إجراء الجراحة للمريض، بحيث يتم اللجوء إلى أحد الخيارات التالية:

الأدوية التي تحتوي على حمض الصفراء:

وتُسهم هذه الأدوية في زيادة قابلية الصفراء للذوبان، وبالتالي إذابة حصوات المرارة، وتستمر فترة العلاج بهذه الأدوية بما لا يقل عن 6 أشهر، لكن تكرار الإصابة بحصوات المرارة أمرٌ شائع بعد التوقف عن تناول الدواء.

تفتيت الحصى بموجة الصدمة خارج الجسم (ESWL):

وتعتمد هذه التقنية على استخدام الأشعة السينية التي تنبعث منها موجات الصدمة لتفتيت حصى المرارة لأجزاٍء أصغر، وبعد هذا الإجراء، ينبغي على المصاب أن يتناول الأدوية الفعالة في إذابة قطع الحصى الصغيرة وإخراجها، ومن الجدير بالذكر، أنه قد أصبح من النادر استخدام هذه الوسيلة لعلاج حصوات المرارة في الوقت الحاضر، علماً أن هذه الطريقة يمكن أن تُسهم في إفراز الحصوات بالمرارة، ومن المحتمل أن تتشكّل بعدها حصوات جديدة في المرارة مع مرور الوقت. [3]

خطورة حصوة المرارة:

تظهر خطورة حصوة المرارة في بعض الحالات الفردية، أو في حال لم يتم التداوي من الحصوة وآلامها، وحينها قد تحدث المضاعفات التالية:

  • التهاب المرارة.
  • التهاب البنكرياس.
  • التهاب القنوات الصفراوية.
  • انسداد في الأمعاء.

ملاحظة: تتطلب هذه المضاعفات علاجاً طارئاً، لا سيما عند وجود أعراض مثل: ألم شديد ومستمر في البطن، حمى، قشعريرة، اصفرار في الجلد أو بياض العين (يرقان). [3]

الوقاية من حصوات المرارة:

يمكن الوقاية من حصوات المرارة بالالتزام ببعض العادات التي من شأنها الحفاظ على صحة المرارة في مستوىً جيد، وذلك من خلال:

  • الحفاظ على الوزن الصحي.
  • تجنب فقدان الوزن السريع.
  • اتباع نظام غذائي غني بالعناصر المضادة للالتهابات.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تناول المكملات الغذائية، وفقاً لتعليمات الطبيب المعالج. [1]

وفي النهاية، ننصحكم بالالتزام بإرشادات الطبيب وتعليماته في حال كنتم تعانون من حصوات المرارة، كما نأمل أن تتمكنوا من تطبيق النصائح المذكورة آنفاً تحت بند الوقاية من حصوات المرارة؛ لتحافظوا على أجسادكم بصحةٍ جيدة بعيداً عن آلام الحصى المزعجة.

  1. أ ب ت "مقال Understanding Gallstones: Types, Pain, and More" ، منشور على موقع https://www.healthline.com/
  2. أ ب ت ث "مقال Gallstones (Cholelithiasis)" ، منشور على موقع https://www.webmd.com/
  3. أ ب ت ث "مقال Gallstones (Symptomatic Cholelithiasis)" ، منشور على موقع https://ada.com/
  4. "مقال Are There Natural Ways to Treat Gallstones?" ، منشور على موقع https://www.healthline.com/
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار