مشاكل التخاطب عند الأطفال

  • تاريخ النشر: الخميس، 07 ديسمبر 2023
مشاكل التخاطب عند الأطفال

لطالما كانت مشاكل التخاطب عند الأطفال واحدة من أسباب القلق والتوتر الأكثر شيوعاً لدى الآباء لما تسببه من تأخر في تطور الطفل ونموه وتفاعله مع الآخرين، وللتعرف على أهم أنواع مشاكل التخاطب عند الأطفال وطرق العلاج المتوفرة قم بمتابعة المقال الآتي.

مشاكل التخاطب والتلعثم عند الأطفال

يمكن تعريف مشاكل التخاطب عند الأطفال (باللغة الإنجليزية: Speech Problem) على أنها مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على التطور اللغوي للأطفال، يمكن لهذه المشاكل أن تؤثر على دقة واتساق الحركات المستخدمة لإصدار الأصوات المستخدمة في الكلام مما يؤثر على وضوح الكلام. [1]

بشكل عام، تختلف اللغة عن التخاطب، تتكون اللغة من قواعد مشتركة تتضمن الآتي: [2]

  • معنى المفردات (على سبيل المثال: كلمة "نجم" قد تشير إلى نقطة ساطعة فى السماء، أو شخص صاحب سمعة أو مشهور).
  • كيف تكون كلمات جديدة (مثال: صديق، ودود، عدوانى).
  • كيف تضع الكلمات معاً لتكوين جمل مفيدة (على سبيل المثال: "ذهب أحمل إلى المحل الجديد" عوضاً عن  "المحل أحمد ذهب الجديد")
  • ملائمة تركيبة الكلمات للمواقف.

أما التخاطب فهو الوسيلة الشفهية للتواصل مع الآخرين، ويتكون من النطق والصوت والطلاقة، فيما يلي توضيح لذلك:

  • النطق كيف تصدر الأصوات عند التخاطب (على سبيل المثال:  نطق حرف الراء لكي تقول "زهرة" عوضاً عن "زهوة".
  • الصوت باستخدام الأحبال الصوتية، و التنفس لاصدار الصوت الصحيح.
  • الطلاقة إيقاع التخاطب (قد يؤثر التردد أو التأتأة على الطلاقة في التحدث).

أنواع مشاكل التخاطب عند الأطفال

لمشاكل التخاطب أنواع مختلفة، بعضها بسيط يمكن علاجه مع التمرين وبعضها الآخر قد يرافق الطفل طوال فترة حياته، أشارت الدراسات إلى أن 5% من الأطفال الذين يدخلون الصف الأول يعانون من مشاكل ملحوظة في التخاطب والنطق، فيما يلي توضيح لأنواع مشاكل التخاطب الأكثر شيوعاً: [1]

التأتأة أو التلعثم (باللغة الإنجليزية: Stuttering)

من مشاكل التخاطب الأكثر شيوعاً، وتتمثل في إصدار الطفل لكلام متقطع نتيجة عدم القدرة على توحيد الألفاظ مع بعضها البعض، في هذه الحالة يقوم الطفل بتكرار بعض المقاطع أو الكلمات أو الأصوات مرات مختلفة إلى حين نطق الكلمة بشكل كامل.

قد تكون التأتأة عند الأطفال في بعض الحالات أمراً عرضياً وقد تختفي مع تمرن الطفل على النطق الصحيح، وفي بعض الحالات قد ترافق الطفل طوال فترة حياته وفي هذه الحالة قد تكون إشارة إلى تأخر النمو عند الطفل أو علامة على أن دماغ الطفل لا يقوم بالتنسيق بين الوظائف المسؤولة عن تحفيز الكلام.

تعذر الأداء النطقي عند الأطفال (باللغة الإنجليزية: Apraxia)

من أنواع مشاكل التخاطب النادرة، يعاني الطفل في هذه الحالة من صعوبة في التحكم في حركة كل من الشفتين والفكين واللسان عند التحدث نتيجة خلل في قدرة الدماغ على التخطيط لحركات النطق بالصورة الصحيحة. 

ربط اللسان (باللغة الإنجليزية: Tongue-tie)

ربط اللسان أو اللسان المربوط وهي حالة صحية تتمثل في عدم قدرة الطفل على تحريك اللسان بالطريقة الصحيحة للكلام.

الصمت الانتقائي (باللغة الإنجليزية: Selective mutism)

من مشاكل التخاطب الشائعة والتي يلجأ فيها الطفل للسكوت عند القلق أو الخوف عند التواجد بأمكان أو مواقف معينة لا يستطيعون فيها التحدث.

مشاكل التخاطب المفصلية (باللغة الإنجليزية: Articulation errors)

في هذا النوع من المشاكل يعاني الطفل من صعوبة في وضع اللسان في المكان الصحيح لتكوين الكلام.

أنواع مشاكل التخاطب عند الأطفال

أعراض مشاكل التخاطب عند الأطفال

يمكن الاستدلال على إصابة طفلك بأحد مشاكل التخاطب التي سبق ذكرها من خلال مجموعة من الأعراض والعلامات، نذكر فيما يلي أهمها: [2]

  • مع حلول الطفل عامه الأول لا يقوم الطفل باستخدام الإيماءات كالإشارة أو التلويح عند توديع شخص ما.
  • بحلول الشهر الثامن عشر يفضل الطفل استخدام الإيماءات على التخاطب. 
  • لا يقوم الطفل بتقليد الأصوات، أو يجد صعوبة في القيام بذلك.
  • ملاحظة أن طفلك يجد صعوبة في فهم الطلبات اللفظية الموجهة إليه.
  • عند عمر السنتين، يقوم الطفل بتقليد الأصوات والأفعال فقط دون القيام بنطق أي كلام بشكل عفوي.
  • عدم قدرة الطفل على تركيب الكلمات لتكوين جمل مفيدة ويكتفي بتكرار الأصوات والكلمات للتعبير عن احتياجاته.
  • لا يمكن لطفلك اتباع التوجيهات البسيطة. يمتلك طفلك نبرة صوت غير عادية.

للتأكد من أن طفلك لا يعاني من أي مشاكل تخاطب يجب أن يكون 50% من كلام الطفل مفهوم بعمر السنتين وحوالي 75% منه في عمر الثلاث السنوات. ومن حلول سن الرابعة يجب أن تكون قادراً على فهم كلام طفلك بشكل كامل.

 مشاكل التخاطب والتلعثم

أسباب مشاكل التخاطب عند الأطفال

لمشاكل التخاطب عند الأطفال أسباب مختلفة بعضها قد يكون ناجماً عن عوامل وراثية، وبعضها الآخر قد يكون لأحد الأسباب التالية: [2]

  • ضعف في الفم، مثل مشاكل في اللسان أو الحنك (سقف الفم).
  • قصر اللجام (وهي الثنية الموجودة أسفل اللسان)، والتي يمكن أن تحد من حركة اللسان وتؤثر على تكوين الأصوات المستخدمة في الكلام.
  • مشاكل حركية في الفم، تحدث نتيجة خلل في مناطق الدماغ المسؤولة عن الكلام.
  • مشاكل السمع، يواجه الأطفال المصابون بمشاكل في السمع من صعوبة في التحدث والفهم والتقليد والتخاطب واستخدام اللغة.
  • التهابات الأذن المزمنة، يمكن أن تؤثر التهابات الأذن المتكررة والمزمنة على السمع عند الأطفال.
  • الشلل الدماغي، يعاني مرضى الشلل الدماغي من صعوبة في التنسيق بين عضلات الفم واللسان لتكوين الكلام.
  • اضطراب طيف التوحد، معظم مرضى طيف التوحد يعانون من مشاكل في التفاعل مع الوسط المحيط والتخاطب وغير ذلك.

علاج مشاكل التخاطب عند الأطفال

في حال ملاحظة أي من أعراض مشاكل التخاطب التي سبق ذكرها على طفلك لا بد لك من مراجعة أخصائي أمراض النطق واللغة للحصول على العلاج المناسب. سيقوم الطبيب بفحص الطفل والتأكد من السبب المؤدي إلى هذه المشاكل، كما سيقوم بالتحقق من اللغة الاستقبالية والتعبيرية لدى طفلك مع قياس تطور الأصوات ودرجة وضوح الكلام والحالة الحركية لفم الطفل. بناءً على نتائج هذه الاختبارات سينصحك الطبيب بالعلاج المناسب.

كأحد الآباء يتوجب عليك مساعدة طفلك في تعزيز لغة التخاطب لديه من خلال أحد الطرق التالية: [2]

  • التركيز على التواصل، تحدث مع طفلك بلغة واضحة وشجعه على تقليد الأصوات والإيماءات المختلفة.
  • اقرأ لطفلك الكتب المصورة باستمرار، ابحث عن الكتب المصورة المناسبة لعمر طفلك وابدأ بقراءتها لتشيجع طفلك على التعرف على المفردات المختلفة والبحث عنها في الصور.
  • استخدم المواقف اليومية، لتعزيز لغة التخاطب عند طفلك تحدث معه بالطريقة التي تناسبك خلال اليوم، قم بتسمية الأطعمة الموجودة في المتجر أو المنزل، اشرح له خطوات ما تقوم به، قم بالإشارة على الأشياء في المنزل أو الطريق أو متجر التسوق لإثراء المحتوى اللغوي عند طفلك.

علاج مشاكل التخاطب عند الأطفال

مضاعفات مشاكل التخاطب عند الأطفال

يمكن لترك طفلك دون علاج مشاكل التخاطب لديه أن يعرضه لعدد من المضاعفات الخطيرة على المستوى الاجتماعي والتنموي، من أبرز هذه المضاعفات ما يلي: [3]

  • تأخر اللغة، ينطوي ذلك على مشاكل في فهم الكلام أو صعوبة استخدامه بالطريقة الصحيحة.
  • صعوبة في التواصل مع الآخرين في المناسبات الاجتماعية.
  • تأخر التطور الذهني والحركي لدى الطفل.
  • مشاكل في القراءة والهجاء والكتابة.

تذكر دائماً أن تشخيص مشاكل التخاطب وتأخر النطق واللغة وعلاجه في وقت مبكر سيمكن طفلك من التفاعل مع الآخرين كالأطفال في سنه. اتصل بطبيبك إذا كان لديك أي مخاوف بشأن تطور الكلام أو اللغة لدى طفلك.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار