تعامد الشمس علي قدس الأقداس في معبد الكرنك يلفت أنظار العالم

  • تاريخ النشر: الإثنين، 21 ديسمبر 2020
تعامد الشمس علي قدس الأقداس في معبد الكرنك يلفت أنظار العالم

اتجهت أنظار العالم كله اليوم إلى مدينة الأقصر المصرية وذلك لمتابعة احداث اضخم ظاهرة فلكية هى تعامد الشمس على معابد الكرنك الشهيرة، من الساعة السادسة، وحتى الساعة الثامنة صباحا، حيث أن هذا الاكتشاف، رصده وتوصل إليه مركز البحوث الأثرية في جمعية المرشدين السياحيين في جمهورية مصر العربية.

احتفالات بتعامد الشمس بحضور الأجانب والمصريين

توافد عدد كبير من الأفواج السياحية الأجنبية والمصرية، لمشاهدة تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بالمعبد، وبدء الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس بعرض موسيقى أثناء شروق الشمس فى أرجاء المعبد وعقب ذلك تم التوجه إلى داخل المعبد وتتبع أشعة الشمس وهى تنساب على الأعمدة والحوائط والدخول إلى قدس الأقداس فى الساعة السابعة لرصد الظاهرة وبعد ذلك توجه الحضور إلى البوابة الشرقية فى نهاية المعبد لمشاهدة عبور الشمس عبر بوابات المعبد، كما قدمت فرقة الأقصر للفنون الشعبية عددًا من الرقصات والأغنيات التراثية احتفالا بهذه المناسبة.

مدير المعبد : الظاهرة تكشف تميز المصرى القديم وبراعته

وفي تصريحات أدلى بها الدكتور مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك، أن هذه الظاهرة تكشف تميز المصري القديم وبراعته في ربط علوم الفلك والهندسة المعمارية معاً، وحرصه على ذلك طوال 2000 عام، وهي المدة التي تم استغراقها لبناء معبد الكرنك، حيث تشرق الشمس أعلى مقصورة الزورق المقدس لآمون رع والتي شيدها الملك فيليب أرهيدايوس أخو الإسكندر الأكبر.

وأكد أن الشمس تتعامد على محور الكرنك الرئيسي الممتد من الشرق للغرب مخترقاً مداخل الصروح من السادس إلى الأول وكذلك قاعة الأساطين الكبرى حتى يراها الزائر عند ميناء الكرنك أمام واجهة المعبد الرئيسية.

الاحتفالية العاشرة شهدت إقبالًا كبيرًا

وشهد الاحتفال اليوم الاثنين إقبالاً كبيراً من الزائرين المصريين والأجانب الذين حرصوا على الحضور ومشاهدة تعامد الشمس، شهدت فعاليات الاحتفال بعض الفقرات من الفنون الشعبية وأطفال الكشافة والاستماع إلى الموسيقى من خلال شركة مصر للصوت والضوء.

وقال المستشار مصطفي ألهم، محافظ الأقصر، في تصريحات صحفية، إن رصد ظاهرة تعامد الشمس على معابد الكرنك تعد أحــد أهم الأحداث التى تستثمرها المحافظة فى تنشيط السياحة والتعريف بـ الحضارة المصرية القديمة وزيادة المناسبات على أجندة السياحة المصرية، وأكد أن الحدث دليل على ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك فى العالم أجمع مطالبا بتكثيف الجهود لإستغلال تلك الظواهر التي عجز العلماء عن تفسير العديد من أسرارها حتى اليوم لتحقيق مزيد من الجذب السياحي للمواقع الأثرية المصرية مؤكدا أن محافظة الأقصر حريصة على إبراز مثل تلك الأحداث والاحتفال بها ودعوة السياح لمشاهدتها.

أهم ما يميز الظاهرة الفلكية

تعد الظاهرة من أهم الظواهر الفلكية بسبب حدوثها بالتزامن مع تكرارها بمعبد قصر قارون بالفيوم، حيث تكرر نفس الظاهرة على مقصورة قدس الأقداس بمعبد حتشبسوت بالدير البحري، وهو ما يمثل حدثا جللا للمدينة الفرعونية.

اكتشفت الظاهرة منذ 14 عاما فقط عن طريق أحد خفراء المعبد، حيث تبدأ الظاهرة مع شروق شمس 21 ديسمبر من كل عام إيذانًا بالإنقلاب الشتوي، كما يرى السائحون قرص الشمس وهو يتوسط البوابة الشرقية الواقعة على المحور الرئيسي للمعبد، وهو ما يمثل فلكيا أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذي تشرق منه الشمس، ثم تتعامد بعدها أشعة الشمس على مقصورة قدس الأقداس لمدة دقائق.

يذكر أنه في هذا اليوم تحديدًا تكن الشمس في أبعد زاوية من خط الاستواء، ومتعامدة على مدار الجدي، ويكون يومي 21 و22 هما الأقصر خلال ساعات النهار، الأطول خلال الليل، كما تضيء الشمس موائد القرابين المقامة على نفس محور المعبد.

والجدير بالذكر أن هذا اليوم بداية فصل الإنبات عند المصريين القدماء حيث تنبت الزروع وتورق الأشجار وتتفتح الأزهار ويبدأ الفلاحون العمل الشاق في الحقول بعد موسم الفيضان الطويل الذي كانت فيه السواعد معطلة.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار