قرار إنجاب الأطفال وتبعاته

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 05 مارس 2023
قرار  إنجاب الأطفال وتبعاته

لعل قرار إنجاب طفل أهم خطوة يمكن اتخاذها في الحياة، لأن إدخال طفل إلى العالم ليس أمراً عادياً أو مجرد شيء يمكن إضافته ببساطة إلى نمط المعيشة، بل هو قرار لتنشئة إنسان جديد، يجب تحمل مسؤوليته، وإضافة فرد جديد للأسرة، لكن قرار دخول الوالدية يسبب الكثير من التساؤلات، وكثير من القلق عند الأبوين قبل اتخاذ الخطوة الصواب، في هذا المقال سنستعرض أهم الخطوط عن قرار الإنجاب وكيفية تغير نمط الحياة والمسؤوليات حينها.

تغير مفهوم الأسرة ومسؤولية التربية عبر الزمن

تغيرت الأسرة وتكونها عبر الزمن، ليس بالعوامل البيولوجية، إنما بتطور الحياة وتطور الأدوار المفروضة على كل جنس، فقد غلبت صفة الامتداد والاتساع على الأسرة خلال السنوات الماضية، فيمتد هرم الأسرة ويزداد مع الأيام بتزايد النسل والإنجاب، فكانت كل أسرة مكونة من عدة أجيال، ومن مختلف الأعمار، تتكون من الأعمام والعمات والخالات وأطفالهم وبقية السلسلة، كما أن الصفة الغالبة على طبيعة الأسرة -العربية أو الغربية- هي العيش المشترك، والتجمع في منطقة واحدة للسكن والعمل وتقاسم الحياة، فكان من الجائر أن يوفر ذلك الاتصال المباشر بين جميع الأفراد، وأن يشكل عدد أفراد الأسرة الكبير سنداً لتربية الطفل.

إلا أن الاستقلالية في التربية لم تكن موجودة مع كثرة العدد، مع غلبة الرجل الأكبر الذي يطلق عليه (كبير العيلة). لكن التغيرات التي لحقت المجتمع في الآونة الأخيرة، والتي شكلت فارقاً في المجتمعات أنتجت رغبة التنقل بحثاً عن عمل أفضل وحياة جديدة، مما أدى إلى استقلال وانفراد الأسر عن بعضها، فقد يكون من الجيد الاستقلال والعيش بحرية، إلا أن الوحدة تسبب حالة من الاضطراب العاطفي، وعدم الاستقرار النفسي للأطفال وللوالدين، حين يكون العبء الأكبر على الأب والأم.

فقد عرّف مكتب الإحصاء الأمريكي الأسرة بأنها؛ تتكون فقط من الأم والأب والأولاد، أما الأقارب فلا يعتبروا ضمن الأسرة، ولا يصح الأخذ بهذا التعريف عند النظر إلى المجتمعات سابقاً، وغير مناسب لقياس وفحص الأسر في الأجيال الماضية، لكن اليوم يمكن اعتباره صحيحاً مع الاستقلال الذي تتميز به كل أسرة، وفي ذات الإطار كانت التربية الأسرية مقتصرة على الأم فقط بدورها ربة منزل، وكون الرجل هو القادر على إخصاب المرأة؛ جعل الاعتقاد يسود بين الرجال على أن الرجل ليس له أي علاقة بتربية أطفاله.

لكن المرأة عبر الزمن مع القوة التي اكتسبتها ومع التطورات التي ساعدتها على الاستقلال؛ استطاعت أن تجعل التربية مشتركة بين الأب والأم، وأصبح التفكير بدخول الحياة الوالدية أمراً أكثر جدية، كذلك الوعي بهذا الأمر صار أكبر مما سبق، فللأب والأم قرار مشترك في هذا الموضوع. [1]

مقالات ذات علاقة

هل أنت مستعد للإنجاب؟

قبل اتخاذ القرار يجب على الزوجين مناقشة الأمر، والتأكد من أن الخيار مناسب لكلاهما من الناحية الجسدية والنفسية والاجتماعية، وفيما يلي بعض أهم الأمور التي يجب التأكد منها قبل اتخاذ هذا القرار.

التأكد من الوضع المادي للأسرة

يجب أن تكون الشؤون المالية لأسرتك أكثر شفافية عندما تكون والداً، دع شريكك يعرف وضعك المادي بوضوح واسأله عن وضعه المادي لوضع ميزانية عملية وخطة ادخار تكفي ما أنتما مقدمان عليه.

مكان الإقامة

هل لديك مساحة كافية لفرد جديد في الأسرة؟ هل ستحتاج لشراء أو استئجار منزل جديد؟ هل ستحتاج إلى العيش بالقرب من والديك حتى يتمكنوا من مساعدتك في رعاية طفلك؟ هل توجد حضانات أو مدارس قريبة مناسبة؟ إذا كان عليك الانتقال، ففكر مسبقاً في المدرسة التي تريد أن يلتحق بها طفلك لتجنب تكلفة الانتقال مرة أخرى. [2]

رعاية الطفل

هل ستطلب من والديك المساعدة في رعاية طفلك؟ هل يمكنك تحمل نفقات المعيشة إذا اضطررت أنت أو شريكك لترك العمل لفترة؟ قد يؤدي الوصول إلى توافق مع شريكك والسؤال عما إذا كان والداك قادرين ومستعدين للمساعدة قبل إنجاب طفل إلى منع تغيير خطتك على عجل بعد الولادة.

فكر أيضاً في الإقامة والنفقات الإضافية إذا كنت بحاجة إلى شخص للمساعدة في الأمور المنزلية. [2]

القدرة الجسدية والنفسية

يجب قبل اتخاذ قرار الإنجاب أن يتأكد كلا الوالدين أن صحتهم على أفضل حال وأن الزوجة قادرة صحياً على تحمل تعب الحمل والولادة، وأنها والزوج مستعدان نفسياً لتحمل مسؤولية طفل.

القرار بأن تصبحا والدين مسؤولية مشتركة

أحد أبرز الأسباب التي تجعل كل زوجين يفكران بقرار الإنجاب، هي النوازع الفطرية لإنجاب الأطفال، والفرح والرضا الذي سيدخل الأسرة عند قدوم مولود جديد، فيمكن القول بأن قرار إنجاب طفل ينبع من علاقة صلبة ومحبة بين شخصين يقرران الإعراب عن حبهما المتبادل، وترجمة علاقتهما من خلال الإنجاب.

إلى جانب الأسباب البيولوجية، يرغب كل شخص بإنجاب طفل طلباً للرضا وتحقيق الذات، فكل إنسان يفكر بطريقة اجتماعية، فيستطيع التعبير عن الحاجة الطبيعية لديه وترجمتها من خلال التربية، فرؤية الطفل ينمو ويكبر مع الزمن، ويصبح شخصية فريدة، إنجاز هام وله تأثير على الوالدين.

في السابق كان إنجاب الأطفال ليس لإرضاء الدافع الاجتماعي فحسب، بل لتربية الأطفال وإدخالهم في سوق العمل أيضاً، ليساهموا في تحقيق مردود جيد للأسرة، لكن اليوم مع تبني الحكومات لقضية رعاية الطفل، وتحمل جزء كبير من المسؤولية، أصبحت رغبة الوالدين أكبر لإنجاب أطفال إلى الحياة. [2]

اتفقا على طريقة تربية الطفل وتقاسم المهام قبل ولادته

قبل الإنجاب، هناك أمور يجب الاتفاق عليها مسبقاً، أهمها:

  • تقاسم واجبات الطفل، كذلك العمل على تربية الطفل لتوفير الوقت الكافي للنوم لكل منكما، وعدم إرهاق أحدكما في السهر أو الاعتناء به، فعلى الأب مراعاة ذلك، ومساعدة زوجته عند الولادة.
  • الأمر الآخر هو موضوع التشارك في النوم، تختلف الآراء حول موضوع مشاركة الطفل في السرير خوفاً من حالات الاختناق عند الرضاعة، أو أن اختلاط الطفل بوالديه قد يسبب له بعض الأمراض والمشاكل، في حين البعض يقول بأن التنفس بين الأم ورضيعها يؤدي إلى زيادة الوعي المتبادل بينهما، ويكون الأمر أفضل في بداية ولادة الطفل عند بكائه لسهولة الاعتناء به، وعند النضج يمكن أن يصبح لديه غرفة مستقلة.
  • إضافة إلى أمور أخرى تتعلق بالطريقة التي ستتم تربية الطفل على أساسها، وأهم الأمور الواجب الاتفاق عليها في تربية الطفل لينضج بشكل سليم وبشخصية متوازنة.

بعد قرار الإنجاب، وبعد فترة الحمل، تأتي لحظة استقبال الطفل، وهي اللحظة التي لطالما ينتظرها أي زوجين، لكن مع صرخة الطفل الأولى تبدأ حياة جديدة، ويصبح الأمر أكثر جدية عند الدخول في عالم الوالدية، فيجب على الزوجين معرفة مختلف الأمور التي يحتاجها الطفل، العناية به، تبادل المسؤوليات، وأمور أخرى يجب الانتباه والاستعداد لها عند استقبال المولود الأول.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار