القصة الحقيقية لعطا المراكيبي: شخصية أحمد خليل في حديث الصباح والمساء

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 09 نوفمبر 2021
القصة الحقيقية لعطا المراكيبي: شخصية أحمد خليل في حديث الصباح والمساء

رحل صباح اليوم الثلاثاء، 9 نوفمبر 2021، الفنان القدير أحمد خليل عن عمر ناهز الـ 80 عاماً متأثراً بإصابته بفيروس كورونا المستجد، والذي أودى بحياته بعد فترة وجيزة من الإصابة، حيث لم يتمكن من إنهاء آخر مشاهده في مسلسل إلا أنا والذي كان آخر أعماله مع الفنانة ميرفت أمين.

أمتعنا أحمد خليل وأمتع المشاهدين بحوالي 280 عملا فنياً قبل وفاته، وهي حصيلة مشواره الفني الذي بدأه قبل عقود، وبدور صغير في فيلم المومياء عام 1969 والذي عرض جماهيريا بعد نحو ستة أعوام، وصولا إلى تحمله أدوار البطولة المطلقة والبطل الثاني الذي برع في تقديمه.

أحمد خليل في حديث الصباح والمساء

"مين فينا جاي مرساها مين رايح.. لحظة ميلاد الفرح كان في حبيب رايح.. يا أبو الروايح يا نرجس ما تجس وتر القدر.. تلقى حكايات البشر فيها عبير العبر صادح"، بهذه الكلمات أبدعت أنغام في غناء كلمات الشاعر فؤاد حداد ليتناغم صوتها مع موسيقى عمار الشريعي في رائعة السيناريست محسن زايد حديث الصباح والمساء.

المسلسل مقتبس عن رواية للأديب الراحل نجيب محفوظ، حملت نفس الاسم وأصدرت في عام 1987، وعبرت كلمات التتر البسيطة والعميقة في وقت واحد، عن فلسفة الرواية الأصلية التي تدور حول فلسفة واحدة وهي فلسفة الموت الذي لا يُبقي الحياة لحيّ "الصبح طفل جميل ومساه تبان تجاعيد وفوق طريق الأيام تجري الحياة مشاوير.. ونشوف ملامح البشر متعادة في المواليد وإحنا البشر كلنا أعمار ورق بيطير".

عُرض مسلسل حديث الصباح والمساء، على شاشة التلفيزيون في شهر رمضان من عام 2001، أي قبل نحو 20 عاماً بالتمام، وحقق نجاحاً كبيراً استمر حتى هذه اللحظة، ولعل أبرز القصص التي عرضت في المسلسل، وتفرعت منها معظم الأحداث الرئيسية في ربط وإسهاب رائعين، هي قصة عطا المراكيبي وهدى هانم العطار، وهما الشخصيتين اللتين جسدهما أحمد خليل وليلى علوي.

عطا المراكيبي في حديث الصباح والمساء

من خلال هذه السطور سنسرد لكم القصة الأصلية التي وردت في رواية الأديب نجيب محفوظ، حول شخصية عطا المراكيبي، مقارنة بما عرضه المسلسل بعد معالجة السيناريست العبقري محسن زايد للأحداث.

ويجب التنويه أن الرواية ليست مقسمة إلى فصول ولكنها مقسمة أبجديا بأسماء شخصيات العائلات الثلاثة الأساسية في الرواية أي على شكل شجرة عائلة كبيرة، وهي: المراكيبي، المصري، القليوبي.

هو عطا المراكيبي وهو العملاق ذو الجسم الطويل المنبسط ضخم الرأس.. صاحب البنية الجسمانية القوية واليد الخشنة وتقاسيم الوجه الغليطة والحادة، استطاع تكوين صداقة عميقة مع صديقيه يزيد المصري وطدها بعلاقة نسب حيث زوجها لابنه الأكبر عزيز والشيخ معاوية القليوبي.

كان عطا في الرواية لا يختلف عن المسلسل من ناحية الذكار، فهو تاجر "شاطر" استطاع إثبات قوته في دكان جلعاد المغربي الذي تزوج ابنته وأنجب منها نعمة، وورث عنه الدكان بعد وفاته، ليتزوج بعد فترة بهدى هانم العطار وينجب منها نجليه أحمد ومحمود المراكيبي ويؤسس للفرع الغني من العائلة.

ما يختلف قليلا أو ما تم عرضه بصورة إنسانية مغايرة في المسلسل، هو شخصية عطا المستغلة والمتلونة والموالية لكل تيار تبعا لمصلحته الشخصية حيث قال فيه نجيب محفوظ: "أدرك عطا الثورة العرابية ولكنها لم تغزو وجدانه الوطني وإنما من زاوية أملاكه وأمواله، فلما صعدت موجتها وظن أنها المنتصرة أعلن تأييده لها ولما تكالبت عليها القوى المعادية ولاح فشلها في الأفق أعلن ولاءه للخديو".

ظهر هذا المشهد جليا في أحد حلقات المسلسل ولكن هذه النقطة لم يتم التركيز عليها أبدا، فطوال الوقت بدا عطا وكأنه فارس قادم من عالم الأساطير، نجح في الفوز بقلب الأميرة هدى هانم التي كان دائم المناداة لها: "يا ست الأميرات ويا أميرة الستات".

الحديث عن عطا المراكيبي في الرواية لا يتجاوز عدة صفحات قليلة، وما فعله محسن زايد في السيناريو يعد معجزة إبداعية حقيقية، فقد حول هذه السطور لشخصية مركبة بأبعاد أعمق وأشمل للنفس الإنسانية التي تحمل المتناقضات بين جنباتها، من خير وشر وشح وكرم، غير أن عطا الذي أغدق على زوجته الهانم من محبته كان شحيحا في هذه المحبة على الجانب الآخر الفقير جانب ابنته نعمة وأولادها من عزيز المصري.

هدى الألوزي أو هدى العطار، الهانم التي جسدتها الفنانة ليلى علوي ببراعة، لم يرد عنها في الرواية سوى تنويهات بسيطة، وسطور قليلة، ولكن زايد حولها إلى شخصية من لحم ودم، وفي قصة محفوظ تلحق هدى هانم بعطا المراكيبي بعد وفاته بأشهر قليلة وليس كما عرض في المسلسل الذي امتد فيه دورها لحلقات.

وجاء فيما كتبه نجيب محفوظ عن عطا المراكيبي: "وبخلاف الظنون فرض سيطرته الكاملة على امرأته والمتعاملين معه حتى شبهه الشيخ القليوبي بالوالي الذي جاء مصر جنديا بسيطا ثم تعملق فوق هامة إمبراطورية مترامية، بل كانت نهاية إمبراطور بني سويف خيرا من نهاية الوالي ألف مرة، ووهنت علاقته بأصدقائه القدامى ولكنه لم ينقطع من زيارة نعمة وعزيز في الغورية، يغزو الحي في حنطوره طاويا نظرات الحسد تحت حذائه".

مسلسل حديث الصباح والمساء

المسلسل سيناريو وحوار محسن زايد، ومن إخراج أحمد صقر، عن قصة الأديب العالمي نجيب محفوظ، ومن بطولة ليلى علوي، ‏أحمد خليل، أحمد ماهر، سوسن بدر، نيللي كريم، توفيق عبد الحميد، خالد النبوي، علا غانم، عبلة كامل، عمرو واكد، موناليزا، محمد ‏نجاتي، أحمد زاهر، سلوى خطاب، وجمع كبير من النجوم، المسلسل موسيقى عمار الشريعي‎.‎

وفاة أحمد خليل

وودع الجمهور المصري صباح اليوم اليوم، واحداً من أهم أيقوناتها، وهو النجم أحمد خليل، والذي رحل عن عالمنا عن عمر ناهز الـ 80 عاماً، إثر تعرضه لمضاعفات فيروس كورونا.

وكان نجم الدراما المصرية، أعلن بحسب ما تناقلته وسائل إعلام تفاصيل حالته الصحية وكتب: "أنا تعبان وعندي كورونا، كنت في المستشفي وخرجت منه من كام يوم، بس تعبت تاني جدا، ورايح حالا للمستشفى، علشان الأعراض بتزيد عليا، وحاسس بتعب ومش قادر أتكلم.. هاتعدي إن شاء الله ادعولي".

في صور هذا الألبوم نستعرض لكم رحلة في كواليس مسلسل حديث الصباح والمساء، والتي تتضمن مشاهد لعطا المراكيبي الذي ستعيش شخصيته للأبد من خلال المسلسل والرواية...

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار