لحظة اغتيال مؤثر تيك توك على الهواء وسط صراخ والدته (فيديو)

لم تكن جريمة قتل خيسوس سارميينتو مجرد حادثة قتل عادية في مدينة ماراكاي الفنزويلية، بل تحولت خلال ساعات إلى قضية رأي عام بعد أن وقعت تفاصيلها كاملة أمام أعين متابعيه على الهواء مباشرة، عبر بث حي على "تيك توك"، وثّق لحظة سقوطه مضرجًا بالدماء بعد أن أطلق عليه مسلحون الرصاص من مسافة قريبة داخل منزله.

الشاب الذي لا يتجاوز عمره 25 عامًا، كان من أبرز الأصوات الرقمية التي استعملت المنصة لكشف تجاوزات مسؤولين أمنيين يُعتقد أنهم متورطون في علاقات مشبوهة مع تنظيمات إجرامية شهيرة داخل البلاد.

لحظات مرعبة موثقة بالبث المباشر

ظهر سارميينتو في آخر بث له وكأنه يعلم أن الخطر قريب. وبينما كانت والدته تصرخ وتطرق بابًا في خلفية المشهد، ظهر رجلان مسلحان يسيران مباشرة نحو الغرفة، ثم دوى صوت إطلاق النار. لحظات قليلة كانت كافية لتدوين مأساة جديدة من مآسي قمع الأصوات المستقلة في فنزويلا.

سُمع صوت سارميينتو بوضوح وهو يصرخ: "أطلقوا النار علي، أطلقوا النار علي"، بينما غطّت الدماء الأرضية، وبدأت الكاميرا تهتز قبل أن ينقطع البث. ورغم محاولة بعض المستخدمين الإبلاغ عن الفيديو، إلا أن المقطع أُعيد تداوله بسرعة مذهلة وأصبح مادة نقاش داخلية ودولية.

شاهدوا فيديو الحادث ولحظة اغتيال المؤثر:

اتهامات بالفساد وابتزاز المواطنين من قبل مسؤولين أمنيين

قبل أيام قليلة من مقتله، نشر سارميينتو سلسلة من الفيديوهات يتهم فيها مسؤولين في الشرطة الفنزويلية بالعمل جنبًا إلى جنب مع عناصر إجرامية، من بينهم أعضاء في عصابة "ترين دي أراغوا"، وهي شبكة إجرامية يُقال إنها تدير عمليات تهريب وابتزاز واسعة النطاق، وتُعتبر على قائمة الإرهاب الأمريكية، بينما تصر السلطات الرسمية في كاراكاس على نفي وجودها.

في أحد الفيديوهات، تحدّث عن "نينيو غيريرو"، وهو الاسم الحركي لزعيم العصابة المطلوب هيكتور غيريرو، واتهمه بقيادة شبكات للسيطرة على أحياء كاملة باستخدام الرعب، وبعلم وتواطؤ عدد من الأجهزة الأمنية.

"اختطاف على يد الشرطة" قبل التصفية

في مقطع آخر، قال الشاب صراحة إنه تعرض للاختطاف من قِبل وحدة تابعة للشرطة تُعرف باسم "DAET"، وهي فرقة متخصصة في العمليات الاستراتيجية والتكتيكية، مضيفًا أن "البلاد أصبحت غارقة في مسؤولين فاسدين يعملون جنبًا إلى جنب مع المجرمين".

وأكّد أيضًا أنه تلقى تهديدات متكررة بسبب منشوراته التي تناولت أفرادًا في جهاز الشرطة وجماعات مسلحة محلية مثل "ترين دي أراغوا" و"ترين ديل يانو"، مشيرًا إلى أنه لم يكن يشعر بالأمان في منزله، لكنّه أصر على الاستمرار في توثيق ما وصفه بـ"الواقع المظلم".

رصاصات متتالية وصرخات أم مكلومة

أكدت عائلة سارميينتو أن ابنهم قُتل بتسع رصاصات على الأقل. والدته، التي كانت حاضرة لحظة الجريمة، أصيبت برصاصة في البطن وتخضع الآن للعلاج في المستشفى.

المشهد الذي عايشته الأم على الهواء مباشرة تحوّل إلى جرح عميق في ذاكرة المتابعين، وأعاد طرح تساؤلات حول حدود الأمان المتاحة لمن يفضح الفساد في بلاده.

من ناحيته أعلن المدعي العام في فنزويلا طارق وليام صعب عبر منشور رسمي أن مكتب الادعاء العام فتح تحقيقًا في مقتل المؤثر، وجرى تكليف جهة مختصة بالتعرف على الجناة ومحاسبتهم.