اليوم الدولي للتضامن الإنساني

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 25 نوفمبر 2019
اليوم الدولي للتضامن الإنساني

اهتمت منظمة الأمم المتحدة بتعزيز التضامن بين الناس أينما وجدوا في العالم، لذلك حددت يوماً للاحتفال باليوم الدولي للتضامن الإنساني هو العشرين من كانون الأول/ديسمبر من كل عام، فما هو هذا اليوم؟ ما الغاية منه؟ وكيف أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.

الاحتفال باليوم الدولي للتضامن الإنساني

يحتفل العالم باليوم الدولي للتضامن الإنساني في العشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام، حيث يتم تذكير الحكومات في هذا اليوم بالتزاماتها للاتفاقيات الدولية على الحاجة إلى التضامن الإنساني كمبادرة لمكافحة الفقر، كما يتم تشجيع الناس على مناقشة سبل تعزيز التضامن وإيجاد أساليب مبتكرة للمساعدة في القضاء على الفقر، وتشمل أنشطة الاحتفال باليوم الدولي للتضامن الإنساني تعزيز حملات عديدة، منها:

  1. حظر الألغام الأرضية.
  2. جعل الصحة والدواء في متناول المحتاجين.
  3. جهود الإغاثة لمساعدة أولئك الذين عانوا من آثار الكوارث الطبيعية أو التي من صنع الإنسان.
  4. تحقيق التعليم للجميع.
  5. مكافحة الفقر والفساد والإرهاب.

ويتم تشجيع التضامن الإنساني في هذا اليوم من خلال جميع أشكال وسائل الإعلام، بما في ذلك مقالات المجلات والخطب في المناسبات الرسمية، وعلى شبكة الإنترنت من جماعات أو أفراد أو منظمات ملتزمة بالتضامن العالمي، حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم من دون أن يكون عطلة رسمية.

احتفال اليوم الدولي للتضامن الإنساني في 2015

في عام 2015 احتفل العالم بهذا اليوم تحت عنوان (تقدم ورخاء مشتركين قائمين على التضامن الإنساني)، حيث جاء الاحتفال بعد اعتماد زعماء العالم أهدافاً عالمية للقضاء على الفقر، حماية الأرض، ضمان الكرامة للجميع، كل ذلك من خلال تعزيز وتكريس التضامن الإنساني.

تعريف التضامن الإنساني وفق منظمة الأمم المتحدة

عرفت الأمم المتحدة التضامن الإنساني بأنه أحد القيم الأساسية للعلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين، حيث يستحق الذين يعانون (ومن لم يستفيدوا كثيراً من العولمة) المساعدة والعون ممن استفادوا منها كثيراً، وبناءً على ذلك، يغدو تعزيز التضامن الدولي، في سياق العولمة وتحدي تزايد التفاوت بين الفقراء والأغنياء سواءً داخل البلد الواحد أو بين الدول الغنية والفقيرة في العالم، أمراً لا غنى عنه.

التضامن في إطار عمل الأمم المتحدة

حدد مفهوم التضامن عمل الأمم المتحدة منذ إنشائها في عام 1945، فقد جمع إنشاء المنظمة شعوب العالم وأممه على تعزيز السلام، حقوق الإنسان، التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما تأسست المنظمة على فرضية أساسية للوحدة والانسجام بين أعضائها، عُبّر عن ذلك في مفهوم الأمن الجماعي الذي يستند إلى التضامن بين أعضائها والاتحاد لصون السلم والأمن الدوليين، كما تستند المنظمة على روح التضامن لحل المشاكل الدولية ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الإنساني.

لم تكتفِ منظمة الأمم المتحدة بإدراج التضامن في ميثاقها التأسيسي، بل اتخذت مبادرات أوسع لتحديد أهمية التضامن الإنساني، فأنشأت الصندوق الدولي للتضامن الإنساني، كما حددت يوماً يحتفل فيه العالم بالتضامن الإنساني.

صندوق التضامن العالمي

أنشأت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في شهر شباط/فبراير عام 2003، بموجب قرارها الذي حمل الرقم 265/57 صندوق التضامن العالمي بوصفه صندوقاً ائتمانياً تابعاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف القضاء على الفقر، تعزيز التنمية البشرية والاجتماعية في البلدان النامية، لا سيما بين القطاعات الأكثر فقراً من سكانها.

ليخ فاليسا صاحب فكرة تحديد يوم للتضامن الإنساني

تعود فكرة تحديد يوم دولي للتضامن الإنساني إلى مؤسس الحركة العمالية والرئيس السابق للجمهورية البولندية الحاصل على جائزة نوبل للسلام ليخ فاليسا في عام 1983، حيث اعتبر أن التضامن الإنساني يمكن أن يؤثر إيجاباً في العالم، داعياً منظمة الأمم المتحدة لتحديد يوم دولي للتضامن الإنساني، وأضاف: "المطلوب التضامن وليس الشفقة، يجب أن توحد جهود المجتمع الدولي للتفوق على أولوية المصالح الوطنية لصالح مبدأ التضامن الإنساني"، وفي عام 2000 حددت دول العالم التضامن باعتباره أحد القيم الأساسية الضرورية للعلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين، ذلك من خلال إعلان الألفية الثالثة (تضمن ما يجب القيام به للقضاء على الفقر).

اعتماد العشرين من كانون الأول/ديسمبر يوماً للتضامن الإنساني

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها الذي حمل رقم 209/60 في الثاني والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2005، التضامن باعتباره أحد القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين، وتقرر، في هذا الصدد، أن تعلن العشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام يوما دولياً للتضامن الإنساني، إيماناً منها بأن تعزيز ثقافة التضامن وروح المشاركة هو أمر ذو أهمية لمكافحة الفقر.

أهداف الاحتفال باليوم الدولي للتضامن الإنساني

سعت منظمة الأمم المتحدة من تحديد يوم للاحتفال بالتضامن الإنساني لتحقيق مجموعة من الأهداف، منها:

  1. الاحتفاء بوحدة الكيان البشري رغم تنوعه (من حيث الثقافات، الديانات، العادات والتقاليد).
  2. تذكير الحكومات بضرورة احترام التزاماتها في الاتفاقات الدولية، لاسيما ما يتعلق منها بالتضامن الإنساني كتقديم المساعدات لبلد منكوب (كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا تجاه هاييتي بعد الزلزال الذي أصاب الجزيرة عام 2007، وتسبب بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات)
  3. رفع مستوى الوعي العام بأهمية التضامن، من خلال المحاضرات والندوات والمقالات التي تتحدث عن هذا الأمر.
  4. تشجيع النقاش بشأن سبل تعزيز التضامن لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، بما في ذلك القضاء على الفقر.
  5. العمل على تشجيع على مبادرات جديدة للقضاء على الفقر.

شعار اليوم الدولي للتضامن الإنساني

يتكون شعار اليوم الدولي للتضامن الإنساني من رسم للكرة الأرضية حيث يتم التركيز على القطب الشمالي، وهو يصور كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وأربع دوائر متحدة المركز يمثل درجة من خط العرض، ويحيط بهذا الرسم صور أغصان الزيتون، التي تمثل السلام، يكون لون الشعار هو في كثير من الأحيان الأزرق، على الرغم من أنه يتم طباعته باللون الأبيض على خلفية زرقاء على علم الأمم المتحدة.

في الختام.. لطالما كان التعاون والتضامن الإنساني فعلاً فردياً غير منظم، موجود منذ القدم من خلال وقوف الناس إلى جانب بعضهم في الأزمات والملمات (المرض، الوفاة)، إضافةً للأفراح، لكن تحول التضامن الإنساني لهدف عالمي هو ما دفع منظمة الأمم المتحدة لتبني التضامن الإنساني في ميثاقها التأسيسي، إضافةً لإنشاء صندوق للتضامن الجماعي، كذلك تحديد اليوم الدولي للتضامن الإنساني في العشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر كل عام.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار