ترك التدخين وزيادة الوزن: ما العلاقة بين الأمرين؟

 على الرغم من ان عملية ترك التدخين غالبا ما ترافقها زيادة الوزن، فان المخاطر الصحية المترتبة على زيادة الوزن تعتبر ضئيلة مقارنة بمخاطر الاستمرار في التدخين. لدى بعض المدخنين، وخاصة لدى النساء، فان القلق من الوزن او الخوف من زيادة الوزن تشكل عوامل للبدء بالتدخين، مواصلة التدخين او استئناف التدخين بعد الاقلاع عنه. المراهقون، حتى الشباب، الذين يشعرون بالقلق من وزنهم، هم اكثر عرضة للبدء في التدخين .

 

الالية المسببة لزيادة الوزن، يرجع مصدرها على الارجح، ايضا لانخفاض وتيرة التمثيل الغذائي، التغيرات في النظام الغذائي وزيادة في استهلاك السعرات الحرارية.

 

بسبب الانخفاض في عملية التمثيل الغذائي (الاستقلاب Metabolism)، فان الاشخاص الذين يتوقفون عن التدخين سوف يزيد وزنهم حتى ولو لم يغيروا من العادات الغذائية. فقد اتضح ان الشخص الذي يدخن علبة سجائر واحدة في اليوم، "يحرق" 150-300 سعرة حرارية في اليوم اكثر من الشخص غير المدخن.

 

لدى الشخص الذي توقف عن التدخين، فان النيكوتين يختفي لديه وتقل وتيرة العمليات الايضية. عندما يعود الى التدخين مرة اخرى، فغالبا ما يحدث انخفاض في الوزن، والعودة الى وزنه قبل ترك التدخين.

 

تفترض النظرية ان نيكوتين السجائر يقلل بدرجة كبيرة من افراز الانسولين الى الدم. ونتيجة لذلك، يتم ازالة السكر من الدم بشكل ابطا، ولذلك يكون هناك شعور بالشبع لفترة اطول.

 

مع ترك التدخين فان مستوى الانسولين في الدم يرتفع ويختفي السكر بشكل اسرع. كما ان النيكوتين ايضا يزيد من مستوى هرمون الادرينالين في الدم. هذا الهرمون هو المسئول عن تحفيز نشاط الجهاز الهضمي، وحركة الطعام في الامعاء. عند التوقف عن التدخين، ينخفض ​​افراز هرمون الادرينالين، حيث يصبح نشاط الجهاز الهضمي  ابطا وتظهر اعراض الامساك.

 

الاعراض المميزة للاقلاع عن التدخين، مثل العصبية والرغبة الشديدة بتناول الاشياء الحلوة تتزايد بعد نحو 48 او 72 ساعة من ترك التدخين.

 

يوضح الخبراء ان هناك تشابه بين ادمان التدخين وادمان الطعام. لكل ادمان هناك نمط ثابت يكرر نفسه - حالة ارتفاع وهبوط للجسم. مباشرة بعد استهلاك المواد المسببه للادمان، تبدا حالة شديدة من النشوة البدنيه والمتعة، ثم يحدث بعدها هبوط قوي مرة اخرى.

 

تناول الاطعمة الغنية بالدهون والسكريات يؤدي في البداية للشعور بالغبطة والنشوة، التي تؤدي بعد ذلك بوقت قصير، لحالة هبوط واكتئاب تخلق فراغ والشعور بالنقص الذي يسبب الحاجة للعودة لشعور الغبطة والنشوة الاول عن طريق العودة لاستهلاك المواد المسببه للادمان وهكذا دواليك.

 

العلكة والعلاج الدوائي يعرقلان زيادة الوزن. التوجيه السلوكي الذكي هو الاساس في نجاح ترك التدخين ويعتبر الركيزة الاساسية للاقلاع عن التدخين على المدى الطويل، بالدمج مع العلاج الدوائي المناسب.

 

لزيادة نجاح عملية ترك التدخين، يجب على المعالج محاولة التعرف على الحواجز او العوائق التي تحول دون وقف التدخين وتقديم العلاج السلوكي او الدوائي لمساعدة المريض بالتغلب على العقبات او الحواجز.

 

 

 

بدائل النيكوتين، مثل العلكة وجدت انها فعالة في تاجيل زيادة الوزن بعد الاقلاع عن التدخين. كما ان الزيبان ايضا يمنع زيادة الوزن. رغم ذلك، فعند ايقاف علاج بوبروبيون Bupropion (المعروف باسمه التجاري زيبان ZYBAN) او العلاج ببدائل النيكوتين، تحدث هناك زيادة في الوزن مماثلة لتلك التي كان من شانها ان تحدث لو لم يتم استخدام هذه الادوية.

 

اتباع الحمية الغذائية اثناء الاقلاع عن التدخين. التوقف عن التدخين في حد ذاته هو عملية صعبة، ولذلك ليس من السهل في نفس الوقت ايضا اضافة تغييرات اخرى بالعادات المختلفة.

 

بقدر الامكان، يجب على المدخن ان يتبنى عادات جديدة منذ مرحلة الاعداد لترك التدخين - تغيير عادات الاكل، زيادة النشاط البدني والحد من النشاط الذي يرتبط بالتدخين.

 

بصفة عامة يمكن القول ان الامر يتطلب اتباع حمية غذائية مع نسبة عالية من الكربوهيدرات المركبة لكي يكون تحللها وامتصاصها الى الدم بطيئا، ويتم الحفاظ على مستوى ثابت من السكر في الدم لتنظيم الجوع والشهية.

 

لمنع حدوث الامساك، يجب على الحمية الغذائية ان تشمل الاطعمة التي تساعد عمل الجهاز الهضمي، مثل: الحبوب المختلفة، دقيق الشوفان، نخالة القمح، الخشخاش غير المفروم، الذرة، الشمندر وغيرها.

 

يجب على المعالج ان يدرك ان ترك التدخين غالبا ما يرتبط بزيادة الوزن. بالاضافة الى ذلك على المعالج ان يشرح للمدخن ان المخاطر الصحية من زيادة الوزن قليله بالمقارنة مع مخاطر الاستمرار بالتدخين وان يوصيه بمزيد من ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي من اجل التقليل من زيادة الوزن.

 

يجب ان يوصى المعالج بالتركيز بشكل رئيسي على التوقف عن التدخين وليس بخفض الوزن. هذا، حتى يشعر المعالج بانه واثق من الاقلاع عن التدخين وبمقدرته  عدم العودة للتدخين مرة اخرى.

 

بحسب الحاجة، ينبغي التوصية بالعلاج الدوائي، مثل الزيبان او بدائل النيكوتين، خاصة العلكة او الحبوب، والتي اثبت ان استخدامها يمنع زيادة الوزن اثناء عملية الاقلاع عن التدخين.

 

 

* انتبه الى الحالات المرتبطة بالتدخين مثل: مشاهدة التلفزيون، قيادة السيارة. حضر لنفسك بدائل مثل قنينة من الماء البارد، علكة خالية من السكر.

* لا تحاول اتباع حمية غذائية لخفض الوزن في بداية مرحلة الاقلاع عن التدخين لكن احرص على تناول وجبات منتظمة وغذاء صحي، غني بالفاكهة والخضروات الطازجة.

* اذا كنت معتادا على التدخين بعد شرب القهوة، فحاول التقليل في هذه الفترة من شرب القهوة والامتناع عن شرب الكحول.

* الاكثار من شرب السوائل الغير محلاة (يمكن استخدام التحلية الاصطناعية) واحرص على شرب كوب من الماء قبل كل وجبة.

* خصص وقتا لممارسة النشاط البدني يوميا. يمكن القيام بذلك لوحدك ويمكن الانضمام الى مجموعة منظمة.

* اشغل نفسك بالهوايات،  شغل يديك، او اي نشاط  يناسبك ويشغلك بدلا من السجائر.

* اخرج السجائر ومنافض السجائر من المنزل.

* في لحظات" الازمة"، يفضل الخروج للانتعاش، القيام بتمارين التنفس لاسترخاء الجسم، والاستنشاق بعمق، العد الى خمسة وزفر الهواء ببطء. تكرار التمرين عدة مرات، والاكتشاف انه يمكن العيش من دون السيجارة، وايضا بدون  الافراط في الاكل.

* خصص وقتا للنوم. عند التعب، يكون هناك ميلا الى التدخين وزيادة تناول الطعام.

* الاهم من ذلك! عدم الخضوع لاغراء التدخين حتى ولو سيجارة واحدة - فذلك قد يكون السبيل للعودة الى عادة التدخين.

* عليك ان تعرف: حتى لو كنت قد حاولت سابقا الاقلاع عن التدخين ولكنك عدت اليه، لا تعتبر ذلك فشلا. انظر الى ذلك كوسيلة للمضي قدما وتعلم ما الذي لم ينجح في السابق، او ما الذي افشل ذلك في الماضي - لتحسين ومحاولة تدابير اخرى، وبالاخص، التعلم والاستعداد للحالات التي قد تؤدي الى العودة الى التدخين. المهم هو عدم الياس، هناك  من المدخنين من نجح بعد عدة محاولات.

* اطلب الدعم من الاصدقاء، من الاسرة، منشخص مختص او شارك في مجموعة دعم.