حلقة نقاشية على هامش الجونة 2021: كيف غيرت السينما قوانينا حديثة؟

شهد اليوم جسر الجونة السينمائي حلقة نقاشية حول "السينما كأداة للتغيير المجتمعي"، وذلك من خلال الإجابة على عدد من الطروحات عن إمكانية أن تكون صناعة الأفلام غير الروائية قوة للتغيير.

وكذلك أن تكون السينما عدسة لاستكشاف الأنشطة الاجتماعية وتعزيزها على حد سواء، وإمكانية أن يكون الفيلم عاملا للتغيير من خلال رفع الوعي المجتمعي عبر الحدود.

جلة نقاضية عن أهمية السينما

أدارت تلك الجلسة النقاشية الإعلامية مريم فرج، وشارك فيها المخرج علي العربي، مخرج كباتن الزعتري، هوفيج إتيميزيان، رئيس خدمة الابتكار في مفوضية شؤون اللاجئين، سوبا أوماثفان الرئيس التنفيذي لمؤسسة دروسوس، وزينة دكاش مؤسسة كثارسيس المركز اللبناني للعلاج بالدراما. 

وتم التطرق خلال هذه الحلقة عن إمكانية وقدرة صناعة الأفلام غير الروائية علي تغيير المجتمع، وشرح المشاركون عن دور السينما في النقاشات العامة.

علي العربي يتحدث عن تجربته في كباتن الزعتري: 700 ساعة تصوير

وقد بدأ المخرج علي العربي الحوار من خلال سرد تجربته ومشواره الذي امتد لـ 10 سنوات في صناعة الأفلام، و قال إن هدفه أن يكون الفيلم مرآة للمجتمع عن خلال سرد الواقع بطريقة واضحة و صريحة، وذكر بالأخص فيلمه كباتن الزعرتي، حيث أشار أن الفيلم أخذ منه قرابة الـ 8 سنوات تحضير و 700ساعة تصوير، و أنه قام بزيارة 21 كامب للاجئين حول العالم وعاش معهم شهور حتي يستطع أن ينقل تجربتهم كاملة. 

ووجه في نهاية حديثه رسالة لصناع القرار بإعطاء وخلق فرصة للاجئين بحرية التنقل، ووجه اعتذاره لمحمود وفوزي أبطال الفيلم لعدم قدرتهم علي حضور حفل الافتتاح بسبب التصاريح، وأشار بأنهم الأبطال الحقيقين للفيلم.

زينة دكاش: غيرت قوانين لبنانية

هذا وقد تحدثت الممثلة والمخرجة اللبنانية زينة دكاش عن تجربتها وكيف غيرت أفلامها قوانين لبنانية، وقالت إنها في الأساس ممثلة مسرح إلى أن شعرت بالملل وأن عليها الوصول إلى فئات مختلفة في المجتمع فغيرت طريقها ودرست في الولايات المتحدة الأمريكية "العلاج بالدراما".

و لدى عودتها إلى بلدها الأم، لبنان، قامت بالتواصل مع الوزارات المعنية لنقل تجربة السجناء في السجون عن طريق الفن، وأوضحت أن الفكرة في البداية قوبلت بالرفض وكان هناك صراعات واجهتها حتى تمكنت من إقناع المسئولين، بدأت العمل في سجن للرجال حيث قدمت مسرحيات يقوم السجناء ببطولتها ويحضرها أسرهم والمسئولين والإعلام.

ومن ثم اتجهت إلي سجن النساء، لإلقاء الضوء علي النساء المعنفات في المجتمع اللبناني بسبب العنف الزوجي و الأسري والذي قمن بالدفاع عن نفسهم، فانتهي بهم المطاف فالسجن، محاولة منها لإجبار المجتمع لتشريع قوانين لحمايتهن.

وقالت سوبا أوماثفان، أن دورهم فعال حيث أنهم لا يجلسون في مكاتبهم، بل يتعاملون يوميا مع اللاجئين وبشكل شخصي، مما يتيح لهم القدرة علي فهم مشاكلهم الحقيقية.

وأضاف هوفيج إتيميزيان، أنه من خلال تعامله مع اللاجئين أصبح لديه صوره واضحة عن معاناتهم اليومية.

فيلم كباتن الزعتري

الجدير الذكر بأن كباتن الزعتري قد شارك في أكثر من 82 مهرجانا حول العالم، وترشح لأكثر من 15 جائزة دولية، وشهد عرضه العالمي الأول في مهرجان صاندانس السينمائي الدولي، حيث حصل على المركز الثاني ضمن قائمة أفضل أفلام في المهرجان، كما كان قد فاز الفيلم بعدة جوائز عند مشاركته في الدورة الثالثة ضمن القائمة القصيرة للأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج.

وتدور قصة كباتن الزعتري حول محمود وفوزي، اللذين يعيشان في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن لمدة خمس سنوات، على الرغم من ظروفهما الصعبة، فإنهما يركزان كل طاقتهما على حبهما الأول: كرة القدم، وعندما تصل أكاديمية أسباير إلى المخيم لاختيار لاعبين لبطولة دولية، ومن المنتظر أن ينطلق الفيلم في دور العرض الأمريكية في نيويورك ولوس أنجلوس ابتداءً من19 نوفمبر.

مهرجان الجونة السينمائي 2021

يشار إلى أن مهرجان الجونة السينمائي هو مهرجان سينمائي سنوي يعقد في مدينة الجونة، وقد تأسس المهرجان عام 2017. مؤسسا المهرجان هما رجلا الأعمال الشقيقان نجيب وسميح ساويرس، المهتمان بالشأن الثقافي والفني المصري، تحت إدارة انتشال التميمي المدير العام للمهرجان.

وتستمر فعاليات مهرجان الجونة 2021 على مدار أسبوع في الفترة من 14  أكتوبر/تشرين الأول وحتى 22 من الشهر الجاري، بحضور نخبة من نجوم الفن في مصر والعالم والوطن العربي، ويشارك خلال هذا العام مجموعة من صناع الأفلام ويتنافسون فيما بينهم بأكثر من 16 فيلما روائيا طويلا و23 فيلما قصيرا و10 أفلام وثائقي، إلى جانب الأفلام التي ستعرض خارج المسابقة.